الموتوسيكلات حينما تهزم القبة الحديدية!
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
فى السادسة والنصف من صباح أمس الأول السبت الموافق السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، والذى يناسب عيد العرش اليهودى بالتقويم العبرى، اقتحم مقاومون فلسطينيون الحدود والسياج الفاصل مع أرض ١٩٤٨، وفاجأوا إسرائيل بعملية لم تتخيلها فى أشد كوابيسها قتامة، بما يذكرنا جزئيا بالهزيمة المنكرة التى تلقاها الجيش الإسرائيلى من الجيشين المصرى والسورى قبل ٥٠ عاما كاملة زائد يوم فى السادس من أكتوبر 1973.
الاقتحام الفلسطينى تم عبر ٤ محاور أحدها من كرم أبو سالم قرب الحدود المصرية الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى ٣ محاور حدودية أخرى على طول الحدود البالغة 37 كيلومترا. والغريب أن الاقتحام تم بواسطة دراجات نارية وموتوسيكلات وسيارات دفع رباعى بل وترجل المقاومين، وهى وسائل شديدة البدائية، لكن المفاجأة الكبيرة أنها فاجأت المحتل.
أظن أن أى إسرائيلى وبسبب غرور القوة لم يتخيل فى أى لحظة أن يقتحم الفلسطينيون مستوطنات غلاف غزة بهذه القوة والجرأة والشجاعة والإقدام والفروسية والبسالة.
غرور القوة خيل للإسرائيليين أنهم يمكنهم النوم فى أسرة مستوطناتهم ووحداتهم العسكرية آمنين مطمئنين من دون خوف أو وجل، لأنه لا يعقل بداهة أن تقوم مجموعة من المقاومين مهما كان تسليحهم باقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية فى أرض 48.
كنا نظن أن المستوطنات محصنة تماما، والمواقع العسكرية منيعة جدا، حتى تفاجأنا بأن المقاومين الفلسطينيين دخلوها بالموتوسيكلات وسيارات الدفع الرباعى وكأنهم يدخلون أحد المولات التجارية أو الأسواق الشعبية بل سيرا على الأقدام.
اعتقد الإسرائيليون أن نظام الدفاع الصاروخى «القبة الحديدية» يحمى إسرائيل من أى صواريخ، لكن الذى حدث أن أكثر من خمسة آلاف صاروخ تقريبا انطلقت من غزة صباح السبت، واخترق بعضها نظام القبة الحديدية، بل إن بالونات طائرة ومسيرات فلسطينية نجحت فى اقتحام السماوات المحصنة وأصابت أهدافها وسط دهشة الجميع، وحيدت مطارى تل أبيب واللد وعطلتهما عن العمل. وكان ملفتا للنظر مشهد المقاومين وهم يستقلون البالونات الطائرة حاملين أسلحتهم الرشاشة كاشفين عن وجوههم مقبلين على النصر أو الشهادة عاكسين ومخالفين لقصة انتصار دواد على جوليات.
المقاومة خططت بذكاء ودهاء ودقة وكفاءة وانضباط، وفاجأت العدو الذى اعتقد أن الأمر كله يتركز فى الهجوم صاروخى، ولم ينتبه إلى أن ذلك كان للتغطية على الاقتحام البرى، وبالتالى فإن ما حدث يوم السبت هو أكبر عملية تمويه وخداع وتضليل يقع فيها الجيش الإسرائيلى منذ التمويه الأكبر فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣.
عملية يوم السبت تؤكد أن أى جيش مهما كان قويا ويملك أحدث أنواع الأسلحة لا يمكنه أن يظل فى حال استعداد وطوارئ طوال الوقت. لكن الأهم هو أن أى قوة ومهما كانت ضعيفة عدديا مقارنة بالعدو المدجج بالسلاح يمكنها فى مرات كثيرة أن توجه إليه ضربات قاتلة ومميتة من حيث لا يتوقع. وهو الأمر الذى حدث مرارا وتكرارا فى السنوات الماضية، لكن عملية يوم السبت الماضى وهى أول قتال على أرض فلسطين التاريخية منذ عام ١٩٤٨ كانت مختلفة تماما فى العديد من الأوجه خصوصا فى التوقيت فهى تأتى بعد ٥٠ عاما كاملة من حرب أكتوبر المجيدة وقلدتها جزئيا فى فكرة التموية والخداع الاستراتيجى.
المفاجآت يوم السبت كانت كثيرة ومتعددة. حينما كان أى فدائى فلسطينى ينفذ عملية للمقاومة ويتمكن من قتل أو إصابة جندى أو مستوطن، كان معظمنا يهلل له ويتعامل معه باعتباره بطلا وهو كذلك بالفعل. وشخصيا لم أتخيل أن يتمكن المقاومون من اجتياز الحدود ودخول المواقع والمستوطنات والاشتباك وإلحاق خسائر فادحة بالإسرائيليين.
وحينما قرأت خبرا مصدره وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن المقاومين تمكنوا من السيطرة على أربع مستوطنات إسرائيلية طوال يوم السبت الماضى وقتلوا أكثر من 600 إسرائيلى وأصابوا الآلاف وأسروا المئات، لم أصدق عيونى بل ظننت أننى فى حلم سرمدى جميل.
الدروس مما حدث يوم السبت الماضى كثيرة ومتنوعة وسوف تحتاج إلى الكثير من القراءة والتحليل، لكن فى ظنى أن أهم درس هو أن هزيمة إسرائيل ليست أمرا مستحيلا، بل أمر مقدور عليه تماما فى أى زمان ومكان وتحت أى ظروف سياسية أو غير سياسية وهذا ليس تحليلى الشخصى بل استمعت إليه من العديد من الخبراء والمحللين طوال ال 48 ساعة الماضية ليلة.
قبل خمسين عاما هدم الجيش المصرى نظرية الجيش الذى لا يقهر وعبر القناة وحقق المعجزة العسكرية الكبرى، وبعد خمسين عاما بالتمام والكمال أكد المقاومون الفلسطينيون أن هزيمة إسرائيل وتحرير فلسطين ليس أمرا مستحيلا.
(الشروق المصرية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة المقاومة القبة الحديدة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یوم السبت
إقرأ أيضاً:
زيزو صفقة القرن الحائرة بين الأهلى والزمالك
مازال ملف التجديد لأحمد مصطفى زيزو لاعب الزمالك ، حائرا وشائكا داخل القلعة البيضاء، خاصة مع فشل لجنة التخطيط بالنادي التى يتواجد بها أحمد حسام ميدو وحازم إمام وعمرو الجنايني.
وتحظى اللجنة، بدعم حسين لبيب رئيس الزمالك وممدوح عباس رئيس البيت الأبيض الأسبق فى حسم جلسة التوقيع مع والد زيزو على مدار الساعات الماضية .
وجاء تأخر حسم جلسة التجديد النهائية لزيزو ، مثلما أعلن من قبل لجنة التخطيط بنادى الزمالك ، عقب عودة الفريق فجر أمس الجمعة من مدينة كيب تاون الجنوب إفريقية، بعد مواجهة ستيلينبوش فى ذهاب دور الثمانية لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية، ليفتح باب الشائعات حول تهرب زيزو من التجديد، وتنامى أخبار توقيعه بالفعل للنادى الأهلى الغريم التقليدى للفارس الأبيض، فى صفقة لو حدثت تستحق أن يطلق عليها لقب صفقة القرن نظرا للقيمة الفنية والتسويقة الكبيرة لزيزو نجم الزمالك والدورى المصرى، فى السنوات الخمس الأخيرة .
كابوس التجديد
ويسابق مسئولي الزمالك الزمن لحسم جلسة الخلاص من كابوس التجديد لزيزو اليوم عقب المران، وسط تأكيدات من مصادر داخل القلعة البيضاء بأن الجلسة قد تتأخر لما بعد مباراة إياب دور الثمانية لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية، المقرر لها الأربعاء المقبل من أجل فرض مزيدا من التركيز على الفريق الذى يرغب فى تحقيق الفوز والتأهل إلى نصف نهائى البطولة، التى يحمل لقبها من العام الماضى خاصة بعد انتهاء لقاء الذهاب بالتعادل السلبى فى كيب تاون .
وينوى مجلس الزمالك برئاسة حسين لبيب ، ولجنة التخطيط عقد مؤتمر صحفى موسع لإطلاع جماهير الزمالك على حقيقة حسم ملف التجديد لزيزو سواء حدث بالفعل أو سرد تفاصيل الهروب الكبير للاعب من مفاوضات التجديد، والإعلان عن رحيله بنهاية الموسم سواء للأهلى المصرى أو العروض الخليجية المغرية التى تلقاها خلال الفترة الماضية .
عرض أهلاوى
ورغم تأكيدات زيزو فى اتصالات هاتفية مع ميدو وحازم إمام والجنانيى بعدم التوقيع للأهلى، أو حصول والده على شيكات إلا أن صمت مسئولى الأهلى وعدم نفيهم الأخبار المتداولة، تؤكد أن هناك اتفاقات حدثت بالفعل على تلقى زيزو عرضا قويا لارتداء الفانلة الحمراء فى نهاية الموسم مقابل 60 مليون جنيه فى الموسم تتحمل الخزينة الحمراء 30 مليون جنيه، ورجال الأعمال الأهلاوية باقي المبلغ مع اتفاق إعلاني لإحدى شركات الطاقة سنويا قيمته 10 ملايين جنيه وحوافز إضافية تصل الى 10 ملايين جنيه أخرى نظير الفوز بالبطولات المحلية والقارية ، وعدد الأهداف التى يسجلها اللاعب .
إغراء زمالكاوى
فى الوقت الذى قدمت فيه لجنة التخطيط عرضا ماليا لزيزو قيمته 80 مليون جنيه لمدة 3 مواسم لإثبات جدية المفاوضات البيضاء ، وتلبية طلبات اللاعب ووالده الذى يتردد أنه حصل على سيارة فارهة قيمتها 20 مليون جنيه كهدية، تعويضا عن عمولته فى حال اتمام اتفاقه مع النادي الأهلى.
تاريخ مشرف
وتبقى الساعات القليلة القادمة فاصلة فى مسيرة زيزو الناجحة مع الزمالك ، على مدار السنوات الخمس الماضية والتى سجل خلالها 87 هدفا وصنع 73 هدفا بإجمالى مساهمات 160 هدفا توج خلالها بـ8 بطولات مع الفارس الأبيض بواقع 2 دورى و2 كونفيدرالية و2 كأس السوبر الأفريقى و1 سوبر مصر و1 كأس مصر .
وقاد زيزو الزمالك للتأهل لنهائى كأس مصر الموسم الحالى بهدف قاتل فى مرمى سيراميكا كليوباترا، عقب نزوله بديلا فى منتصف الشوط الثانى فى اللقاء الذى انتهى بفوز الفارس الأبيض بهدفين مقابل هدف فى نصف نهائى البطولة .