موجات فرار ومخاوف من القادم.. أوضاع إنسانية صعبة في غزة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية صعبة عقب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس، المصنفة إرهابية، على الأراضي الإسرائيلية، فجر السبت.
وأدى الهجوم إلى تصعيد خطير في الأحداث، دفع العديد من سكان القطاع إلى الفرار، خوفا من تعرض منازلهم للقصف، بالإضافة إلى وجود شح كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لمعالجة المصابين وإجراء تدخلات جراحية.
وقال محمود شلبي، من المنظمة البريطانية "العون الطبي للفلسطينيين"، والذي يشرف على دعم المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة: "عندما بدأنا بالسؤال عن الوضع داخل المستشفيات التي نعمل معها، وصفها أحد الأشخاص بأنها تشبه المسالخ".
وأضاف في تصريحات لصحيفة "غارديان" البريطانية: "كانت هناك جثث ملقاة على الأرض، ولم تكن هناك مساحة كافية في أقسام الطوارئ، وذلك في وقت كانت تعاني فيه الطواقم الطبية، لتقديم يد العون للجرحى والمصابين".
وتابع: "الوضع رهيب حقًا في الوقت الحالي، فنحن نواجه أحد أصعب عمليات التصعيد كفلسطينيين في غزة".
وتنفي إسرائيل التعرض للمدنيين، وتؤكد أنها تستهدف المواقع التي يتحصن فيها مسلحون أو قيادات تابعة للفصائل المسلحة.
حصيلة جديدة لقتلى الجيش الإسرائيلي إثر هجمات "حماس" ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي جراء هجمات حركة حماس الفلسطينية إلى 73 شخصًا، وذلك بعدما نشرت وزارة الدفاع، الإثنين، أسماء 16 قتيلا جديدا عبر موقعها الإلكتروني.وقال شلبي إن "جماعات الإغاثة العاملة داخل غزة، تقدر أن ما لا يقل عن 20 ألف شخص نزحوا في الليلة الأولى للغارات الجوية الإسرائيلية".
ولفت إلى أن الآلاف فروا من المناطق الحدودية إلى مدينة غزة، وهي المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القطاع، والتي شهدت غارات جوية أدت إلى تدمير عدد من الأبراج والأبنية.
"البحث عن الأمان"من جانبه، قال المتخصص في علم جودة الهواء، محمد الغلاييني، الذي كان قادما مدينة مانشستر البريطانية لزيارة عائلته في غزة: " الأوضاع مقلقة جدا، فقد كانت هناك موجة قصف كل ربع أو نصف ساعة طوال الليل".
وزاد: "غادر العديد من الأشخاص منازلهم إلى أماكن تبدو أكثر أمانًا"، مشيرا إلى أنه يقيم في مبنى صديق له في شرق غزة بصبحة 80 من أقاربه وجيرانه.
وأردف: "عمي في خان يونس لديه أصدقاء يقيمون معه ويبحثون عن ملجأ بعيدا عن منازلهم القريبة من الحدود الشرقية" مع إسرائيل.
وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت غارات جوية وعمليات قصف بواسطة طائرات مسيرة، بالإضافة إلى إطلاق قذائف من مدفعيات بعض السفن الحربية المتواجدة في البحر المتوسط، وذلك بعد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن بلاده "في حالة حرب".
التصعيد بين حماس وإسرائيل.. دول تتحرك لإجلاء مواطنيها تسعى العديد من الدول حول العالم لإجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد الهجوم الذي بدأته حركة حماس، السبت، فيما تحاول بعض الدول الأخرى التوصل لمعلومات بشأن احتجاز عدد من مواطنيها كرهائن.وفي هذا الصدد، أوضح الغلاييني أن "الفلسطينيين مذهولون من الطبيعة غير المسبوقة لتوغل حماس في الأراضي الإسرائيلية".
لكنه أضاف أن ذلك "تسبب في انتشار هلع واسع النطاق بين سكان القطاع"، موضحا: "الناس خائفون جدًا من التطورات القادمة، لكنهم مع ذلك يقولون إنه ليس لديهم ما يخسرونه بعد أن عانوا من الحصار على مدى السنوات الـ15 الأخيرة".
ويقول حقوقيون إن الحصار المفروض على القطاع "يمنع الفلسطينيين من المغادرة إلا في ظروف استثنائية، ويحد من تدفق البضائع إلى المنطقة، خاصة مواد البناء والإمدادات الطبية، وقد يصل الأمر إلى حظر مواد غذائية"، وفق الصحيفة البريطانية.
وبعد اجتماع مع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أعلن مكتب نتانياهو أنه تم "قطع إمدادات الغاز والكهرباء عن غزة، وإيقاف مرور البضائع عبر معبر حدودي شمالي القطاع".
وعلى نفس المنوال، أمر وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بوقف إمدادات الكهرباء، مما أدى إلى خفض إمدادات الطاقة في القطاع بنسبة 80 في المئة.
ولفت الغلايني إلى أن "الإنترنت ضعيف جدًا ولا توجد كهرباء.. وحتى المولدات الاحتياطية التي أصبحت الآن وسيلة رديفة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، يتم تقنين استخدامها بسبب قلة الوقود".
وقال شلبي إن حالة الطوارئ غير المسبوقة للعاملين الطبيين في جميع أنحاء القطاع، التي تفاقمت بسبب نقص الكهرباء، بالإضافة إلى التصعيدات المتكررة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تركت البنية التحتية الطبية في غزة "في وضع متهالك".
وأضاف: "لقد تحدثت هذا الصباح مع طبيب جراحة عامة، يعمل في مركز صحي بمنطقة وسط غزة، وأخبرني أنهم يفتقرون إلى الإمدادات الطبية والأدوية، وكل ما هو مطلوب في حالات الطوارئ".
وشدد على أن "أسوأ ما في الأمر هو عدم وجود عدد كافٍ من الأطباء للتعامل مع الحالات الحرجة والأعداد الكبيرة من الجرحى"، لافتا إلى أن منظمته "أفرجت على الفور عن كامل مخزونها من الموارد الطبية، بما في ذلك إمدادات الدم، في خطوة لم تحدث سابقا خلال المعارك التي شهدها القطاع".
وختم بالقول: "نحن نقدم كل شيء لدينا في الوقت الحالي، لأن الوضع سيصبح قاتمًا للغاية، وفظيعًا حقًا".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: دخول المساعدات إلى غزة عند مستوى متدن
غزة "وكالات": قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم إن دخول المساعدات إلى غزة عند مستوى متدن، إذ صار تسليم المساعدات إلى أجزاء من شمال القطاع المحاصر شبه مستحيل.
تتعارض هذه التصريحات مع تقييم أمريكي صدر في وقت سابق من الأسبوع الجاري خلص إلى أن إسرائيل لا تعرقل حاليا وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتتجنب بذلك فرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية. وتقول إسرائيل إنها تعمل جاهدة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة.
وقال لايركه ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي في جنيف بشأن ما إذا كان وصول المساعدات الإنسانية قد تحسن "من وجهة نظرنا، فإن جميع المؤشرات التي يمكن النظر فيها فيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية تسير في الاتجاه الخاطئ".
وأضاف "دخولها عند مستوى متدن. الفوضى والمعاناة واليأس والموت والدمار والنزوح عند مستوى مرتفع".
وعبر لايركه عن القلق بشأن شمال غزة، حيث صدرت أوامر للسكان بالتوجه جنوبا مع استمرار توغل القوات الإسرائيلية لأكثر من شهر.
وقال لايركه "رأينا وشعرنا بقلق على وجه الخصوص إزاء الوضع في شمال غزة الذي أصبح الآن تحت الحصار فعليا، ومن شبه المستحيل إدخال المساعدات إلى هناك. لذا فإن هناك عرقلة للعملية".
وأضاف "الوضع فيما يتعلق بالعمل الإنساني كما يصفه أحد زملائي... هو أشبه بأنك ترغب في أن تقفز وتفعل شيئا. غير أنه أضاف: لكن أرجلنا مكسورة. لذا يُطلب منا القفز بينما أرجلنا مكسورة".
وأعطى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن في رسالة بتاريخ 13 أكتوبر تشرين الأول نظيريهما الإسرائيليين قائمة بخطوات محددة يتعين على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوما للتعامل مع الوضع المتدهور في غزة.
وقالا في الرسالة إن عدم تنفيذ تلك الخطوات قد تكون له عواقب محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وتقول جماعات إغاثية أخرى غير تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل لم تلب المطالب، وهو ما رفضته إسرائيل.
الضغط على إسرائيل
من جهة ثانية، أعلنت حركة حماس الفلسطينية اليوم أنها "مستعدة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة داعية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "للضغط" على إسرائيل، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع المدمر.
يأتي هذا بعد نحو أسبوع على إعلان قطر تعليق وساطتها بين إسرائيل وحركة المقاومة (حماس)، ما أضعف الآمال المتدنية أساسا بشأن تحريك المباحثات الهادفة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في القطاع الفلسطيني.
وقال باسم نعيم العضو في المكتب السياسي للحركة إن "حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في حال قُدم عرض يقضي بوقف اطلاق النار على ان تلتزم به دولة الاحتلال"، داعيا "الإدارة الأمريكية وترامب للضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف العدوان والحرب على غزة والمنطقة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
واضاف "نحن في حماس لم نتلقَّ أي اقتراح جديد وسندرس بايجابية أي عرض يقدم لنا"، واوضح أن "حماس أبلغت الوسطاء أننا مع أي اقتراح أو عرض يتم تقديمه لنا يحقق وقفا نهائيا لاطلاق النار والانسحاب العسكري من قطاع غزة مع تمكين عودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الاسرى وادخال المساعدات الانسانية والإغاثية وإعادة الاعمار". وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنهاء الحروب في الشرق الأوسط.
تسجيل لمحتجز
خلال هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، أسرت فصائل المقاومة 251 شخصا داخل إسرائيل واقتيدوا إلى قطاع غزة. ولا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع من بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
ومنذ الهدنة الوحيدة التي أبرمت نهاية نوفمبر 2023 وسمحت بالافراج عن مائة رهينة، لم تفض المفاوضات إلى أي نتيجة ما دفع قطر إحدى دول الوساطة إلى اعلان تعليق وساطتها بين إسرائيل وحماس.
وأسفرت الحملة العنيفة التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة عن استشهاد 43764 شخصا غالبيتهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وبثّت حركة الجهاد الإسلامي صباح اليوم تسجيلا مصوّرا جديدا للمحتجز الإسرائيلي ساشا تروبانوف في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 بعد بث أول تسجيل له في وقت سابق هذا الأسبوع.
وناشد تروبانوف الذي تعرّف عليه أقاربه في أول تسجيل نشر الأربعاء، في الفيديو الجديد أرييه درعي زعيم حزب شاس اليهودي المتطرف العضو في الائتلاف الحاكم في إسرائيل، مساعدته وغيره من المحتجزين في غزة.
وفي دير البلح بوسط القطاع، دمرت غارة إسرائيلية منزل محمد بركة، وقال بركة لفرانس برس "استيقظت عند الساعة 2:30 فجرا مع الغارة. ووجدت الركام والزجاج.. ووجدت حريقا في البيت".
وأضاف "أسفر القصف عن ثلاثة شهداء و15 جريحا".