أ ف ب: "طوفان الأقصى" أوقف التطبيع بين إسرائيل والسعودية وأعاد الرياض لموقفها التقليدي
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قالت "أ ف ب" إن الهجوم المباغت الذي شنته حماس ضد إسرائيل، أعاد تركيز الأنظار على القضية الفلسطينية ووجه ضربة للزخم الذي اكتسبه مسعى واشنطن لإبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
واندلعت السبت حرب جديدة بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على غزة، حيث أطلقت الحركة صواريخ ونفذت عمليات توغل وأسر في إسرائيل التي ردت بشن غارات على القطاع المكتظ بالسكان والذي تحاصره منذ أعوام.
وجاءت عملية "طوفان الأقصى" على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأتت غداة حلول الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، كما جاءت في ظل مسعى لإبرام اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب.
وتلقى اتفاقات التطبيع معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، إضافة إلى كامل محور المقاومة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أن إسرائيل باتت في حالة "حرب" بعد هجوم حماس، في تبدل جذري عن الخطاب الذي ألقاه الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ورأى فيه أن اتفاقات التطبيع مع ثلاث دول عربية في العام 2020 أطلقت "عهدا جديدا من السلام".
كما أكد في حينه إمكانية إبرام اتفاق "سلام تاريخي" مع السعودية، سيكون ذا أهمية كبرى لإسرائيل نظرا لثقل المملكة السياسي والاقتصادي ورمزيتها في العالمين العربي والإسلامي.
إقرأ المزيدويدفع الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتجاه الاتفاق لما سيشكله من مكسب دبلوماسي يعزز حملته للانتخابات الرئاسية في 2024، برغم أن بعض حلفائه الديمقراطيين الذين غالبا ما ينتقدون المملكة، وعبروا عن امتعاضهم من الضمانات الأمنية التي قد توفرها واشنطن للرياض لقاء التطبيع.
قمة يصعب تسلقها
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس، إن اتفاقا كهذا كان دائما قمة يصعب تسلقها، والآن ازداد الأمر صعوبة.
ورأى أن التصعيد الأخير يعيد تسليط الضوء على الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل ويجعل من الصعوبة بمكان إخفاء هذه المسائل المعقدة كما فعلت "اتفاقات إبراهيم" المبرمة عام 2020، في إشارة إلى التطبيع بين تل أبيب وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.
ذكرت الوكالة الفرنسية بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في سبتمبر، حيث أكد الاقتراب "أكثر فأكثر" من التطبيع مع إسرائيل، لكنه كرّر موقف المملكة بضرورة أن يشمل أي اتفاق معالجة قضايا الفلسطينيين.
إقرأ المزيدوقال ولي العهد السعودي حينها "نأمل أن تؤدّي مباحثات الاتفاق لنتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط".
وبعد التصعيد السبت، ذكّرت وزارة الخارجية السعودية بـ"تحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته".
ورأى الباحث السعودي عزيز الغشيان أن موقف الرياض يهدف إلى دحض الشكوك بأن المملكة ستولي التطبيع أولوية على حساب دعم حقوق الفلسطينيين.
وأوضح "هذا الوضع دفع السعودية للعودة إلى دورها التقليدي فيما وضع نتنياهو عقبة أخرى أمام المباحثات لأنه قال إن هذه حرب الآن. لا أتوقع أن يحصل التطبيع على خلفية حرب".
إقرأ المزيدوكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد صرح لقناة "إيه بي سي" ردا على سؤال عن نية حماس المحتملة تعطيل المناقشات التي تدعمها واشنطن والرامية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية عبر قيامها بهذه الاعمال العسكرية، "قد يكون ذلك جزء من الدافع.. انظروا من يعارض تطبيع العلاقات؟ حماس وحزب الله وإيران.. لذلك لن يكون الأمر مفاجئا".
هذا، وأفاد مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية يوست هلتيرمان، بأن أحد دوافع حماس لشنّ عملية السبت قد يكون الخشية من "تهميش إضافي مقبل للقضية الفلسطينية في نظر الفلسطينيين في حال طبّعت السعودية علاقاتها مع إسرائيل".
وأشار إلى أنه في حال مضت إسرائيل في التصعيد ردا على العملية، ستكون الدول العربية ملزمة باتخاذ مواقف أكثر تصلبا.
وقال "إذا حصل كل ذلك، أتوقع سيناريو مشابها للسلام البارد بين اسرائيل والأردن وإسرائيل ومصر وأن نشهد فتورا في العلاقة بين الإمارات واسرائيل، وربما إرجاء على أقل تقدير لأي صفقة بين إسرائيل والسعودية".
إقرأ المزيدولفت الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، إلى أن استطلاعات للرأي في المملكة تشير إلى أن 2 بالمئة من السعوديين يؤيدون التطبيع.
أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فقد رأى أن هجوم حماس يبدو مصمما "لوقف مساعي السلام بين السعودية وإسرائيل".
وأضاف غراهام "اتفاق سلام بين هذين البلدين سيكون كابوسا بالنسبة لإيران وحماس".
وأطلقت "حماس" فجر السبت عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
واعترفت القوات الإسرائيلية والشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية بسقوط قتلى في صفوفهم بالإضافة إلى وقوع أسرى إسرائيليين وأجانب بيد حماس دون تحديد عددهم.
وردا على ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ردا على "طوفان الأقصى" وشن غارات على قطاع غزة.
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا عملية طوفان الأقصى اتفاق تطبيع اتفاقات التطبيع اتفاقات التطبيع التطبيع التطبيع التطبيع طوفان الأقصى أبو ظبي أحداث الأقصى أنتوني بلينكن اتفاق السلام مع إسرائيل الاستيطان الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الرباط الرياض الضفة الغربية القدس القضية الفلسطينية المسجد الأقصى المنامة بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة محمد بن سلمان واشنطن بین إسرائیل والسعودیة طوفان الأقصى إقرأ المزید تطبیع بین ردا على
إقرأ أيضاً:
الجمعة الثانية.. إسرائيل تشدد قيودها على وصول الفلسطينيين للأقصى
فرضت إسرائيل قيودا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة إلى مدينة القدس للصلاة بالمسجد الأقصى في ثاني جمعة من شهر رمضان.
وأفاد مراسل الأناضول في الضفة بأن الجيش الإسرائيلي عزز قواته على المعابر المؤدية إلى القدس، ودقّق في هويات الفلسطينيين، ورفض دخول بعضهم بدعوى عدم الحصول على تصاريح خاصة.
وأشار إلى أن القوات منعت فلسطينيين من محافظتي جنين وطولكرم (شمال الضفة) من الوصول إلى القدس رغم حصولهم على التصاريح.
يأتي ذلك المنع في ظل تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في محافظتي جنين وطولكرم منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، والتي خلفت دمارا كبيرا طال المنازل والبنى التحتية وتسببت بتهجير نحو 40 ألف فلسطيني واعتقال نحو 400، وقتل نحو 50، بحسب مصادر فلسطينية.
الفلسطينية عائشة نزال من بلدة قباطية جنوب جنين، قالت إن الجيش الإسرائيلي منعها من الوصول إلى القدس رغم حصولها تصريح خاص.
وأضافت للأناضول: "القدس والأقصى كل شيء بالنسبة للفلسطينيين، وحرية العبادة مكفولة لكن الاحتلال يضرب بكل شيء عرض الحائط".
من جانبه، قال تيسير بلعاوي من مدينة جنين، إن السلطات الإسرائيلية منعته من الوصول إلى مدينة القدس دون سبب، فقط لكونه من جنين.
وأضاف: "حصلت على تصريح خاص عبر منصة المنسق الإسرائيلي كما هي التعليمات، ولا يوجد أي رفض أمني، ولكن عندما رأى الجنود العنوان جنين منعوني من الدخول".
وحاول البلعاوي عدة مرات الوصول إلى الحواجز الإسرائيلية والعبور، وفي كل مرة يمنعه الجنود، بحسب قوله.
وتابع: "الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته العسكرية في جنين إذا كان هناك أمر ما يخصني كان اعتقلني، ولكن كل ما في الأمر تضييق على الناس".
وشهد حاجز قلنديا شمال القدس، وحاجز "300" جنوب المدينة، ازدحاما على بوابات الدخول من الضفة باتجاه القدس.
وفي 6 مارس/ آذار الجاري صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على فرض قيود مشددة على وصول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال أيام الجمعة في شهر رمضان.
وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو، أن الحكومة أقرت توصية المنظومة الأمنية بالسماح لعدد محدود من المصلين من الضفة بدخول المسجد وفقًا للآلية المتبعة العام الماضي.
ووفق التوصية، سيسمح فقط للرجال فوق 55 عاما، والنساء فوق 50 عاما، والأطفال دون سن 12 عاما بدخول المسجد الأقصى المبارك بشرط الحصول على تصريح أمني مسبق والخضوع لفحص أمني شامل عند المعابر المحددة.
ويتزامن هذا القرار مع استمرار اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى يوميا خلال رمضان، وسط تصعيد إجراءات التضييق على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية.
وكانت السلطات الإسرائيلية فرضت قيودًا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة إلى القدس الشرقية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما أعلنت الشرطة نشر تعزيزات أمنية إضافية في القدس مع حلول شهر رمضان.
ويعتبر الفلسطينيون هذه الإجراءات جزءا من محاولات إسرائيل لتهويد القدس الشرقية، بما في ذلك المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.