الوضع في الجنوب رهن مسار التطورات في غزة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": لا تنكر الاوساط المعنية في حزب الله فرضية أنها على عِلم مسبق بالعملية النوعية الواسعة التي تنفذها حركة حماس بشراكة مع فصائل أخرى منذ قرابة السادسة من صبيحة السبت الماضي والتي لا تزال تتوالى فصولا، إلا أنها تنفي في الوقت عينه علمها المسبق بتطورين اثنين:
الاول، حجم هذه العملية والمدى الواسع الذي بلغته بعد ساعات على انطلاقها، ما جعلها عملاً عسكرياً بكل المقاييس والاعراف ذات الطبيعة الاستراتيجية، التي لها صلة بتجارب الصراع العربي - الاسرائيلي السابقة، إن من حيث المسارات أو من حيث النتائج العسكرية.
الثاني، مدى الانعكاسات المرتقبة لهذه العملية على المحيط، وتحديداً على خطوط التماس والمواجهة التي يمكن إدراجها في المدى الحيوي لـ"محور الممانعة والمقاومة"، وخصوصا على جبهة الجنوب اللبناني، التي هي معاقل الطرف الاكثر قوة وتنظيما وقدرة على الحراك المفتوح، وصاحب الترسانة الاضخم في الاقليم، أو بمعنى آخر القوة التي أُدرِجت في خانة الاحتياط الاستراتيجي الحاضر دوماً للانخراط في أي مواجهة شاملة، وهو "حزب الله".
مصادر الحزب تسرّب الى وسائط الإعلام ما مفاده ان الحزب بعث برسالة الى تل ابيب عبر القاهرة يحذرها فيها من ان احتمال دخول عناصره الى الجليل الأعلى يصير احتمالا كبيرا اذا ما فكرت اسرائيل باجتياح برّي لغزة. وبعد 24 ساعة على بدء "حماس" هجومها كان الحزب يرد بطريقته المدروسة على كل التساؤلات التي تنامت في أعقاب بدء "حماس" هجومها، وفحواها ما هو مستقبل الوضع على الحدود اللبنانية مع اسرائيل اذا ما تطورت الامور الميدانية؟ واستطراداً، ما هي ردة فعل الطرف الاقوى في المحور خصوصا حيال امرين:
- انه لا بد له ان يكون هذه المرة عند تعهداته ويترجم شعارات التشابك والترابط على نحو عملي.
- انه صار يصعب عليه ان يستعيد تجربة عام 2006 عندما سعى يومها الى تخفيف مستوى الضغوط على غزة التي كانت تحت النار الاسرائيلية فنفّذ عملية أسر الجنود الاسرائيليين في محيط بلدة عيتا الشعب.
وهكذا، وبعد 24 ساعة بالضبط كان الحزب يلج هذه المرة الى ميدان المواجهة الحالي ولكن من الباب المضمون الذي يدل ضمناً على انه ليس في وارد فتح ابواب المواجهة على مصاريعها، ولكنه عازم في الوقت عينه على ان يوحي لمن يعنيهم الامر انه شريك وليس متفرجا، فكانت مدفعيته توجه قذائفها نحو ثلاثة مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا، اي انه اختار الميدان الذي يعرف العالم كله انه منطقة متنازع عليها، وان اسرائيل وإن كانت تتمركز فيها منذ عقود إلا انها لا يمكن ان تزعم ان احتلالها ناجز كما هو احتلال جبل الشيخ المتاخم.
وبمعنى آخر، عاد الحزب الى استخدام الساحة الاحتياطية الدائمة لتفجير المواجهة على غرار تجارب سابقة حيث كان يشعل تلك المنطقة غبّ الطلب وعند الحاجة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
السفير غملوش: مواقف بعض الوزراء اللبنانيين تتعارض مع سياسة الحكومة حول اعتداءات اسرائيل
بغداد اليوم - متابعة
رأى السفير العالمي للسلام رئيس جمعية "تنمية السلام العالمي" حسين غملوش، أن مواقف بعض الوزراء في الحكومة اللبنانية تتعارض مع سياستها العامة المتعلقة بملفات حساسة كملف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، كونها اكثر حدة وبعيدة كل البعد عن الدبلوماسية، وتبدو منفصلة عن السياسة الرسمية للحكومة التي تتسم بالحذر".
وقال غملوش في بيان تلقته "بغداد اليوم" إن "الحكومة تأخذ موقفا اكثر توازنا من موضوع الاعتداءات الاسرائيلية، وهي تحمل اسرائيل المسؤولية عن عدم تنفيذ القرار 1701، ولكنها في الوقت نفسه تحاول تجنب الصدامات المباشرة، فيما مواقف بعض الوزراء تتسبب بتوترات سياسية واتهامات تندرج في اطار محاولات تشويه الحقائق والتسبب في ضغوط إضافية على لبنان".
وأضاف أن "لبنان يعاني من انقسامات حادة على كل المستويات، والخطورة ان هذه الانقسامات انسحبت ايضا على الموقف من الاحتلال الاسرائيلي، مما يزيد من التوترات الداخلية ويؤدي الى ازمات سياسية جديدة".
وتابع غملوش: "هدف اسرائيل من الاغتيالات التي تقوم بها في لبنان توجيه رسائل ردعية مفادها ان أي تهديد لها سيواجه برد قاس، كما تهدف الى تصفية شخصيات تعتبرها تهديدا مباشرا لها، ولكن كل هذه الاعمال العنفية التي تمارس في حق الشعب اللبناني ستؤدي غالبا الى تصعيد التوترات الأمنية والعسكرية والى ردود فعل انتقامية، ما سيتسبب في تفاقم الأوضاع الأمنية في لبنان والمنطقة".
وأوضح السفير العالم للسلام أنه "يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن التطبيع حتى ان هناك بعض الاطراف السياسية ايدت هذا الطرح، اذا كان يوفر السلام للبنان، متناسية ان هناك اراض لبنانية لا تزال محتلة كمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وان واي تطبيع يعد في مثابة اعتراف بواقع الاحتلال".
واشار غملوش الى ان "لبنان يعتبر اسرائيل دولة عدوة وفقا لقانونه الداخلي واي تعامل رسمي او غير سمي معها يعد جريمة تصل عقوبتها الى السجن، أضف الى ذلك كله فان لبنان ليس لديه مكاسب او مصالح اقتصادية معها، بل هو يملك علاقات قوية مع دول عربية واسلامية توفر له الدعم".
وقال: "يتعرض لبنان لضغوط دولية من اجل انهاء ملف السلاح غير الشرعي بسرعة قصوى، ولو كان على حساب السلم الاهلي والعيش المشترك بين ابنائه فيما يطالب باستخدام الدبلوماسية والحوار مع اسرائيل من اجل تحقيق انسحابها من المواقع التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان".
من جهة ثانية، اعتبر غملوش ان ما يحصل في غزة من قتل وتدمير وتهجير قسري يمكن وصفه بانه ابادة جماعية وجرائم حرب ضد الانسانية، فوفقا لاتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية التي صدرت في العام 1948، فان اي استهداف متعمد لمجموعة بشرية بهدف القضاء عليها كليا او جزئيا يعتبر ابادة جماعية، واستهداف الاطفال والنساء والمستشفيات وقوافل المساعدات والحرمان من الماء والغذاء كلها ادلة على نية ابادة أبناء غزة".
وختم: "العالم مطالب بالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، لكن الصمت والتواطؤ الدولي يساهمان في استمرار المجازر. فإلى متى؟".