عربي21:
2025-02-06@10:10:10 GMT

أسطرة إسرائيل

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

هذه أقوى ضربة عسكرية تتعرض لها اسرائيل منذ تأسيس اسرائيل 1948، ضربة غير مسبوقة، قد تتوازى في بعض دلالاتها مع معركة الكرامة 1968، وحرب العبور 1973.

اكثر من 600 قتيل اسرائيلي، وآلاف الجرحى، والحصيلة النهائية سوف تتضح، هذا غير عدد الاسرى الكبير في غزة، وما هو اهم من الارقام هذه الهشاشة غير المسبوقة التي ظهرت بها الدولة التي لا تقهر، والجيش الذي لا يهزمه احد، فلا مخابرات الاحتلال اخترقت المقاومة، ولا جيشها كان مستعدا، ومؤسسات الاحتلال السياسية سقطت تحت وطأة اللحظة، وهي اللحظة التي ستؤدي الى انتقامات اسرائيلية بشعة، فيما نلاحظ ان مقاومة غزة لم تستعمل كل مخزونها من الصواريخ ولا امكاناتها ادراكا منها انها ستحتاجه في بحر الايام القليلة المقبلة.



ثم آلاف الهاربين الاسرائيليين من المستوطنات وكل مكان، فلماذا يبقون ويموتون والارض ليست ارضهم اصلا، وكأن كل واحد فيهم بحاجة الى جندي اسرائيلي لحمايته شخصيا.

عشنا وشربنا كل المرارات في حياتنا من احتلال فلسطين، الى سقوط بغداد وكل الخيبات والهزائم في جوارنا العربي، حتى جاء السابع من اكتوبر، ونستعمل "اكتوبر" للمراكمة على تعبير "اكتوبر" المصري في حرب العبور، والسابع من تشرين الأول كان مختلفا، كان زلزالا بكل المعاني، هز اسرائيل من اعماقها، وخلخل بنيتها، في توقيت كانت فيه اسرائيل تفاخر بتمددها الاقليمي والعالمي، وانها دولة لا يمكن مس استقرارها، واذ بجندها يهزمون.

مايقال اليوم يرتبط بعدة حقائق يمكن استخلاصها، اولها ان اسرائيل برغم كل قوتها العسكرية الا انها مقيدة وضعيفة لحسابات كثيرة في مساحة جغرافية ضيقة كشفتها الضربة التي تلقتها بشكل مفاجئ، ولنا ان نتخيل لو كان كل الشعب الفلسطيني مسلحا، وكم سيحتمل الاحتلال حربا داخلية او من شعوب الجوار، وثانيها ان كل الحروب التي تم شنها ضد المقاومة لم تؤد الى اضعافها بل ابتدعت وسائل بديلة لتسليح نفسها، وثالثها ان المسجد الاقصى محرك اساسي واول في كل رد فعل فلسطيني، ورابعها ان اشارات العداء من جوار فلسطين وامتداد العالم العربي والاسلامي، اشارات مستمرة كل مرة، وان المصالحات هي مع الانظمة وليس مع الشعوب، وخامسها ان كل الحصار المفروض على غزة واجتياحها مرارا واعلان الحرب عليها، لم يؤد الى تغيير المعادلة، وسادسها ان الدبلوماسية العربية للاسف الشديد تتحدث دائما عن " خفض التصعيد" بين طرفين متساويين، وهذا تزييف ومساواة بين المحتل والضحية، وسابعها ان فكرة الموت، عند العرب تختلف عن فكرة الموت عند الاسرائيليين، اذ لها دلالات مرتبطة بالإسلام وفهم التضحية لوجه الله، بطريقة مختلفة تجعل المقاومة مستمرة دون توقف، وثامنها ان اسرائيل مقبلة على زلزال امني وعسكري وسياسي بعد نهاية العمليات، من باب الحساب والتلاوم الداخلي، وتحميل المسؤوليات، وعاشرها اننا على الاغلب امام صفقة تاريخية غير مسبوقة لتبادل الاسرى ستؤدي الى اطلاق سراح آلاف الفلسطينيين.

يضاف الى ما سبق العامل العربي والاقليمي، واحتمال توسع الحرب لتشمل لبنان، مع الصواريخ والمسيرات التي يتم اطلاقها على مزارع شبعا، بما يؤشر على احتمالات لحرب اقليمية اوسع، هذا على الرغم من ان اسرائيل سوف تتجنب فتح جبهة شمال فلسطين.

التحليلات المسمومة والتي تروج لها اسرائيل تتحدث عن حسابات ايرانية لتفجير الحرب داخل فلسطين، استباقا لضربة اسرائيلية ضد ايران، وهذا كلام يستند الى تحليلات ومعلومات لا يمكن التوثق منها اصلا، وان كانت سائدة في اوساط محددة بين المحللين والمراقبين، وهي تحليلات موجهة تريد ان توحي ان ايران هي التي امرت مقاومة غزة ببدء الحرب لدوافع اقليمية، تتجاوز الملف الفلسطيني المباشر، والكلام هنا في احد جوانبه يريد تشويه سمعة المقاومة وتقديمها بصورة الذي يضحي بالفلسطينيين لحسابات ترتبط بعواصم ثانية، ويهدف ايضا الى اضعاف حجم التعاطف والتأييد الشعبي مع المقاومة في غزة، وعزلها وحيدة بذريعة انها ليست حركات تحرر وطنية، وتتلقى الدعم والتمويل والتوجيه من الخارج، وتتلقى الانتقام الاسرائيلي الدموي بدلا عن ايران المهددة بضربة ايضا في هذه الحالة، وربما على المتابعين التنبه للدس الاسرائيلي في هذه القصة بالتحديد، لانه يتعمد تلطيخ سمعة المقاومة.

أسطرة اسرائيل وتقديمها كأسطورة ثبت زيفها كليا، حتى لو جاء انتقام الاحتلال بشعا ودمويا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة إيران المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«تمسكت بحقوق شعبنا».. فلسطين ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم

رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان، اليوم الأربعاء، 5 فبراير 2025، بمواقف الدول التي رفضت دعوات التهجير وضم الضفة الغربية.

وحسب ما نشرته وزارة الخارجية الفلسطينية على صفحتها الرسمية «فيسبوك»: «نحذر من مخاطر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتداعياتها الكارثية على ساحة الصراع ودول المنطقة والعالم».

وأفاد البيان: بأن «مواقف الدول التي رفضت التهجير والضم أكدت تمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية تطبيقاً لمبدأ حل الدولتين».

واختتم بيان الخارجية الفلسطينية: «نطالب الدول التي لم تصدر موقفها من تلك الدعوات بأن تبادر إلى الإعلان عن مواقف رافضة للتهجير والضم بما ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية».

اقرأ أيضاًالجامعة العربية تدين تصريحات ترامب الداعية لتهجير الفلسطينيين

«لا معنى له».. رئيس البرازيل يعلق على اقتراح ترامب بشأن السيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين

وزير الخارجية البريطاني يرفض مقترح ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين

مقالات مشابهة

  • لماذا اشتعل جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • «تمسكت بحقوق شعبنا».. فلسطين ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم
  • خبير عسكري: إسرائيل تفرض واقعا تكتيكيا شمال الضفة لكن المقاومة مستمرة
  • ملامح المرحلة الجديدة من الصراع بعد الطوفان
  • مع فرضية غير واقعية
  • رئيس وزراء فلسطين يؤكد ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل لضمان وقف إطلاق نار دائم في غزة