مسجد السيدة عائشة هدم أكثر من مرة وأعيد بناءه في عصور مختلفة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
مسجد السيدة عائشة الذى يقع بشارع يحمل اسمها عند بداية الطريق الموصل إلى مدينة المقطم، وقد تهدم المسجد القديم وأعاد بناءه الأمير عبد الرحمن كتخدا في عام "1176 هـ ــ 1762م"، ثم هدم المسجد وأُعيد بناؤه سنة 1971م علي ما هو عليه الآن.
يتكون المسجد من مربع يتوسطه صحن وتحيط به الأروقة، ومما يسترعى النظر في رواق القبلة، أن الحراب لا يتوسط جدار القبلة، وإنما يقع في الركن الجنوبىالشرقى للجدار، كما يوجد بالواجهة الغربية للمسجد بابان بينهما المئذنة التي لم يبق منها سوى الدورة الأولى وقد كتب على الباب البحرى ما نصه :"مسجد امه التقى فستراه.
وقد تحقق الراحل أحمد زكى باشا من وجود جثمان السيدة عائشة بالضريح فنادى على رؤوس الأشهاد بقوله :"أن المشهد القائم في جنوب القاهرة باسم السيدة عائشة النبوية هو حقيقة متشرف بضم جسمانها الطاهر، وفيه مشرق أنوارها ومهبط البركات بسببها"، وقد كتب على باب القبة ما نصه :"لعائشة نور مضئ وبهجة.. وقبتها فيها الدعاء يجاب".
اما السيدة عائشة هي بنت جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وهى أخت الإمام موسى الكاظم رضى الله عنهما، لقد كانت كما جاءت ترجمتها في كتاب "مشاهد الصفا في المدفونين بمصر من آل المصطفى"، من العابدات القانتات المجاهدات، ويؤثر عنها أنها كانت تقول مخاطبة الله عز وجل : وعزتك وجلالك لئن أدخلتنى النار لآخذن توحيدىبيدى فأطوف به على أهل النار وأقول : وحدته فعذبنى، وقد رحلت عن عالمنا في سنة خمس وأربعين ومائة، حسب ما ذكر كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، للدكتورة سعاد ماهر محمد. ويجمع المؤرخون ممن تناولوا سيرة أهل البيت بالبحث والدراسة، على أن السيدة عائشة رضوان الله عليها، شرفت مصر وتوفيت بها سنة 145هـ، فقد جاء في كتاب "تحفة الأحباب" للسخاوى أنه رأى قبر السيدة عائشة وقت ثبت عليه لوح رخامى مكتوب عليه: "هذا قبر السيدة الشريفة عائشة من أولاد جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، توفيت سنة خمس وأربعين ومائة من الهجرة". وظل قبر السيدة عائشة حتى القرن السادس الهجرى مزارا بسيطا يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على صفين من المقرنصات، أما في العصر الأيوبى فقد أنشئ بجوار القبة مدرسة وذلك أنه عندما أحاط صلاح الدين الأيوبى عواصم مصر الإسلامية الأربع، الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة بسور واحد حتى يحصن البلاد من هجمات الصلبيين، ففصل هذا السور قبة السيدة عائشة عن باقى القرافة فرأى صلاح الدين، أن يقيم بجانب القبة مدرسة، كما أنه فتح في السور بابًا سماه باب السيدة عائشة وهو المعروف بـ "باب القرافة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسجد السيدة عائشة السيدة عائشة ابن الإمام على السیدة عائشة
إقرأ أيضاً:
الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة
قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن حفظ الله لعباده، المستمد من اسمه "الحفيظ"، يشمل كل الناس، مطيعون لله كانوا أو عصاة، فالإنسان وهو يعصي الله محفوظ، وعادة ما تجد أن العصاة أو الخارجين على حدود الله لديهم نعم أكثر، مما يدل على أن هذه النعم ليست شيئا في الحسبان الإلهي، وأن الدنيا للمطيع وللعاصي، فالله تعالى يمهل العاصي، ليس تربصا به ولكن لعله يتوب أو يرجع، وفي كل شيء تجد تطبيقا عمليا لقوله تعالى في الحديث القدسي: " إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبي".
وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه اليوم بثامن حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام ٢٠٢٥، أن لاسم الله "الحفيظ" معنيان، الأول هو الضبط، ومعناه ضد النسيان أو السهو، فيقال "فلان حافظ للقرآن عن ظهر قلب"، أي لا يمكن أن يخطئ في كلمة من كلماته، والمعنى الثاني هو "الحراسة"، من الضياع، ولا يكون ذلك إلا بحفظ من الله، لافتا أن حفظ الله للأرض والسماء يعني الإمساك والتسخير، فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض رحمة بعباده وحتى يتحقق لهم التسخير بالصورة الكاملة التي تفيد الإنسان وتعينه على أداء رسالته في هذه الحياة.
وأضاف شيخ الأزهر أن حفظ الله تعالى يشمل كذلك القرآن الكريم، فهو سبحانه وتعالى الحافظ للقرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع، مصداقا لقوله تعالى: " إنّا نَحْنُ نَزّلْنا الذّكْرَ وهو القرآن وإنّا لَهُ لحَافِظُونَ "، وهذا هو التأكيد الأكبر بأن القرآن لم يعبث به في حرف واحد، فقد وصلنا كما بلغه النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهو بين يدينا كما قرئ بين يديه "صلى الله عليه وسلم" دون أي تحريف أو تغيير.
واختتم فضيلته أن الإنسان مطالب، بجانب حفظ الله تعالى له، أن يعمل هو على حفظ نفسه وعقله، فهما أهم ما لديه من نعم الله تعالى، فهو مطالب بحفظ نفسه من المعاصي ومن تصلب الشهوات، ومطالب أيضا بحفظ عقله من المعلومات والمحتويات الضارة، والتي منها على سبيل المثال، ما قد ينتج عنه التشكيك في الدين أو العقيدة، وبهذا يكون بإمكان الإنسان أن يحفظ نفسه وعقله.