مع توافد المزيد من المهاجرين بحثاً عن حياة جديدة في الاتحاد الأوروبي، يتعرض السياسيون لضغوط أكبر

اجتمع البرلمان الأوروبي خلال الأسبوع الماضي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية لمناقشة أحد أكثر المواضيع الشائكة في  الاتحاد الأوروبي. وضغى عدم التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية إدارة أزمة الهجرة، على المناقشة التي شهدتها الجلسة العامة يوم الأربعاء (04أكتوبر/تشرين الأول).

ويحاول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات إصلاح نظامه المشترك   للجوء والهجرة. وتم الاتفاق مؤخرا حول العديد من المقترحات التشريعية التي يُتوقع أن تساهم في معالجة أسرع لطلبات اللجوء على الحدود الخارجية، وتوزيع أكثر ديموقراطية للاجئين داخل دول الاتحاد الأوروبي.

طريق المفاوضات صار أوضح!

ميثاق الهجرة الجديد للاتحاد الأوروبي، مطروح للمفاوضات بين المفوضية الأوروبية وممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي، لأجل العمل به، يجب على الأطراف الثلاثة التوقيع عليه.

لكن الخلاف بين الدول الأعضاء قد بدأ يتبدد، فقد أعلنت إسبانيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء المنصرم عن تحقيق انفراجة. وهو ما يمهد الطريق لبدء المحادثات مع   البرلمان الأوروبي  مرة أخرى.

دعت رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي إلى لامبيدوسا مؤخرًا، فهل يلبوا الدعوة؟

وقالت النائبة الألمانية اليسارية، غابرييلي بيشوف (SPD)، إن هدف المجلس التشريعي هو إجراء المفاوضات والتأكيد على الحق الأساسي في اللجوء. داعية إلى إيجاد حلول مشتركة وعدم الاستسلام لـ "سم الشعبوية".

وشدد الألماني مانفريد فيبر، زعيم حزب الشعب الأوروبي (أكبر كتلة في البرلمان الأوروبي)، على أن حزمة الإصلاحات هذه، ربما كانت الأكبر والأهم في الفترة التشريعية الحالية، التي تنتهي العام المقبل. وقال "إذا لم ننجح، فسيكون أمام الشعبويين مجال أكبر".

فرصة لسحب البساط من تحت أقدام اليمين المتطرف!

غالبا ما تتهم الأحزاب اليمينية المتطرفة الاتحاد الأوروبي بالفشل في إيجاد حلول فعالة  لمشكلة الهجرة غير القانونية، فقد قال ماركو زاني، النائب الإيطالي عن حزب ليجا الشعبوي اليميني، إنه لم يتغير شيء على الإطلاق خلال السنوات العشر الماضية منذ وفاة أكثر من 300 شخص في حادث قارب مروع قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. فبالنسبة له، يجب منع  المهاجرين  من الإبحار أصلا.

بينما يرى فيليب لامبرتس، السياسي البلجيكي وزعيم حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، الأمور بشكل مختلف. ففي نظره "الآن صار التركيز على منع المهاجرين من مغادرة بلدانهم، وتشديد الرقابة على الحدود، وسجن من يصلون إلى أوروبا، في تعاون تام مع الديكتاتوريين المستبدين".

مختارات شولتس يشيد باتفاق اللجوء الأوروبي ويعتبره "منعطفا تاريخيا" كيف تخطط الدول الأوروبية لإيقاف توافد طالبي اللجوء؟

زيادة ملفتة في أعداد طالبي اللجوء المتوافدين على ألمانيا. وهو ما يزيد الضغوط على السلطات بشأن توفير الرعاية لهم. المواقف بشأن سياسة الهجرة بدأت تتغير. والدنمارك باتت في سياسة الهجرة واللجوء نموذجا للعديد من الدول.

دعوة لتضامن أكبر بين دول الاتحاد

خلال الجلسة المنعقدة في البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء (04 أكتوبر/تشرين الأول)، أثيرت  مسألة التضامن  أكثر من مرة خلال المناقشات، فاتفاقية دبلن تنص على تحمل الدولة التي يصل إليها اللاجئ أو المهاجر لأول مرة مسؤولية معالجة طلب لجوئه. لكن سنوات طويلة، كانت الدول الأعضاء تشكو من عدم عدالة هذا القانون، خاصة منها الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي التي تستقبل أكبر أعداد من المهاجرين يوميا.

من المفترض أن ينص   اتفاق الهجرة الجديد  للاتحاد الأوروبي على توزيع إلزامي عادل للمهاجرين بين الدول الأعضاء، أو أن تدفع الدول التي لا ترغب في استقبال اللاجئين تعويضا نقديا عن ذلك. لكن دولا مثل المجر وبولندا، ترفضان هذه الفكرة تماما.

النائبة البولندية في البرلمان الأوروبي ورئيسة الحكومة السابقة بياتا شيدلو، التي تنتمي إلى حزب القانون والعدالة الحاكم حاليا، قالت إن بلادها لن توافق أبدًا على استقبال المهاجرين غير القانونيين، معتبرة أيضا أن اقتراح دفع مبالغ مالية عوض استقبال اللاجئين أمر سخيف.

في نهاية الناقش، أكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس، على أهمية التضامن بين   دول الاتحاد الأوروبي. وقال إنه من الظلم سياسيا وقانونيا وأخلاقيا أن نترك دول الاتحاد الأوروبي الخمس التي لها حدود خارجية وحدها لمهمة حراسة الحدود، معتبرا أن هذه مهمة مشتركة لدول الاتحاد الأوروبي. وهناك إجماع على ضرورة الانتهاء من حزمة الإصلاحات بحلول انتخابات الاتحاد الأوروبي المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران 2024.

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي المهاجرون لامبيدوزا إيطاليا المانيا دخول دول الاتحاد الأوروبي الحلم الأوروبي الاتحاد الأوروبي المهاجرون لامبيدوزا إيطاليا المانيا دخول دول الاتحاد الأوروبي الحلم الأوروبي فی البرلمان الأوروبی دول الاتحاد الأوروبی الدول الأعضاء

إقرأ أيضاً:

بمكبرات صوت.. مظاهرات بريطانية أمام البرلمان للعودة إلى الاتحاد الأوروبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال محسن حسني، مراسل القاهرة الإخبارية من لندن، إن هناك بعض الملامح للتشكيل الوزاري البريطاني، مؤكدًا أن حكومة الظل في حزب العمال هي الأقرب لشغل مناصب الوزراء الجدد.

وأضاف أن هناك عددا كبيرا من الشعب البريطاني، يتظاهرون بمكبرات صوت أمام البرلمان، يطالبون بالعودة للاتحاد الأوروبي، وهذا أمر انتظره كثيرًا الشعب البريطاني.

ونوه بأن هناك عددا من الأسماء أعلنت لشغل مناصب في الحكومة البريطانية الجديدة، وكل الأسماء سيعلن عنها يوم الإثنين المقبل.

مقالات مشابهة

  • بمكبرات صوت.. مظاهرات بريطانية أمام البرلمان للعودة إلى الاتحاد الأوروبي
  • وكيل الخارجية السوداني: بعد تمرد الدعم السريع البلاد أصبحت أكبر الدول المُصدرة للهجرة
  • حزب العمال يترأس الحكومة البريطانية بعد 15 عاماً و ارتياح في صفوف المهاجرين
  • إمكانية استبعاد هذه الدولة من منطقة شنغن
  • حزب الشعب يتهم الاتحاد الأوروبي بتصدير أزمة الهجرة إلى ليبيا
  • طالبو اللجوء في بريطانيا يعولون على حزب العمال لإنهاء مأساتهم التي صنعها المحافظون
  • مطارات الاتحاد الأوروبي ليست جاهزة لتطبيق نظام الدخول/الخروج
  • خبراء لـ«الاتحاد»: أزمة أوكرانيا ومعدلات الهجرة وراء صعود اليمين الأوروبي المتشدد
  • بريطانيا تستعد لفتح صناديق الاقتراع.. تعرف على الأحزاب المشاركة
  • إيطاليا وإسبانيا أكبر الدول المستوردة للمنتجات المصرية فى 2023