​يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية صعبة عقب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس، المصنفة إرهابية، على الأراضي الإسرائيلية، فجر السبت.

وأدى الهجوم إلى تصعيد خطير في الأحداث، دفع العديد من سكان القطاع إلى الفرار، خوفا من تعرض منازلهم للقصف، بالإضافة إلى وجود شح كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لمعالجة المصابين وإجراء تدخلات جراحية.

وقال محمود شلبي، من المنظمة البريطانية "العون الطبي للفلسطينيين"، والذي يشرف على دعم المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة: "عندما بدأنا بالسؤال عن الوضع داخل المستشفيات التي نعمل معها، وصفها أحد الأشخاص بأنها تشبه المسالخ".

وأضاف في تصريحات لصحيفة "غارديان" البريطانية: "كانت هناك جثث ملقاة على الأرض، ولم تكن هناك مساحة كافية في أقسام الطوارئ، وذلك في وقت كانت تعاني فيه الطواقم الطبية، لتقديم يد العون للجرحى والمصابين".

وتابع: "الوضع رهيب حقًا في الوقت الحالي، فنحن نواجه أحد أصعب عمليات التصعيد كفلسطينيين في غزة".

وتنفي إسرائيل التعرض للمدنيين، وتؤكد أنها تستهدف المواقع التي يتحصن فيها مسلحون أو قيادات تابعة للفصائل المسلحة.

حصيلة جديدة لقتلى الجيش الإسرائيلي إثر هجمات "حماس" ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي جراء هجمات حركة حماس الفلسطينية إلى 73 شخصًا، وذلك بعدما نشرت وزارة الدفاع، الإثنين، أسماء 16 قتيلا جديدا عبر موقعها الإلكتروني.

وقال شلبي إن "جماعات الإغاثة العاملة داخل غزة، تقدر أن ما لا يقل عن 20 ألف شخص نزحوا في الليلة الأولى للغارات الجوية الإسرائيلية".

ولفت إلى أن الآلاف فروا من المناطق الحدودية إلى مدينة غزة، وهي المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القطاع، والتي شهدت غارات جوية أدت إلى تدمير عدد من الأبراج والأبنية.

"البحث عن الأمان"

من جانبه، قال المتخصص في علم جودة الهواء، محمد الغلاييني، الذي كان قادما مدينة مانشستر البريطانية لزيارة عائلته في غزة: " الأوضاع مقلقة جدا، فقد كانت هناك موجة قصف كل ربع أو نصف ساعة طوال الليل".

وزاد: "غادر العديد من الأشخاص منازلهم إلى أماكن تبدو أكثر أمانًا"، مشيرا إلى أنه يقيم في مبنى صديق له في شرق غزة بصبحة 80 من أقاربه وجيرانه.

وأردف: "عمي في خان يونس لديه أصدقاء يقيمون معه ويبحثون عن ملجأ بعيدا عن منازلهم القريبة من الحدود الشرقية" مع إسرائيل. 

وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت غارات جوية وعمليات قصف بواسطة طائرات مسيرة، بالإضافة إلى إطلاق قذائف من مدفعيات بعض السفن الحربية المتواجدة في البحر المتوسط، وذلك بعد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن بلاده "في حالة حرب".

التصعيد بين حماس وإسرائيل.. دول تتحرك لإجلاء مواطنيها تسعى العديد من الدول حول العالم لإجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد الهجوم الذي بدأته حركة حماس، السبت، فيما تحاول بعض الدول الأخرى التوصل لمعلومات بشأن احتجاز عدد من مواطنيها كرهائن.

وفي هذا الصدد، أوضح الغلاييني أن "الفلسطينيين مذهولون من الطبيعة غير المسبوقة لتوغل حماس في الأراضي الإسرائيلية".

لكنه أضاف أن ذلك "تسبب في انتشار هلع واسع النطاق بين سكان القطاع"، موضحا: "الناس خائفون جدًا من التطورات القادمة، لكنهم مع ذلك يقولون إنه ليس لديهم ما يخسرونه بعد أن عانوا من الحصار على مدى السنوات الـ15 الأخيرة".

ويقول حقوقيون إن الحصار المفروض على القطاع "يمنع الفلسطينيين من المغادرة إلا في ظروف استثنائية، ويحد من تدفق البضائع إلى المنطقة، خاصة مواد البناء والإمدادات الطبية، وقد يصل الأمر إلى حظر مواد غذائية"، وفق الصحيفة البريطانية.

وبعد اجتماع مع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أعلن مكتب نتانياهو أنه تم "قطع إمدادات الغاز والكهرباء عن غزة، وإيقاف مرور البضائع عبر معبر حدودي شمالي القطاع".

وعلى نفس المنوال، أمر وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بوقف إمدادات الكهرباء، مما أدى إلى خفض إمدادات الطاقة في القطاع بنسبة 80 في المئة.

ولفت الغلايني إلى أن "الإنترنت ضعيف جدًا ولا توجد كهرباء.. وحتى المولدات الاحتياطية التي أصبحت الآن وسيلة رديفة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، يتم تقنين استخدامها بسبب قلة الوقود".

وقال شلبي إن حالة الطوارئ غير المسبوقة للعاملين الطبيين في جميع أنحاء القطاع، التي تفاقمت بسبب نقص الكهرباء، بالإضافة إلى التصعيدات المتكررة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تركت البنية التحتية الطبية في غزة "في وضع متهالك".

وأضاف: "لقد تحدثت هذا الصباح مع طبيب جراحة عامة، يعمل في مركز صحي بمنطقة وسط غزة، وأخبرني أنهم يفتقرون إلى الإمدادات الطبية والأدوية، وكل ما هو مطلوب في حالات الطوارئ".

وشدد على أن "أسوأ ما في الأمر هو عدم وجود عدد كافٍ من الأطباء للتعامل مع الحالات الحرجة والأعداد الكبيرة من الجرحى"، لافتا إلى أن منظمته "أفرجت على الفور عن كامل مخزونها من الموارد الطبية، بما في ذلك إمدادات الدم، في خطوة لم تحدث سابقا خلال المعارك التي شهدها القطاع".

وختم بالقول: "نحن نقدم كل شيء لدينا في الوقت الحالي، لأن الوضع سيصبح قاتمًا للغاية، وفظيعًا حقًا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ بني سويف يشهد الجلسة الافتتاحية لمهرجان النباتات الطبية والعطرية

شارك الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، في افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان  النباتات الطبية والعطرية، والذي تستضيفه محافظة الفيوم.

 

وذلك بحضور: الدكتور بلال حبش نائب محافظ بني سويف، واللواء شريف صالح رئيس هيئة تنمية الصعيد، والدكتور علاء عزوز  رئيس قطاع الإرشاد الزراعي "نائبًا "عن وزير الزراعة، والمهندس هشام الهلباوي نائبا عن وزير التنمية المحلية، و"أندرياس روب" رئيس تكتل مشروعات تنمية القطاع الخاص بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي (Giz)، المهندس حلمي أبو العيش رئيس مجموعة سيكم ورئيس مجلس أمناء جامعة هيلوبوليس،المهندس طارق أبو بكر رئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس  التصديري  للحاصلات الزراعية، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، وممثلى وزارتي الزراعة والتجارة والصناعة.

 

ويهدف المؤتمر ـ الذي يعقد على مدار يومي الاثنين والثلاثاء ـ إلى إلقاء الضوء على التحديات التي تواجه هذا القطاع وتعزيز الميزة التنافسية في مصر من خلال الترويج للمنتجات العضوية شبه العضوية الأمنة، بالإضافة إلى تعزيز قدرات المزارعين وحملات التوعية حول أهمية الممارسات الزراعية النظيفة، وإضافة القيمة لمنتجات النباتات الطبية والعطرية من خلال "تحسين جودة الزراعة، والمواد النباتية، ومعالجة المواد المستخدمة" والعلامات التجارية المصرية للنباتات الطبية والعطرية، وآلات الصناعة، والحلول الخضراء الذكية وكفاءة الطاقة، والمنصات الرقمية للإرشاد، والخدمات المالية والتسويق، وضمان الجودة والامتثال المعايير، وتمكين المرأة في القطاع.

 

كما يتيح المهرجان فرصة الحوار المستدام بين الجهات الفاعلة الرئيسية في صناعة النباتات الطبية والعطرية "المصنعين والمصدرين والمنتجين والباحثين والأكاديميين والقطاع المصرفي وممثلي الحكومة وصانعي السياسات وكذلك الجمعيات الزراعية "ممثلي المزارعين" بهدف إحداث تاثير إيجابي على تحسين سبل دخل صغار المزارعين من النباتات الطبية والعطرية من خلال السماح لهم بالمشاركة في الزراعات التعاقدية والالتقاء بالمصنعيين والمصدرين.

 

وتتضمن فعاليات المؤتمر عقد جلسات ومحاضرات علمية، وعرض تقنيات وخدمات زراعة النباتات الطبية والعطرية، وندوات علمية متخصصة لتسليط الضوء على أهم الموضوعات الخاصة بالنباتات الطبية والعطرية في العالم بشكل عام، وفي مصر بشكل خاص، مع التركيز على الجديد في عمليات الإنتاج والتصنيع، والتعرف على متطلبات الأسواق الخارجية، وأهم المعوقات التي تواجه القطاع.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: هجوم إيراني صاروخي على إسرائيل الآن
  • بدء الرد الإيراني .. الجيش الإسرائيلي: هجوم إيراني صاروخي على إسرائيل الآن
  • قلق دولي من اجتياح إسرائيل للبنان ومخاوف من معاناة إنسانية
  • من الفيوم.. انطلاق فعاليات المهرجان الثالث للنباتات الطبية والعطرية
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني
  • غُنيم: بني سويف تستحوذ على 40% إلى 60% من صادرات النباتات الطبية والعطرية
  • محافظ بني سويف يشهد الجلسة الافتتاحية لمهرجان النباتات الطبية والعطرية
  • أوضاع النوم التي تعززصحة القلب.. لا تفوتك
  • المجلس الدولي للتمريض: من غير الممكن السماح لأن تشهد لبنان أحداثاً مماثلة لتلك التي جرت في غزة
  • أستاذ علوم سياسية: الشرق الأوسط يعاني من أوضاع إنسانية شديدة الخطورة