كاتب إسرائيلي: خسرنا الحرب و نجاح حماس حدث إستراتيجي
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي حاييم ليفنسون إن "إسرائيل" خسرت الحرب منذ البداية ولا معنى لكل ما تفعله الآن.
وأضاف في مقال في صحيفة "هآرتس" العبرية أن الشعور بالأمن انهار، وتم نقل الحرب إلى داخل "المناطق الإسرائيلية".
وسخر ليفنسون من عملية الجيش الأخيرة مطالبا تسميتها بـ"إسقاط السراويل" بدل عملية "السيوف الحديدية".
وفيما يلي نصل المقال:
إن كل ما تفعله "إسرائيل" من الآن فصاعدا لا معنى له، حتى لو وجدت محمد الضيف في مخبأه وقدمته للمحاكمة في محكمة الشعب، فقد جاءت الخسارة مع الضربة الافتتاحية كما حدث في حرب أكتوبر 1973، والباقي قصص للمؤرخين.
يطلق الجيش الإسرائيلي على هذه العملية اسم "عملية السيوف الحديدية"، ولكنها في الحقيقة عملية "إسقاط السراويل"، فكل الجيش وجهاز الأمن الشاباك بكل وسائلهما، وطائراتهما المسيرة، وتنصتهما، وذكائهما البشري والاصطناعي، وابتزازهما للمصادر البشرية، وعباقرة وحدة النخبة 8200؛ لم يكن لدى أي أحد منهم أدنى فكرة.
إن نجاح حماس يُعد حدثًا إستراتيجيًّا بالنسبة لدولة "إسرائيل"، فقد انهار الشعور بالأمان، وتم نقل الحرب بسهولة إلى "الأراضي الإسرائيلية" دون أي رد، وتم الكشف عن أن الجيش الإسرائيلي عارٍ.
ليس هناك ما يمكن أن يُقال عن الشرطة الإسرائيلية، لا يمكنهم حتى التعامل مع لصوص السيارات؛ وهذا الأمر يفوق قدراتهم بكثير، وبشكل أساسي، أصبح هناك وعي متزايد بأنه لا توجد دولة هنا، وأن الأمر لا يتعلق بأنه "إذا حدث لي شيء ما، سيأتي شخص ما"، لقد حدث شيء ما، ولم يأت أحد، لعدة ساعات، ظل الناس محاصرين في منازلهم، ويواجهون المسلحين في سيارات الجيب، ولم يأت أحد.
لن يعود المجتمع الإسرائيلي إلى ما كان عليه قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وكما غيرت حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر "إسرائيل"، فقد غيرت هذه الحرب "إسرائيل" أيضًا، وتحت أنوفنا كان هناك فشل حكومي بحجم فشل غولدا مائير، وكان معتمدًا على النشوة والاعتقاد بأن التقاعس عن العمل أفضل من العمل.
على مدى 14 عامًا، كان نتنياهو يؤجل القرارات مرارًا وتكرارًا، طوال 14 عامًا كان هناك إدمان على كذبة الوضع الراهن، وعلى جولات القتال، وعلى الكذبة الخادعة حول ردع الأعداء، وبفضل 14 عامًا من حكم نتنياهو، نمت الطفرات التي تهدد وجودنا هنا ببطء.
لقد كانت الأشهر التسعة الماضية مجرد تقدمة، "الميليشيات المسلحة" في الضفة الغربية بدعم من الحكومة؛ وسيادة القانون التي أصبحت أضعف فأضعف؛ والعناصر الفاشية داخل الحكومة؛ ووزير الأمن القومي الفاشل؛ وأعضاء الكنيست الذين يمجدون القتلة؛ ومجموعة من وزراء الليكود الجاهلين الذين ليس لديهم خبرة مهنية ذات صلة؛ وخدمة مدنية مفككة، وخدمات اجتماعية غير موجودة، لا توجد شرطة، ولا يوجد سلم لخدمة الإطفاء في عراد، وتمت السخرية من المحترفين، وتم التعامل مع التحذيرات بازدراء، وهذا هو الثمن.
إن "إسرائيل" تمر بنقطة تحول، وفي أفضل السيناريوهات، فإننا سوف نطرد هذه المجموعة الفاشلة من القادة لصالح الأشخاص الموهوبين والمؤهلين الذين يمكنهم إعادة البلاد إلى العمل، وستتعامل الحكومة مع قضايا الصحة والرفاهية والأمن والتعليم نيابة عن مواطنيها، بدلًا من جنون ليفين وروثمان.
ستعود غاليت ديستال اتباريان إلى إنتاج الأفلام لصالح هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، كما أن المعسكر الليبرالي الذي توحد خلال الأشهر التسعة الماضية سوف يقاتل من أجل البلاد ويعيد المياه إلى مجاريها.
وفي أسوأ السيناريوهات، ستستغل الفصائل الفاشية في الحكومة الأزمة لتحديد الأعداء والخونة المسؤولين عن الكارثة، من تسبب في عدم قدرتنا على الرد، من جعلنا أضعف، وسوف يسعون إلى منعهم، وقمعهم، وإرسال الحرس الوطني لملاحقتهم.
لقد استغلت الأنظمة الفاشية الأزمات الأمنية والاجتماعية دائما لتمييز الخونة، نحن في حرب من أجل وطننا، حماس في الخارج والفاشيون في الداخل، وبالنسبة لهم، الأزمة هي فرصة، لذا لا يمكننا أن نغمض أعيننا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال امن طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يصف إزاحة غالانت بأنها موت للديمقراطية وإقالة للدولة
وصف الكاتب والصحفي الإسرائيلي ناحوم برنياع، خطوة رئيس وزراء الاحتلال بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت، بأنها بمثابة التعبير عن موت "الديمقراطية الإسرائيلية" ببطء وتدريجيا وبشكل بلطف.
وقال برنياع في مقال نشره عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت": "صباح الخير لكم، مواطني إسرائيل، قد لا تشعرون بذلك، وقد يكون ما تقوله الأخبار غير مؤثر في حياتكم حاليا، لكنكم تعيشون منذ هذا الصباح في ديمقراطية سابقة.. يبدو أنه يوم عادي: الشمس تشرق، الأطفال يذهبون إلى المدرسة، القهوة ساخنة تفوح، والزحام مرهق كالمعتاد في الطريق إلى العمل".
وأضاف "خطأ كبير.. هناك ديمقراطيات تموت بين عشية وضحاها، في حمام دم، أما ديمقراطيتنا، فهي تموت ببطء تدريجيا، الإقالة الثانية لغالانت أسوأ من الأولى، في المرة الأولى أقاله لأنه حذر من الانطباع الذي يتركه الانقلاب الحكومي لدى أعدائنا، تمت إقالته لأنه كان على حق، وهذه المرة أُقيل لأنه رفض إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مما تسبب في تهديد محتمل لحكم نتنياهو".
وأوضح "أصبح بقاء نتنياهو في السلطة الهدف الأساسي، وأصبح هذا أهم من أداء النظام العسكري في خضم حرب، وأهم من سلامة المقاتلين في الخطوط الأمامية المدعومين من حكومة مسؤولة عاقلة، عندما يكون رئيس الوزراء أهم من الدولة التي يرأسها، فنحن نعيش في ديكتاتورية".
وأوضح "انظروا إلى رومانيا تشاوشيسكو، أو المجر أوربان، العلامات موجودة بالفعل، أحد هذه العلامات هو تعيين إسرائيل كاتس وزيرا للدفاع.. كاتس سياسي قديم ذو خبرة، ويتقن المناورة في مركز حزب الليكود، لكن إدارة حرب ليست من اختصاصه"، على حد قوله.
وأشار إلى أنه "ربما يستطيع الجيش التأقلم بدون الوزير، لكن ماذا سيحدث للمفاوضات المعقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية؟ إذا جلب كاتس الدبلوماسية نفسها التي جعلته يتنازع مع كل دولة ممكنة عندما كان وزيرا للخارجية، فنحن في مأزق".
وأكد الكاتب أن "نتنياهو لا يهتم، كلما تم تصوير وزير دفاعه على أنه غير مؤهل أو مضحك أو فاشل، كلما زاد رضاه.. وغالانت ليس شخصا سهلا، وتصريح نتنياهو بأنه لا يثق به صحيح، لكنه أيضا لا يثق بوزير خارجيته الجديد جدعون ساعر، ومع ذلك يتدبر الأمر".
وأكد أن "الثقة في السياسة غالبا ما تكون مجرد أخبار كاذبة وسراب، شيء يظهر في رسائل الحكومة التي يرددها أبواق السلطة، انظر إلى رابين وبيريز؛ نتنياهو وإسحق مردخاي، نتنياهو وغانتس، نتنياهو ومعظم وزراء حكومته، لا يهمه أنهم لا يثقون به طالما أنهم لا يهددون بقاءه في الحكم.. كي يشعر بالعظمة، يجب أن يكونوا صغارا".
وأضاف أن "السلطة التي يمنحها القانون لرئيس الوزراء لإقالة الوزراء مبررة تماما، فالحكومة ليست ناديا للجدل؛ الوزير الذي يعمل بعكس سياسة الحكومة يجب أن يُقال، لكن الكنيست الذي أقرت القانون لم يأخذ في الحسبان أن يأتي يوم في إسرائيل يقف فيه رئيس وزراء يخشى فقدان السلطة لدرجة يفقد معها صوابه، إنه ليس أول سياسي في العالم يُنتخب ديمقراطيا ويصبح ديكتاتورا".
وذكر أن "السلطة تُفسد، كما قال اللورد أكتون، وإذا سمحتم لي بإضافة شيء، فإن السلطة أيضا تحول الأشخاص الأذكياء إلى مجانين، هناك خطر واضح وقريب، خذا ما كتبته في ليلة غالانت الأولى، وهذا صحيح أكثر في ليلة غالانت الثانية، في خضم الحرب".
وختم الكاتب "ربما هناك نقطة إيجابية واحدة في هذا الحدث الصعب: يمكن لغالانت أن يصبح زعيما لطيف واسع من الإسرائيليين الذين يقولون: لا بعد الآن، في مكان لا يوجد فيه أحد ولا توجد معارضة، قد يصبح غالانت أملا بديلا".