لبنان ٢٤:
2025-03-16@14:22:14 GMT

الوضع في الجنوب رهن مسار التطورات في غزة

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

الوضع في الجنوب رهن مسار التطورات في غزة

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": لا تنكر الاوساط المعنية في حزب الله فرضية أنها على عِلم مسبق بالعملية النوعية الواسعة التي تنفذها حركة حماس بشراكة مع فصائل أخرى منذ قرابة السادسة من صبيحة السبت الماضي والتي لا تزال تتوالى فصولا، إلا أنها تنفي في الوقت عينه علمها المسبق بتطورين اثنين:
الاول، حجم هذه العملية والمدى الواسع الذي بلغته بعد ساعات على انطلاقها، ما جعلها عملاً عسكرياً بكل المقاييس والاعراف ذات الطبيعة الاستراتيجية، التي لها صلة بتجارب الصراع العربي - الاسرائيلي السابقة، إن من حيث المسارات أو من حيث النتائج العسكرية.



الثاني، مدى الانعكاسات المرتقبة لهذه العملية على المحيط، وتحديداً على خطوط التماس والمواجهة التي يمكن إدراجها في المدى الحيوي لـ"محور الممانعة والمقاومة"، وخصوصا على جبهة الجنوب اللبناني، التي هي معاقل الطرف الاكثر قوة وتنظيما وقدرة على الحراك المفتوح، وصاحب الترسانة الاضخم في الاقليم، أو بمعنى آخر القوة التي أُدرِجت في خانة الاحتياط الاستراتيجي الحاضر دوماً للانخراط في أي مواجهة شاملة، وهو "حزب الله".
مصادر الحزب تسرّب الى وسائط الإعلام ما مفاده ان الحزب بعث برسالة الى تل ابيب عبر القاهرة يحذرها فيها من ان احتمال دخول عناصره الى الجليل الأعلى يصير احتمالا كبيرا اذا ما فكرت اسرائيل باجتياح برّي لغزة. وبعد 24 ساعة على بدء "حماس" هجومها كان الحزب يرد بطريقته المدروسة على كل التساؤلات التي تنامت في أعقاب بدء "حماس" هجومها، وفحواها ما هو مستقبل الوضع على الحدود اللبنانية مع اسرائيل اذا ما تطورت الامور الميدانية؟ واستطراداً، ما هي ردة فعل الطرف الاقوى في المحور خصوصا حيال امرين:
- انه لا بد له ان يكون هذه المرة عند تعهداته ويترجم شعارات التشابك والترابط على نحو عملي.

- انه صار يصعب عليه ان يستعيد تجربة عام 2006 عندما سعى يومها الى تخفيف مستوى الضغوط على غزة التي كانت تحت النار الاسرائيلية فنفّذ عملية أسر الجنود الاسرائيليين في محيط بلدة عيتا الشعب.

وهكذا، وبعد 24 ساعة بالضبط كان الحزب يلج هذه المرة الى ميدان المواجهة الحالي ولكن من الباب المضمون الذي يدل ضمناً على انه ليس في وارد فتح ابواب المواجهة على مصاريعها، ولكنه عازم في الوقت عينه على ان يوحي لمن يعنيهم الامر انه شريك وليس متفرجا، فكانت مدفعيته توجه قذائفها نحو ثلاثة مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا، اي انه اختار الميدان الذي يعرف العالم كله انه منطقة متنازع عليها، وان اسرائيل وإن كانت تتمركز فيها منذ عقود إلا انها لا يمكن ان تزعم ان احتلالها ناجز كما هو احتلال جبل الشيخ المتاخم.

وبمعنى آخر، عاد الحزب الى استخدام الساحة الاحتياطية الدائمة لتفجير المواجهة على غرار تجارب سابقة حيث كان يشعل تلك المنطقة غبّ الطلب وعند الحاجة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اتفاقية سلام جوبا: التمادي في بذل العهود المستحيلة (5-7)

عاد اتفاق سلام جوبا إلى واجهة خطاب السياسة والحرب في يومنا هذا. وأنشر نص ورقة كنت قدمتها لمؤتمر انعقد في مركز الدوحة في العام الماضي ما وسعني لكي يدور النقاش المتجدد عن الاتفاقية فوق علم باتفاق قل من اطلع على نصوصه.
لزوم ما لا يلزم في اتفاق سلام جوبا
ومن خمج الاتفاقية وهزلها أنها لا تترفع عن تضمين معالجات لقضايا ليس مكانها اتفاقية سلام بعد عقود من الحرب. فكنت خلال قراءتي لنصوص اتفاقية جوبا أُعَلم على بعض بنودها بعبارة من أبي العلاء المعري "لزوم ما لا يلزم". فاحتوت الاتفاقية على مطالب من الخفوت مما تتوقعه في برنامج لمرشح لمجلس ريفي أو بلدي أو تشريعي على أحسن الفروض لا في وثيقة ل"حدار الدم" نعلق عليها أمراً جسيماً هو إخراجنا من حرجنا مع أنفسنا إلى رحاب التعافي.
وهذه البنود من لزوم ما لا يلزم مما ينطبق عليه قولنا "عدم الموضوع". وما جر هـذه الوثيقة العصماء (أو هكذا من المفروض أن تكون) إلى هـذه الترهات إلا التطفل على مباحثات السلام من قبل مسارات في الوسط والشمال والشرق ممن جاءت بهم الحركات المسلحة كحلفاء لا شركاء في الحرب، أي صحبة مسلح كما مر. وستجد في الحركة الشعبية قطاع الشمال (الحلو) نسخاً أخرى من صحبة المسلح هؤلاء ينتظرون يومهم في مفاوضات مستدركة مع الدولة. وما أن أمِن صحبة المسلح إلى حصتهم في المسار من الوظيفة في ولاياتهم غير المحاربة حتى حار بهم الدليل وصاروا يلقون المطالب على عواهنها. وبعضها سخريات.
لا أطيل. وتجد أدناه عينة منها:
*تلتزم الإدارة الأهلية في الشرق على حث المواطنين وتشجيعهم على التعليم.
*وأن تهتم ولايات الشرق بالصناعات الصغيرة.
*إنشاء صندوق خاص في الوسط (مسار الوسط) لدعم السلام لتمويل المشروعات الزراعية.
*إنشاء مراكز متخصصة في الوسط لمكافحة الأوبئة والأمراض المستوطنة في المناطق الحارة، ومراكز الأمومة والطفولة.
*تقديم خدمات القضاء وتطبيق قانون الشرطة والقوانين الأخرى لضمان السلام الاجتماعي والمجتمعي في الوسط.
*تذليل كافة المعوقات التي تقف أمام استخراج الشهادات الجامعية للطلاب الذين اكملوا دراستهم بالجامعات والمعاهد عبر اتفاقية السلام السابقة في دارفور.
*النظر في قضية مشروع أبو حراز الزراعي وإقامة مثل مشروع شرق حجر العسل (بالضبط كده).
وآخر لزوم ما لا يلزم في اتفاقية جوبا مما أبدع فيه مسار الشرق:
*إزالة آفات المسكيت.
ويبدو أن الآفات التي حان قطافها كثيرة.
من هو الدارفوري؟ وحتاما؟
ستواجه تنفيذ الاتفاقية جملة تعقيدات مرتبطة بتعريف مصطلح الاتفاق أو آجاله. ونبدأ بمن هو الدافوري المقصود في مسار دارفور، ناهيك عمن هو الوسطي في مسار الوسط للتمتع بما ورد من تمييز إيجابي. فليس في تقاليدنا الإدارية أعراف لتعيين منشأ الفرد منا بعد شهادة الميلاد مما نراه في دول غيرنا مثل موقع تسجيل الواحد منا للانتخابات، أو إيصال دفع الأسرة للضرائب مثلاً. ناهيك أن التمييز الإيجابي، حيث نشأ في الولايات المتحدة، كان لون المستفيد منه يكفي تقريباً. فاتفاق دارفور حجز لطلابها ١٥٪ في الكليات العلمية والطبية والهندسية في كل جامعات السودان بعد حجز ٥٠٪ لهم في الجامعات بدارفور. فما هو تعريف الدافوري القاطع الذي يمنع التبذل ويحفظ الحق لمستحقه؟
مما نحتاج إلى التدقيق فيه أيضاً هل هذا الاتفاق مع الحكومة الانتقالية، أم أنه مع الحكومة السودانية بإطلاق. فجاء في اتفاق دارفور أن يتمتع الطالب منها بإعفاء الرسوم وغيرها لمدة ١٠ سنوات تبدأ من توقيع الاتفاق. وهذا بالطبع عهد ملزم لحكومات ما بعد الانتقالية التي في رحم الغيب. وقد يمتد الإعفاء إلى ١٤ سنة وأكثر لأن الطالب الذي دخل الجامعة في السنة العاشرة، سنة نهاية العهد، سيظل يتمتع بالإعفاء حتى تخرجه.
وتتحرج مسألة التعاقد مع الحكومة الانتقالية كثيراً في النص الذي قضى بتمثيل تفضيلي لأبناء جبال النوبة والنيل الأزرق وغرب كردفان في المركز لمدة عشر سنوات من توقيع الاتفاق. وواضح أن هذا اتفاق متعد يطال الانتقالية وحكومات سودانية لنحو سبع سنوات قادمة.
ونوهنا من قبل بالارتباك في النص الخاص باستعادة الحكم الإقليمي (بين المركز والولاية) على غرار ما كان سائداً قبل انحلاله في الولايات. فسيستعاد بالاتفاقية نظام الأقاليم في ظرف ٦٠ يوماً من توقيع الاتفاق. وسينظر في ذلك مؤتمر ما. ولن تتقيد دافور بقراره استعاد الأقاليم أم لم يستعدها. فهي ستكون إقليماً خلال ٧ شهور بغض النظر. وهكذا فرضت الجبهة الثورية دارفور إقليماً بمن حضر. ناهيك من هذه المجازفة لإعادة شك نظام إداري بحاله بتوقيت عجول كأن الدنيا طايرة.
ووجدت، من الجهة الأخرى، خلطاً معيباً في اختصاصات مستويات الحكم المختلفة: الفدرالي والإقليمي والولائي. ولاحظ أن الاتفاق رسم سياسات للمستوى الإقليمي المعروض للنقاش (عدا دارفور) كما رأينا وسبق له بسلطات وهو في علم الغيب.
ونظرت في سلطات المستويات ووجدتها مرتجلة جداً فيما تعلق بمسؤولية كل منها تجاه التعداد السكاني مثلاً. ففي فقرات متفرقة من نص الوثيقة ستجد دم التعداد مفرقاً بين تلك المستويات جميعاً. ففي فقرات متفرقة منه أعطى الاتفاق حكومة الولاية والإقليم والمركز صلاحيات إجراء التعداد السكاني (٩-٢١ و١٠-١٤ و١١-٢٤). وهذا خلط لا يجوز. وكتب من قال إن هذا الخلط عائد إلى خلاف نشأ على مائدة التفاوض بين من رأوا أن يبدأ النقاش بالمسارات وبين من مالوا للبدء بالقضايا القومية. ثم استقر التفاوض على البدء بالمسارات قبل القضايا القومية. وكانت النتيجة تطابق بعض الأحكام في المقامين بصورة مربكة.
ونواصل

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • مجموعات العمل.. مسار مقنّع للتطبيع
  • خريس: اسرائيل كانت ولا زالت الشر المطلق
  • اتفاقية سلام جوبا: التمادي في بذل العهود المستحيلة (5-7)
  • وزير الخارجية عرض مع بلاسخارت تطورات الوضع في الجنوب
  • رجيّ: للضغط على اسرائيل لتنفيذ التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية
  • وزير الثقافة من قلعة شمع الأثرية : اسرائيل كانت تسعى لنهبها
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • شهادات الأ سـ.ـر ى المحرّرين: قصص عن التـ.ـعـ.ـذيـ.ـب في سجون اسرائيل
  • مسؤول صهيوني : اليمنيون اطبقوا الخناق على اسرائيل
  • بوتين: الهدنة في أوكرانيا ممكنة ولكن بشروط