ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس يتكبد خسائر في انتخابات بافاريا وهيسن مقابل صعود لليمين المتطرف
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تكبّدت الأحزاب الثلاثة المنضوية في ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس خسارة قاسية الأحد في انتخابات ولايتي بافاريا وهيسن اللتين تعدان معقلا للمحافظين وحيث يحقق اليمين المتطرف تقدّما.
وبيّن آخر التقديرات تراجع أحزاب الائتلاف وهي الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط بزعامة شولتس، والخضر والحزب الديمقراطي الحر (ليبرالي)، في ولايتي بافاريا الواقعة في الجنوب والتي تعد الأكبر في البلاد من حيث المساحة، وهيسن الواقعة في غرب البلاد والتي تضم مدينة فرانكفورت حيث مقر المصرف المركزي الأوروبي.
في بافاريا لم يبلغ الحزب الديمقراطي الحر عتبة الـ5 بالمئة اللازمة للبقاء في البرلمان المحلي، كما يمكن أن يخرج من برلمان هيسن.
بذلك اختار الناخبون معاقبة حكومة شولتس في منتصف ولايتها، في وقت تصدّر الحملة موضوعان أساسيان هما القلق حيال الأزمة الصناعية في القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، وعودة مسألة الهجرة.
مؤشروصفت أسبوعية "دير شبيغل" النتائج بأنها "كارثية" للائتلاف، معتبرة أن "خسارة الدعم بغاية الوضوح" وستجعل الحكومة "مجبرة على إعادة النظر بمسارها الحالي".
واعتبر زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينغبيل أن الخسارة تعد "مؤشرا للأحزاب الثلاثة" المنوضية في الائتلاف الحكومي لحضّها على "إيجاد حل أسرع" لمشاكل الألمان.
شولتس يدافع عن مشروعه للدفاع الجوي ويؤكد على الحاجة إليه "الآن"شولتس: ألمانيا تدعو إلى شراكات اقتصادية "متوازنة" مع آسياشولتس يكشف عن إستراتيجية ألمانية جديدة "أشد حزمًا" للتعامل مع الصينحسب التقديرات، فاز المحافظون في الاستحقاقين كما كان متوقعا مع توقّع حلول حزب "البديل من أجل ألمانيا" في المركز الثاني في الولايتين.
ولفتت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إلى أنه "لم يعد ممكنا القول إن +البديل من أجل ألمانيا+ حزب قوي فقط في شرق" البلاد حيث المناطق الأكثر حرمانا اقتصاديا.
وقالت رئيسة الحزب أليسا فايدل "نحن على المسار الصحيح"، معتبرة أن النتائج تشكل "عقابا" للحكومة و"تصويتا من أجل التغيير".
وهذا الحزب المعادي للهجرة والذي يندد بتدابير حماية المناخ التي يربطها بغلاء المعيشة والقيود، أكد تقدّمه في الاستطلاعات على مستوى البلاد حيث يحصل على ما بين 20 و22 بالمئة من نوايا التصويت.
واستفاد الحزب من تركّز الحملة إلى حدّ بعيد على الانتقادات الموجهة إلى الائتلاف الحاكم منذ كانون الأول/ديسمبر 2021.
وتركزت الحملة أيضا على المخاوف من أزمة هجرة جديدة على غرار أزمة 2015، مع تزايد أعداد طالبي اللجوء الوافدين خصوصا من سوريا وأفغانستان عبر بولندا والنمسا والجمهورية التشيكية المجاورة.
أداء "مخيّب جدا"في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، حظي الائتلاف غير المسبوق بفترة توافق ووحدة صف.
غير أن الخلافات عادت بعد ذلك إلى الظهور حول كلّ المواضيع، من خفض الإنفاق إلى مكافحة ظاهرة الاحترار.
في هيسن دفع الاشتراكيون الديمقراطين بقيادة وزيرة الداخلية نانسي فايزر الثمن إذ حل حزبها (15 بالمئة) في المرتبة الأخيرة خلف "البديل من أجل ألمانيا" (18,9 بالمئة) وبتنافس حاد مع الخضر.
في حين حل الاتحاد المسيحي الديمقراطي بقيادة المغمور بوريس راين في الطليعة مع 34,2 بالمئة من الأصوات، بتقدّم كبير مقارنة بنتائج 2018 (27 بالمئة).
اعتقال 228 شخصاً في ألمانيا إثر اشتباكات مع الشرطة خلال حدث نظمته جمعية إريتريةالتوتر بين كوسوفو وصربيا يهدد محاولات ألمانيا لتقريب دول البلقانشاهد: ألمانيا تحتفل بالذكرى 33 للوحدةتخريب أكثر من 40 قبراً يهودياً في شرق ألمانياوقالت الوزيرة النافذة في الحكومة والتي تسعى للاحتفاظ بحقيبتها "لم ننجح في فرض أنفسنا"، معتبرة أن الأداء "مخيب جدا".
في بافاريا حيث تأكد فوز رئيس الحكومة المحلية ماركوس سودر في الاستحقاق، أظهرت نتائج الاستطلاعات تراجعا طفيفا (بين 36,5 و36,8 بالمئة)، علما بأن هذه النتيجة تعد الأسوأ منذ 70 عاما لحزبه "الاتحاد المسيحي الاجتماعي"، حليف "الاتحاد المسيحي الديمقراطي".
ومن شأن هذه النتائج إضعاف حظوظه بالوصول مستقبلا إلى المستشارية علما بأنه أكد الأحد أنه لا يسعى لذلك.
وأبدى "رضاه" عن النتائج التي توفّر له "غالبية مستقرة ومتينة" مع شريكه في الائتلاف، حزب "الناخبين الأحرار" المحافظ المتشدد الذي يحظى بتأييد كبير في الأرياف والذي نال أكثر من 14 بالمئة من الأصوات.
في بافاريا التنافس على أشدّه على المركز الثاني بين "البديل من أجل ألمانيا" (بين 15,5 و15,9 بالمئة) والخضر (بين 15,4 و15,8 بالمئة)، في حين يواصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الضعيف تقليديا في الولاية، تراجعه (نحو 8 بالمئة).
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ماكرون وشولتس في مولدوفا للمشاركة في مفاوضات مكثفة بين أرمينيا وأذربيجان شولتس يعتزم "معاودة التواصل" مع بوتين "في الوقت المناسب" ألمانيا: شولتس يواجه احتمال فتح تحقيق برلماني متعلق بفضيحة مالية الشعبوية اليمينية ألمانيا بافاريا انتخابات يمين متطرف أولاف شولتسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ألمانيا بافاريا انتخابات أولاف شولتس إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط فلسطين غزة قصف تل أبيب مظاهرات غرائب محمد بن سلمان إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط فلسطين غزة قصف البدیل من أجل ألمانیا یعرض الآن Next أکثر من
إقرأ أيضاً:
ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت قبل الانتخابات
اكتسب حزب اليسار المتطرف "دي لينكه" زخمًا كبيرا في الفترة القريبة الماضية، وقفز دعم المواطنين له وفقا لاستطلاعات الرأي، في المرحلة الأخيرة قبل الانتخابات الفيدرالية الألمانية يوم الأحد.
يشهد حزب "دي لينكه" أو حزب اليسار الألماني ارتفاعًا كبيرًا في أعداد مؤيديه في اللحظة الأخيرة، أي قبل أقل من أسبوع واحد من الانتخابات الوطنية الألمانية المقررة في 23 شباط/ فبراير الحالي.
وشهد الحزب اليساري الشعبوي زيادة في نسبة الأشخاص الذين يدعمونه، ووصلت نسبة تأييده إلى 6% و7% في الأسابيع الأخيرة. رغم أن نسبة دعمه في كانون الثاني/ يناير الماضي كانت نحو 4% فقط.
ويشير أحد استطلاعات الرأي الذي أجرته مؤسسة "يوغوف" إلى أن الحزب حقق تأييداً بنسبة 9% من المستطلعين. وتشكل النسبة قفزة كبيرة للحزب مقارنةً بالشهر الماضي، كما أنها أعلى من النسبة التي يحتاجها لدخول البرلمان الفيدرالي الألماني - البوندستاغ عند 5%.
وقبيل الزيادة الكبيرة في الأرقام، ظهرت هايدي ريتشينيك، إحدى نجوم الحزب الصاعدة، بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب انتقادها الحاد لفريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي (يمين الوسط)، لقراره المثير للجدل بقبول أصوات اليمين المتطرف لمقترحاته المتعلقة بالهجرة.
وقالت ريتشينيك عن ميرتس في خطابها العفوي، الذي يقول الحزب إنه تمت مشاهدته أكثر من 30 مليون مرة، متحدثة عن ميرتس: "لقد جعلت نفسك شريكًا، واليوم، غيرت هذا البلد إلى الأسوأ".
وأضافت: "قاوموا الفاشية في هذا البلد. إلى المتاريس".
ووفقًا لمايك فيليتز من معهد الديمقراطية والمجتمع المدني، فإن خطاب ريتشينيك انتشر على نطاق واسع، على غرار المحتوى الذي روّج له حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي بنجاح لسنوات.
وقال فيليتز إن المرشحين مثل هايدي ريتشينيك يعملون كمؤثرين سياسيين، وأضاف أن الهدف من ذلك هو "التعريف بهم من خلال شخصيتهم أولًا ثم من خلال مواقفهم السياسية لاحقًا".
ويدرك الحزب النجاح الذي حققه مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال السياسي اليساري ديتمار بارتش لـيورونيوز إن الحزب يهدف إلى مواجهة طوفان الرسائل المؤيدة لحزب البديل من أجل ألمانيا على الإنترنت، عن طريق صناعة "محتوى يساري جيد وذي مصداقية".
وأضاف أن اليسار يريد "توضيح المعلومات المضللة والحديث عن مواضيع تخصه" على الإنترنت.
من التشكيك إلى الإيمانارتفع عدد أعضاء حزب اليسار إلى أعلى مستوى له منذ 15 عامًا، وفق لتقارير وسائل الإعلام الألمانية، ما دفع الحزب إلى البحث عن أماكن أكبر لإقامة الحملات الانتخابية في الأسبوعين الماضيين.
كما وجد استطلاع للرأي أجري لمن هم تحت سن 18 عامًا، أن الحزب جاء في المرتبة الأولى من حيث التأييد بين الأطفال والشباب، بنسبة 20.84%.
وقبل الزيادة الكبيرة في شعبيته في اللحظة الأخيرة، لم يكن حزب اليسار متأكدًا من إمكانية وصوله إلى الحد الأدنى لدخول البوندستاغ.
وبدا مصير الحزب غير مؤكد، عندما انشقت عن الحزب إحدى أبرز وجوهه، سارة فاغنكنيشت، وأنشأت حزبها الخاص قبل أكثر من عام بقليل.
كان أداء "حزب سارة فاغنكنيشت" اليساري القومي جيداً جداً في الانتخابات الأوروبية في حزيران/ يونيو، وانتخابات الولايات الثلاث في أيلول/ سبتمبر. ومع ذلك، لم تتمكن الحملة الوطنية لتحالفها من التأثير بالقوة نفسها.
وفي الوقت نفسه، كانت الشكوك عالية لدى مرشحي حزب اليسار حول فرصهم في النجاح، لدرجة أن ثلاثة من أعضائه قاموا بحملة انتخابية مباشرة لدخول البرلمان.
ومع ذلك، قالت ريتشينيك إن الزيادة الأخيرة في شعبيتها منحتها ثقة متجددة. وأفادت لصحيفة "راينيشه بوست" اليومية إنه ليس من الضروري بالنسبة لها أن تؤمن بالمعجزات، فهي "تعيشها" حسب تعبيرها.
Relatedألمانيا: إحياء الذكرى الثمانين لقصف الحلفاء مدينة دريسدن أثناء الحرب العالمية الثانيةألمانيا تمدد عمليات التفتيش على الحدود وسط جدل حول مسألة الهجرة قبيل الانتخابات البرلمانيةتقارب في الرؤى بشأن الهجرة بين مرشحة اليمين المطرف لانتخابات ألمانيا ورئيس وزراء المجر فكتور أوربانوقد طرح اليسار مرشحين اثنين لمنصب المستشار، وهما رايشينيك ويان فان أكين. وقد جعل الحزب موضوع فرض الضرائب على الأثرياء وضمان توفير مساكن بأسعار معقولة من أولويات حملته الانتخابية.
وقالت ريتشينيك إن الحزب يركز على "مشاكل الناس اليومية. وأوضحت أن حزبها "قام ببرمجة برنامج لحساب التلاعب في الإيجار وحساب تكلفة التدفئة"، على سبيل المثال.