مصر والقضية الفلسطينية «دعم بلا حدود».. معركة وجود للدفاع عن الأرض
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تتخذ مصر خطوات ثابتة وواضحة في إطار موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، إذ تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وتحديدًا في القدس الشرقية.
اهتمام القيادة السياسيةتهتم القيادة السياسية اهتمامًا دائمًا بالتواصل المستمر مع جميع الأطراف المعنية في القضية الفلسطينية، ويتجلى ذلك بوضوح في القمم والاجتماعات الثلاثية بين مصر وفلسطين والأردن.
إحدى أبرز هذه القمم كانت التي عُقدت في مدينة العلمين في 14 أغسطس الماضي، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس «أبومازن»، والعاهل الأردني عبدالله الثاني، وسبقتها قمم أخرى في القاهرة، كما أكدت القمة الثلاثية التي عُقدت في يناير الماضي أن مبدأ حل الدولتين يشكل الأساس لتسوية القضية الفلسطينية، وتؤكد على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وأن القدس الشرقية هي عاصمتها، إضافةً إلى وقف جميع الاعتداءات الإسرائيلية وتأكيد الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
دعم القدسوفي سياق الاجتماعات، شارك الرئيس السيسي في ملتقى دعم القدس الذي أقيم في جامعة الدول العربية، إذ أكد على دعم صمود القدس، التي تشكل عمق القضية الفلسطينية وروحها.
لدى مصر التزام تاريخي في القضية الفلسطينية، سواء على الصعيدين الإنساني والسياسي، ويشمل هذا التزامها مواصلة الجهود الحثيثة لدعم حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
تسوية عادلةتسعى مصر لتحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، الأمر الذي يسهم في استقرار المنطقة والحد من التوترات في الشرق الأوسط، وتؤكد الخارجية المصرية، في إطار دورها الدبلوماسي، على دعمها اللامحدود للشعب الفلسطيني وقضيتهم العادلة، وحقهم في إنشاء دولتهم المستقلة على حدود يونيو 1967، بما في ذلك القدس الشرقية التاريخية، وتشدد مصر دائمًا على أن الفلسطينيين يخوضون معركة وجود للدفاع عن حقوقهم وأراضيهم، ومنازلهم التي وُلدوا فيها، خاصة في مواجهة اعتداءات الاحتلال المتكررة ضد حقوقهم، ومنها المسجد الأقصى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية مصر الأردن القضیة الفلسطینیة القدس الشرقیة على حدود
إقرأ أيضاً:
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
غيّب الموت -اليوم الخميس- الكاتب البحريني الدكتور محمد جابر الأنصاري عن عمر ناهز 85 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً فكرياً وثقافياً غنياً أثرى المكتبة العربية والفكر العربي المعاصر على مدى عقود، وشكل رحيله خسارة كبيرة للساحة الفكرية والثقافية العربية، باعتباره صوتاً مميزاً في نقد الواقع العربي وتحليل تحدياته، ساعياً دوماً إلى تجديد الفكر العربي وربطه بالتحولات العالمية المعاصرة.
مسيرة تعليمية ومهنيةولد الأنصاري عام 1939 في البحرين، حيث أتم دراسته الثانوية قبل أن ينتقل إلى الجامعة الأمريكية في بيروت. وهناك، حصل على بكالوريوس الآداب عام 1963، ثم الماجستير في الأدب الأندلسي عام 1966، ليكون أول بحريني يحصل على هذه الدرجة. وواصل مسيرته الأكاديمية ونال درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية الحديثة والمعاصرة عام 1979.
ولم يكتفِ الأنصاري بذلك، بل تابع تعليمه في جامعات عالمية مرموقة، منها جامعة كامبردج البريطانية. وعام 1982، توجه إلى باريس لدراسة الثقافة الفرنسية في جامعة السوربون، مما أثرى رؤيته الفكرية وعمّق فهمه للثقافات المختلفة.
وتميزت الحياة المهنية للأنصاري بتنوع المناصب والمسؤوليات. فقد شغل منصب رئيس الإعلام وعضو مجلس الدولة بين عامي 1969 و1971. كما كان من مؤسسي أسرة الأدباء والكتاب، وتولى رئاستها عام 1969 ليكون أول رئيس لها.
إعلانوعلى الصعيد الأكاديمي، عمل الأنصاري أستاذاً لدراسات الحضارة الإسلامية والفكر المعاصر، وتولى منصب عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي. كما شغل منصب مستشار الملك للشؤون الثقافية والعلمية، مما عزز دوره في صياغة السياسات الثقافية لبلاده.
إنتاج فكري غزيرترك الأنصاري بصمة واضحة في المشهد الفكري العربي من خلال مؤلفاته العديدة التي تجاوزت العشرين كتاباً، متناولا قضايا محورية في الفكر العربي والإسلامي المعاصر، ومن أبرزها "تحولات الفكر والسياسة في الشرق العربي (1930-1970) الفكر العربي وصراع الأضداد، تكوين العرب السياسي ومغزى الدولة القطرية، مساءلة الهزيمة: جديد العقل العربي بين صدمة 1967 ومنعطف الألفية، العالم والعرب سنة 2000، التأزم السياسي عند العرب وموقف الإسلام، الفكر العربي وصراع الأضداد: تشخيص اللاحسم في الحياة العربية، رؤية قرآنية للمتغيرات الدولية، شواغل الفكر بين الإسلام والعصر".
كما كتب بانتظام في الصحف والدوريات العربية المرموقة، مثل مجلة "الدوحة" القطرية و"العربي" الكويتية، مساهماً في إثراء النقاش الفكري حول قضايا الخليج والعالم العربي.
وحظي الأنصاري بتقدير واسع لإسهاماته الفكرية والثقافية، وحاز على العديد من الجوائز المرموقة، منها جائزة الدولة التقديرية في البحرين، جائزة سلطان العويس في الدراسات القومية والمستقبلية، جائزة منيف الرزاز للدراسات والفكر، الميدالية الذهبية الكبرى للثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
مساءلة الهزيمةوفي كتابه "مساءلة الهزيمة" حاول المفكر الراحل أن يقف على آثار هزيمة عام 1967 على الوجدان والكيان العربي، ويناقش تداعيات حرب الخليج الثانية والغزو العراقي للكويت عام 1990. وفي مراجعته التي يجريها للأحداث وتفسيرها يجد الأزمة العربية في التخلف، ويعرض لثقافة المراجعة وتشخيص بنية التخلف العربي وشيوع نقد العقل العربي الذي استحوذ عليه المفكر المغربي محمد عابد الجابري، ليعيد الاعتبار لرواده الأوائل وصولا إلى أحمد أمين في "فجر الإسلام" ويشخص الواقع العربي في مجموعة حالات وظواهر مثل الانفجار السكاني أو الظاهرة الإسلامية، والتخلف المسكوت عنه في قضية العرب الأولى وأساس نكبة فلسطين عام 1948 ثم هزيمة عام 1967.
إعلانويقول الأنصاري عن كتابه هذا إنه يرصد سيرة العقل العربي في ثلث القرن الأخير لتكتمل صورة القرن العشرين وتصبح الرؤية أكثر اعتدادا وشمولا وملاحظة تحولات العقود الأخيرة. وربما كان القرن الماضي في التحليل النهائي هو قرن الارتطام الحقيقي للأمة بحقائق ووقائع العصر الحديث في أبعاده المختلفة. وأيا كان الأمر فإنا نجد أن أصدق ما ينطبق على الفكر العربي خلال الثلث الأخير من القرن العشرين ومنذ هزيمة 1967 بصفة خاصة أنه "فكر تحت الحصار" بأوسع معاني الكلمة.
وهذا لا يعني أن هذا الفكر تحرر تماما في الفترات السابقة من العهود الثورية والرجعية والاستعمارية، ولكنه حقق انطلاقة نحو أهداف وطنية تاريخية منذ منتصف القرن بعد أن اكتسب قبسا من التنوير النهضوي والمعرفي في عهود سابقة، وأما بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967 فقد أصبح بامتياز فكرا تحت الحصار، وكانت هذه الهزيمة أقسى هزائم العرب، وتجاوزت البعد العسكري إلى مختلف الأبعاد الكيانية الأخرى.
ويعتبر الأنصاري أنه إذا كانت قضية فلسطين قضية العرب الأولى فإن التخلف العربي هو نكبة العرب الأولى، وأي محاولة لإنكاره بأي عذر من الأعذار والمبررات لن تؤدي بنا إلا إلى المزيد من الضياع بل إلى فقدان الوجود والحضور في هذا العصر.