شفق نيوز/ قالت وكالة فرانس برس "AFP" في تقرير لها، إن الهجوم المباغت الذي شنته حماس ضد إسرائيل، أعاد تركيز الأنظار على القضية الفلسطينية ووجه ضربة للزخم الذي اكتسبه مسعى واشنطن لإبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.

واندلعت السبت حرب جديدة بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على غزة، حيث أطلقت الحركة صواريخ ونفذت عمليات توغل وأسر في إسرائيل التي ردت بشن غارات على القطاع المكتظ بالسكان والذي تحاصره منذ أعوام.

وجاءت عملية "طوفان الأقصى" على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأتت غداة حلول الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، كما جاءت في ظل مسعى لإبرام اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب.

وتلقى اتفاقات التطبيع معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، إضافة إلى كامل محور المقاومة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أن إسرائيل باتت في حالة "حرب" بعد هجوم حماس، في تبدل جذري عن الخطاب الذي ألقاه الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ورأى فيه أن اتفاقات التطبيع مع ثلاث دول عربية في العام 2020 أطلقت "عهدا جديدا من السلام".

كما أكد في حينه إمكانية إبرام اتفاق "سلام تاريخي" مع السعودية، سيكون ذا أهمية كبرى لإسرائيل نظرا لثقل المملكة السياسي والاقتصادي ورمزيتها في العالمين العربي والإسلامي.

ويدفع الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتجاه الاتفاق لما سيشكله من مكسب دبلوماسي يعزز حملته للانتخابات الرئاسية في 2024، برغم أن بعض حلفائه الديمقراطيين الذين غالبا ما ينتقدون المملكة، وعبروا عن امتعاضهم من الضمانات الأمنية التي قد توفرها واشنطن للرياض لقاء التطبيع.

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس، إن اتفاقا كهذا كان دائما قمة يصعب تسلقها، والآن ازداد الأمر صعوبة.

ورأى أن التصعيد الأخير يعيد تسليط الضوء على الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل ويجعل من الصعوبة بمكان إخفاء هذه المسائل المعقدة كما فعلت "اتفاقات إبراهيم" المبرمة عام 2020، في إشارة إلى التطبيع بين تل أبيب وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.

وذكّرت الوكالة الفرنسية بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في سبتمبر، حيث أكد الاقتراب "أكثر فأكثر" من التطبيع مع إسرائيل، لكنه كرّر موقف المملكة بضرورة أن يشمل أي اتفاق معالجة قضايا الفلسطينيين.

وقال ولي العهد السعودي حينها "نأمل أن تؤدّي مباحثات الاتفاق لنتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط".

وبعد التصعيد السبت، ذكّرت وزارة الخارجية السعودية بـ"تحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته".

ورأى الباحث السعودي عزيز الغشيان أن موقف الرياض يهدف إلى دحض الشكوك بأن المملكة ستولي التطبيع أولوية على حساب دعم حقوق الفلسطينيين.

وأوضح "هذا الوضع دفع السعودية للعودة إلى دورها التقليدي فيما وضع نتنياهو عقبة أخرى أمام المباحثات لأنه قال إن هذه حرب الآن. لا أتوقع أن يحصل التطبيع على خلفية حرب".

 وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد صرح لقناة "إيه بي سي" ردا على سؤال عن نية حماس المحتملة تعطيل المناقشات التي تدعمها واشنطن والرامية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية عبر قيامها بهذه الاعمال العسكرية، "قد يكون ذلك جزء من الدافع.. انظروا من يعارض تطبيع العلاقات؟ حماس وحزب الله وإيران.. لذلك لن يكون الأمر مفاجئا".

هذا، وأفاد مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية يوست هلتيرمان، بأن أحد دوافع حماس لشنّ عملية السبت قد يكون الخشية من "تهميش إضافي مقبل للقضية الفلسطينية في نظر الفلسطينيين في حال طبّعت السعودية علاقاتها مع إسرائيل".

وأشار إلى أنه في حال مضت إسرائيل في التصعيد ردا على العملية، ستكون الدول العربية ملزمة باتخاذ مواقف أكثر تصلبا.

وقال "إذا حصل كل ذلك، أتوقع سيناريو مشابها للسلام البارد بين اسرائيل والأردن وإسرائيل ومصر وأن نشهد فتورا في العلاقة بين الإمارات واسرائيل، وربما إرجاء على أقل تقدير لأي صفقة بين إسرائيل والسعودية".

ولفت الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، إلى أن استطلاعات للرأي في المملكة تشير إلى أن 2 بالمئة من السعوديين يؤيدون التطبيع.

أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فقد رأى أن هجوم حماس يبدو مصمما "لوقف مساعي السلام بين السعودية وإسرائيل".

وأضاف غراهام "اتفاق سلام بين هذين البلدين سيكون كابوسا بالنسبة لإيران وحماس".

وأطلقت "حماس" فجر السبت عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية.

واعترفت القوات الإسرائيلية والشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية بسقوط قتلى في صفوفهم بالإضافة إلى وقوع أسرى إسرائيليين وأجانب بيد حماس دون تحديد عددهم.

وردا على ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ردا على "طوفان الأقصى" وشن غارات على قطاع غزة.

المصدر: RT - AFP

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اسرائيل السعودية التطبيع حماس طوفان الاقصى بین إسرائیل ردا على

إقرأ أيضاً:

مطالبات ليبية بإسقاط "الدبيبة" ومحاكمة نجلاء المنقوش بسبب التطبيع مع إسرائيل

أثارت تصريحات وزيرة الخارجية الموقوفة في حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية نجلاء المنقوش، حول لقائها وزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين قبل عام ونصف موجة غضب في الشارع الليبي، صاحبها استهجان من قِبل العديد من الساسة والنشطاء والحقوقيين والقانونيين.

وتظاهر مئات الليبيين فى عدة مدن لعل أبرزها الاحتجاج أمام استراحة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، في طريق الشط بالعاصمة طرابلس، مطالبين بضرورة إسقاط الحكومة التي تخطط للتطبيع مع إسرائيل ومحاكمة وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش.

وفي مصراتة، نظم محتجون أيضاً تظاهرة احتجاجية ضد رئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية الدبيبة، وطالبوا فيها بتنحيته، بعدما قالت نجلاء المنقوش إن لقاءها الوزير الإسرائيلي جاء بموافقة الحكومة وترتيبها.

كما شهدت مدن أخرى، مثل بني وليد وصبراتة، وأخرى بالجنوب الليبي مظاهرات مماثلة، رُفعت خلالها شعارات مناهضة للتطبيع ومناصرة للفلسطينيين، ومطالبة بإقالة حكومة عبد الحميد الدبيبة، والتحقيق معه وملاحقة نجلاء المنقوش، وفق تسجيلات ومقاطع فيديو نشرتها صفحات تواصل ليبية.

خلال حديث إعلامي، قالت نجلاء المنقوش إن لقاءها وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين في روما العام 2023 جاء إثر اتصال وتنسيق بين الجانب الإسرائيلي وحكومة الوحدة الوطنية، موضحة: لم أكن طرفًا في الترتيب لأجندة الاجتماع، والحكومة هي التي رتبت، وأنا أوصلت الرسالة.

تفاعلت أيضا أطراف سياسية وبرلمانية وحقوقية وقانونية ليبية مع تصريحات نجلاء المنقوش، معبرين عن استهجانهم ما جاء بها، حيث وصف التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني لقاء المنقوش وكوهين بأنه جريمة نكراء، داعيا النائب العام الليبي إلى محاسبة كل من تورط فيها.


 

مقالات مشابهة

  • خارطة “إسرائيل الكبرى” تُحرج أنظمة التطبيع
  • "حماس": لسنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل في حال تجاوب نتنياهو
  • كاتب صحفي: إسرائيل تواصل جرائم العنف في غزة بمساندة أمريكية
  • رويترز: حماس تتمسك بمطلبها بأن تنهي إسرائيل حربها على غزة بالكامل بموجب أي اتفاق
  • تقرير: قادة الجيش الإسرائيلي يطالبون باتفاق في غزة
  • "أبوالهول": إسرائيل وفرت منتجعات لجنودها في غزة لتدمير الروح المعنوية الفلسطينية
  • مطالبات ليبية بإسقاط "الدبيبة" ومحاكمة نجلاء المنقوش بسبب التطبيع مع إسرائيل
  • بايدن وترامب يضغطان على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير
  • إسرائيل: حماس تعرف "تماماً" مكان وجود الرهائن
  • دعوات ليبية لإسقاط الدبيبة بعد تصريحات المنقوش حول التطبيع مع إسرائيل.. شاهد