المشهد اليمني:
2025-02-24@16:45:52 GMT

في احتفالات ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

في احتفالات ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين

إن الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية هو بمثابة استلهام لقيمها وأهدافها، وبمثابة استدعاء وجداني لهذه القيم وهذه الأهداف لتكون محركاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً لمقاومة ودحر الانقلاب الحوثي الذي تجرأ على تنفيذ تلك الخطوة الشريرة في ظروف كانت فيها قيم الثورة وأهدافها قد تراجعت على المستوى العام، وأخذت تنفصل عن مسيرة الحياة، الأمر الذي تسلل معه اعداء الثورة الى مساحات هامة من بنى الدولة وأعمدتها الأساسية.

نعم حققت الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً منجزات هامة على كافة الأصعدة والمجالات، غيرت وجه الحياة على نحو شامل، غير أن المنجز المادي أو الثقافي الذي لا تدعمه أو تسنده القيم الوطنية للثورة، فإنه يفقد صلته بالمشروع الوطني، بل إن المشروع الوطني نفسه يتقلص في أفئدة من يديرون البلاد، لتجد البلاد نفسها مكشوفة على مشاريع متناحرة ومتقاتلة فيما بينها. وهذا للأسف ما حدث مع الثورتين.

وكان الحوثي هو اللعنة التي حلت باليمن، وتكمن أسبابها في أن المشروع الوطني كان قد تآكل بالحروب الداخلية والصراعات، وهو ما يعني ان مقاومة وهزيمة المشروع الخبيث للحوثي لن يتم إلا بالعودة الى التمسك بالقيم الوطنية للثورة وأهدافها في التغيير والبناء، والتأكيد على أن السلاح المقاوم يجب أن ينطلق من قاعدة المشروع الوطني الذي ضحى من أجله مئات الآلاف من اليمنيين في حروب مع الاماميين استهلكت ثلاثين عاماً من عمر ثورة سبتمبر: ثمان سنوات اولاً في حرب اكلت الأخضر واليابس في بداية الثورة وقيام الجمهورية وفي محاولة لهزيمة الجمهورية، ثم ٢٩ سنة حرب من ٢٠٠٤ الى اليوم، لاستعادة النظام الكهنوتي الإمامي المتخلف. في سنوات الحرب الأولى كانت الجمهورية متمسكة بصنعاء، وجعلت منها منطلقاً لمواجهة أعداء الثورة، تم الانتصار عليهم لأن السلاح حينها كان يشع بالقيم الوطنية، وكان المقاتلون الذي تدفقوا من كل أنحاء اليمن مسلحين الى جانب سلاحهم الحربي بإيمان لا يتزعزع بالثورة وأهدافها، وكانت الأمال في تغيير الواقع الغارق في التخلف والظلام والجهل تتنامى في كل مدن وبلدات وقرى اليمن شمالاً وجنوباً، وجاءت ثورة ١٤ اكتوبر لتعزز الدفاع عن الجمهورية وعن ثورة سبتمبر في تبادل للدعم والاسناد أوصل اليمن كله الى الحرية والاستقلال وبناء الدولة الوطنية.ثم واجهت هي الأخرى الكثير من التحديات التي أخذت مسارها أحياناً يتصادم عن القيم الوطنية للثورة.

لقد كان للمغترب اليمني في بلدان الاغتراب والمهجر دوراً بارزاً في دعم الثورة، وبناء الدولة، وظل المغترب يعيش أوضاع بلده يهتف لأفراحها، ويغتم لأوجاعها، واليوم يتكرر دوره في التصدي للمشروع الحوثي الايراني الذي دمر اليمن ليلقي بها مجدداً خارج العصر كما فعل الأئمة، لكن الحوثيين، ورثة أولئك الأئمة، هذه المرة ينفذون مشروعهم الطائفي مستخدمين منجزات الجمهورية، من طرق، ومدارس، وجامعات، ومستشفيات، واتصالات، وموانئ، وطيران، يتم استخدامها ليس لمصلحة الشعب، وإنما لتعزيز نفوذهم وتكريس المسار الطائفي والمشروع الايراني في اليمن والمنطقة عموماً. وفوق هذا يواصلون السخرية والتعالي من المطالب الاساسية التي تم الاتفاق على تلبيتها من موارد الدولة بعد اتفاق الحديدة عام ٢٠١٨.

اقرأ أيضاً درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية غالبيتهم أجانب.. مليشيا الحوثي تبدأ محاكمة متهمين باستهداف الصالة الكبرى بصنعاء هذه الصور والفيديو ليس في غزة .. شاهد ماذا فعل القصف الحوثي بعائلة يمنية في منزلها بتعز عاجل: إيران تتوعد بضربات صاروخية على إسرائيل من اليمن ولبنان وسوريا اسرائيل تذكر السعودية والامارات بقصف الحوثي على اراضيهما وتطالب الدولتين بإدانة هجوم حماس ميليشيا الحوثي تنقل 30 شابًا من سجن ”الحشاء” إلى المركزي بدمت الضالع بتهمة الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر إعلان أمريكي عن الشرط الوحيد لصرف مرتبات الموظفين اليمنيين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي ميليشيا الحوثي تجوب قرى محافظة صنعاء لجمع تبرعات للقوة الصاروخية لضرب إسرائيل ! ميليشيا الحوثي تجبر 350 سجينة في صنعاء التجسس لصالحها - تفاصيل أسرة الطفل الراجحي تشتكي نيابة إب بتمييع جريمة مقتل واغتصاب ابنهم قبل أكثر من عام (صور) الحكومة اليمنية تخسر أكثر من مليار دولار خلال أشهر الحكومة اليمنية تعلن إجازة رسمية تعويضية للموظفين

ومنذ عام ونصف منذ أن تم الاتفاق على هدنة متجددة كل شهرين، بدأ الحوثيون يطرحون شروطهم فيما يخص دفع الرواتب للموظفين العمومين، ويرفضون تنفيذ كل ما يخصهم من التزامات مثل توريد المبالغ النقدية المتأتية من موانئ الحديدة والاتصالات والجمارك وغيرها لتكوين مورد مالي مع اسهامات الحكومة لتغطية تكاليف دفع الأجور، وقاموا بتعطيل الكثير من المنشئات الاقتصادية بضربها بالطيران المسير الايراني أدى وسيؤدي الى المزيد من معاناة الناس.

وخلال هذه الفترة شهدت المنطقة تبدلات سياسية باعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وايران، تبعته خطوات مثل اعادة العلاقات مع النظام السوري، والعمل على تسوية بعض الازمات المستعصية، ورفع شعار تحقيق السلام في اليمن من قبل المجتمع الدولي والمنطقة.

لم تقدم ايران أي دليل على انها جادة في تحقيق السلام في اليمن، وقد رأينا نوع البيانات المراوغة التي صدرت عن المسئولين الايرانيين، مع استمرارهم تقديم الاسلحة للحوثي.

الجميع يتحدثون عن السلام، لكن لا شيء جاد يعملونه من أجل تحقيقه، بل إن كل الخطوات التي تتخذ على الارض وتأتي ضمن جهود شاملة لتحقيق السلام يستغلها الحوثي لتقوية مكانته، ثم يماطل في تنفيذ كل التزاماته، الأمر الذي أصبحت معه جهود السلام مجرد ضجيج لا ينتج على الأرض أي مسار من شأنه ان يفضي الى تحقيقه.

ان الحوثي مشروع حرب دائمة، ولذلك لن يقبل اليمنيون أن يظل وطنهم في حالة حرب دائمة، رأينا في الآونة الاخيرة الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت بعض المدن في تعبير عن بداية السقوط لهذا المشروع الخبيث.
كل عام وانتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* كلمة ألقاها في الحفل الذي أقيم يوم السبت ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ في مدينة برمنجهام البريطانية بمناسبة الذكرى ال ٦١ لثورة سبتمبر ، والذكرى ال ٦٠ لثورة ١٤ اكتوبر المجيدتين

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: المشروع الوطنی

إقرأ أيضاً:

الشرع في القاهرة!

أخيرا اعترفت السلطة الحاكمة في مصر بشرعية الأمر الواقع، ووجه رأسها الدعوة للرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة القاهرة، والمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، المزمع انعقاده في 4 آذار/ مارس المقبل!

تتحرك السلطة المصرية كما السلحفاة في التعاطي مع التحول المفاجئ في سوريا، منذ هروب بشار الأسد وسقوط نظامه، ودخول القائد أبو محمد الجولاني (حينئذ) دمشق والقصر الرئاسي، في تطور يفوق الخيال، على نحو لم يستوعبه العقل البشري، فذهب يربط ما جرى بالمؤامرة الكونية، التي تحاك ضد المنطقة منذ بدء الخليقة، والتي كان قادتها في غيوبة، والثورة تحقق انتصاراتها السريعة!

بيد أن الحقيقة، التي لا يراد الاعتراف بها، أن الجميع فوجئوا بهذه التطورات السريعة، لكنهم لم يكونوا سلحفاة في التعامل معها، فكان الاعتراف بزعيم هذا النصر، إلا القاهرة، التي ظل أولو الأمر فيها يعتقدون أن بإمكانهم أن يغيروا مجرى الأحداث، فمثل موقفهم عزفا نشازا..

وانبرى الإعلام يصور الأمر كما لو كان انقلابا ضد السلطة في القاهرة، ولم يبق لها إلا أن تطالب بعودة بشار، لولا أنه في مخبئه، يدرك أنه لا أمل في شيء، واستسلم لقدره بشكل مذهل، وهو الذي كان قبل قليل يظن أن لن يقدر عليه أحد، والعواصم العربية تخطب وده، وتتقرب إليه بالنوافل، بمن فيها أنقرة والرئيس التركي نفسه، فالدولة العربية الوحيدة التي لم تكترث به هي قطر، التي لم تغير موقفها منه، حتى وهو يتمدد طولا لا عرضا.

من المؤسف أن تدار سياسات الدول وتحالفاتها بمحيطها على قواعد "كايدة العزال أنا من يومي"، وكأنه من المفروض أن تستمر سوريا للأبد هي مضرب أمثال النظام الحاكم، عندما تتلخص إنجازاته في أننا أحسن من سوريا والعراق، وإذا كان قد خسر سوريا في ضربه للمثل، فقد كسب السودان مثالا للفوضى
لقد شن الإعلام السلطوي في مصر حملة إبادة إعلامية ضد الشرع، وكانوا يبحثون عن مبررات للخصام، باعتبار الموقف من القائد السوري الجديد هو جزء من صراعها مع جماعة الإخوان المسلمين، ومن الإسلام السياسي بوجه عام!

وجاءت بيانات أحد الشباب المصريين (أحمد المنصور) الذين شاركوا في الثورة السورية، لتقدم مبررا وجيها لهذا الموقف المعادي لما حصل في سوريا، ولم يشفع للنظام السوري الجديد أنه أوقف الفتى الذي قال إن الدور على الديكتاتور المصري، وبدأ الحديث عن ضرورة تسليمه لمصر، لأنهم اعتبروا أمر توقيفه رضوخا من الشرع، إذن فلم لا يكملون مهمة كسره وإذلاله، وهو أمر كاشف عن جهل بين بطبائع الأشياء من بلد عرف كل التنظيمات الإسلامية، ومنطق كل تنظيم، والشرع ليس الإخوان، وكيف يقبل الدنية في أمره والعالم كله يخطب وده؟

لقد اقتصر الطلب على الدعاية الإعلامية، ولم يطلق رسميا، مع الادعاء الإعلامي بأن (المنصور) أحد المتهمين باغتيال النائب العام المصري هشام بركات، ولم يكن هذا صحيحا!

ما لم يدركه النظام للوهلة الأولى أن وقف الشاب المصري، وإن جاء تأكيدا على أن الدولة السورية الجديدة لا تريد الدخول في مشكلات مع الإقليم، إلا أن فكرة تصدير الثورة، والانشغال بتحرير العالم، هي خارج حدود الفكر الجهادي، ففي أديباتهم أن عدو الداخل مقدم على عدو الخارج، وبالتالي فلن ينشغل الشرع وإخوانه بما هو خارج حدودهم، وغيرهم اهتم بإصلاح العالم، فخسر ما في يده، ولم يجد ما في جيبه!

لقد حدث في حملة الابتزاز لتسليم الشاب المصري، أن قام الشرع بمنح أحد المصريين الذين شاركوا في القتال ضد قوات بشار الأسد، رتبة عسكرية وألحقه بالجيش السوري الجديد، وظني أنها المصادفة، لكن القوم في القاهرة لم يفهموها كذلك، فكان التوقف الإعلامي عن طلب الشرع بتسليم المنصور، خاضعا ورجله فوق رقبته!

وإن كان خطاب الوصاية لم يتوقف وتناوب عليه السيسي مع وزير خارجيته، وبالعكس، فكان الطلب بعملية سياسية شاملة لا تقصي أحدا، حتى صار هذا العزف نكتة الموسم، فآخر من يحق له الحديث عن العمليات السياسية وشمولها هو النظام المصري الحاكم، لأنه يفتقد للسياسة وعملياتها، ولأنه يقصي كل المكونات الحية في المجتمع المصري عن السياسة، بما في ذلك الدولة المصرية التقليدية، فأقام دولته على أنقاض هذه الدولة، وجاء بمن هم في خارج حدودها ليستكمل بهم شكل المؤسسات، فأقصى المعارضة والمولاة معا.

وإذا كان الجنرال قد هنأ الشرع بتوليه منصب الرئاسة السورية، فإنه لم يتوقف عن محاولة فرض الوصاية، وبإعادة العزف المنفرد عن العملية السياسية الشاملة، التي لا تقصي أحدا، ربما لأنه اعتقد أنه بعد التهنئة فإن الشرع سيأتي له هرولة!

لقد كتبت منذ البداية أنه لا يجوز لمصر أن تظل بعيدة عن سوريا، حتى وإن كان ما يتشكل في دمشق على غير إرادتها، لكنهم أغروا بنا ذبابهم الإلكتروني الذي اندفع للقول إن مصر لا تحتاج سوريا بوضعها الراهن في شيء.

ومن المؤسف أن تدار سياسات الدول وتحالفاتها بمحيطها على قواعد "كايدة العزال أنا من يومي"، وكأنه من المفروض أن تستمر سوريا للأبد هي مضرب أمثال النظام الحاكم، عندما تتلخص إنجازاته في أننا أحسن من سوريا والعراق، وإذا كان قد خسر سوريا في ضربه للمثل، فقد كسب السودان مثالا للفوضى، والشقيق السوداني في الوضع المزري نتاج طبيعي لحكم العسكر، الذي لا يخرج إلا نكدا!

عموما، ومع الدعوة للشرع لزيارة القاهرة، نتمنى أن يقلع النظام الحاكم عما ينتج الاحتقان في العلاقة بين البلدين، فليس له أن يتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، وليس مؤهلا لإعطاء دروس فيما يختص بالعمليات السياسية، وفي شؤون بناء الدول! لعلهم استوعبوا خطأ سياستهم!

ما بين الشرع والإخوان:

أثير في الآونة الأخيرة سؤال: لماذا استقبلت المملكة العربية السعودية الشرع، ولم تستقبل الرئيس محمد مرسي؟

والسؤال خطأ لأنه قائم على فكرة إعلان العداء السعودي للرئيس مرسي منذ اللحظة الأولى، وهذا غير صحيح، بيد أن الأزمة في أننا في أجواء قلقة تدفع لتحسس البعض بطحات الرؤوس، فيندفعون هجوما وسبا في الخصم، بما يحول دون نقاش حقيقي حول موضوع النقاش!

أما أن السؤال خطأ، فلأن الموقف السعودي الرسمي لم يكن في البداية عدائيا للرئيس محمد مرسي، الذي قرر أن يستهل حملته الانتخابية بزيارة للسفارة السعودية بالقاهرة، ويبدأ زياراته الخارجية بالمملكة، كما أن النظام السعودي انفتخ بعد الثورة على الإخوان في مصر، والإصلاح في اليمن، والنهضة في تونس بعد أن كانت إيران هي المبادرة فيما يختص بتونس!!

ومن هنا كانت المشكلة، فالإخوان أسرى للتاريخ في العلاقة مع السعودية، وضاعت دعوتي للانفتاح على إيران سدى لتنوع العلاقات، لأني كنت كزرقاء اليمامة أرى شجرا يمشي، ولست مستعدا لما انتهت إليه زرقاء اليمامة على أي حال!

كان رأيي المعلن وقتئذ أن الرئيس محمد مرسي يتصرف في علاقته مع السعودية على أنه الامتداد للرئيس مبارك، والأمور ليست هكذا، فهناك ثورة قامت في مصر، هي ضمن الربيع العربي، والإقليم في خوف منها، وهناك مطالب بتصديرها، ثم إن الإخوان يمثلون قلقا مضاعفا لأن دعوتهم عالمية، ولديهم التنظيم الدولي، وقد استشعر السعوديون منذ بداية التسعينات تأثير دعوة الإخوان على التيار الديني السعودي، وهو تيار منافس. وقد أعلن هذا وزير داخلية المملكة الأمير نايف، وسبق محمد بن سلمان لذلك، وأذكر أنه عندما صرح الوزير السعودي بذلك، تواصلت مع المستشار مأمون الهضيبي رحمه الله للتعليق، فقال لي وهو يحرص على الود: زي بعضه!

مع الدعوة للشرع لزيارة القاهرة، نتمنى أن يقلع النظام الحاكم عما ينتج الاحتقان في العلاقة بين البلدين، فليس له أن يتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، وليس مؤهلا لإعطاء دروس فيما يختص بالعمليات السياسية، وفي شؤون بناء الدول
وقد استمرت علاقة النظام السعودي قائمة بالرئيس محمد مرسي، لكن عندما وجد الفرصة مواتية لإسقاطه شارك في ذلك، وهو أمر يمكن أن يحدث بالنسبة للرئيس الشرع، ومن أي نظام غربي سلم بنتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر، فلما وجد الانقلاب العسكري تجاوز القيم الدعائية المرفوعة!

الشرع رئيس متغلب، وليس من السياسة إعلان العداء له، حتى ممن استقبلوا بشار الأسد قبل قليل ضمن عملية إعادة إدماجه في المنظومة العربية. وكما قال حكيم إسبرطة: "العفي محدش يأكل لقمته"!

الثورة السورية بدون هيكل وهويدي:

كانت الثورة الإيرانية محظوظة بالكاتبين محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي، وغيرهما من الذين ذهبوا إلى إيران في أيامها الأولى، فأمكن للرأي العام العربي الوقوف على تفاصيلها، فألف الأول كتابه "مدافع آيات الله"، وكتب الثاني "إيران من الداخل"، بيد أن الثورة السورية لم تجد من في مثل الكفاءة المهنية لكلا من هيكل وهويدي يكتبها، ويفسر ما يستغلق على الجميع فهمه، لا سيما في السنوات الأخيرة، لفهم كيف تمكنت من النجاح الذي بدا مفاجأة غير متوقعة!

فنحن نشاهد حضورا إعلاميا كثيفا ينقل اللحظة، ويغطي الخبر دون ما وراء هذا الخبر، وكثيرون اندفعوا كجمهور كرة القدم، سعداء بالنتيجة ويشجعون اللعبة الحلوة، ويلتقطون لأنفسهم الصور من المدرجات، لأنهم ليسوا في كفاءة هيكل وهويدي، ولأننا لسنا في زمن الكتب ولكن في زمن فيسبوك و"تنيطر"، بحسب النطق الاستشراقي لوزير العدل المصري السابق أحمد الزند، لا أسكت الله له حسا؛ فقد مات الرجل بالحياة!

لقد حولوا الثورة السورية إلى مجرد فرح العمدة!

x.com/selimazouz1

مقالات مشابهة

  • الشرع في القاهرة!
  • ميناء ومُجمّع الحوثي الصناعي للتعذيب
  • ‎شركة صينية تطالب موظفيها العازبين بالزواج أو مواجهة الفصل
  • نصرالله .. القائد الذي نصر اليمن عندما خذله العالم
  • ثورة 21 سبتمبر في رسالة علمية
  • تقرير: هجمات الحوثي تعيد نشاط قراصنة الصومال بعد عقد من السبات
  • البابا فرنسيس.. رجل السلام والمحبة الذي يستحق التحية
  • القربي يفجر مفاجأة عن فشل الدعوات في اليمن!
  • بعد 5 أشهر..حزب الله يدفن حسن نصرالله رسمياً
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!