في احتفالات ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
إن الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية هو بمثابة استلهام لقيمها وأهدافها، وبمثابة استدعاء وجداني لهذه القيم وهذه الأهداف لتكون محركاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً لمقاومة ودحر الانقلاب الحوثي الذي تجرأ على تنفيذ تلك الخطوة الشريرة في ظروف كانت فيها قيم الثورة وأهدافها قد تراجعت على المستوى العام، وأخذت تنفصل عن مسيرة الحياة، الأمر الذي تسلل معه اعداء الثورة الى مساحات هامة من بنى الدولة وأعمدتها الأساسية.
نعم حققت الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً منجزات هامة على كافة الأصعدة والمجالات، غيرت وجه الحياة على نحو شامل، غير أن المنجز المادي أو الثقافي الذي لا تدعمه أو تسنده القيم الوطنية للثورة، فإنه يفقد صلته بالمشروع الوطني، بل إن المشروع الوطني نفسه يتقلص في أفئدة من يديرون البلاد، لتجد البلاد نفسها مكشوفة على مشاريع متناحرة ومتقاتلة فيما بينها. وهذا للأسف ما حدث مع الثورتين.
وكان الحوثي هو اللعنة التي حلت باليمن، وتكمن أسبابها في أن المشروع الوطني كان قد تآكل بالحروب الداخلية والصراعات، وهو ما يعني ان مقاومة وهزيمة المشروع الخبيث للحوثي لن يتم إلا بالعودة الى التمسك بالقيم الوطنية للثورة وأهدافها في التغيير والبناء، والتأكيد على أن السلاح المقاوم يجب أن ينطلق من قاعدة المشروع الوطني الذي ضحى من أجله مئات الآلاف من اليمنيين في حروب مع الاماميين استهلكت ثلاثين عاماً من عمر ثورة سبتمبر: ثمان سنوات اولاً في حرب اكلت الأخضر واليابس في بداية الثورة وقيام الجمهورية وفي محاولة لهزيمة الجمهورية، ثم ٢٩ سنة حرب من ٢٠٠٤ الى اليوم، لاستعادة النظام الكهنوتي الإمامي المتخلف. في سنوات الحرب الأولى كانت الجمهورية متمسكة بصنعاء، وجعلت منها منطلقاً لمواجهة أعداء الثورة، تم الانتصار عليهم لأن السلاح حينها كان يشع بالقيم الوطنية، وكان المقاتلون الذي تدفقوا من كل أنحاء اليمن مسلحين الى جانب سلاحهم الحربي بإيمان لا يتزعزع بالثورة وأهدافها، وكانت الأمال في تغيير الواقع الغارق في التخلف والظلام والجهل تتنامى في كل مدن وبلدات وقرى اليمن شمالاً وجنوباً، وجاءت ثورة ١٤ اكتوبر لتعزز الدفاع عن الجمهورية وعن ثورة سبتمبر في تبادل للدعم والاسناد أوصل اليمن كله الى الحرية والاستقلال وبناء الدولة الوطنية.ثم واجهت هي الأخرى الكثير من التحديات التي أخذت مسارها أحياناً يتصادم عن القيم الوطنية للثورة.
لقد كان للمغترب اليمني في بلدان الاغتراب والمهجر دوراً بارزاً في دعم الثورة، وبناء الدولة، وظل المغترب يعيش أوضاع بلده يهتف لأفراحها، ويغتم لأوجاعها، واليوم يتكرر دوره في التصدي للمشروع الحوثي الايراني الذي دمر اليمن ليلقي بها مجدداً خارج العصر كما فعل الأئمة، لكن الحوثيين، ورثة أولئك الأئمة، هذه المرة ينفذون مشروعهم الطائفي مستخدمين منجزات الجمهورية، من طرق، ومدارس، وجامعات، ومستشفيات، واتصالات، وموانئ، وطيران، يتم استخدامها ليس لمصلحة الشعب، وإنما لتعزيز نفوذهم وتكريس المسار الطائفي والمشروع الايراني في اليمن والمنطقة عموماً. وفوق هذا يواصلون السخرية والتعالي من المطالب الاساسية التي تم الاتفاق على تلبيتها من موارد الدولة بعد اتفاق الحديدة عام ٢٠١٨.
اقرأ أيضاً درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية غالبيتهم أجانب.. مليشيا الحوثي تبدأ محاكمة متهمين باستهداف الصالة الكبرى بصنعاء هذه الصور والفيديو ليس في غزة .. شاهد ماذا فعل القصف الحوثي بعائلة يمنية في منزلها بتعز عاجل: إيران تتوعد بضربات صاروخية على إسرائيل من اليمن ولبنان وسوريا اسرائيل تذكر السعودية والامارات بقصف الحوثي على اراضيهما وتطالب الدولتين بإدانة هجوم حماس ميليشيا الحوثي تنقل 30 شابًا من سجن ”الحشاء” إلى المركزي بدمت الضالع بتهمة الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر إعلان أمريكي عن الشرط الوحيد لصرف مرتبات الموظفين اليمنيين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي ميليشيا الحوثي تجوب قرى محافظة صنعاء لجمع تبرعات للقوة الصاروخية لضرب إسرائيل ! ميليشيا الحوثي تجبر 350 سجينة في صنعاء التجسس لصالحها - تفاصيل أسرة الطفل الراجحي تشتكي نيابة إب بتمييع جريمة مقتل واغتصاب ابنهم قبل أكثر من عام (صور) الحكومة اليمنية تخسر أكثر من مليار دولار خلال أشهر الحكومة اليمنية تعلن إجازة رسمية تعويضية للموظفينومنذ عام ونصف منذ أن تم الاتفاق على هدنة متجددة كل شهرين، بدأ الحوثيون يطرحون شروطهم فيما يخص دفع الرواتب للموظفين العمومين، ويرفضون تنفيذ كل ما يخصهم من التزامات مثل توريد المبالغ النقدية المتأتية من موانئ الحديدة والاتصالات والجمارك وغيرها لتكوين مورد مالي مع اسهامات الحكومة لتغطية تكاليف دفع الأجور، وقاموا بتعطيل الكثير من المنشئات الاقتصادية بضربها بالطيران المسير الايراني أدى وسيؤدي الى المزيد من معاناة الناس.
وخلال هذه الفترة شهدت المنطقة تبدلات سياسية باعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وايران، تبعته خطوات مثل اعادة العلاقات مع النظام السوري، والعمل على تسوية بعض الازمات المستعصية، ورفع شعار تحقيق السلام في اليمن من قبل المجتمع الدولي والمنطقة.
لم تقدم ايران أي دليل على انها جادة في تحقيق السلام في اليمن، وقد رأينا نوع البيانات المراوغة التي صدرت عن المسئولين الايرانيين، مع استمرارهم تقديم الاسلحة للحوثي.
الجميع يتحدثون عن السلام، لكن لا شيء جاد يعملونه من أجل تحقيقه، بل إن كل الخطوات التي تتخذ على الارض وتأتي ضمن جهود شاملة لتحقيق السلام يستغلها الحوثي لتقوية مكانته، ثم يماطل في تنفيذ كل التزاماته، الأمر الذي أصبحت معه جهود السلام مجرد ضجيج لا ينتج على الأرض أي مسار من شأنه ان يفضي الى تحقيقه.
ان الحوثي مشروع حرب دائمة، ولذلك لن يقبل اليمنيون أن يظل وطنهم في حالة حرب دائمة، رأينا في الآونة الاخيرة الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت بعض المدن في تعبير عن بداية السقوط لهذا المشروع الخبيث.
كل عام وانتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* كلمة ألقاها في الحفل الذي أقيم يوم السبت ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ في مدينة برمنجهام البريطانية بمناسبة الذكرى ال ٦١ لثورة سبتمبر ، والذكرى ال ٦٠ لثورة ١٤ اكتوبر المجيدتين
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: المشروع الوطنی
إقرأ أيضاً:
مئات المسيحيين يتظاهرون فى دمشق.. رفض للطائفية ودعوة للوحدة الوطنية
شهدت العاصمة السورية دمشق، أمس، مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات من المسيحيين احتجاجًا على حادثة حرق شجرة عيد الميلاد بالقرب من مدينة حماة، في مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية الأرثوذكسية.
وأظهرت تقارير إعلامية أن الحادثة نُفذت على يد مسلحين من فصيل الأوزبك الأجنبي المنخرط في الصراع السوري منذ بداياته.
تفاصيل الحادثةانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة من الملثمين وهم يضرمون النار في شجرة الميلاد، في مشهد أثار غضبًا واسعًا.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الحادثة وقعت تحت تهديد السلاح، بينما تمكنت فرق الإطفاء من إخماد النيران لاحقًا، وتمكنت القوات الأمنية من ملاحقة واعتقال المتورطين في الحادثة.
ردود الفعل الشعبيةخرجت مظاهرات في أحياء مسيحية عدة بدمشق مثل جرمانا، وكشكول، وباب توما، حمل خلالها المتظاهرون شعارات تدعو للوحدة الوطنية ونبذ الفتن الطائفية.
كما طالبت المظاهرات القيادة العسكرية بالتنسيق مع لجان الأحياء لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
وفي السقيلبية، تجمع العشرات من الأهالي أمام مقر قيادة المنطقة، استنكارًا للتضييق على الطقوس الدينية والاعتداء على رموز الديانة المسيحية.
ورفع المتظاهرون صلبانًا خشبية وعلم الحكومة الانتقالية الجديدة، مرددين هتافات تطالب بحقوق المسيحيين وتدعو إلى السلام.
موقف السلطة والمعارضةفي مقطع فيديو آخر، ظهر رجل دين يمثل هيئة تحرير الشام ليؤكد أن منفذي الحادثة ليسوا سوريين، متعهدًا بمعاقبتهم وإعادة ترميم الشجرة وإنارتها.
وفي سياق متصل، أشار المحلل السياسي السوري بسام أبوعدنان إلى أن سوريا عاشت 14 عامًا من الحرب التي غذت البعد الطائفي، حيث استغل النظام السوري الأقليات لتحصين نفسه من الأغلبية.
وأوضح أن الحادثة تمثل نتيجة لتراكمات الحرب والصراعات الطائفية، لكنها تبقى فردية وتسعى السلطة لاحتوائها.
رسائل الوحدة الوطنيةرغم الفوضى الأمنية، أكد المتظاهرون رغبتهم في بناء وطن موحد يعمه السلام، بعيدًا عن الطائفية.
وأشار أبوعدنان إلى أن الشعب السوري، بمختلف أطيافه، ملّ من الحرب ويطمح إلى حياة مستقرة، فيما تسعى السلطة لخلق نموذج لسوريا متماسكة ومسالمة.