محلل أمريكي يحدد سببا غير متوقع لفشل المخابرات الإسرائيلية في "طوفان الأقصى"
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
اعتبرالضابط السابق في المخابرات العسكرية الأمريكية سكوت ريتر، أن أحد الأخطاء الرئيسية التي ارتكبتها مخابرات إسرائيل والتي منعتها من التنبؤ بهجوم حماس، هوالتباهي بالذكاء الاصطناعي.
وكتب المحلل ريتر في مقالته المنشورة في صحيفة "كونسورتيوم نيوز": "كان الخطأ الفادح الذي ارتكبته إسرائيل هو التفاخر علنا بدور الذكاء الاصطناعي في عملية حارس الأسوار(الاسم الرمزي للعملية في قطاع غزة عام 2021)،.
ووفقا لريتر، أنفقت وحدة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية مليارات الدولارات لجمع مجموعة واسعة من المعلومات الاستخبارية في قطاع غزة (مكالمات الهاتف الخليوي ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية)، مشيرا إلى أن "غزة هي المكان الأكثر تصويرا (ومراقبة) على هذا الكوكب، حيث أنه بفضل صور الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار وكاميرات المراقبة، يُقدر أنه يتم تصوير كل متر مربع من غزة كل عشر دقائق".
وأشار ضابط المخابرات السابق إلى أنه أصبح من غير الممكن معالجة مثل هذا الحجم من المعلومات والبيانات الاستخباراتية من خلال أساليب التحليل القياسية القائمة على العقل البشري، والتي اعتمدت فيها إسرائيل على الذكاء الاصطناعي، واستخدمته بنجاح ضد حماس في عملية "حارس الأسوار"،..إلا أن استخدام إسرائيل العلني لهذا النوع من الإمكانيات هو الذي أعطى لحماس إمكانية "الذهاب إلى الظل" في استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر ومصادر الاستخبارات الأخرى .
وأشار ريتر إلى أن حماس كانت على الأرجح تحافظ على نفس المستوى من الاتصالات لتجنب إثارة شكوك العدو مع تنفيذ خطة تضليل مفصلة في نفس الوقت .
وكتب المحلل: "وبالتأكيد من المحتمل أن حماس حافظت على تحركاتها ونشاطها الفيزيائي للتأكد من أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية كانت واثقة من عدم حدوث أي شيء غريب".
وأطلقت "كتائب القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" فجر السبت 7 أكتوبر 2023 عملية "طوفان الأقصى" مطلقة أكثر من 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة، كما نفذ المقاتلون الفلسطينيون عمليات نوعية حيث اقتحموا عددا من مستوطنات الغلاف واشتبكوا بحرب شوارع مع القوات الإسرائيلية.
من جانبه، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ردا على "طوفان الأقصى" وشن غارات على قطاع غزة، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو الفلسطينيين إلى مغادرة غزة، مهددا بتدمير حركة "حماس" وتحويل غزة إلى خراب.
المصدر: نوفوستي+RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا كتائب القسام الجناح العسكري لـ حماس الجيش الإسرائيلي تل أبيب حركة حماس قطاع غزة كتائب القسام قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تحقيق “الشاباك” يكشف الإخفاقات الكبرى قبل ملحمة طوفان الأقصى
يمانيون../
أقرّ رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني “الشاباك”، رونين بار، بالفشل الذريع في التعامل مع ملحمة طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، وذلك في تحقيق داخلي نشر ملخصه يوم الثلاثاء، كشف عن سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية والإدارية التي سبقت العملية.
فشل استخباراتي وغياب التحذيرات المسبقة
بحسب التحقيق، فإن “الشاباك” لم يتمكن من إصدار تحذير مبكر بشأن الهجوم رغم وجود إشارات تحذيرية تلقاها الجهاز عشية 6 أكتوبر، إلا أنه لم يتخذ أي خطوات احترازية كبرى. كما أكد أن القوة الصغيرة من ضباط “الشاباك” والشرطة المنتشرة على حدود غزة لم تتمكن من التصدي للهجوم الواسع الذي شنّته المقاومة، مما أدى إلى انهيار سريع لمنظومة الأمن الصهيونية في المستوطنات القريبة من القطاع.
أسباب الإخفاق: غياب التنسيق والاستخفاف بالمقاومة
وأشار التحقيق إلى عدة عوامل رئيسية ساهمت في الفشل، أبرزها:
ضعف التنسيق بين “الشاباك” والجيش الصهيوني، إذ لم يكن هناك تقسيم واضح للمسؤوليات حول من يجب أن يقدم التحذيرات بشأن اندلاع الحرب، خاصة في ظل تحول حركة حماس إلى قوة عسكرية متكاملة.
سوء تقدير نوايا المقاومة الفلسطينية، حيث ظن “الشاباك” أن المقاومة تركز على التصعيد في الضفة الغربية فقط، ولم تكن تخطط لعملية كبرى من داخل قطاع غزة.
الثقة المفرطة في قوة التحصينات الأمنية، حيث اعتمد العدو على تصور خاطئ بأن السياج الأمني الحدودي مع غزة والمراقبة العسكرية كفيلة بمنع أي هجوم واسع.
فشل استخباراتي في استيعاب الخطة العسكرية للمقاومة، إذ أن الجيش الصهيوني كان قد حصل على وثيقة “أسوار أريحا” التي تضمنت خطة حماس للهجوم البري، إلا أن هذه المعلومات لم يتم التعامل معها بجدية كافية ولم تُترجم إلى سيناريوهات تدريبية أو إجراءات دفاعية.
كيف تمكنت المقاومة من تنفيذ العملية؟
كشف التحقيق عن عوامل عديدة مكّنت المقاومة الفلسطينية من تنفيذ ملحمة طوفان الأقصى، أبرزها:
تآكل الردع الصهيوني بشكل مستمر، حيث اعتقدت المقاومة أن كيان الاحتلال أصبح ضعيفًا من الداخل، بسبب الانقسامات السياسية والأزمات الداخلية.
السياسة الصهيونية تجاه غزة، التي اعتمدت على فترات من التهدئة المؤقتة، مما منح المقاومة فرصة لبناء قوتها العسكرية بعيدًا عن الضربات الاستباقية.
عدم استهداف قادة المقاومة بشكل كافٍ، حيث ذكر التحقيق أن “الشاباك” كان لديه إدراك تام لخطر حركة حماس، لكنه لم يتخذ خطوات حاسمة للقضاء على قيادتها أو إضعاف بنيتها التحتية.
الدعم المالي المقدم من قطر، والذي اعتبره التحقيق عاملاً مساعدًا في تقوية قدرات المقاومة العسكرية واللوجستية.
رئيس “الشاباك” يعترف بالفشل لكنه يرفض الاستقالة
في بيان رافق التحقيق، اعترف رونين بار بأن “الشاباك” أخفق في توقع الهجوم ومنعه، مشيرًا إلى أن الهجوم كان من الممكن تجنبه لو تم اتخاذ إجراءات مختلفة خلال السنوات السابقة وعشية الهجوم. وقال:
“هذا ليس المعيار الذي توقعناه من أنفسنا، ولا الذي توقعه الإسرائيليون منا. رغم أننا لم نستخف بحركة حماس، إلا أننا فشلنا في منع هجومها الكاسح.”
ورغم الضغوط السياسية، أعلن بار أنه لا يعتزم الاستقالة حاليًا، لكنه سيغادر منصبه قبل انتهاء ولايته، تاركًا القرار النهائي في يد رئيس الحكومة.
نتنياهو يضغط لإقالة بار خلال أيام
في الوقت نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية أن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يسعى لدفع رئيس “الشاباك” للاستقالة خلال الأيام المقبلة، وإن لم يحدث ذلك، فإنه سيطرح الأمر في اجتماع الحكومة لاتخاذ قرار بشأنه.
وأكدت مصادر مقربة من نتنياهو أن التحقيق الذي قدمه “الشاباك” لا يجيب على أي تساؤلات جوهرية، بل جاء لتبرير الفشل دون تقديم حلول واضحة، مشيرة إلى أن بار كان “أسيرًا لمفاهيم خاطئة أدت إلى الفشل الذريع”.
خلاصة التحقيق: انهيار منظومة الأمن الصهيوني أمام المقاومة
يكشف هذا التحقيق الداخلي عن مدى الهشاشة الأمنية والاستخباراتية لدى العدو الصهيوني، ويؤكد أن ملحمة طوفان الأقصى لم تكن مجرد هجوم مفاجئ، بل كانت نتيجة سنوات من الإخفاقات الاستراتيجية والتكتيكية. كما يبرز أن المقاومة الفلسطينية استطاعت اختراق كل التحصينات الصهيونية، متجاوزةً الجيش وأجهزة الاستخبارات، وهو ما يمثل ضربة قاسية لصورة الردع الصهيونية التي تآكلت بشكل غير مسبوق.