وداعاً لـالعروس التقليدية وأهلاً بـاللانش بوكس: هذه هي محتوياته المثالية
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
لم يكبر جيلنا على موضة "اللانش بوكس" وأقراص الخضار المقطعة على شكل قلب أو نجمة، بل نحن، والأجيال التي سبقتنا، كبرنا على "عروس" اللبنة والجبنة. أما اليوم، فبات "اللانش بوكس" الذي ترسله الأمهات مع أطفالهنّ إلى المدرسة المكوّن من أصناف مختلفة والمزينة بأبهى الأشكال، من أساسيات أكسسوارات الطفل المدرسية. ولكن هل تحضره كل الأمهات بالطريقة الصحية؟
تحدثت أخصائية التغذية عبير أبو رجيلي عن أن "اللانش بوكس" المثالي لا بدّ من أن يحتوي على عناصر غذائية معينة لا يجب حرمان الطفل منها.
عناصر أساسية لا تهمليها
على رأس هذه الأنواع، النشويات، على غرار الخبز على أنواعه، ويفضّل أن يكون من القمحة الكاملة أو الأسمر نظراً إلى أن هذا النوع من الطعام يساعد الطفل على التركيز بشكل جيد جداً طوال اليوم الدراسي.
وأضافت أبو رجيلي لـ"لبنان 24" أن الخضار أساسية أيضاً في "اللانش بوكس"، لأنها تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة، داعية إلى تقديم شرائح من الجزر، الخيار، البندورة، الفلفل، الخس وسواها.
أما بالنسبة للأطفال الذي لا يحبّذون تناول الخضار، فيجب على الأمهات توفير الأنواع التي يفضلونها على غيرها مع تقطيعها بطريقة جميلة كي يتقبّلوها أكثر.
ومن العناصر الأخرى المهمة التي يجب أن تكون موجودة في علبة الغذاء، الفواكه على غرار الموز، التفاح، الكيوي وغيرها، إذ أشارت أبو رجيلي إلى أن الأخيرة أساسية لنموّ الأطفال الجسدي والذهني نظراً لاحتوائها على مواد التأكسد والفيتامينات الضرورية لتقوية جهاز المناعة لمقاومة أمراض عديدة.
وشددت على أهمية التركيز على وجود البروتينات في علبة الغذاء مثل الأجبان التي يفضلّها الطفل، فضلاً عن الدهون الصحية كالمكسّرات النيئة التي تعزز نمو الجهاز العصبي لدى الأطفال بشكل سليم، مثل اللوز والجوز الذي يحتوي على الأوميغا 3 المهمّ جداً لصحة الدماغ.
وللتنويع، أعطت أبو رجيلي بعض الأمثلة على أطعمة سليمة وصحية يمكن إرسالها مع الطفل، مثل الـcrackers مع الجبنة البيضاء، وإضافة الأفوكادو أو الحمص مع الفواكه أو الاكتفاء بالخضار فقط، مع أهمية وجود زجاجة المياه للحفاظ على ترطيب جسمه طول النهار.
أطعمة تجنبي إرسالها
وعن الأطعمة التي يجب أن نتجنّب إرسالها مع الأطفال إلى المدرسة في "اللانش بوكس"، عددت أبو رجيلي العديد منها.
فأشارت إلى أن إضافة المايونيز إلى السندويشات يمكن أن يعرّض الطفل إلى التسمم الغذائي خاصة إذا ما تعرّض السندويش إلى حرارة مرتفعة، فضلاً عن اللحوم الباردة كاللحوم الباردة مثل المارتديلا، الحبش وسواها، التي لا يجب أن تبقى خارج الثلاجة لساعات طويلة.
كما أشارت إلى أن بعض الأمهات قد يلجأن إلى سندويش اللبنة الذي من الممكن أن يذبل بعد انقضاء بعض الوقت من إعداده، فلا يرغب الطفل بتناوله. من هنا، نصحت أبو رجيلي الأمهات اللواتي يرغبن بإعداد هذه "العروس التقليدية" لأطفالهنّ، بوضع اللبنة في قطعة من الخسّ داخل الخبز للحفاظ على جودتها لوقت أطول.
إلى ذلك، أضاءت أخصائية التغذية على أهمية طريقة توضيب الطعام في علب مخصصة عازلة للحرارة ومزوّدة بأكياس من الثلج للمحافظة على التبريد، وليس داخل الحقيبة المدرسية. وفي حال عدم توفر أكياس الثلج، أشارت أبو رجيلي إلى أنه يمكن تجميد علب العصير مسبقاً ووضعها مع الطعام لتبريده.
أما بالنسبة للأمهات اللواتي يكتفين بإرسال سندويش واحد مع أطفالهنّ وليس علبة متنوعة من الغذاء، فأشارت أبو رجيلي إلى أن هذا الأمر ليس خاطئاً إلا أنه يجب إضافة شيء من الخضار أو الفواكه.
إنتبهي للكميات
ودعت أخصائية التغذية إلى الإنتباه إلى إرسال كميات ملائمة من الطعام مع الطفل إلى المدرسة في "اللانش بوكس"، مع الأخذ بعين الإعتبار أنه سيعود لتناول وجبة الغذاء في منزله والتي يجب أن تكون مؤلفة من نسبة قليلة من النشويات كالأرزّ، مع صحن من الخضار أو السلطة، على أن لا تتكرر هذه الوجبة على العشاء بل الإكتفاء بسندويش خفيف من اللبنة أو الجبنة للحفاظ على نظام غذائي متوازن بهدف تفادي سمنة الأطفال المتفشية بشكل كبير في الوقت الحالي.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: اللانش بوکس إلى أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
النجارة التقليدية في الخليج.. دراسة توثيقية لنقوش الخشب والأبواب
ارتبط الإنسان بالخشب منذ أقدم العصور، حيث مثّل مادة أساسية في حياته اليومية، بدءا من الاستخدامات الوظيفية البسيطة وصولا إلى الأعمال الفنية المتقنة. ومع تطور الذائقة الجمالية وتعاظم الحس الإبداعي، برزت المشغولات الخشبية كأحد مظاهر الفنون التقليدية، إذ استفاد الإنسان من تنوّع الأخشاب وسهولة تشكيلها في تسجيل رؤاه وانطباعاته عن الطبيعة، تماما كما فعل في الزخرفة والنقش على الحجر والمعادن والمنسوجات.
وتعكس الفنون التقليدية بمختلف أشكالها، سواء المادية منها كالعمارة والزخرفة، أو الفنون الشفاهية كالموسيقى والغناء، الدور الاجتماعي للفن بوصفه أداة للتعبير عن الواقع المعيش. وفي هذا السياق، برزت حرفة النجارة والمشغولات الخشبية كواحدة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان لتلبية احتياجاته اليومية، حيث اتخذت أشكالا متعددة، لكن الأبواب والنوافذ احتلت مكانة بارزة باعتبارها جزءا رئيسيا من العمارة، حتى أصبحت أنماطها وتصاميمها ميزة تفرّق بين الشعوب والحضارات.
نقوش الخشب في عمارة الخليجفي منطقة الخليج العربي، كان للنقوش الخشبية الإسلامية حضور بارز في العمارة التقليدية، حيث تميزت الأبواب والنوافذ الخشبية بزخارفها الهندسية والنباتية والخطية التي تعكس الهوية الثقافية والفنية للمنطقة. وقد وثّق الباحث الدكتور سعيد عبد الله الوايل هذا الجانب في كتابه "الأبواب والنقوش الخشبية الإسلامية في المباني التاريخية في الخليج العربي"، الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، حيث قدم دراسة موسّعة تناولت تطور استخدام الخشب في العمارة الخليجية، مع التركيز على النقوش والزخارف الإسلامية التي زينت الأبواب والنوافذ التقليدية.
إعلانويُبرز الكتاب كيف نشأت المدن والتجمعات السكنية على سواحل الخليج العربي في فترات زمنية مختلفة، حيث قامت بعضها على أنقاض مستوطنات قديمة، في حين نشأت أخرى نتيجة لهجرات من داخل شبه الجزيرة العربية أو من السواحل القريبة. وتحت تأثير العوامل البيئية والمناخية والاجتماعية، اكتسبت العمارة الخليجية طابعا فريدا اعتمد فيه الحرفيون على مهاراتهم المتوارثة، إلى جانب تأثرهم بالطرز المعمارية للحضارات المجاورة، مثل بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين.
ويعرض الكتاب خلاصة جهد بحثي استمر لأكثر من 10 سنوات، اعتمد فيه المؤلف على البحث الميداني والتجوال بين مدن الخليج، وإجراء مقابلات موثقة مع الحرفيين والمختصين، بالإضافة إلى توثيق النماذج المتبقية من الأبواب الخشبية التاريخية سواء في مواقعها الأصلية أو في المتاحف. وقدّم من خلال ذلك تحليلا معمّقا لتاريخ وتطور النقوش الخشبية في عمارة الخليج العربي، مما يجعل الكتاب مرجعا أساسيا في دراسة هذا الفن التقليدي العريق.
يكشف الكتاب عن الدور المركزي الذي لعبته الأبواب والنقوش الخشبية في تعزيز الهوية المعمارية للخليج العربي، حيث لم تكن مجرد عناصر وظيفية، بل لوحات فنية تنطق بتاريخ المكان وثقافته. ويؤكد المؤلف أن هذه النقوش لم تكن مجرد زينة، بل حملت رموزا ودلالات ثقافية واجتماعية تعبّر عن معتقدات وقيم المجتمع.
ويؤكد الدكتور سعيد عبد الله الوايل على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الفني، لا سيما في ظل التغيرات العمرانية السريعة التي شهدتها المنطقة، داعيا إلى مزيد من الجهود لتوثيق وحماية المشغولات الخشبية التقليدية باعتبارها جزءا أصيلا من الموروث الثقافي الخليجي.
وخصص المؤلف الفصل الأول من الكتاب لاستعراض المحطات التاريخية الرئيسية في منطقة الخليج العربي، متتبعا مواقع الاستيطان البشري والآثار المكتشفة، فضلا عن تأثيرات فترات الاستعمار الأجنبي على الفنون والحرف التقليدية. كما تناول طبيعة المهن والحرف التي مارسها سكان المنطقة، والظروف البيئية والاجتماعية التي أثرت على تطورها.
إعلانوفي الفصل الثاني، تناول الكتاب أنواع الأخشاب التي استُخدمت في الخليج العربي، سواء المحلية أو المستوردة، مع التركيز على خصائصها ووظائفها المختلفة. كما استعرض الصناعات الخشبية البارزة، مثل صناعة السفن الشراعية، والنجارة التقليدية، مبينا الصلات الوثيقة بين الحرفتين، وأهم الأدوات التي استعان بها الحرفيون في أعمالهم.
ونظرا لكون الكتاب يركز على المشغولات الخشبية المرتبطة بالعمارة التقليدية، فقد أفرد الفصل الثالث لدراسة أنماط البناء في الخليج العربي، مع الإشارة إلى المباني التاريخية التي لا تزال قائمة في مختلف مناطق المنطقة.
أما الفصل الرابع، فقدّم تصنيفا تفصيليا للأبواب التقليدية، متناولا تسمياتها المختلفة، وخصائصها، والأجزاء المكونة لها. كما تطرق إلى النوافذ الخشبية (المشربيات)، والأعمدة الخشبية، والأثاث التقليدي، مسلطا الضوء على الجوانب الجمالية والوظيفية لهذه العناصر.
نقوش وزخارف إسلاميةخصص المؤلف الفصل الخامس للنقوش الخشبية الإسلامية، مستعرضا خصائصها، وطرق الحفر التقليدية التي استخدمها الحرفيون في الخليج العربي. وفي الفصل السادس، تناول بالتفصيل الأنماط الزخرفية والرموز التي نُقشت على الأبواب والنوافذ، مع تتبع مصادرها التاريخية والجغرافية، وما تحمله من دلالات ثقافية واجتماعية.
أما الفصل السابع، فناقش قضية حفظ وصيانة الأبواب والمشغولات الخشبية التقليدية، مسلطا الضوء على الأضرار التي تعرضت لها بسبب الإهمال أو العوامل البيئية. كما قدّم مقترحات للحفاظ على هذا التراث العريق، واستعرض بعض التجارب الناجحة في صيانة الأبواب الخشبية في المنطقة.
ويبرز الكتاب رؤية المؤلف حول التأثيرات التي شكّلت حرفة النقش الخشبي في الخليج العربي، إذ يشير إلى أن الفنان الشعبي المسلم، الذي ينتمي فكريا وروحيا إلى بيئته الثقافية، استطاع أن يعكس رؤيته للعالم من خلال الزخرفة. فالزهور، والنجوم، والأشكال الهندسية التي نقشها الحرفيون لم تكن مجرد زخارف تقليدية، بل كانت تعبيرا بصريا عن رؤيتهم الخاصة للطبيعة والحياة.
إعلانويرى المؤلف أن هذه الرموز والأشكال تحمل دلالات إبداعية تتجاوز الزمان والمكان، وأنها تسبق بمراحل بعض الاتجاهات الحديثة في الفنون البصرية، حيث بحثت المدارس الفنية المعاصرة عن "الفطرة الإبداعية" التي كان يمتلكها الفنان الشعبي بطبيعته.
يختتم الدكتور سعيد عبد الله الوايل كتابه بالتأكيد على أن توثيق الأبواب والنقوش الخشبية الإسلامية هو نوع من الوفاء للتراث الثقافي، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية البصرية والمعمارية للخليج العربي. ويؤكد أن هذا التراث لم يحظَ بالقدر الكافي من الدراسة والبحث، داعيا إلى مزيد من الجهود للحفاظ عليه، خاصة في ظل التغيرات العمرانية الحديثة التي تهدد بطمس ملامحه الأصيلة.