الأسرى الإسرائيليون يربكون خطة نتنياهو لضرب حماس
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
ربما تقيد مخاوف على حياة كثير من الأسرى الإسرائيليين في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل من خيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضرب حماس، إذ تواجه تل أبيب التي تجرعت مرارة أزمات رهائن سابقة، ما قد تكون أسوأ أزمة محتجزين في تاريخها حتى الآن.
واجتاحت حماس بلدات إسرائيلية في هجوم مباغت انطلق من غزة السبت وأسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين والعودة ومعهم عشرات الأسرى، في أكثر الأيام دموية في إسرائيل منذ حرب 1973.
وتوعد نتنياهو "بانتقام ساحق"، لكن مصير الجنود الإسرائيليين والأسرى الذين اقتيدوا إلى غزة ولا تزال أعدادهم غير واضحة يعقد كيفية وفاء إسرائيل بتوعدها بالرد بأسلوب قوي، مع الالتزام في الوقت نفسه بالمبدأ القديم بعدم ترك أي أحد.
ويشعر الإسرائيليون بصدمة بسبب الهجوم وصور الأسرى الذين اقتيدوا إلى غزة.
ونشر السفير ديفيد سارانجا المسؤول الكبير بوزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية مقطع فيديو على منصة إكس للتواصل الاجتماعي لما قال إنهم رهائن إسرائيليون احتجزتهم حماس أثناء الهجوم
في 2011، بادلت إسرائيل مئات الأسرى الفلسطينيين لتأمين الإفراج عن جندي إسرائيلي واحد هو جلعاد شاليط الذي أسر لـ5 سنوات.
ويبدو ذلك النوع من عمليات التبادل مستحيلا عندما يتعلق الأمر باحتجاز العشرات من الرهائن هذه المرة. ولاقت صفقة شاليط انتقاد بعض الإسرائيليين بوصفها غير متكافئة.
واستشهد مئات الفلسطينيين في الرد الإسرائيلي على الهجوم، إذ قصفت طائرات حربية مواقع في أنحاء غزة. والضربات الجوية هي ما دأبت عليه إسرائيل للرد الفوري عند مواجهتها لأي تصعيد. وبالإضافة إلى ذلك، نشرت الآلاف من القوات في جنوب إسرائيل المتاخم لقطاع غزة الذي انسحبت منه القوات الإسرائيلية في 2005. ومن الصعب التكهن بما سيحدث بعد ذلك.
نتنياهو لديه ذكريات مؤلمة مع عمليات تحرير الأسرى والرهائن (الفرنسية) سياسة التأمينوقال آرون دافيد ميلر، وهو زميل رئيسي بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن "الحقيقة القاسية أن حماس احتجزت رهائن كسياسة تأمين من التحرك الإسرائيلي للرد، وبالتحديد هجوم بري ضخم، ولمبادلتهم بأسرى فلسطينيين".
وأردف "هل سيقيد ذلك كيفية رد إسرائيل؟ إن كانت الأعداد ضخمة، فكيف لا يقيد؟".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل ستتحرك لتحرير المحتجزين وستلحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية لحماس، وستضمن عدم تمكن أي جماعة في غزة من إلحاق الأذى بالمواطنين الإسرائيليين مجددا.
لكن لا توجد اختيارات سهلة، فمحاولة إنقاذ جميع من قالت حماس إنهم محتجزون في مواقع مختلفة من شأنه تعريض حياتهم للخطر. لكن إجراء مفاوضات مطولة مع حماس حول تبادل للأسرى ربما يمثل فوزا كبيرا لحماس العدو اللدود لإسرائيل.
ودعا نتنياهو، الذي يرأس واحدة من أكثر الحكومات التي يطغى عليها اليمين في تاريخ إسرائيل، زعماء المعارضة إلى الانضمام إلى حكومة وحدة ساعيا إلى حشد دعم أكبر لأي قرار بالرد.
ولنتنياهو ذكريات مؤلمة مع عمليات تحرير الأسرى والرهائن، ففي 1976 قُتل أخوه الأكبر المقدم يوناتان "يوني" نتنياهو أثناء إنقاذ رهائن من مطار عنتيبي في أوغندا، وهو حدث قال عنه نتنياهو إنه رسم شكل حياته المستقبلية.
وقاد شقيق نتنياهو فريقا هجوميا يتألف من 29 فردا من القوات الخاصة الذين اجتاحوا صالة المطار لإنقاذ إسرائيليين وآخرين من ركاب طائرة تابعة لخطوط إير فرانس الجوية بعدما غير مختطفون فلسطينيون وألمان وجهتها إلى أوغندا.
وفي حادث سابق في 1972، احتجز مسلحون فلسطينيون من منظمة أيلول الأسود أعضاء الفريق الأولمبي الإسرائيلي رهائن في القرية الرياضية بميونخ. وفي غضون 24 ساعة، لقي 11 إسرائيليا و5 فلسطينيين وشرطي ألماني حتفهم بعدما تحولت جهود الإنقاذ إلى تبادل لإطلاق النار.
وردت إسرائيل بإرسال عملاء لقتل المسلحين الفلسطينيين الذين اعتبرتهم العقل المدبر للهجوم فيما يُقال إنها عملية سرية استمرت سنوات. واُغتيل عدة فلسطينيين في مواقع مختلفة في أوروبا والشرق الأوسط.
العاروري: حماس بحوزتها الآن عدد ضخم من الأسرى الإسرائيليين (الصحافة الفلسطينية) تحد صعبتمثل غزة نطاقا مختلفا للتحدي، ففي مسيرته الطويلة أظهر نتنياهو أن الحملات البرية قليلا ما تستهويه وأن غزة ستكون موقعا فوضويا لشن حرب. ويتكدس أكثر من مليوني شخص في شريط ضيق من الأرض تديره حماس.
وقد يتبع نتنياهو إستراتيجية معروفة بشكل أكبر تتمثل في اغتيال قادة حماس بضربات جوية وبتفجيرات. وكانت إحدى أهم العمليات هي اغتيال الزعيم الروحي لحماس الشيخ أحمد ياسين بضربة صاروخية من طائرة مروحية في 2004. لكن هذه الضربات لم تردع حماس.
وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للجزيرة إن الحركة بحوزتها الآن عدد ضخم من الأسرى الإسرائيليين، ولم تعلن حماس أي أرقام حتى الآن، قائلة إن لديها ما يكفي من الأسرى لتأمين الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وتقدر جمعية نادي الأسير الفلسطيني عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بنحو 5250 سجينا.
وإن وافقت إسرائيل على إطلاق سراحهم جميعا، فسيكون ذلك انتصارا ثمينا لحماس وفصائل مسلحة أخرى، ولهذا السبب ستكون صفقة سياسية يصعب على نتنياهو أو أي زعيم إسرائيلي عقدها.
لكن مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط قال إن المفاوضات تبدو هي السبيل الوحيد الواضح للمضي قدما. وأضاف "بغض النظر عن نوع الألم الذي سيوقعه نتنياهو بالفلسطينيين، فيما يتعلق بقصف المباني أو اغتيال قادتها في غزة، فإن هذا لن يقلل مما أوقعته حماس بإسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من الأسرى
إقرأ أيضاً:
ترامب يبحث مع نتنياهو صفقة التبادل ومصادر تتحدث عن فجوات
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الاثنين، إنه أجرى محادثة هاتفية "جيدة للغاية" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب في غزة، فيما تجددت التصريحات الإسرائيلية بشأن تحقيق تقدم في مفاوضات صفقة التبادل، مشيرة لاحتمال التوصل إليها قبل تنصيب ترامب.
ووصف ترامب محادثته مع نتنياهو بأنها "مكالمة هاتفية موجزة"، وأضاف "أجرينا محادثة جيدة جدا… لقد ناقشنا ما سيحدث".
وقال الرئيس الأميركي المنتخب إنه "يحاول بكل قوة" المساعدة في "استعادة الرهائن ووقف الحرب في غزة".
في تلك الأثناء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن بعثة إسرائيلية توجهت إلى قطر في ظل تقدم مفاوضات الصفقة، لكنها أوضحت أن "التفويض الممنوح لها محدود".
من ناحية أخرى، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن نتنياهو أبلغ ترامب بضرورة التوصل إلى صيغة على عدة مراحل لإبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وذكرت المصادر أن على إسرائيل اتخاذ "قرارات صعبة" من أجل التوصل إلى صفقة، مشيرة إلى أن هناك "فجوات في المفاوضات تتعلق بعدد المختطفين (الإسرائيليين) والأسرى الفلسطينيين وانتشار الجيش (في غزة)".
إعلانوأضافت المصادر أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أوضح أن مفاوضات الصفقة تركز على المرحلة الأولى منها.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئاسة الوزراء أن "نتنياهو يبذل جهودا لزيادة أعداد المختطفين الأحياء في أي صفقة تبادل".
فيلادلفيا ونتساريم
من جانبه، زعم المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، أن حركة حماس "تبدي مرونة" بشأن مسألة بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين) على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وقال المتحدث إن هناك تقدما في مفاوضات صفقة التبادل، مشيرا إلى احتمال التوصل إلى صفقة قبل تولي ترامب منصبه يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وذكر المتحدث أن ترامب أبلغ نتنياهو خلال محادثتهما بأنه يود أن يرى الحرب تصل إلى نهايتها.
في غضون ذلك، نُقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله إن محوري نتساريم وفيلادلفيا لن يعرقلا إبرام الصفقة، وذكر كاتس أن الصفقة باتت أقرب من أي وقت مضى.
وتحدثت تقارير إخبارية إسرائيلية عن حدوث "تقدم غير مسبوق" باتجاه التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
المراحل وعدد الأسرى
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر وصفته بالمطلع أن المفاوضات غير المباشرة تحقق تقدما ملموسا، مشيرا إلى أنه كان يشك في إمكانية التوصل إلى صفقة قبل أسبوع فقط.
وذكرت الصحيفة أن المعضلة الرئيسية تتمثل في عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم، وأن تنفيذ الصفقة سيستغرق مدة طويلة.
في تلك الأثناء، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إنها علمت أن الوسطاء يضغطون للتوصل إلى صفقة شاملة توقف الحرب في قطاع غزة، وتعيد المخطوفين لكن إسرائيل ترفض، حسب قولها.
وأضافت الهيئة أن "ثمن الوقت الذي يمر سيكون حياة المخطوفين، وكلما مر الوقت تتعرض حياتهم أكثر للخطر".
إعلانمن جهة أخرى، قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان خلال المؤتمر الصحفي إن الوضع الحالي المتمثل في تفكك المجتمع الإسرائيلي والضغط الداخلي لم يسبق له مثيل منذ عام 1948.
ورأى ليبرمان أن الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو هي الأسوأ في تاريخ إسرائيل، حيث قررت الدفع باتجاه حرب أهلية، حسب تعبيره.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون -بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش– بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الحرب على غزة.