أوساط إسرائيلية تتساءل: أين الجيش؟.. مقاتلو حماس جدّيون واجتاحونا بالدراجات
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
لا ينفك الإسرائيليون من الخبراء والكتاب والمسؤولين عن الإقرار بحجم الكارثة التي حلت بهم عقب هجوم حماس المفاجئ في مستوطنات غلاف غزة، وتكرارهم لعبارة أن ما حصل هو "فشل سياسي، واستخباراتي، وعملياتي".
وتكشف أوساط الاحتلال، عن مواجهتهم صعوبة في تصديق حقيقة الصفعة التي تلقوها، وعجزهم عن تفسير أن المسلحين اخترقوا السياج بجرافة، وسيارات تويوتا، ولا يجدون من يوقفهم.
مائير شتريت الوزير الإسرائيلي السابق أكد أن "فشل 2023 أخطر بكثير من فشل 1973، وفي اليوم الثاني سقط أكثر من 300 قتيل، والقتال في غلاف غزة لم ينته بعد، فيما أجهزة المخابرات "يومينت، سيغينت، يوزينت"، تفشل بهذا الشكل الخطير في قراءة الخريطة العملياتية، مما يمنحنا الفرصة لطرح هذه الأسئلة: أين الجيش، والأسلحة المتطورة، والطائرات بدون طيار، والمروحيات، والدبابات، والجنود".
وأضاف في تساؤلاته: "أين كل هذه الأدوات ما زالت مفقودة حتى بعد مرور عدة ساعات عندما سيطر المسلحون على العديد من المستوطنات، وأين الوحدات الخاصة، ولماذا لم يتم تجنيدهم على الفور، وإرسالهم بالمروحيات لجميع المستوطنات التي يحكمها المسلحون؟".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "من العار الكبير للاحتلال انتصار مجموعة من المسلحين على "قوة" متغطرسة نامت على أهبة الاستعداد، وليس ممكناً محو هذا العار عن دولة عانت من سقوط ألف جريح ومئات القتلى، وعشرات إن لم يكن مئات الأسرى الذين اختطفتهم حماس بشاحنات ودراجات نارية، والسؤال: لماذا لم يمنع الجيش مرورهم من إسرائيل إلى غزة مباشرة بعد بدء الأحداث ومعهم رهائن، إن الأمر خطير، وينبغي تشكيل لجنة تحقيق رسمية فور انتهاء الحرب، لتقديم جميع المسؤولين عن هذا الفشل الذريع للمحاكمة، وهو فشل سيظل في ذاكرة جميع المسؤولين عنه للأبد، لأن الواقع صفعنا على وجوهنا".
بن كاسبيت المحلل السياسي اعترف أن "إسرائيل واجهت إذلالاً أكبر من حرب يوم الغفران، ومن خشي الذهاب للعمل البري في غزة، فقد ذهبت غزة إليه، ومن قال عن نفسه "قويّ ضد حماس"، وجد نفسه ضعيفا أمام حماس القوية، وقد فوجئت إسرائيل بمفاجأة استراتيجية بحجم حرب يوم الغفران، لكنها أكثر إذلالاً، لأن حماس بدأت ضدنا حرباً وحشية، والنتيجة أننا أمام أكبر فشل أمني، لأنه في 1973 واجهنا دولتين قويتين تمتلكان جيوشا نظامية ضخمة، وآلاف الدبابات، والقوات الجوية والاستخبارات والدعم القوي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل اليوم أمام منظمة حماس بلا قوة جوية، ولا دروع، ولا بنية تحتية، بل محاصرة ومعزولة، وفي مواجهة أكثر آلات الاستخبارات تطوراً في العالم، ورغم كل ذلك انتصرت، وفي عالم الرياضة يجب أن تعتزل حماس اللعب، لأنها وصلت قمة مجدها، أعلى من ذلك، فقد بحثت حماس عن صورة النصر، لكنها وجدت ألبومًا كاملاً، وأنزلت إسرائيل على ركبتيها".
واستذكر كاسبيت حديثه مع أحد كبار الضباط المكلف بمتابعة حماس قبل ثلاث سنوات، واصفاً إياها بـ"المنظمة الأكثر جدية، بل أكثر تصميماً من حزب الله، إنهم شجعان، وليسوا مغفلين، يعرفون ما يفعلون، ويجب عدم الاستهانة بهم، لديهم الصبر، ولا يستسلمون، ويستغلون الفرص، ويمكن أن يشكلوا خطورة كبيرة، ورغم إقامة العائق المادي حول قطاع غزة لكن حماس اخترقته، بعد استثمار المليارات، واختراع أجهزة الاستشعار، وحفر مئات الأمتار، وصبّ عشرات الأطنان من الخرسانة، وإقامة الأسوار والأبراج، والنتيجة أن فرقة غزة تعرضت لهزيمة قاسية، نحن أمام واحدة من أصعب الأحداث في تاريخ الاحتلال الحديث".
طيار الجوّ السابق عومار دينيك ذكر أنه "لا يوجد سبب لإلقاء اللوم على سلاح الجو في الفشل العسكري في هجوم حماس، صحيح أنني أبحث عن تفسيرات مقنعة لما حصل، لكن حماس فاجأتنا بمفاجأة أساسية، ونجحت في انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية نتيجة تراكم الإخفاقات المتزامنة، لا يمكن تفسيرها بعد، والقتال يجعل من المستحيل التحقيق فيما حدث، لأنه عندما يحدث انهيار كامل لها، يبحث الناس عن تفسيرات، ومن ضمن التساؤلات المشروعة: أين كانت القوة الجوية؟".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "من المرجح أن تفعيل القوة الجوية استغرق وقتاً طويلاً، لأنه عندما يتواجد مئات المسلحين في أراضي الدولة في جميع المستوطنات المحيطة، في هذه الحالة، بالكاد يمكن للقوة الجوية أن تساعد في القتال، في ضوء الفوضى وعدم اليقين الذي نشأ، والخلاصة أن هناك العديد من الإخفاقات أدت للأحداث الرهيبة التي وقعت، ويبدو أنها ليست واحدة منها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وأضاف فی
إقرأ أيضاً:
مزاعم إسرائيلية حول موافقة حماس على صفقة إنسانية دون وقف كامل للحرب
ادعت وسائل إعلام عبرية، الخميس، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وافقت على صفقة تبادل أسرى تشمل تعليق إطلاق النار لمدة 42 يوما، دون وقف كامل للحرب المتواصلة على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي.
ونقل إعلام عبري، عن مسؤول أمني إسرائيلي وصفته بأنه "رفيع المستوى"، قوله إن "الظروف للتوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس تبدو أكثر نضجا في هذه الفترة ومما سبق في السنة الأخيرة".
وزعم المسؤول الأمني أن حماس "تنازلت عن مطلبها لإنهاء الحرب"، مشيرا إلى أن تقديرات الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى أن "الحركة معنية بالتوصل لاتفاق تبادل".
واعتبر أن الحديث يدور في الوقت الراهن حول فرص للتوصل إلى اتفاق وصفه بـ"الصفقة الإنسانية" تشمل إطلاق سراح اسرى على خلفية "إنسانية" ووقف إطلاق نار لمدة 42 يوما، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بالإضافة "لأثمان كبيرة ستضطر إسرائيل لدفعها".
وتابع المسؤول الإسرائيلي قائلا إن "للصفقة أثمان، ولكننا على قناعة أننا سنعود للقتال بعد 42 يوما".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصدر أمني زعمه أن "حماس وافقت الآن على عدم وقف الحرب بشكل كامل"، لافتا إلى أن "إطلاق سراح الرهائن هو هدف الحرب المركزي وقبل أي هدف آخر".
وأضاف أن "حماس تتعرض الآن لضغوط كبيرة، لكنها لم تستسلم وهي مهتمة أيضا بالتوصل إلى اتفاق، على أن تستمر المرحلة الأولى 42 يوما ويتوقف خلالها القتال، هذا ما قاله لنا الوسطاء، بما في ذلك تركيا، نحن الآن أقرب إلى صفقة الرهائن مما كنا عليه خلال العام الماضي".
وتواصلت "عربي21" مع قيادي في حركة حماس لأخذ تعليق منه حول ما تداولته الصحف العبرية بشأن موافقتها على صفقة دون وقف كامل للحرب، إلا أنها لم تتلق ردا حتى الآن.
وأكدت حماس مرارا وعلى لسان عدد من قادتها البازين أنها لن تبرم أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، دون وقف تام ودائم للحرب، و انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وضمان إعادة الإعمار.
والأربعاء، شدد القيادي في حركة حماس، خليل الحية، على أن اتصالات تجري حاليا لتحريك ملف المفاوضات، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحركة تبدي مرونة تجاه ذلك، وأنه لا صفقة تبادل دون وقف الحرب على قطاع غزة.
ولليوم الـ412 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 103 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.