لبنان ٢٤:
2024-07-08@01:49:03 GMT

هل يتخلّى لبنان عن عقوبة الإعدام؟!

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

هل يتخلّى لبنان عن عقوبة الإعدام؟!

كتب طوني كرم في "نداء الوطن": لأنّ السلام لا يتحقّق ما لم «يوضع الموت خارج القانون»، وانطلاقاً من الحاجة إلى إعادة النظر في السياسة العقابيّة والثُغر الناجمة عن تطبيق قانون العقوبات في لبنان، استكملت «الهيئة اللبنانية للحقوق المدنية (LACR) – لبنان»، و»معاً ضدّ عقوبة الإعدام (ECPM) – فرنسا»، حملتهما المدنية الوطنيّة لمناهضة عقوبة الإعدام بحلقة نقاشيّة، تطرّق خلالها أصحاب الاختصاص إلى «إمكانات التأثير في السلسلة العقابيّة»، وصولاً إلى الدعوة الى إلغاء عقوبة الإعدام في لبنان، وذلك لمناسبة اليوم العالمي الحادي والعشرين لمناهضة عقوبة الإعدام.



وانطلاقاً من أنّ حقوق الإنسان هي حقوق عالميّة غير قابلة للتصرّف، وبعد انضمام لبنان منذ عام 2020، إلى المصوّتين دورياً كل سنتين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لصالح قرار «وقف تنفيذ الإعدام»، بفضل جهود «الحملة» وشركائها العالميين، وعلى أبواب إعلان لبنان عام 2024 التزامه 20 سنة من دون تنفيذ أحكام إعدام بشكل متواصل، بعدما أسدل الستار عام 2004 على تنفيذ آخر حكم إعدام... اعتبر المتابعون أنّ لبنان في هذا السياق، يعدّ من الدول التي ألغت حكم الإعدام في الواقع Moratorium de Facto، وفق المعايير الدولية جرّاء عدم تنفيذ أي إعدام منذ أكثر من عشر سنين متواصلة.

وتماشياً مع هذا المنحى كشف المحامي رفيق زخريا في حديث لـ»نداء الوطن» أنّ «الهيئة اللبنانية للحقوق المدنية» وبالتنسيق مع مجموعة ECPM الفرنسيّة، (Ensemble contre la Peine de Mort)، تسعيان، إلى جانب العديد من النوّاب، إلى تقديم اقتراح قانون لإلغاء عقوبة الإعدام من النصوص المعتمدة في لبنان، للحدّ من حرمان المرتكبين الحقّ في الحياة؛ رابطاً التوقيت بإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية من أجل أن يسلك هذا المطلب طريقه الصحيح وصولاً إلى خواتيمه المرجوّة.

أما مؤسِسة «الحملة الوطنية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في لبنان» الدكتورة أوغاريت يونان، فأوضحت لـ»نداء الوطن» أنه منذ عام 2003، وبفضل جهود منظّمات عالميّة لحقوق الإنسان، عمدت الأمم المتحدة إلى تكريس تاريخ 10 تشرين الأول يوماً عالمياً لمناهضة عقوبة الإعدام. ولفتت إلى أنّ «الحملة» تعمد منذ عام 1997 إلى المطالبة بمناهضة عقوبة الإعدام بعيداً عن الشعبوية، وأكدت أنّ التذكير سنوياً بهذه القضيّة ينطلق من اعتبار جميع الحقوق أولوية ولا يمكن المفاضلة بينها، وأنّ الحدّ من العنف في القوانين يُشكّل إنجازاً مشرفاً للبنان.

وأكدت يونان، أنّ «عقوبة الإعدام تشرّع القتل»، والمطالبة بإلغاء هذه العقوبة من النصوص تهدف إلى «وضع الموت خارج القانون»، مشيرة إلى قول الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو: «لن يكون هناك سلام لا في نفوس ولا في قلوب الأفراد ولا في المجتمع، ما لم يوضع الموت أي تعمّد القتل خارج القانون».

ومع رفضها عبثيّة تجريم القانون اللبناني القتل، واستمرار صدور الأحكام القضائية باسم الشعب اللبناني لتضع الشعب في خانة الموافق، بل المشارك في القتل، دعت يونان إلى عدم الشراكة مع العنف، وعدم الموافقة على المشاركة في القتل، والدفع في اتجاه إقرار بدائل تحمّل مرتكب الجريمة المسؤولية، وتبدأ بإعطاء أهل الضحيّة حقوقهم وإعادة تأهيل المرتكب، ولا تنتهي عند إعادة تحسين المجتمع والحدّ من العنف في القانون.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عقوبة الإعدام فی لبنان

إقرأ أيضاً:

قصص هزت الدول المغاربية.. جرائم القتل الوحشي للنساء في ازدياد

تتصدر جرائم القتل الوحشية للنساء، بالضرب أو الذبح أو الحرق، ومشكلات العنف الأسري، اهتمامات الإعلام بشكل متزايد في الدول المغاربية، لكن آليات الحماية لا تزال غير كافية.

بحسب مجموعة "فيمينيسيد (قتل النساء) الجزائر" التي ترصد هذه الحالات منذ عام 2019، "تُقتل على الأقل امرأة واحدة كل أسبوع" في البلاد.

أما منصة "أوقفوا قتل نساء المغرب" فسجلت على الأقل 50 جريمة قتل للنساء في 2023، مقابل أكثر من 30 في 2022، وخمس حالات منذ بداية عام 2024.

في تونس، الوضع لا يقل خطورة، إذ ارتفع عدد جرائم قتل النساء أربع مرات بين 2018 و2023، ليصل إلى 25 جريمة قتل مقابل ست حالات في 2018، وفق منظمات غير حكومية مثل "أصوات نساء" و"منارة".

وخلال رمضان في ربيع 2023، قُتلت شابة جزائرية تبلغ 23 عاماً على يد زوجها في قسنطينة (شرق الجزائر)، في جريمة قتل وحشية رواها لوكالة فرانس برس شقيق الضحية.

وقال عماد، وهو اسم مستعار، "قبل نصف ساعة من الإفطار، رأى زوج أختي زوجته تلتقط صورة لنفسها بهاتفها بينما كانت تقلي البوراك (من المقبّلات الجزائرية)، فغضب غضباً شديداً الى درجة انه صبّ الزيت على وجهها ثم ذبحها".

كانت الضحية متزوجة منذ خمس سنوات، ولها ثلاثة أطفال.

وبحسب شقيق الضحية، حُكم على القاتل بالسجن 10 سنوات فقط لأن محاميه قدم ملفاً طبياً يزعم أن موكله كان يعاني من انهيار عصبي، وهي عقوبة طعنت الأسرة فيها لدى محكمة الاستئناف.

ونجت فريدة (اسم مستعار) البالغة 45 عاماً، من محاولة خنقها على يد زوجها في الجزائر.

وروت هذه الصحافية المطلّقة والأم لأربعة أطفال "كانت حياتي الزوجية بائسة جداً، مع الضرب والتهديدات بالقتل. مرة خنقني حتى سقطت، واستخدم حتى حبلاً".

وأوضحت الباحثة الجزائرية في علم الاجتماع يمينة رحو لوكالة فرانس برس أن "ظاهرة قتل النساء ليست جديدة، إلا أنها أصبحت أكثر بروزاً مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي".

تحاول منظمات غير حكومية وجمعيات نسوية في الدول المغاربية توعية الرأي العام بهذه المآسي، معتبرة أن الجرائم التي تصل إلى الإعلام ليست سوى غيض من فيض.

واعتبرت كريمة بريني، رئيسة جمعية المرأة والمواطنة، لوكالة فرانس برس بخصوص عدد جرائم قتل النساء المسجلة في تونس عام 2023 "إنه هائل بالنسبة لعدد السكان وهي ظاهرة خطيرة".

ووقعت آخر محاولة قتل لامرأة، نهاية الأسبوع الماضي، في قفصة بجنوب تونس، حيث سكب زوج البنزين وأضرم في جسد زوجته النار بسبب خلافات عائلية متكررة، ونُقلت إلى المستشفى، بينما زوجها لا يزال متوارياً، بحسب مصادر قضائية.

رغم تبني قانون طموح جداً في عام 2017 في تونس، ترى بريني أن "تطبيقه لا يسير بالوتيرة المطلوبة"، مشيرة إلى نقص التمويل العام لمراكز الإيواء وعدم كفاية تدريب "المحترفين (خصوصاً الشرطة والقضاة) على تقويم المخاطر ومنع العنف".

وترى أيضاً أنّ "عدداً كبيراً من العوائق الثقافية" في تونس، مثل الصور النمطية التي تروجها الكتب المدرسية ("المرأة في المطبخ، الرجل يشاهد التلفاز")، والذهنيات التي يجب تغييرها لكي لا تكون هذه الأعمال "مقبولة ثقافياً".

وآخر جريمة كانت ضحيتها امرأة في الجزائر حدثت، الاثنين، في ولاية خنشلة (شرق) حيث ذكرت وسائل إعلام محلية أن رجلا يبلغ من العمر 49 عاما طعن زوجته، 37 عاما، مرّات عدة قبل أن يذبحها، وقد أوقفته الشرطة.

وللجزائر أيضاً إطار تشريعي صارم للغاية في هذه القضايا.

فقد صدرت على الأقل 13 عقوبة بالإعدام منذ عام 2019 (تم تخفيفها جميعاً إلى السجن مدى الحياة). وهناك قانون صدر عام 2015 يعاقب بشكل خاص على التحرش الجنسي وكل أشكال الاعتداء أو العنف اللفظي أو النفسي.

وأوصت يمينة رحو بـ"توعية الجنسين منذ سن مبكرة بالتربية على المساواة والمسؤولية المشتركة والاحترام المتبادل في الأسرة"، خصوصاً عبر وسائل الإعلام العامة.

بالنسبة لها، "لا تكفي الترسانة القانونية وعمل قوات الأمن" بل يجب "تعبئة جميع موارد الدولة، مع نظام إنذار، يشمل الرجال أيضاً".

وفي المغرب أيضاً، يوجد منذ عام 2018 قانون يحارب العنف الموجه ضد النساء، لكنه يتعرض لانتقادات من الجمعيات النسوية بسبب عدم فعاليته.

وٍبينت المحامية غزلان ماموني أن "القضاة يميلون إلى الاعتقاد بأن هذه الأفعال تندرج ضمن المجال الخاص، لذلك فإن العقوبات ليست رادعة وهذا جوهر المشكلة".

من جانبها، وصفت كاميليا الشهاب، مؤسسة جمعية "أوقفوا قتل النساء المغرب"، الأدوات القانونية المغربية في هذه القضايا بأنها "مهزلة"، داعية إلى تشريع "أكثر واقعية" وتدريب المحترفين للتكفل بشكل أفضل بالضحايا.

في عام 2023، حظيت جريمة قتل في المغرب بتغطية إعلامية كبيرة، وتمثلت في تقطيع جثة امرأة وإخفائها في ثلاجة.

وتقول كاميليا الشهاب "هذه الحالة معبّرة جدا لأنها تُظهر الحاجة إلى حصول أمر مروع للغاية لكي يهتم الصحافيون بالموضوع، رغم أن جميع جرائم قتل النساء مروعة".

مقالات مشابهة

  • احذر.. الحبس والغرامة عقوبة تعريض ذوي الإعاقة للخطر
  • روح القانون.. مادة تعتمدها الجنايات لاستخدام الرأفة مع المتهمين
  • روح القانون.. مادة تستخدمها الجنايات لاستخدام الرأفة مع المتهمين
  • أحكام بإعدام 9 مصريين معارضين للسيسي في قضية حرس الثورة
  • قصص هزت الدول المغاربية.. جرائم القتل الوحشي للنساء في ازدياد
  • تنفيذ حكم القتل قصاصًا بأحد الجناة في منطقة الرياض
  • تنفيذ حكم القتل قصاصًا بمواطن قتل آخر في الرياض
  • دفاع الطفلة جانيت يطالب بتوقيع أقصي عقوبة وهي الإعدام علي قاتلها
  • السويد تعترض على حكم الإعدام بحق ثلاثة من مواطنيها في العراق
  • تعرف على عقوبة تغيير نشاط المنشآت الصناعية دون ترخيص وفقا للقانون