«الشيخ جاسم» تختتم سلسلة محاضرات «العوضي»
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
اختتمت مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سلسلة محاضرات فضيلة الشيخ الداعية الدكتور نبيل العوضي المصاحبة للمسابقة القرآنية الدولية «أول الأوائل»، التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام بمساجد الدولة الجامعة.
ونفذت المحاضرة الأولى الخميس الماضي بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بعنوان «الآداب في سورة الحجرات»، بينما احتضن جامع ناصر بن عبدالله المسند بمدينة الخور يوم الجمعة محاضرة د.
وخلال المحاضرة الأولى بجامع الإمام أوضح فضيلة الشيخ نبيل العوضي أن سورة الحجرات بالرغم من قصرها إلا أنها تحوي جمعا من الآداب الإسلامية العظيمة للأمة الإسلامية جميعها في كل زمان ومكان، وذكر أن السورة مليئة بالنداءات الربانية للمؤمنين «يا أيها الذين آمنوا» فهي تخاطب كل مسلم بشكل مباشر، وختمت السورة بأدب عام ونداء لجميع البشر «يا أيها الناس».
وقد اشتملت سورة الحجرات على الأدب مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والأدب مع المؤمنين، فهذه آداب أدّب الله بها عباده المؤمنين فيما يعاملون به الرسول صلى الله عليه وسلم من التوقير والاحترام والتبجيل والإعظام، كما أدّب الله المؤمنين بألا يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فوق صوته، ثم مدح الله من غض صوته عند رسول الله بأن الله امتحن قلوبهم للتقوى، أي ابتلاها واختبرها، فظهرت نتيجة ذلك، بأن صلحت قلوبهم للتقوى، ثم وعدهم المغفرة لذنوبهم، المتضمنة لزوال الشر والمكروه، والأجر العظيم، الذي لا يعلم وصفه إلا الله تعالى.
ثم تناولت السورة أدب من الآداب المشروعة بين الناس بعضهم مع بعض في نقل الأخبار وأن التثبت أمر ضروري، فمن الآداب التي على أولي الألباب التأدب بها واستعمالها، أنه إذا أخبرهم فاسق بخبر أن يتثبتوا في خبره، ولا يأخذوه مجردًا، فإن في ذلك خطرًا كبيرًا، ووقوعًا في الإثم، فإن خبره إذا جعل بمنزلة خبر الصادق العدل، حكم بموجب ذلك ومقتضاه، فحصل من تلف النفوس والأموال، بغير حق، بسبب ذلك الخبر ما يكون سببًا للندامة، بل الواجب عند خبر الفاسق، التثبت والتبين.
ومن الآداب التي ذكرها الله تبارك وتعالى في هذه السورة الإصلاح بين المسلمين، كما اشتملت السورة على أدب هام وعلاج لبعض التصرفات الذميمة، وهو أن الناس ربما تقع بينهم بعض القبائح والتصرفات السيئة فعالج الله هذه الصفات والقبائح وهي السخرية والاستهزاء وكذلك الهمز واللمز والتنابز بالألقاب، والظن السيئ بالمسلمين ونهى عن التجسس والغيبة.
وتناول فضيلة الشيخ د. نبيل العوضي خلال محاضرته يوم الجمعة في جامع المسند بمدينة الخور قصة ذكرها الله في زمن نبي الله وكليمه موسى عليه السلام، وهو أحد أولي العزم الخمسة من الرسل مع الرجل الصالح الخضر.
وذكر د. العوضي بأن قصة موسى عليه السلام مع الخضر، جاءت عندما سأل رجل من بني إسرائيل نبي الله من أعلم الناس، فقال موسى له أنا؛ فهو رسول الله وكليمه، فعاتبه ربه جل وعلا، وأخبره بأن هناك عبدا من عباد الله على علم لا تعلمه أنت يا موسى، وأخبره سبحانه بأن مكانه عند مجمع البحرين، وعلامة لقياه احمل معك حوتا أي سمكا، فإذا فقدته فثم هو هذا العبد، فطلب موسى عليه السلام من فتاه يوشع بأن يحمل معه سمكا، وذهبا إلى مجمع البحرين؛ طلبا للعلم من هذا العبد الذي أخبره به الله سبحانه وتعالى وهو الخضر، العبد الصالح المبارك، وهذا دليل على أهمية طلب العلم والتواضع في طلبه مهما بلغت منزلة الإنسان.
واختتم الشيخ د. نبيل العوضي سلسلة محاضراته في جامع حمزة بن عبدالمطلب بمدينة الوكرة يوم السبت السابع من أكتوبر بمحاضرة بعنوان القلب والقرآن، واكد خلالها على تأثير القرآن الكبير على القلب، وأهمية علاج الإنسان لنفسه وقلبه حتى يتأثر بالقرآن ويعي أوامر الله ونواهيه، فهذا القرآن وهذا التوجيه الرباني لكل إنسان مسلم، فكلام الله معجز تتفتح له القلوب والأسماع وتطمئن له الأفئدة، ولذا قال عنه الوليد بن المغيرة عندما أرسلته قريش للنبي واستمع لبعض آيات من القرآن الكريم من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «والله، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته»، وقالت الجن عندما سمعت القرآن الكريم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى في سورة الجن: «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة الأوقاف أول الأوائل صلى الله علیه وسلم من الآداب
إقرأ أيضاً:
ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (حَدَثَ نِقَاشٌ عندنا بين رُوَّاد المسجد حول مدى جواز إلقاء السلام على مَن يقرأ القرآن، فنرجو بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة.
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن إلقاء السلام على قارئ القرآن مشروعٌ، والخلاف فيه دائرٌ بين الكراهة والاستحباب، فيَسَعُ المكلَّفَ أنْ يُلْقِيَ السلامَ عليه أو لا يَفعَل، مِن غير إثمٍ عليه في ذلك ولا حرج.
وأوضحت جدار الإفتاء أنه لا يُشرع لغيره الإنكارُ عليه، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الأَوْلَى مراعاةُ حال القارئ فإن كان مستغرِقًا في التدبر والترتيل، ولا يحزنه عدمُ السلام عليه، تُرِكَ السلامُ عليه، أما إذا لَم يكن مستغرِقًا في التدبر والترتيل، أو كان يحزنه عدم إلقاء السلام عليه، فالأَوْلَى في هذه الحالة والمستحبُّ إلقاءُ السلام.
وذكرت دار الإفتاء أن السلام تحيةٌ مِن عند الله، أهداها أهلَ الإسلام، وأَمَرَهُم بإفشائها؛ فقال تعالى: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61].
وعن عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما أنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الإسلام خيرٌ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه.
وتابعت: وللسلام أثرٌ عظيمٌ في توثيق أواصر الأُلفة والمحبة في المجتمع؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".