كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": الاتصالات الدولية والعربية، وإن كانت دعت إلى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، بعدم إلحاق الجبهة الشمالية بالحرب الدائرة في قطاع غزة وغلافها الذي يحتضن عدداً من المستعمرات الإسرائيلية، فإنها في المقابل لم تحصل على التطمينات المطلوبة، وتحديداً من «حزب الله» الذي يربط قراره بما سيؤول إليه الوضع العسكري على أرض المعركة الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.


وبكلام آخر، فإن الحزب، كما تقول مصادر مواكبة للاتصالات الدولية التي كان محورها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقيادة الجيش ، يحتفظ لنفسه بكلمة السرّ ولن يبوح فيها. وتؤكّد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه يراقب بدقة الوضع على الأرض ليكون في مقدوره أن يبني على الشيء مقتضاه، وبالتالي لن يبقى مكتوف اليدين، إذا ما بادر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للقيام بعملية عسكرية يستهدف من خلالها اجتياح قطاع غزة للتعويض عن الصدمة التي أصابت القيادة العسكرية التي فوجئت بتوغّل «حماس» في عمق المستعمرات من دون أن تلقى مواجهة.
فـ«حزب الله» وبخلاف المعارك السابقة التي كانت تدور بين «حماس» والجيش الإسرائيلي ويترتب عليها إطلاق صواريخ مجهولة الهوية من سهل بلدة القليلة في جنوب لبنان من دون أن يؤدي سقوطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى إحداث أضرار مادية جسيمة، فإنه أراد هذه المرة الخروج عن صمته بإطلاقه عدة قذائف تحذيرية أراد منها تمرير رسالة إلى الخارج بأن «حماس» ليست متروكة لوحدها، وإن كانت بقيت تحت سقف عدم الإخلال بقواعد الاشتباك، وإنما في سياق إعلانه التعبئة العامة لمواجهة ما سيترتب من تطورات عسكرية في الحرب الدائرة بين غزة وغلافها.
وتأكد أن قيادة الجيش تتابع الوضع على الأرض، وتعد تقارير تتعلق بتقديرها للموقف استناداً إلى ما يتوافر لها من معطيات معطوفة على اتصالاتها المفتوحة بقيادة «يونيفيل» وسفراء الدول المشاركة في القوات الدولية العاملة في جنوب الليطاني، وإن كانت تراقب عن كثب ما يمكن أن يقوم به نتنياهو، برغم أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن حتى الساعة من استعادة سيطرته على عدد من المستعمرات التي ما زالت تدور فيها معارك لإخراج مقاتلي «حماس» منها.
وأخيراً قد يكون من السابق لأوانه التكهن بما يمكن أن يصيب الجبهة الشمالية من ارتدادات قبل التأكّد من الوضع الأمني والعسكري الذي يستقر عليه قطاع غزة ومدى قدرة نتنياهو للثأر من «حماس»، وكيف ستكون عليه الحال في فلسطين المحتلة إذا ما قررت الضفة الغربية الانتفاض ضد الاحتلال والوقوف بكل إمكانياتها إلى جانب غزة؟ مع أن الوضع في جنوب لبنان يبقى تحت السيطرة، لكن إلى متى؟ بعد أن أوصل «حزب الله» رسالته عبر قنواته الدبلوماسية بأن «حماس» ليست متروكة لوحدها، من دون أن يفصح للذين تواصلوا معه عن خطته للتضامن معها، علماً بأن لبنان تلقى تحذيرات دولية تنصحه بضبط النفس والحفاظ على الاستقرار على طول الجبهة الشمالية!
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی جنوب

إقرأ أيضاً:

قصف إسرائيلي على خيمة للنازحين بخان يونس جنوب غزة

أكدت وكالة الأنباء الفلسطينية، باستشهاد 6 في قصف الاحتلال لخيمة لنازحين بخان يونس جنوب غزة، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل .

ماكرون: أكدنا لمصر والأردن أهمية التوصل لحل سياسي للأوضاع في غزةماكرون: أشكر السلطات المصرية على جهودها الإنسانية لدعم سكان غزةبـ الأرقام .. هذا ماقدمته مصر لـ رعاية مصابي غزةهولندا تُحمّل إسرائيل المسؤولية .. استدعاء السفير على خلفية التصعيد الدامي في غزة

وفي وقت سابق، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريحات جديدة حول الوضع في قطاع غزة، إن إسرائيل "عازمة على القضاء على حركة حماس".

وأضاف في تصريحاته أن "إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد حماس بكل قوة حتى تحقق أهدافها الأمنية".

وأوضح نتنياهو أن إسرائيل في الوقت نفسه "ملتزمة بإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة".
 

مقالات مشابهة

  • المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم
  • قصف إسرائيلي على خيمة للنازحين بخان يونس جنوب غزة
  • وزير الدفاع بحث مع نظيره اليوناني في الأوضاع في المنطقة
  • اورتاغوس في زيارتها الثانية للبنان...لهجة جديدة
  • إضراب شامل يعم القدس ومختلف مدن الضفة المحتلة تنديداً بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • مهلة سماح محدَّدة للبنان قبل إجراءات أميركية حاسمة
  • تأكيد مصري فرنسي على الدعم الكامل للبنان
  • غارة إسرائيلية تقتل لبنانيا في الجنوب
  • ذعر في الطرق.. صواريخ حماس تصيب 3 بإسرائيل بعد قصف عسقلان المحتلة
  • أورتاغوس جددت نصائح صديق: لا جدول زمنياً لنزع سلاح حزب الله