ربما تقيد مخاوف على حياة كثير من الأسرى الإسرائيليين في هجوم حركة حماس على إسرائيل من خيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضرب حماس، إذ تواجه الدولة التي تجرعت مرارة أزمات رهائن سابقة ما قد تكون أسوأ أزمة محتجزين في تاريخها حتى الآن.

وتوعد نتنياهو "بانتقام ساحق"، لكن مصير الجنود الإسرائيليين وكبار السن والنساء والأطفال الذين اقتيدوا إلى غزة ولا تزال أعدادهم غير واضحة يعقد كيفية وفاء إسرائيل بتوعدها بالرد بأسلوب قوي وناجز مع الالتزام في الوقت نفسه بالمبدأ القديم بعدم ترك أي أحد.

ويشعر الإسرائيليون بصدمة بسبب الهجوم وصور مواطنيهم الذين اقتيدوا إلى غزة.

في 2011، بادلت إسرائيل مئات الأسرى الفلسطينيين لتأمين الإفراج عن جندي إسرائيلي واحد هو جلعاد شليط الذي أسر لخمس سنوات. ويبدو ذلك النوع من عمليات التبادل مستحيلا عندما يتعلق الأمر باحتجاز العشرات من الرهائن هذه المرة. ولاقت صفقة شليط انتقاد بعض الإسرائيليين بوصفها غير متكافئة.

ومن الصعب التكهن بما سيحدث بعد ذلك. 

سياسة التأمين

قال آرون دافيد ميلر وهو زميل رئيسي بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "الحقيقة القاسية أن حماس احتجزت رهائن كسياسة تأمين من التحرك الإسرائيلي للرد، وبالتحديد هجوم بري ضخم، ولمبادلتهم بأسرى فلسطينيين". 

وأردف "هل سيقيد ذلك كيفية رد إسرائيل؟ إن كانت الأعداد ضخمة، فكيف لا يقيد؟". 

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل ستتحرك لتحرير المحتجزين وستلحق أضرارا جسيمة "بالبنية التحتية الإرهابية" لحماس وستضمن عدم تمكن أي "جماعة إرهابية" في غزة من إلحاق الأذى بالمواطنين الإسرائيليين مجددا. 

لكن لا توجد اختيارات سهلة، فمحاولة إنقاذ جميع من قالت حماس إنهم محتجزون في مواقع مختلفة من شأنه تعريض حياتهم للخطر. لكن إجراء مفاوضات مطولة مع حماس حول تبادل للأسرى ربما يمثل فوزا كبيرا لحماس. 

ودعا نتنياهو، الذي يرأس واحدة من أكثر الحكومات التي يطغى عليها اليمين في تاريخ إسرائيل، زعماء المعارضة إلى الانضمام إلى حكومة وحدة ساعيا إلى حشد دعم أكبر لأي قرار بالرد.

 ولنتنياهو ذكريات مؤلمة مع عمليات تحرير الأسرى والرهائن، ففي 1976 قُتل أخوه الأكبر أثناء إنقاذ رهائن من مطار عنتيبي في أوغندا، وهو حدث قال عنه نتنياهو إنه رسم شكل حياته المستقبلية. 

وقاد شقيقه الراحل اللفتنانت كولونيل يوناتان "يوني" نتنياهو فريقا هجوميا يتألف من 29 فردا من القوات الخاصة الذين اجتاحوا صالة المطار لإنقاذ إسرائيليين وآخرين من ركاب طائرة تابعة لخطوط إير فرانس الجوية بعدما غير مختطفون فلسطينيون وألمان وجهتها إلى أوغندا.

وفي حادث سابق في 1972، احتجز مسلحون فلسطينيون من منظمة أيلول الأسود أعضاء الفريق الأولمبي الإسرائيلي رهائن في القرية الرياضية بميونيخ. وفي غضون 24 ساعة، لقي 11 إسرائيليا وخمسة فلسطينيين وشرطي ألماني حتفهم بعدما تحولت جهود الإنقاذ إلى تبادل لإطلاق النار.

وردت إسرائيل بإرسال عملاء لقتل المسلحين الفلسطينيين الذين اعتبرتهم العقل المدبر للهجوم فيما يُقال إنها عملية سرية استمرت لسنوات. واُغتيل عدة فلسطينيين في مواقع مختلفة في أوروبا والشرق الأوسط.

نطاق جديد للتحدي

تمثل غزة نطاقا مختلفا للتحدي. ففي مسيرته الطويلة، أظهر نتنياهو أن الحملات البرية قليلا ما تستهويه وأن غزة ستكون موقعا فوضويا لشن حرب. ويتكدس أكثر من مليوني شخص في شريط ضيق من الأرض تديره حماس التي تسيطر عليه منذ نشوب حرب قصيرة في 2007 مع قوات الأمن الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس المتمركز في الضفة الغربية. 

ووصف رئيس الوزراء الراحل أرييل شارون انسحاب إسرائيل من غزة في 2005 أثناء قيادته للحكومة بأنه كان مؤلما، لكنه قال إن السيطرة على هذه المنطقة كثيفة السكان أمر عسير للغاية. وكان شارون قائدا عسكريا في حرب 1973. 

وقد يتبع نتنياهو استراتيجية معروفة بشكل أكبر تتمثل في اغتيال قادة حماس بضربات جوية وبتفجيرات. وكانت إحدى أهم العمليات هي اغتيال الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحماس بضربة صاروخية من طائرة هليكوبتر في 2004. لكن هذه الضربات لم تردع حماس. 

وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن الحركة بحوزتها الآن عدد ضخم من الأسرى الإسرائيليين، ولم تعلن حماس أي أرقام حتى الآن قائلة إن لديها ما يكفي من الأسرى لتأمين الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل. 

وتقدر جمعية نادي الأسير الفلسطيني عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بنحو 5250 سجينا. 

وإن وافقت إسرائيل على إطلاق سراحهم جميعا، فسيكون ذلك انتصارا ثمينا لحماس وفصائل مسلحة أخرى، ولهذا السبب ستكون صفقة سياسية يصعب على نتنياهو أو أي زعيم إسرائيلي عقدها. 

لكن مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط قال إن المفاوضات تبدو هي السبيل الوحيد الواضح للمضي قدما.

 وأضاف "بغض النظر عن نوع الألم الذي سيوقعه (نتنياهو) بالفلسطينيين، فيما يتعلق بقصف المباني أو اغتيال قادتها في غزة، فإن هذا لن يقلل مما أوقعته حماس بإسرائيل".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نتنياهو غزة رهائن حماس نتنياهو محمود عباس قادة حماس نتنياهو إسرائيل حماس السيوف الحديدية طوفان الأقصى نتنياهو غزة رهائن حماس نتنياهو محمود عباس قادة حماس نتنياهو أخبار فلسطين

إقرأ أيضاً:

أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم وعددهم 33 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون أن تشير إلى عدد الأحياء، وجثث الموتى منهم.

وقامت مديرية الأسرى التابعة للحكومة الإسرائيلية صباح اليوم الجمعة، بإبلاغ أهالي الأسرى الـ33 الذين وردت أسماؤهم في القائمة ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس. وهذه هي نفس القائمة التي طرحت قبل بضعة أشهر.

قائمة الأسرى:

ليري ألباجاسحق (ايتسيك) الجرتكارينا أريفاوهيد بن عاميارئيل بيبسياردين بيبسكفير بيبسشيري بيبس سيلفرمانأجام بيرجررومي جونيندانييلا جيلبوعإميلي ديماريساجي ديكل حينيائير هورنعومر فانكرتالكسندر تروبانوفاربيل يهوداوهيد يهلوميايليا كوهينأور ليفينعمة ليفيعوديد ليفشيتزجادي موشيه موزيسابراهام منجيستوشلومو منسوركيث سيجلتساحي عيدانعوفر كالديرونطال شوهامدورون شتاينبراخرعومر شيم طوفهشام شعبان السيدإلياهو شرعافي

وكجزء من الصفقة، سيتم إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا، بما في ذلك جميع النساء والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما.

وفي إسرائيل، تشير التقديرات إلى أن معظمهم على قيد الحياة. في اليوم الأول من الصفقة سيتم إطلاق سراح ثلاثة أسرى، وفي اليوم السابع سيتم إطلاق سراح أربعة، وكل أسبوع بعد ذلك سيتم إطلاق سراح ثلاثة آخرين. كما تم الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى الأحياء قبل الأموات.

وفي اليوم السابع، بعد إطلاق سراح الأسرى السبعة، سيتم الانسحاب الإسرائيلي الأول، وسيسمح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم.

ومن المنتظر أن ينسحب الجيش الإسرائيلي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري من محور نيتساريم الذي يفصل جنوب قطاع غزة عن شماله، ويفكك المواقع العسكرية التي أقيمت على طول المحور في الأسبوع السادس من الصفقة سيتم اطلاق أفرا منغيستو وهشام السيد، المحتجزان في غزة منذ أكثر من عقد من الزمن.

أولا الأسرى والشباب الذين تقل أعمارهم عن 19 عاما، ثم الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما. وسيتم إطلاق سراح الاٍرى الأحياء قبل الأموات. وفي المرحلة الثالثة من الصفقة سيتم إعادة كافة الجثامين، بإشراف قطر والأمم المتحدة.

وذكرت القناة 12 أن "إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة سيبدأ الساعة الرابعة من عصر الأحد بالتوقيت المحلي".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال ينشر أسماء الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار
  • أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو يأمر بانعقاد المجلس الوزاري والاستعداد لاستقبال الأسرى
  • ترامب يؤكد ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل تنصيبه
  • بعد إعلان نتنياهو تراجع «حماس» عن اتفاق غزة.. هل تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار؟
  • ‏"أكسيوس": المفاوضات لا تزال جارية بشأن عدد من أسماء الأسرى البارزين الذي تطالب حماس بالإفراج عنهم وترفض إسرائيل ذلك
  • حماس حاولت منع إسرائيل من الفيتو حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين
  • هآرتس .. “نتنياهو ضحى بالرهائن الإسرائيليين من أجل مصلحته الشخصية”
  • إبرام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • قلق وانتظار.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تترقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار