هجوم حماس يحرف مسعى التطبيع بين إسرائيل والسعودية عن مساره
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
أعاد الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، تركيز الأنظار على القضية الفلسطينية ووجّه ضربة للزخم الذي اكتسبه في الأشهر الماضية، المسعى الأميركي لإبرام اتفاق تطبيع بين الدولة العبرية والسعودية.
اعلاناندلعت السبت حرب جديدة بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على غزة. وأطلقت الحركة صواريخ ونفذت عمليات توغل وأسر في أراضي إسرائيل التي ردت بشنّ غارات على القطاع المكتظ بالسكان والذي تحاصره منذ أعوام.
وجاءت العملية على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأتت غداة حلول الذكرى الخمسين لحرب تشرين الأول/أكتوبر 1973. كما أتت في ظل مسعى لإبرام اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب، سيكون في حال إنجازه، الأحدث في سلسلة تفاهمات بين إسرائيل ودول عربية في الأعوام الأخيرة.
وتلقى اتفاقات التطبيع معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، إضافة الى كامل "محور المقاومة" الذي يضم إيران وحلفاءها في المنطقة. وتنظر طهران، العدو الإقليمي اللدود لإسرائيل، إلى اتفاقات التطبيع هذه على أنها "طعنة في ظهر" الفلسطينيين.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أن إسرائيل باتت في حالة "حرب" بعد هجوم حماس، في تبدّل جذري عن الخطاب الذي ألقاه الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورأى فيه أن اتفاقات التطبيع مع ثلاث دول عربية في العام 2020 أطلقت "عهدا جديدا من السلام".
كما أكد في حينه إمكانية إبرام اتفاق "سلام تاريخي" مع السعودية، سيكون ذا أهمية كبرى لإسرائيل نظرا لثقل المملكة السياسي والاقتصادي ورمزيتها في العالمين العربي والإسلامي.
هل تؤثر المواجهة المشتعلة بين حماس وإسرائيل على مسار التطبيع مع السعودية؟ نتنياهو: إسرائيل على "عتبة" التطبيع مع السعودية وليس للفلسطينيين "فيتو" على علاقات الدول معناشاهد: دون ذكر أسماء ... نصرالله ينتقد التطبيع المحتمل للعلاقات بين السعودية وإسرائيلويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن في اتجاه الاتفاق لما سيشكله من مكسب دبلوماسي يعزز حملته للانتخابات الرئاسية في 2024، رغم أن بعض حلفائه الديموقراطيين الذين غالبا ما ينتقدون السجل الحقوقي للمملكة، ممتعضون من الضمانات الأمنية التي قد توفرها واشنطن للرياض لقاء التطبيع.
وقال نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس، إن اتفاقا كهذا "كان دائما قمة يصعب تسلّقها، والآن ازداد ذلك صعوبة"، ورأى أن أعمال العنف الأخيرة تعيد تسليط الضوء على النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل "وتجعل من الصعوبة بمكان إخفاء هذه المسائل المعقّدة، كما فعلت اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020"، في إشارة الى التطبيع بين اسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أيلول/سبتمبر الاقتراب "أكثر فأكثر" من التطبيع مع إسرائيل، لكنه كرّر موقف بلاده بضرورة أن يشمل أي اتفاق معالجة قضايا الفلسطينيين، وقال: "نأمل أن تؤدّي (مباحثات الاتفاق) لنتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط".
"سلام بارد"بعد التصعيد السبت، ذكّرت وزارة الخارجية السعودية "بتحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع، نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته".
ورأى الباحث السعودي عزيز الغشيان أن موقف الرياض يهدف الى دحض الشكوك، بأن المملكة ستولي التطبيع أولوية على حساب دعم حقوق الفلسطينيين، وأوضح قوله: "هذا الوضع دفع السعودية للعودة الى دورها التقليدي (...) وضع نتانياهو عقبة أخرى أمام المباحثات لأنه قال إن هذه حرب الآن. لا أتوقع أن يحصل التطبيع على خلفية حرب".
من جهته، رأى مسؤول أميركي أنه لا يزال "من السابق لأوانه" الحكم على مدى تأثير الأحداث على مباحثات التطبيع. وتواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وأكدت الخارجية السعودية أن الأخير شدد على "رفض استهداف المدنيين العزّل بأي شكل، وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف".
وأعلن بلينكن أن الولايات المتحدة ستدلي "على الأرجح" اعتبارا من الأحد بتفاصيل عن مساعدة عسكرية جديدة لإسرائيل. وصرح بلينكن لشبكة سي ان ان قائلا: "ننظر في الطلبيات المحددة الجديدة للإسرائيليين. اعتقد أنكم ستعلمون اليوم على الأرجح بالمزيد عن هذا الموضوع".
وأضاف بلينكن في تصريح لقناة إيه بي سي قوله: "تجري الإدارة (الأميركية) بكاملها اتصالات في المنطقة بأسرها، وخارجها، لحشد الدعم لإسرائيل، وضمان أن تستخدم كل دولة كل الوسائل المتاحة لها، وكل النفوذ الذي تتمتع به، لانسحاب حماس ولضمان ألا يندلع النزاع في أماكن أخرى".
وردا على سؤال عن نية حماس المحتملة، تعطيل المناقشات - التي تدعمها واشنطن - الرامية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية، بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية عبر قيامها بهذه الاعمال العسكرية، قال وزير الخارجية الأميركي: "قد يكون ذلك جزءا من الدافع. انظروا، من يعارض تطبيع العلاقات؟ حماس وحزب الله وإيران. لذلك لن يكون الأمر مفاجئا".
ورأى مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية يوست هلتيرمان، أن أحد دوافع حماس لشنّ عملية السبت قد يكون الخشية من "تهميش إضافي مقبل للقضية الفلسطينية في نظر الفلسطينيين"، في حال طبّعت السعودية مع إسرائيل، وأشار الى أنه في حال مضت إسرائيل في التصعيد ردا على العملية، ستكون الدول العربية ملزمة باتخاذ مواقف أكثر تصلبا تماهيا مع الرأي العام.
وقال هلتيرمان: "اذا حصل كل ذلك، أتوقع سيناريو مشابها للسلام البارد بين اسرائيل والأردن واسرائيل ومصر: أن نشهد فتورا في العلاقة بين الامارات واسرائيل، وربما إرجاء على أقل تقدير لأي صفقة بين إسرائيل والسعودية".
ولفت الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، إلى أن استطلاعات للرأي في المملكة تؤشر إلى أن 2% من السعوديين يؤيدون التطبيع.
اعلان"كابوس" لإيرانوكان نتانياهو الذي يقود أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، قد طوى صفحة السلام مع الفلسطينيين، وقدّم التطبيع مع دول الخليج على أنه المستقبل، خصوصا في ظل ما يجمعها بإسرائيل من توجس مشترك حيال إيران.
ورغم أن الجمهورية الإسلامية والسعودية اتفقتا في نيسان/أبريل على استئناف العلاقات الدبلوماسية، بعد سبعة أعوام من القطيعة، وجّهت طهران انتقادا لاذعا للحديث عن تطبيع محتمل بين الرياض وتل أبيب، كما سبق لها ان انتقدت كل اتفاقات التطبيع السابقة.
واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هذا الشهر، أن المقاربة الواجب اعتمادها حيال إسرائيل هي "المقاومة"، عوضا عن "التطبيع والاستسلام".
وفي بيان تهنئة لحماس، اعتبر حزب الله اللبناني الحليف لطهران أن عملية السبت "رسالة إلى العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي بأسره، وخاصة أولئك الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو، أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير".
ورأى السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن هجوم حماس المدعومة بدورها من طهران، يبدو مصمّما "لوقف مساعي السلام بين السعودية وإسرائيل...اتفاق سلام بين هذين البلدين سيكون كابوسا بالنسبة لإيران وحماس".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وول ستريت جورنال: مسؤولون أمريكيون وسعوديون توصلوا إلى خطوط عريضة بخصوص التطبيع مع إسرائيل بايدن: حكومة نتنياهو تضم أكثر الوزراء تطرفاً منذ عهد غولدا مائير والتطبيع مع السعودية بعيد حاليا بلومبرغ تكشف عن لقاءات سعودية إسرائيلية استخباراتية حول القلق من إيران.. فهل هو تحرك نحو التطبيع؟ السعودية إسرائيل غزة تطبيع العلاقات هجوم فلسطين اعلانالاكثر قراءةعاجل. طوفان الأقصى: مقتل700 إسرائيلي على الأقل ونتنياهو يحذر من حرب طويلة وصعبة سنودن يسخر من برامج التجسس الإسرائيلية: "ليست مفيدة لاختراق اتصالات حماس" نتنياهو يتوعد بالقضاء على حماس.. مقتل 300 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 1500 آخرين في "طوفان الأقصى" شاهد: لحظة انهيار برج سكني وسط قطاع غزة جراء القصف الجوي الإسرائيلي العنيف على غزة شاهد: جثث منتشرة على الطرقات في سديروت بعد اقتحامها من قبل الفلسطينيين اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. أكثر من 1100 قتيل في المعارك بين إسرائيل وحماس والجيش الإسرائيلي يعلن قصف "أكثر من 500 هدف" في غزة يعرض الآن Next ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس يتكبد خسائر في انتخابات بافاريا وهيسن مقابل صعود لليمين المتطرف يعرض الآن Next انقسام حيال القضية الفلسطينية في مجلس الأمن أمام تحرك أمريكي لإدانة هجوم حماس على إسرائيل يعرض الآن Next فيديو: مهاجرون غير نظاميين يروون مشاهد إنقاذهم من الموت قبالة ساحل ليبيا يعرض الآن Next عملية حماس ضدّ إسرائيل ورقة ضغط جديدة في الحملة الانتخابية الأميركية LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل حركة حماس فلسطين الشرق الأوسط غزة قصف ألمانيا قطاع غزة مظاهرات بنيامين نتنياهو غرائب Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل حركة حماس فلسطين الشرق الأوسط غزة قصف My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: السعودية إسرائيل غزة تطبيع العلاقات هجوم فلسطين إسرائيل حركة حماس فلسطين الشرق الأوسط غزة قصف ألمانيا قطاع غزة مظاهرات بنيامين نتنياهو غرائب إسرائيل حركة حماس فلسطين الشرق الأوسط غزة قصف الشرق الأوسط یعرض الآن Next بین إسرائیل مع السعودیة التطبیع مع هجوم حماس تطبیع بین
إقرأ أيضاً:
فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
قبل قرن من الزمان، عندما كانت القوى الأوروبية الغربية تخطط لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حاولت الولايات المتحدة إقناع تلك القوى باتباع مسار مختلف. ودعماً للاعتقاد بأن الشعوب التي تحررت مؤخراً من الحكم الاستعماري ينبغي أن تتمتع بحق تقرير المصير، أرسلت الولايات المتحدة لجنة من الأميركيين البارزين لاستطلاع الرأي العام العربي لاكتشاف ما يريدونه وما لا يريدونه لمستقبلهم.
وخلصت اللجنة إلى أن الأغلبية الساحقة من العرب رفضت تقسيم أو تفكيك منطقتهم، أو الانتداب الأوروبي عليهم، أو إنشاء دولة صهيونية في فلسطين. وكان الكثيرون يأملون في قيام دولة عربية موحدة. كما حذر تقرير اللجنة من الصراع إذا ما تم المضي قدماً في التقسيم المخطط له.
وقد رفض البريطاني آرثر بلفور هذه النتائج، قائلاً إن مواقف السكان العرب الأصليين لا تعني الكثير بالنسبة له، خاصة عندما تقارن بأهمية الحركة الصهيونية.
وفي النهاية، نجح بلفور في تحقيق مراده، وتحققت نبوءة اللجنة الأميركية المروعة. فقد تم تقسيم منطقة الشرق الأوسط، وتأسست ولاية في فلسطين، استخدمها البريطانيون لتشجيع الهجرة اليهودية، الأمر الذي أدى إلى إنشاء دولة إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، تعرض الفلسطينيون للتهجير والتشريد والعنف المتواصل. ولأنهم قاوموا، فقد تحول القرن الماضي إلى صراع مستمر بلغ ذروته بالإبادة الجماعية في غزة والقمع الساحق في الضفة الغربية.
إن المشكلة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في الوقت الحاضر هي أنه خلال العقود الثلاثة الماضية فقد المزيد من السيطرة على ظروف حياته. فمنذ توقيع اتفاقيات أوسلو، اتخذت إسرائيل خطوات لجعل إقامة دولة فلسطينية موحدة في الأراضي التي احتلتها في عام 1967 أمراً مستحيلاً.
لقد فصل الإسرائيليون ما يسمونه القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية، مما أدى إلى تشويه اقتصادها وإجبار سكانها على الاعتماد على إسرائيل في الحصول على فرص العمل والخدمات. وفي الضفة الغربية، اتبع الإسرائيليون خطة لتوسيع المستوطنات واستخدام الطرق والبنية الأساسية ونقاط التفتيش والمناطق الأمنية “الخاصة باليهود فقط” لتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى مناطق صغيرة خاضعة للسيطرة. وقد عانت غزة من تراجع التنمية وتعرضت للخنق الاقتصادي لعقود من الزمان. كما تم عزلها عن بقية فلسطين.
لقد تحطم الحلم الذي كنا نأمله بعد أوسلو.
ولكن العالم الغربي لا يولي اهتماماً كبيراً لاحتياجات وتطلعات الشعب الفلسطيني. وبدلاً من ذلك، وبقيادة الولايات المتحدة، يتم طرح خطط لحكم مستقبل الفلسطينيين من دون موافقة المحكومين. وما يتم اقتراحه هو غزة يحكمها سلطة فلسطينية “مُصلحة”، مع توفير الأمن من قبل قوة عربية إسلامية، ولا شيء أكثر من الالتزام بالتفاوض على حل الدولتين في المستقبل.
إن الاقتراح غير قابل للتنفيذ لسببين.
رغم أن هذا المفهوم مصمم لتلبية احتياجات إسرائيل، فإن شروطه قوبلت بالرفض من جانب الإسرائيليين. فهم يرفضون مغادرة غزة أو السماح للفلسطينيين بالعودة إلى المناطق التي تم “تطهيرهم” منها في غزة. كما يرفض الإسرائيليون دور القوى الخارجية في توفير الأمن.
علاوة على ذلك، فإنهم يرفضون مناقشة أي نقاش حول دولة فلسطينية تنطوي على ربط المناطق الفلسطينية المقسمة، وخاصة إذا كان ذلك يتضمن التنازل عن الأراضي، أو إزالة المستوطنين، أو التنازل عن السيطرة الأمنية، أو توسيع دور السلطة الفلسطينية.
والأمر الأكثر أهمية هو أن خطط “اليوم التالي” فشلت في أخذ وجهات النظر الفلسطينية في الاعتبار.
وبدلاً من إعطاء الأولوية لما تريده إسرائيل (أو الولايات المتحدة) أو تتطلبه وفرض الخطط على الفلسطينيين لتلبية احتياجات إسرائيل الأمنية، هناك حاجة إلى التحول إلى نهج يتحدى تلك السياسات الإسرائيلية التي أدت إلى نزوح الفلسطينيين وغضبهم؛ وتشويه التنمية السياسية والاقتصادية الفلسطينية؛ وجعلت من المستحيل بناء المؤسسات الفلسطينية القادرة على كسب الاحترام.
إن نقطة البداية هي المطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال المدمر. ولابد من الاستماع إلى وجهات نظر الفلسطينيين. ولابد من تحميل إسرائيل وسياساتها التي خلقت هذه الفوضى وليس الضحايا المسؤولية.
هناك بعض العلامات المشجعة التي تشير إلى أن الرأي العام في الولايات المتحدة تحول في السنوات الأخيرة نحو اتجاه أكثر تأييداً للفلسطينيين. فقد أصبح الأميركيون أكثر دعماً للفلسطينيين، وأكثر معارضة للسياسات الإسرائيلية التي تنتهك الحقوق الفلسطينية. وهم منفتحون على تغيير السياسات التي من شأنها أن تساعد الفلسطينيين.
ولكن هنا وصلت المحادثة إلى طريق مسدود، وذلك -على وجه التحديد- بسبب عدم وجود رؤية فلسطينية واضحة للمستقبل، ولا توجد قيادة قادرة على التعبير عنها.
وعلى هذا الأساس، قامت مجموعة من رواد الأعمال الفلسطينيين بتكليف مؤسسة زغبي للأبحاث بقياس تأثير السياسات الإسرائيلية في غزة، والتهديدات التي تواجه السكان في الضفة الغربية، وسؤال الفلسطينيين عن المسار الأفضل للمضي قدما لتحقيق حقوقهم والسلام.
إن ما يكشفه الاستطلاع الذي أجري في شهر سبتمبر/أيلول هو أنه على الرغم من الظروف المختلفة التي فرضها الإسرائيليون على الفلسطينيين في كل من المناطق الثلاث الخاضعة لسيطرتهم، فإن الخيوط المشتركة المتمثلة في الهوية والرغبة في الحرية والوحدة لا تزال تربطهم ببعضهم البعض. إن ما يريدونه هو أن تُرفع ركبة الاحتلال الإسرائيلي عن ظهورهم حتى يتمكنوا أخيراً من التمتع بالحرية والاستقلال في أرضهم.
وبما أنهم فقدوا الثقة، بدرجات متفاوتة، في أداء السلطة الفلسطينية وحماس، فإنهم يفضلون ما يلي: إجراء استفتاء شعبي لانتخاب جيل جديد من القيادة القادرة على طرح رؤية جديدة لفلسطين؛ وتوحيد الصفوف الفلسطينية لإنشاء حكومة فعّالة قادرة على كسب الاحترام والتقدير؛ ومواصلة محاسبة إسرائيل على جرائمها في الهيئات الدولية.
وبطبيعة الحال، فإن كل هذا يحتاج إلى مزيد من التطوير، ولكن هذا هو المسار الأفضل على وجه التحديد لأنه يعترف بأنه بدلاً من الاستمرار في فرض “الحلول” على الفلسطينيين، فإن المكان الذي يتعين علينا أن نبدأ منه هو أن نسألهم عما يريدون، ونستمع إلى ما يقولون، ثم نعمل على تحويل تطلعاتهم إلى حقيقة واقعة.
*نشر أولاً في صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الصادرة بالانجليزية
جيمس زغبي24 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات "جو-جو" لطائرات الحوثي المسيرة تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية مقالات ذات صلة تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة 24 نوفمبر، 2024 توتنهام ينهي سلسلة انتصارات سيتي الطويلة على ملعبه برباعية دون رد 24 نوفمبر، 2024 اختطاف حاخام إسرائيلي في الإمارات 24 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق بلغ السيل الزباء 22 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة 24 نوفمبر، 2024 توتنهام ينهي سلسلة انتصارات سيتي الطويلة على ملعبه برباعية دون رد 24 نوفمبر، 2024 اختطاف حاخام إسرائيلي في الإمارات 24 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 بلغ السيل الزباء 22 نوفمبر، 2024 رحلة علاج 21 نوفمبر، 2024 ما المأمول من التكتل الوطني؟ 10 نوفمبر، 2024 الحزبية ونهضة الأمة 7 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 13 ℃ 23º - 11º 61% 1.96 كيلومتر/ساعة 23℃ الأحد 23℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 23℃ الأربعاء 24℃ الخميس تصفح إيضاً تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬515 غير مصنف 24٬194 الأخبار الرئيسية 15٬074 اخترنا لكم 7٬090 عربي ودولي 7٬057 غزة 6 رياضة 2٬373 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬269 كتابات خاصة 2٬094 منوعات 2٬020 مجتمع 1٬848 تراجم وتحليلات 1٬814 ترجمة خاصة 93 تحليل 14 تقارير 1٬620 آراء ومواقف 1٬555 صحافة 1٬485 ميديا 1٬430 حقوق وحريات 1٬333 فكر وثقافة 906 تفاعل 818 فنون 484 الأرصاد 335 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 9 نوفمبر، 2024 رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب أخر التعليقات نور سنقالإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
أحمد ياسين علي أحمدتقرير جامعة تعز...
Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...