WSJ: السعودية مستعدة لزيادة إنتاج النفط من أجل صفقة التطبيع
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن السعودية، مستعدة لرفع إنتاجها من النفط، من أجل صفقة التطبيع مع السعودية.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، بأن السعودية قد أبدت للبيت الأبيض استعدادها لزيادة إنتاج النفط في أوائل العام المقبل إذا كانت أسعار النفط مرتفعة؛ حيث تهدف هذه الخطوة إلى كسب رضا الكونجرس من أجل صفقة تقترح المملكة فيها الاعتراف بإسرائيل، وبالمقابل تحصل على اتفاق دفاع مع واشنطن، حسب ما صرح به مسؤولون سعوديون و أمريكيون.
وأشارت إلى أن هذا الفهم هو جزء من محاولة لإبرام اتفاقية ثلاثية من المرجح أن تشمل أيضا المساعدة النووية الأمريكية ويمثل تحولًا ملحوظًا من قبل الرياض، التي رفضت قبل عام طلب إدارة بايدن للمساعدة في خفض أسعار النفط ومحاربة التضخم، مما أدى إلى توتر شديدة في العلاقات. ومع ذلك، شدد المفاوضون السعوديون على أن الظروف السوقية ستكون هي المرشدة لأي تحرك بشأن الإنتاج، وقال المسؤولون المطلعون بالمحادثات إن النقاشات لم تمثل اتفاقًا طويل الأمد لخفض الأسعار.
وذكرت أنه لم يستجب المتحدثون باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض والحكومة السعودية لطلبات التعليق؛ حيث تمحورت المحادثات حول الاتفاق على الاعتراف السعودي بإسرائيل، وهذه الخطوة قد تعيد تشكيل السياسة الجيوسياسية في الشرق الأوسط مقابل مبيعات الأسلحة الأمريكية، وضمانات الأمان، والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني، وسيكون الاتفاق نجاح دبلوماسي للرئيس بايدن.
ونقلت عن المسؤوليْن من البيت الأبيض، ''بريت ماكغورك'' و''أموس هوشتاين''، أنهما ذهبا في الشهر الماضي إلى السعودية، حيث أكدا أن ارتفاع أسعار البترول سيجعل من الصعب الحصول على دعم في واشنطن، وقد يحتاج البيت الأبيض إلى دعم الكونجرس للتوصل إلى اتفاق؛ حيث يناقش المفاوضون الآن اتفاقية دفاعية جديدة مع المملكة قد تتطلب موافقة مجلس الشيوخ بالإضافة إلى دعم الولايات المتحدة للجهود السعودية لإنشاء برنامج نووي مدني، ومليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة.
وجاءت رحلة ماكغورك وهوشتاين في ظل ارتفاع أسعار النفط، حيث ارتفع المؤشر العالمي للنفط الخام برنت، بنسبة 25% في هذا الربع وتم التداول به بأسعار تصل إلى 95 دولارًا للبرميل، لكنه انخفض في الأيام الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أن السعوديين قد طالبوا بزيادة الأسعار حيث يستثمرون عشرات المليارات من الدولارات في مشاريع ضخمة تهدف إلى تحويل اقتصاد المملكة.
وقد يكون الاعتراف العلني بأن السعودية قد تتخذ إجراءات لتبريد سوق النفط في العام المقبل لما له من تأثير على وضع حد لأسعار النفط تحت 100 دولار للبرميل، والذي شكل مستوى تاريخيا أدى في الماضي إلى زيادة التضخم ودعوات في واشنطن لاتخاذ إجراءات.
وأشار الصحيفة إلى أن أي خطوة من السعوديين لزيادة الإنتاج قد تكون معقدة بسبب تحالفها في إنتاج الطاقة مع روسيا، التي تعد واحدة من أكبر دول الإنتاج النفطي في العالم، وحافظت المملكة على التنسيق مع موسكو، التي حاولت الحفاظ على أسعار النفط مرتفعة من خلال تقييد الإنتاج، مما أبقى على تدفق الأموال من النفط إلى خزانتها لتمويل حربها في أوكرانيا.
ويقود السعوديون والروس مجموعة الدول المنتجة للنفط المعروفة باسم "أوبك+"، والتي من المقرر أن تجتمع في نهاية نوفمبر لتحديد مستويات الإنتاج؛ حيث قلصت المجموعة المكونة من 23 عضوًا من إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا قبل عام في خطوة أثارت غضب إدارة بايدن، وقد قللت كل من السعودية وروسيا أكثر من ذلك بمفردهما منذ ذلك الحين في إجراءات من المتوقع أن تنتهي بحلول نهاية عام 2023.
وقالت إن إدارة بايدن تأمل في التوسط للتوصل إلى اتفاق بين السعودية وإسرائيل في الستة أشهر المقبلة؛ حيث اتفقت الجهات الثلاث بشكل عام على ملامح الاتفاق وبدأت في مناقشة التفاصيل، وقد ضغط ''ماكغورك''، كبير مسؤولي البيت الأبيض في الشرق الأوسط، و''هوشتاين''، كبير مستشاري بايدن للطاقة والبنية التحتية، مرارًا وتكرارًا على السعودية لاتخاذ خطوات لإصلاح صورتها في واشنطن، حيث يمكن أن يلعب الكونجرس دورًا رئيسيًا في إبرام أو كسر صفقة دبلوماسية مع إسرائيل.
وقام المستشار في البيت الأبيض، ''أموس هوشتاين''، في الشهر الماضي بزيارة السعودية للتأكيد على أن ارتفاع أسعار النفط سيجعل من الصعب على الرياض الحصول على دعم في واشنطن، وهذا حسبما قاله المسؤولون.
وتعهد بايدن نفسه عندما تولى المنصب بمعاملة المملكة كدولة منبوذة بسبب سجلها في حقوق الإنسان. لكن بايدن بدأ في تغيير الاتجاه العام الماضي عندما سافر إلى السعودية وأكد على علاقة تعاونية جديدة بين البلدين. منذ غزو روسيا لأوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة، ركزت إدارة بايدن أكثر على دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط التي حاولت التقليل من أهمية مشكلاتها في بداية فترة الرئيس. وقد تم تحقيق تقدم على عدة جبهات.
وأفادت الصحيفة أنه منذ تولي بايدن المنصب، سعت السعودية للخروج من حرب طويلة في اليمن، فأوقفت الضربات الجوية ووافقت على وقف إطلاق النار الذي جلب هدوءًا كبيرًا إلى اليمن خلال العام الماضي. وقد عملت الولايات والأمم المتحدة على التوسط من أجل هدنة طويلة الأمد وتسريع محادثات السلام التي تهدف إلى إنهاء الحرب، كما شجعت إدارة بايدن على التواصل الأخير من السعودية مع إسرائيل، بما في ذلك قرارات المملكة النادرة بالسماح لوزيرين إسرائيليين بزيارة الدولة الخليجية.
ووفقا لـ"وول ستريت جورنال"، تأتي المحادثات حول النفط في فترة بدأ فيها إمداد النفط العالمي يتراجع عن الطلب؛ حيث تتوقع التوقعات لـ أوبك+ عجزا عالميا قدره 3.3 مليون برميل يوميا في الربع الرابع، والآن يتوقع العديد من المحللين أن تتجاوز أسعار برنت في نهاية المطاف 100 دولار للبرميل.
وقدر صندوق النقد الدولي - في وقت سابق من هذا العام - أن سعر النفط المتعادل للرياض لموازنة ميزانيتها يبلغ حوالي 81 دولارا للبرميل، ويقول محللون إنه إذا استمرت السعودية في الكفاح لجذب الاستثمار الأجنبي إلى مشاريع مثل نيوم، فقد يرتفع سعر التعادل إلى ما يقرب من 100 دولار.
واختتمت الصحيفة، بأنه قد يكون من الصعب إقناع السعودية بتقديم أي دعم طاقوي كبير قبل أن يكتمل الاتفاق بشكل أساسي و هذا حسب ما قالته ''هيليما كروفت''، كبيرة استراتيجيات السلع في الوسيط الكندي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية النفط التطبيع السعودية النفط الاحتلال التطبيع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البیت الأبیض إدارة بایدن أسعار النفط إنتاج النفط فی واشنطن من أجل
إقرأ أيضاً:
أحمد الشرع في المملكة.. زيارة تعكس دور السعودية المحوري
في خطوة تعكس مكانة المملكة، حرص زيارة رئيس الجمهورية العربية السورية، أحمد الشرع، أن تكون وجهته الخارجية الأولى بعد توليه مهامه، هي السعودية.
ويأتي اختيارها لتكون وجهته الخارجية الأولى بعد توليه قيادة سوريا، تقدير القيادة السورية الجديدة لمكانة المملكة السياسية وثقلها على المستوى الدولي، ودورها المحوري والمؤثر في تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
أخبار متعلقة حتى الثامنة مساءً.. "الأرصاد" يُنبِّه من أمطار غزيرة على عسير وجازان"اليوم" تسلط الضوء على "محطة طويق" ابتكار سعودي لطالبات الذكاء الاصطناعي بجدةتبرز زيارة رئيس الجمهورية العربية السورية إلى المملكة مدى تقدير القيادة السورية الجديدة لسمو ولي العهد -حفظه الله- ورؤيته الواعدة 2030، وثقتها في المردود الإيجابي لاستراتيجية المملكة التنموية على سوريا ودول المنطقة وشعوبها من خلال دعم أمن واستقرار هذه الدول وإقامة الشراكات الاقتصادية التي تعود بالنفع والفائدة على جميع الأطراف. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الرئيس السوري يصل الرياض وفي مقدمة مستقبليه نائب أمير المنطقة - واس
التشاور السعودي السوري
تأتي زيارة الرئيس السوري الجديد إلى المملكة في إطار حرص القيادة السورية على التشاور والتنسيق مع القيادة الرشيدة -حفظها الله- في هذه المرحلة الحساسة، وما تتضمنه من تحديات وصعوبات كبيرة والتطلع إلى دعم المملكة لسوريا وشعبها والاستفادة من مكانتها وثقلها الدولي في تجاوز هذه التحديات.
تتزامن زيارة الرئيس السوري إلى المملكة، ولقائه بسمو ولي العهد -حفظه الله- مع ما تشهده المنطقة بشكل عام، وسوريا بشكل خاص، من تطورات سياسية وأمنية، تستوجب التشاور وتنسيق الجهود بين البلدين الشقيقين بما يعزز أمن واستقرار سوريا، ويصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، ويحقق آمال وتطلعات شعبها.
المملكة.. الوجهة الأولى
حرصت الحكومة السورية المؤقتة على أن تكون وجهة أول زيارة خارجية لوزير خارجيتها هي المملكة حيث التقى برفقة وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات السوري، بصاحب السمو الملكي وزير الدفاع وصاحب السمو وزير الخارجية، وتم بحث مستجدات الأوضاع في سوريا، وسبل دعم العملية السياسية الانتقالية بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، ويضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها.
للمملكة جهود ومواقف تاريخية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي والتأكيد على وحدة أراضيها واستقلالها ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها.
للمملكة موقف ثابت حيال دعم الشعب السوري وخياراته، حيث دعت إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها، بما يحميها من الانزلاق نحو الفوضى والانقسام، كما دعت المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وأكدت إدانتها لتوغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع المجاورة لها.
مبادئ سعودية ثابتة تجاه سوريا
منذ اليوم الأول للثورة السورية في العام 2011م التزمت المملكة مبادئ ثابتة، تمثلت في دعمها لحق الشعب السوري في تقرير مصيره وضمان أمن سوريا ووحدة أراضيها بعيدًا عن التدخلات الأجنبية والتأثيرات الخارجية.
حرصت المملكة على دعم الحكومة المؤقتة في سوريا على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث استضافت اجتماعات الرياض بشأن سوريا، بمشاركة واسعة من الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، والمنظمات الدولية، لبحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق وتقديم العون والمساندة له، ومساعدته في إعادة بناء سوريا، كما زار سمو وزير الخارجية دمشق والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع، وعبر عن دعم المملكة لسوريا وشعبها الشقيق.
قادت المملكة جهداً دبلوماسياً نشطاً ومستمراً لدعوة الأطراف الدولية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، وأكدت أن استمرارها في المرحلة المقبلة سيعرقل طموحات الشعب السوري في التنمية وإعادة البناء، وأثمرت هذه الجهود في اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بالإعلان عن عدد من الإعفاءات من العقوبات المفروضة على سوريا ضمن إطار قانون قيصر، وكذلك تعليق الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على سوريا في مجالات الطاقة والطيران والتمويل.
ثمنت المملكة الخطوات الإيجابية التي قامت بها الإدارة السورية الجديدة في اتخاذ نهج الحوار مع الأطراف السورية، والتزامها بمكافحة الإرهاب، وإعلانها البدء بعملية سياسية تضم مختلف مكونات الشعب السوري، بما يكفل ألا تكون سوريا مصدراً لتهديد أمن واستقرار دول المنطقة.
بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- أسهمت المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق جراء الأزمة الراهنة التي تمر بها سوريا، وأكدت أن هذه المساعدات "ليس لها سقف محدد"، وأن جسر المساعدات الجوي والبري سيبقى مفتوحاً حتى تحقيق أهدافه واستقرار الوضع الإنساني.
تأتي المساعدات الإنسانية والإغاثية امتداداً لما قدمته المملكة للشعب السوري الشقيق، حيث تعد المملكة من أوائل الدول التي وقفت مع الشعب السوري الشقيق في محنته منذ عام 2011م، حيث استضافت ثلاثة ملايين سوري كمقيمين لا لاجئين، ووفرت لهم متطلبات الحياة الأساسية من تعليم وعلاج بالمجان، وأتاحت لهم ممارسة العمل.
ولدت أجيال كاملة من السوريين على أرض المملكة في الثلاثة عشر عامًا الماضية، ولم يشعروا يومًا بأنهم غرباء في وطنهم الثاني الذي كان لهم وطنًا أولَ، في ظل ما تشهده بلادهم من حالة فوضى وعدم استقرار.