المسجد الأقصى مكانته فى الإسلام وفضل الصلاة بداخله
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
المسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد وضع في الأرض للناس بعد المسجد الحرام، فعن يزيد التيمي قال: سمعت أبا ذر يقول: «سألت رسول الله ﷺ عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال أربعون عاما. ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل» [البخاري ومسلم]. وأن الإهلال من المسجد الأقصى بعمرة أفضل من الإهلال من أي مكان آخر، حيث قال النبي ﷺ: «من أهل من المسجد الأقصى بعمرة غفر له ما تقدم من ذنبه» [ابن حبان].
وفى هذا الصدد.. قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن من تعظيم المؤمن للأماكن التي اختارها الله بالبركة والقداسة أن يعظم المسجد الأقصى، أو القدس الشريف، أو بيت المقدس وهي تلك المساحة التي تضم المسجد الأقصى الحالي ومسجد قبة الصخرة والمدرسة العمرية، وهي نفس المساحة التي يريد اليهود بناء هيكلهم عليها، فهذه مجتمعة في مساحة المسجد الأقصى، والتي قال تعالى عنها: ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الإسراء :1].
واضاف د.علي جمعة، عبر صفحته الرسمية "فيس بوك" أنها هي الأرض المقدسة التي أمر الله اليهود بدخولها في زمن موسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ [المائدة :21].
وأشار "جمعة" إلى أن النبي ﷺ قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى» [البخاري ومسلم] فيتضاعف أجر الصلاة في هذه المساجد دون غيرها من المساجد، ولذا فلا تقصد مساجد بالسفر رغبة في تضاعف أجر الصلاة فيها إلا هذه المساجد.
وليس في هذا الحديث ما يحرم السفر وشد الرحال لغير المساجد الثلاثة، فالسفر لزيارة مسجد غير هذه الثلاثة من باب السياحة والتعلم وغير ذلك جائز كمن زار دمشق لزيارة المسجد الأموي مثلا، أو زار القاهرة لزيارة جامعة الأزهر، أو غير ذلك، كما يجوز للإنسان أن يسافر لغير المساجد الثلاثة لطلب العلم وطلب الرزق والسياحة وغير ذلك من أسباب السفر المعروفة.
وأوضح "جمعة" أن العلماء اتفقوا في هذا الفهم وننقل قول الشيخ سليمان بن منصور المشهور (بالجمل): «(لا تشد الرحال) أي للصلاة فيها فلا ينافي شد الرحال لغيرها... إلى أن قال : قال النووي : ومعناه لا فضيلة في شد الرحال إلى مسجد غير هذه الثلاثة، ونقله عن جمهور العلماء. وقال العراقي : من أحسن محامل الحديث أن المراد منه حكم المساجد فقط؛ فإنه لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد غير هذه الثلاثة، وأما قصد غير المساجد من الرحلة لطلب العلم وزيارة الصالحين, والإخوان, والتجارة والتنزه ونحو ذلك فليس داخلًا فيه.
وأكد أن ذلك ورد مصرحا به في رواية الإمام أحمد، وابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه مرفوعا: «لا ينبغي للمصلي أن يشد رحاله إلى مسجد يبتغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام, والمسجد الأقصى ومسجدي هذا» وفي رواية : «لا ينبغي للمطي أن تشد رحالها» ... إلخ قال السبكي : وليس في الأرض بقعة فيها فضل لذاتها حتى تشد الرحال إليها لذلك الفضل غير البلاد الثلاثة. قال : ومرادي بالفضل ما شهد الشرع باعتباره ورتب عليه حكمًا شرعيًا، وأما غيرها من البلاد فلا تشد إليها لذاتها، بل لزيارة، أو علم، أو نحو ذلك من المندوبات، أو المباحات، وقد التبس ذلك على بعضهم، فزعم أن شد الرحال إلى الزيارة لمن في غير الثلاثة كسيدي أحمد البدوي ونحوه داخل في المنع وهو خطأ; لأن الاستثناء إنما يكون من جنس المستثنى منه، فمعنى الحديث لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد، أو إلى مكان من الأمكنة؛ لأجل ذلك المكان، إلا إلى الثلاثة المذكورة، وشد الرحال لزيارة أو طلب علم ليس إلى المكان بل لمن في المكان فليفهم ا هـ . برماوي» [حاشية الجمل].
وتابع "جمعة" أن المسلم يقدس الأزمان المباركة ورأينا ذلك في شهر رمضان والأشهر الحرام ويوم الجمعة، ويومي عرفة وعاشورا، وغير ذلك من الأزمان، كما أنه يقدس الأماكن المباركة ورأينا ذلك في الكعبة المكرمة ومكة، وفي المدينة المنورة وفي القدس الشريف، وفي المقال القادم نرى تقديس المؤمن للأشخاص المباركة والأشياء المباركة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد الأقصى المسجد الأقصى المسجد الحرام الرحال إلى إلى مسجد غیر ذلک
إقرأ أيضاً:
80 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالأقصى رغم حواجز الاحتلال
أدى نحو 80 ألف فلسطيني صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان اليوم في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي وحواجزه لمنع المصلين من الوصول إلى الحرم القدسي.
وقال المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ عزام الخطيب للأناضول إن 80 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة اليوم بالمسجد الأقصى.
وبدأ توافد المصلين إلى الأقصى منذ أمس الخميس، رغم غزارة الأمطار والقيود الإسرائيلية، واعتكف مئات المصلين بالمسجد خلال ساعات الليل مع بدء الليالي العشر الأواخر من رمضان.
دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: أدى نحو 80 ألف مصل صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في رحاب المسجد #الأقصى المبارك رغم الأمطار الغزيرة والبرد الشديد.#قطاع_غزة #الضفة_الغربية #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/Me7AlmxZEc
— وكالة قدس برس (@qudspressagency) March 21, 2025
وللجمعة الثالثة منذ بداية رمضان انتشرت الشرطة الإسرائيلية بكثافة في مداخل البلدة القديمة بالقدس التي تضم المسجد، ومحيطها وأزقتها ومحيط المسجد.
ومع انتهاء صلاة الجمعة، انتشر المصلون في باحات المسجد ومصلياته لقراءة القرآن والمشاركة في حلقات العلم، وعادة ما يبقى آلاف المصلين في المسجد لتناول طعام الإفطار وأداء صلاة التراويح.
???? #شاهد| جانب من أداء صلاة الغائب على أرواح شهـ ـداء #غزة في #المسجد_الأقصى المبارك. pic.twitter.com/I6Dm43s2ib
— وكالة فلسطين اليوم الإخبارية (@paltodaynews) March 21, 2025
إعلانوكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت منذ بداية شهر رمضان نشر 3 آلاف من عناصرها في المدينة أيام الجمعة، في ظل فرض سلطات الاحتلال قيودا على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى من الضفة الغربية المحتلة منذ بداية الحرب على غزة.
كما منعت سلطات الاحتلال الفلسطينيين الذكور دون سن 55 عاما والنساء دون سن 50 عاما من أهالي الضفة الغربية المحتلة من الدخول إلى القدس للوصول إلى المسجد، مما حال دون تمكن عشرات آلاف المصلين من أداء الصلاة.
ومنذ بدء حربه المدمرة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 937 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
ويترافق ذلك مع العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي خلّف أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، إضافة إلى دمار هائل.