المشهد اليمني:
2024-07-08@04:08:46 GMT

في احتفالات ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

في احتفالات ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين

إن الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية هو بمثابة استلهام لقيمها وأهدافها، وبمثابة استدعاء وجداني لهذه القيم وهذه الأهداف لتكون محركاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً لمقاومة ودحر الانقلاب الحوثي الذي تجرأ على تنفيذ تلك الخطوة الشريرة في ظروف كانت فيها قيم الثورة وأهدافها قد تراجعت على المستوى العام، وأخذت تنفصل عن مسيرة الحياة، الأمر الذي تسلل معه اعداء الثورة الى مساحات هامة من بنى الدولة وأعمدتها الأساسية.

نعم حققت الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً منجزات هامة على كافة الأصعدة والمجالات، غيرت وجه الحياة على نحو شامل، غير أن المنجز المادي أو الثقافي الذي لا تدعمه أو تسنده القيم الوطنية للثورة، فإنه يفقد صلته بالمشروع الوطني، بل إن المشروع الوطني نفسه يتقلص في أفئدة من يديرون البلاد، لتجد البلاد نفسها مكشوفة على مشاريع متناحرة ومتقاتلة فيما بينها. وهذا للأسف ما حدث مع الثورتين.

وكان الحوثي هو اللعنة التي حلت باليمن، وتكمن أسبابها في أن المشروع الوطني كان قد تآكل بالحروب الداخلية والصراعات، وهو ما يعني ان مقاومة وهزيمة المشروع الخبيث للحوثي لن يتم إلا بالعودة الى التمسك بالقيم الوطنية للثورة وأهدافها في التغيير والبناء، والتأكيد على أن السلاح المقاوم يجب أن ينطلق من قاعدة المشروع الوطني الذي ضحى من أجله مئات الآلاف من اليمنيين في حروب مع الاماميين استهلكت ثلاثين عاماً من عمر ثورة سبتمبر: ثمان سنوات اولاً في حرب اكلت الأخضر واليابس في بداية الثورة وقيام الجمهورية وفي محاولة لهزيمة الجمهورية، ثم ٢٩ سنة حرب من ٢٠٠٤ الى اليوم، لاستعادة النظام الكهنوتي الإمامي المتخلف. في سنوات الحرب الأولى كانت الجمهورية متمسكة بصنعاء، وجعلت منها منطلقاً لمواجهة أعداء الثورة، تم الانتصار عليهم لأن السلاح حينها كان يشع بالقيم الوطنية، وكان المقاتلون الذي تدفقوا من كل أنحاء اليمن مسلحين الى جانب سلاحهم الحربي بإيمان لا يتزعزع بالثورة وأهدافها، وكانت الأمال في تغيير الواقع الغارق في التخلف والظلام والجهل تتنامى في كل مدن وبلدات وقرى اليمن شمالاً وجنوباً، وجاءت ثورة ١٤ اكتوبر لتعزز الدفاع عن الجمهورية وعن ثورة سبتمبر في تبادل للدعم والاسناد أوصل اليمن كله الى الحرية والاستقلال وبناء الدولة الوطنية.ثم واجهت هي الأخرى الكثير من التحديات التي أخذت مسارها أحياناً يتصادم عن القيم الوطنية للثورة.

لقد كان للمغترب اليمني في بلدان الاغتراب والمهجر دوراً بارزاً في دعم الثورة، وبناء الدولة، وظل المغترب يعيش أوضاع بلده يهتف لأفراحها، ويغتم لأوجاعها، واليوم يتكرر دوره في التصدي للمشروع الحوثي الايراني الذي دمر اليمن ليلقي بها مجدداً خارج العصر كما فعل الأئمة، لكن الحوثيين، ورثة أولئك الأئمة، هذه المرة ينفذون مشروعهم الطائفي مستخدمين منجزات الجمهورية، من طرق، ومدارس، وجامعات، ومستشفيات، واتصالات، وموانئ، وطيران، يتم استخدامها ليس لمصلحة الشعب، وإنما لتعزيز نفوذهم وتكريس المسار الطائفي والمشروع الايراني في اليمن والمنطقة عموماً. وفوق هذا يواصلون السخرية والتعالي من المطالب الاساسية التي تم الاتفاق على تلبيتها من موارد الدولة بعد اتفاق الحديدة عام ٢٠١٨.

اقرأ أيضاً درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية غالبيتهم أجانب.. مليشيا الحوثي تبدأ محاكمة متهمين باستهداف الصالة الكبرى بصنعاء هذه الصور والفيديو ليس في غزة .. شاهد ماذا فعل القصف الحوثي بعائلة يمنية في منزلها بتعز عاجل: إيران تتوعد بضربات صاروخية على إسرائيل من اليمن ولبنان وسوريا اسرائيل تذكر السعودية والامارات بقصف الحوثي على اراضيهما وتطالب الدولتين بإدانة هجوم حماس ميليشيا الحوثي تنقل 30 شابًا من سجن ”الحشاء” إلى المركزي بدمت الضالع بتهمة الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر إعلان أمريكي عن الشرط الوحيد لصرف مرتبات الموظفين اليمنيين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي ميليشيا الحوثي تجوب قرى محافظة صنعاء لجمع تبرعات للقوة الصاروخية لضرب إسرائيل ! ميليشيا الحوثي تجبر 350 سجينة في صنعاء التجسس لصالحها - تفاصيل أسرة الطفل الراجحي تشتكي نيابة إب بتمييع جريمة مقتل واغتصاب ابنهم قبل أكثر من عام (صور) الحكومة اليمنية تخسر أكثر من مليار دولار خلال أشهر الحكومة اليمنية تعلن إجازة رسمية تعويضية للموظفين

ومنذ عام ونصف منذ أن تم الاتفاق على هدنة متجددة كل شهرين، بدأ الحوثيون يطرحون شروطهم فيما يخص دفع الرواتب للموظفين العمومين، ويرفضون تنفيذ كل ما يخصهم من التزامات مثل توريد المبالغ النقدية المتأتية من موانئ الحديدة والاتصالات والجمارك وغيرها لتكوين مورد مالي مع اسهامات الحكومة لتغطية تكاليف دفع الأجور، وقاموا بتعطيل الكثير من المنشئات الاقتصادية بضربها بالطيران المسير الايراني أدى وسيؤدي الى المزيد من معاناة الناس.

وخلال هذه الفترة شهدت المنطقة تبدلات سياسية باعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وايران، تبعته خطوات مثل اعادة العلاقات مع النظام السوري، والعمل على تسوية بعض الازمات المستعصية، ورفع شعار تحقيق السلام في اليمن من قبل المجتمع الدولي والمنطقة.

لم تقدم ايران أي دليل على انها جادة في تحقيق السلام في اليمن، وقد رأينا نوع البيانات المراوغة التي صدرت عن المسئولين الايرانيين، مع استمرارهم تقديم الاسلحة للحوثي.

الجميع يتحدثون عن السلام، لكن لا شيء جاد يعملونه من أجل تحقيقه، بل إن كل الخطوات التي تتخذ على الارض وتأتي ضمن جهود شاملة لتحقيق السلام يستغلها الحوثي لتقوية مكانته، ثم يماطل في تنفيذ كل التزاماته، الأمر الذي أصبحت معه جهود السلام مجرد ضجيج لا ينتج على الأرض أي مسار من شأنه ان يفضي الى تحقيقه.

ان الحوثي مشروع حرب دائمة، ولذلك لن يقبل اليمنيون أن يظل وطنهم في حالة حرب دائمة، رأينا في الآونة الاخيرة الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت بعض المدن في تعبير عن بداية السقوط لهذا المشروع الخبيث.
كل عام وانتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* كلمة ألقاها في الحفل الذي أقيم يوم السبت ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ في مدينة برمنجهام البريطانية بمناسبة الذكرى ال ٦١ لثورة سبتمبر ، والذكرى ال ٦٠ لثورة ١٤ اكتوبر المجيدتين

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: المشروع الوطنی

إقرأ أيضاً:

توكل كرمان: أسوأ شيء قد يحدث لبلد أن يصبح بلا ذاكرة

 

قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن أسوأ شيء قد يحدث لبلد ما هو أن يصبح بلا ذاكرة، مما يجعله عرضة للاستغلال.

 

وأكدت أنه "برغم ما يكتنزه اليمن من تنوع سياسي وثقافي ومن طبيعة خلابة، فإن العناية بالصورة لم تكن أمرا شائعا، باستثناء بعض المشروعات الفردية".

 

جاء ذلك في كلمة لها ضمن فعالية نظمتها مؤسسة توكل كرمان في إسطنبول التركية، بعنوان "اليمن بعدسة سويدية"، وهدفت الفعالية، التي يصاحبها معرض للصور، إلى عرض الجمال الثقافي لليمن من خلال عدسة الطبيب السويدي، الدكتور بيوون فينجرين.

 

وعبّرت كرمان عن أملها بأن تسهم "هذه الفعالية وغيرها في تحفيز عدد أكبر من الشباب تحديدا لاستخدام الصورة في توثيق يوميات الناس ومعاناتهم، ورصد ما يحدث للمجتمع من تحولات".

 

كما أكدت أن "الدكتور بيورن، وغيره من الدراسين والمصورين، واكبوا مرحلة انتقال اليمن من مرحلة إلى أخرى".

 

وأضحت أن "الدكتور بيورن جاء لليمن في وقت كانت فيه تنفض عن نفسها غبار الإمامة، وتحاول اللحاق بركب الحضارة والتقدم".

 

وأضافت: "لقد كانت اليمن بلدا معزولا، ومن المؤسف أن هناك من يريده أن يعود بلدا معزولا، وهو ما يتناقض مع روح العصر".

 

وخاطبت بيورن، بالقول: "كان بودنا أن نلتقي في إحدى المدن اليمنية التي تعرفها جيدا لتجدد ونجدد معك الذكريات، لكن اليمن كما تعلم تقاسي حربا مركبة ومدمرة، يشترك فيها القريب والبعيد".

 

واعتبرت أن "هذه الحرب التي سوف تصبح بعد حين ذكرى بائسة يتذكرها شعبنا العظيم بكثير من العبرة والاستهجان".

 

وفي الشأن العربي والعالمي، أكدت كرمان أنه "لا يوجد عنوان أهم من غزة التي تواجه حربا ظالمة، وسط صمت وتواطؤ معيبين"، حسب تعبيرها.

 

وتساءلت: "كيف يمكن الموافقة على جريمة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".

 

وشددت على أن "ما يحصل في فلسطين يستدعي انتفاضة كل شعوب الأرض، فنحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، ولا نعيش في الأزمنة البائدة؛ لكي تمر هذه الجريمة".

 

وأكدت أن "مجازر التطهير العرقي وحرب الإبادة، التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وصمة خزي وعار ليس في حق الاحتلال فحسب، بل في جبين المجتمع الدولي بأسره

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: «انفراجة مهمة» بمفاوضات تبادل الأسرى في اليمن
  • شباب تعز: الجمهورية عنوان المشروع الوطني الذي يجب استعادة مضامينه لمواجهة انبعاث الإمامة
  • جنيف.. معرض للصور يوثق انتهاكات مليشيا الحوثي بحق النساء في اليمن
  • الكشف عن طبيعة الدور الذي تلعبه الصين في اليمن وما حقيقة تواصلها مع جماعة الحوثي؟
  • متحدث وفد الحكومة اليمنية يعلن انتهاء وفشل مفاوضات مسقط.. وجميح يعلّق: "هذه خسة ومهزلة"
  • خارطة الطريق اليمنية إلى جحيم الحرب الحقيقية
  • أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
  • توكل كرمان: أسوأ شيء قد يحدث لبلد أن يصبح بلا ذاكرة
  • عبدالسلام: تفهم روسي واضح لعمليات اليمن في البحر الأحمر المساندة لغزة
  • عبد السلام :الموقف الروسي من عمليات اليمن المساندة لغزة متفهم وواضح