توماس فريدمان: هجوم "حماس" أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا كتبه الصحفي والمحلل الأمريكي توماس فريدمان، وهو صديق معروف لإسرائيل، تطرق من خلاله لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس يوم 7 أكتوبر 2023.
وفي البداية قال توماس فريدمان "عندما أحتاج إلى التحليل الأكثر دقة عن إسرائيل، فإن أول اتصال أقوم به دائما هو صديقي القديم وشريكي في إعداد التقارير هناك ناحوم بارنيا، وهو كاتب عمود في "صحيفة يديعوت".
وأضاف فريدمان "الحدود مع غزة لا تزيد عن 37 ميلا، لكن ترددات ما حدث لن تدفع إسرائيل والفلسطينيين فقط إلى حالة من الاضطراب، بل وستضرب أوكرانيا والسعودية وإيران.. لماذا؟.. لأن أي حرب طويلة بين حماس وإسرائيل قد تحرف المزيد من السلاح الأمريكي المخصص لأوكرانيا إلى إسرائيل، وستجعل مقترح التطبيع السعودي - الإسرائيلي مستحيلا".
وتابع قائلا "لو تبين أن إيران شجعت حماس على قتل التقارب السعودي - الإسرائيلي فسيزيد التوتر بين إسرائيل وإيران وحزب الله، وكذا بين إيران والسعودية.. وهذه لحظة خطيرة على عدة جبهات".
وأردف بالقول "لكن بالعودة إلى نقطة ناحوم لماذا تعتبر هذه الحرب كارثة بالنسبة لإسرائيل، أسوأ من هجوم يوم الغفران المفاجئ من مصر وسوريا، والذي حدث قبل 50 عاما؟ بداية كما قال ناحوم هناك إذلال محض للجيش الإسرائيلي في عام 1973 تعرضت إسرائيل لهجوم من قبل أكبر جيش عربي، مصر.. وهذه المرة، تم استهداف إسرائيل في 22 موقعا خارج قطاع غزة، بما في ذلك مجتمعات تصل إلى 15 ميلا داخل إسرائيل.. ومع ذلك، فإن هذه القوة الصغيرة لم تغز إسرائيل فحسب بل تغلبت على قوات الحدود الإسرائيلية فقد أعادت رهائن إسرائيليين إلى غزة عبر نفس الحدود التي أنفقت فيها إسرائيل ما يقرب من مليار دولار لإقامة جدار كان من المفترض أن يكون غير قابل للاختراق فعليا وهذه ضربة صادمة لقدرات الردع الإسرائيلية".
ثانيا، أشار إلى أن إسرائيل تفتخر دائما بقدرة أجهزتها الاستخباراتية على اختراق حماس والمسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية والحصول على إنذارات مبكرة، مبينا أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، كما يعلم أي شخص يتابع الأخبار الواردة من إسرائيل، كانت حماس تجري ما بدا وكأنه مناورات تدريبية لهذا النوع من الهجوم على طول حدود غزة مباشرة أمام أعين الجيش الإسرائيلي.
إقرأ المزيد مسؤول حمساوي كبير يكشف مفاجأة خطيرة عن الأسرى الإسرائيليينوأردف بالقول "لكن يبدو أن المخابرات الإسرائيلية فسرت هذه التحركات على أنها مجرد محاولة من حماس للعبث مع قادة الجيش الإسرائيلي وإثارة قلق القادة قليلا، وليس كمقدمة لهجوم".
واعتقدت المخابرات الإسرائيلية أن حماس كانت بحاجة ماسة للتمويل من قطر، والتي تعطيها أكثر من مليار دولار منذ 2012، وتصاريح عمل للغزيين في داخل إسرائيل، وهو ما طلبت مقابله قطر وإسرائيل حدودا هادئة.
وقال ناحوم بارنيا: "التفسير الاستخباراتي هو أن التدريبات هي لأمر لن يتجرأوا أبدا على عمله وكان تقييما متغطرسا، وعوضا عن ذلك شنت حماس هجوما معقدا وعالي التقنية من البر والبحر".
والآن وصلنا إلى الجانب الفظيع لإسرائيل، فلم تتمكن حماس من الدخول إلى البلدات الإسرائيلية والقواعد العسكرية وحسب بل اختطفت عددا من الإسرائيليين وأخذتهم إلى غزة.
وذكر ناحوم بارنيا "ستكون مشكلة كبيرة لإسرائيل فقد قايض نتنياهو في العام 2011، حوالي 1027 معتقلا فلسطينيا بمن فيهم 280 بأحكام مؤبدة، مقابل الإفراج عن المجند جلعاد شاليط، وربما طلب من نتنياهو إفراغ السجون من المعتقلين لو كان بين المختطفين أطفال ونساء".
إقرأ المزيد إسرائيل لا تستبعد إمكانية شن حرب برية على قطاع غزةوتوعد نتنياهو يوم السبت بتوجيه ضربة لحماس لا تنساها، ولكن ماذا سيفعل لو استخدمت حماس المختطفين الإسرائيليين كدرع بشرية؟ لن يكون قادرا على المناورة.
ويعرف قادة الجيش ورئيس الوزراء الذي يترأس الحكومة الأمنية، بأنه يجب إجراء تحقيق حول نجاح حماس باختراق الحدود وغزو إسرائيل.
وفي الوقت الحالي يجب عليهم شن الحرب واتخاذ قرارات مؤلمة حول المقايضة بين الردع والانتقام وإخراج الرهائن من غزة، وربما شن غزو شامل، وبمعرفة أن تحقيقا ينتظرهم في نهاية الطريق.
وأشار فريدمان إلى موقفه الدائم من نتنياهو الذي اتهمه بتمزيق المجتمع الإسرائيلي، نظرا لإصراره على التعديلات القضائية رافضا التحذيرات من مخاطر ما يسعى إليه.
وأشار لما قاله المدير العام لوزارة الدفاع دان هاريل أمام تظاهرة احتجاجية: "لم أر أمننا القومي في حالة أسوأ مما هو عليه اليوم".
إقرأ المزيد إسرائيل لا تستبعد إمكانية شن حرب برية على قطاع غزةويتساءل الكاتب عن سبب شن حماس حربا بدون استفزاز، هل نيابة عن الفلسطينيين أم نيابة عن إيران، بالتأكيد نيابة عن الأخيرة التي تمدّها بالمال والأسلحة، ولمنع التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
ويزعم الكاتب أن صفقة كهذه ستفيد السلطة الوطنية المعتدلة في الضفة الغربية، من خلال تدفق المساعدات المالية السعودية، والحدّ من توسع المستوطنات، والحفاظ على حل الدولتين، كل هذا كان سيمنح قادة السلطة شرعية من الجماهير، وتقويض شرعية حماس.
وربما كانت اتفاقية التطبيع بمثابة هزة أرضية في الشرق الأوسط، إلا أن هجوم حماس جمّد العملية.
وقال الكاتب إن هجوم حماس سيؤدي إلى هزة أرضية أخرى في أوكرانيا، فالفوضى في الكونغرس، بعد الإطاحة برئيس مجلس النواب والأصوات المتصاعدة من الجمهوريين، ولو كانت أقلية أدت إلى توقف الدعم الأمريكي، على الأقل الآن، لأوكرانيا.
ولو قررت إسرائيل غزو غزة والمضي في حرب طويلة، فعلى أوكرانيا المنافسة مع إسرائيل في صواريخ باتريوت والمقذوفات المدفعية من 155 ميلميترا والأسلحة الأخرى التي تحتاجها أوكرانيا، وكذا اسرائيل.
إقرأ المزيد "يوم الغفران 2".. حماس استنسخت خطة الجيش المصري للهجوم على إسرائيلوتساءل فريدمان عن مخرجات الوضع الحالي، مشيرا إلى أنه من المبكر جداً الحديث عن النتائج، لكنه يعتمد على صديق آخر، وهو فيكتور فريدمان من كلية جيرزيل، والذي قال: "هذا وضع فظيع".
أطلقت "حماس" فجر السبت عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
واعترفت القوات الإسرائيلية والشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية بسقوط قتلى في صفوفهم بالإضافة إلى وقوع أسرى إسرائيليين وأجانب بيد حماس دون تحديد عددهم.
وردا على ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ردا على "طوفان الأقصى" وشن غارات على قطاع غزة.
المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا حماس حماس حماس حماس حماس اتفاق السلام مع إسرائيل استخبارات الأسرى الفلسطينيون الاستيطان الإسرائيلي التجسس الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس صفقة تبادل الأسرى قطاع غزة كتائب القسام مناورات عسكرية وسائل الاعلام وفيات طوفان الأقصى إقرأ المزید قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن حركة حماس نشرت، السبت، لقطات تدعي أنها تعود لإحدى المختطفات الإسرائيليات بعد مقتلها.
وأضاف أنه "يفحص المعلومات حيث لا يمكن في هذه المرحلة تأكيدها أو نفيها"، بحسب البيان.
وأوضح البيان أن مندوبي الجيش "على تواصل مع العائلة ليتم اطلاعها على كل المعلومات المتوفرة لدينا".
والسبت، أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس أن رهينة إسرائيلية قتلت في منطقة تتعرض لقصف إسرائيلي بشمال قطاع غزة.
وحمل الناطق باسم القسام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته "المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى" المحتجزين في غزة.
وشنت حركة حماس، التي تصنفها واشنطن إرهابية، في 7 أكتوبر 2023 هجوما على إسرائيل أسفر عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وقُتل في الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة ردا على الهجوم، 44176 شخصا في غزة غالبيتهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.