وحدة الساحات.. هل سيدخل حزب الله بعد تكثيف العدوان على غزة؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس ضد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، حضر السؤال عن إمكانية دخول حزب الله إلى المواجهة في نقاشات وتصريحات كل الأطراف ذات العلاقة بالصراع. ولكن هذا السؤال أصبح أكثر حضورا وإلحاحا مع إعلان حكومة الاحتلال الحرب، اليوم، وتكثيف العدوان الإسرائيلي الجوي على القطاع.
وحدة الساحات
تصاعد حديث فصائل المقاومة الفلسطينية عن "وحدة الساحات" ضد الاحتلال مع معركة "سيف القدس" في أيار 2021. وتعبر وحدة الساحات عن شمول مقاومة الاحتلال لكافة أراضي فلسطين التاريخية (غزة، الضفة، القدس، الأراضي المحتلة منذ عام 1948)، إضافة لقوى المقاومة العربية وخصوصا حزب الله.
ومع بداية "طوفان الأقصى"، استدعى القائد العام لكتائب عز الدين القسم محمد الضيف في خطابه المسجل مسألة "وحدة الساحات" من خلال مطالبته "للمقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين".
مناوشات "الجبهة الشمالية".. هل تتحول لتدخل كامل لحزب الله؟
لطالما أعلن حزب الله أنه يقف مع المقاومة الفلسطينية، ولكن المشكلات التي يعيشها الحزب داخليا وفي سوريا حجمت -حسب مراقبين- إمكانيته على خوض حرب جديدة مباشرة مع الاحتلال. وقد اكتفى الحزب أثناء العدوان على غزة في أعقاب معركة "سيف القدس" في أيار/ مايو 2021 بالسماح بإطلاق صواريخ بدائية من قبل فصائل أخرى حليفة له في لبنان حتى لا يتم جره لحرب شاملة مع الاحتلال.
ولكن التساؤلات حول موقف الحزب في هذه الحرب لا تزال قائمة بسبب حجم العدوان الذي بدأه الاحتلال ضد قطاع غزة، حيث بدأ القصف الجوي العنيف منذ أمس، وتحدثت وسائل إعلامية عن نية جيش الاحتلال القيام بغزو بري لغزة خلال اليوم أو اليومين القادمين.
وأعلن حزب الله الأحد، أنه استهدف ثلاثة مواقع للاحتلال الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والتي كان بينها موقع الرادار الإسرائيلي.وتجدد القصف من الحزب بعد قصف جوي نفذه الاحتلال على منطقة تلال كفار شوبا جنوب لبنان.
إعلاميا، أعلن حزب الله منذ بداية العملية أنه على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية، فيما قال القيادي الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين، اليوم، موجها حديثه للفصائل الفلسطينية المقاومة إن "سلاحنا وصواريخنا معكم"، وأكد أن الحزب ليس على الحياد في المعركة القادمة.
ولمح صفي الدين لإمكانية تدخل الحزب في الحرب، حيث قال "إذا تماديتم في هذه الحماقات فإنها ستنتج هذه المرة طوفان كل الأمة".
ونشرت مصادر إعلامية إسرائيلية أنباء عن أن مصر نقلت للاحتلال معلومات تؤكد أن حزب الله سيتدخل في الحرب إذا نفذ جيش الاحتلال غزوا بريا ضد قطاع غزة، وهو الأمر الذي بات وشيكا بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وعلى الرغم من اقتراب الحرب البرية كما يبدو، فإن حزب الله لم يعلن رسميا موقفه من المشاركة في الحرب، وهو ما يضعه في موقف محرج في ظل تأكيد المقاومة الفلسطينية على "وحدة الساحات" وخصوصا مع حجم العدوان غير المسبوق الذي بدأه الاحتلال اليوم.
وفي المواقف القريبة من حزب الله، قال المحلل السياسي حسام مطر إن "موضوع وحدة الساحات بين الحزب وحماس لا أحد يستطيع التكهن به، وما يقرر ذلك هو طبيعة الرد الاسرائيلي والامريكي على ما يجري وحجمه". وأضاف في مشاركة تلفزيونية: "ما يجري كبير جدا وأكبر من حزب الله والمسألة مفتوحة في المنطقة على كل الاحتمالات، هناك محاولات إسرائيلية لإحداث تغيير جذري في غزة، لكن هذا يرتبط بواقع إقليمي معقد".
من جهته، يرى الصحفي اللبناني قاسم قصير أن "القصف جنوب لبنان إعلان صريح أن حزب الله انضم الى المعركة ولو بشكل محدود"، وأنه يمثل رسالة من حزب الله مفادها "أنه إذا تم تصعيد الوضع في غزة فانه سيجري رفع وتيرة التصعيد من جنوب لبنان"، ولكنه استدرك بالقول إن "الموضوع مرتبط بحالة الميدان، لكن تقديري أن إسرائيل لا تريد الانزلاق في مواجهة من جبهة جديدة".
أما الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي فيرى أن قيام المقاومة اللبنانية بضرب الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا اليوم رسالة الى كل من الإدارتين الاسرائيلية والأمريكية، مفادها أن أي تهور إسرائيلي سيؤدي الى حرب اقليمية واسعة".
قيام المقاومة اللبنانية بضرب الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا اليوم رسالة الى كل من الادارتين الاسرائيلية والأمريكية، مفادها أن أي تهور إسرائيلي سيؤدي الى حرب اقليمية واسعة…
نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين#تحريرها_كلها_ممكن #طوقان_الأقصى — Tamim Al-Barghouti (@TamimBarghouti) October 8, 2023
وردا على سؤال لـ"عربي21" عن إمكانية انخراط حزب الله فعليا في الحرب، قال اللواء واصف عريقات إن "باب الاحتمالات مفتوح ولا يمكن إغلاقه، ولكن حتى الآن المعركة فلسطينية بامتياز مع العدو الإسرائيلي".
وأضاف عريقات أن "حزب الله يعتبر نفسه من محور المقاومة، كما هي حماس والجهاد الإسلامي، من حلف المقاومة، علما أن البيان الذي صدر بمناسبة بدء العملية العسكرية كان واضحا، حيث دعا كل من يستطيع دعم المقاومة الفلسطينية، ومن الواضح أن المقصود هنا، محور المقاومة، وربما أراد حزب الله أن يعزز معنويات المقاومة الفلسطينية عبر هذا التصعيد البسيط، الذي جرى اليوم".
من جهته، قال المحلل السياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة لـ"عربي21" إن "مصلحة حزب الله الأمنية والسياسية والعسكرية وأوضاعه في لبنان، تشجع على أن ينخرط في الحرب، ولا سيما أن غزة تحقق الانتصار وتأكل قطعة الحلوى وحدها، فلا بد وأن يشارك كي يتذوق طعام الانتصار، فالمصالح المشتركة بين حماس وحزب الله وأيضا التسليح والتمويل المشترك، قد يدفع جزب الله بأن يكون جزءا من المعركة".
ما معنى دخول حزب الله للمواجهة؟
سجلت بداية معركة "طوفان القدس" عدة دلالات استراتيجية، كان أحدها ضعف منظومة دفاعات "القبة الحديدية" الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ التي أطلقتها المقاومة من قطاع غزة في الساعة الأولى.
وبحسب خبراء فإن ما يفسر فشل القبة الحديدية في مواجهة الدفعات الأولى من الصواريخ يدل على احتمال تمكن المقاومة الفلسطينية من تفكيك "شيفرا" عمل القبة، بمعنى أن البطارية الواحدة تحتوي على 20 صاروخا بينما تعمدت المقاومة إلى إطلاق دفعات كبيرة مرة واحدة، ما سبب خللا في عمل "القبة الحديدية".
ويرى خبراء عسكريون أن دخول حزب الله في المواجهة سيؤدي إلى كبح قدرة القبة الحديدية، لأنها ستكون مضطرة لمواجهة الصواريخ من جبهتي غزة ولبنان في وقت واحد، وهو ما يفسر الطلب الإسرائيلي من الولايات المتحدة لاعتماد مساعدات جديدة لتطوير عمل القبة.
وقال الخبير العسكري واصف عريقات لـ"عربي21" إن مستوى تدخل حزب الله "يعتمد على مستقبل الإجراءات الإسرائيلية. إذا ما استمرت إسرائيل في اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني ونفذت تهديداتها بأنها ستستهدف البنية التحتية في القطاع وأنها ستعيد غزة إلى العصر الحجري، هناك سيكون هناك موقف وتدخل لمحور المقاومة بكل تأكيد".
من جهته، يرى فايز أبو شمالة أن تدخل حزب الله يعني أن "الأمور قد انقلبت بالكامل لصالح القضية الفلسطيني، بمعنى؛ تدخل حزب الله سيساهم في كسر العنجهية الإسرائيلية ويخلق معادلة جديدة، فإذا كانت غزة المحاصرة بقدراتها المحدودة استطاعت أن تهزم إسرائيل وأن تشتت شمل جيش الاحتلال وأن تجعل القيادة السياسية والعسكرية والأمنية تدخل في حالة تخبط وتيه، ولا تعرف إلا قصف المدنيين في غزة، فكيف إذا دخلت قوة حزب الله بثقلها في المعركة؟، نحن أمام واقع جديد ومعطيات ليست على مستوى الساحة الفلسطينية وإنما على المستوى الشرق الأوسط".
قلق أمريكي إسرائيلي
عبر الجانب الإسرائيلي عن قلقه من تدخل حزب الله في المعركة من خلال تصريحات مسؤوليه السياسيين والعسكريين، وحذر الحزب من التدخل، ونفذ تعزيزات عسكرية للتعامل مع إمكانية اشتعال جبهة جنوب لبنان في وقت يعاني فيه من التعامل مع المواجهة التي يخوضها مع حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية.
الجانب الأمريكي أيضا لم يخف قلقه من حدوث مثل هذا التطور. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تبذل كل ما في وسعها لضمان عدم اندلاع جبهة حرب أخرى بما في ذلك مع حزب الله اللبناني.
ويرى مراقبون إن تحريك الولايات المتحدة لحاملة الطائرات "جيرالد فورد" الذي جرى اليوم هو خطوة معنوية تهدف لردع إيران وحزب الله من التدخل بالحرب.
طالبت المقاومة الفلسطينية عبر خطابها -بشكل غير مباشر- بتدخل حزب الله وحلفائه بالمعركة، وتحرك الاحتلال والولايات المتحدة لمواجهة مثل هذا التدخل، ويبقى السؤال حول موقف الحزب مفتوحا، خصوصا مع اقتراب العدوان البري على غزة، كما يبدو، في الساعات القادمة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حزب الله الفلسطينية لبنان لبنان فلسطين حزب الله طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة القبة الحدیدیة جنوب لبنان قطاع غزة فی الحرب
إقرأ أيضاً:
بعدما أعلنت حماس استشهاده ونخبة من كبار القادة.. محطات في حياة محمد الضيف "المتخفي الأبرز" في تاريخ المقاومة الفلسطينية.. نجا من 7 محاولات اغتيال .. وظلت صورته غامضة طوال 6 عقود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق محمد الضيف والمشهد الأخير من معارك غزة
بعد وضعت الحرب أوزارها.. وصمتت أصوات المدافع وغارات الطائرات، جاء الوقت للإعلان عن نتائج المعركة الدامية التي انطلقت قبل 15 شهرًا، والتي بالطبع خلفت من الخسائر الكثير، وعلى صعيد الخسائر المادية تحتاج غزة لمليارات الدولارات من أجل إعادة الإعمار، وعلى صعيد الأرواح فقد زادت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بحسب آخر إحصائية بنهاية يناير الجاري عن 47.460 شهيد، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 111,580 جريح، ولا يزال آلاف من الضحايا تحت الأنقاض، وبينما لا يزال الآلاف من الضحايا لم يعرف مصيرهم خرجت حركة حماس مساء الخميس لتعلن عن استشهاد محمد الضيف، القائد العسكري لـ"كتائب القسام" ونائبه مروان عيسى، ومجموعة من كبار قادة الحركة خلال المعارك في قطاع غزة.
وفي بيان مقتضب، ظهر أبو عبيدة الناطق باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في كلمة متلفزة بجانب صورة تحمل صور شهداء المقاومة، والتي كان على رأسهم قائد الجناح العسكري محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى بالإضافة إلى القياديين رافع سلامة قائد لواء خان يونس، ورائد ثابت قائد القوى البشرية، وغازي أبو طماعة قائد الأسلحة والخدمات القتالية، إضافة إلى أحمد الغندور وأيمن نوفل عضوي المجلس العسكري للحركة، ولم تذكر "حماس" على وجه الدقة متى استشهدوا.
وذكرت أن هذا الإعلان جاء "بعد استكمال كل الإجراءات اللازمة والتعامل مع كل المحاذير الأمنية، التي تفرضها ظروف المعركة والميدان، وبعد إجراء التحقق اللازم واتخاذ كل التدابير ذات الصلة".
وجاء إعلان حماس بعد أشهر من إعلان قوات الاحتلال، مطلع أغسطس 2024، اغتيال القائد العام لحماس محمد الضيف، في غارة بخان يونس جنوب قطاع غزة، في حين قال قيادي بحماس، إن تأكيد أو نفي استشهاد أي من قياداتها شأن القيادة.
محطات في حياة محمد الضيف "المتخفي الأبرز" في تاريخ المقاومةومنذ مولده في 1965 حتى استشهاده في معارك غزة الأخيرة، شهدت حياة محمد الضيف العديد من المحطات المحورية الفاصلة كان أبرزها أنه نجا من 7 محاولات اغتيال سابقة، والتي خلفت له العديد من الإصابات والجروح الخطيرة كان أبرزها فقدان إحدى أعينه.
وكان محمد الضيف واسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة أُجبرت على مغادرة بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948، واستقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وطوال 6 عقود ظلت صورة محمد الضيف غامضة وغير معروفة، ولم يكن أحد يعرف الضيف سوى أفراد عائلته، ومجموعة قليلة من قادة "حماس"، والأغلب أنهم جميعاً في مرحلة ما لا يعرفون أين يكون الرجل.
ومنذ عام 1965 حتى 2023 ظلت صورة الضيف غير معروفة حتى لأعضاء المقاومة، حتى نشرت قوات الاحتلال صورته للعامة نهاية العام 2023، وأصبحت هذه الصورة رقم 4 له، وقبل هذا التاريخ لم يكن للضيف سوى صورة قديمة للغاية ظهر فيها شاباً صغيرًا، حينما اعتقل في 1989، والثانية وهو ملثم، والثالثة صورة لظله، والرابعة إلى جانب أحد الأشخاص في مكان عام بشعر أشيب ولحية خفيفة وعين واحدة وفي وضع هادئ.
7 محاولات اغتيال فاشلة..ومنذ التسعينيات تحاول إسرائيل اعتقال أو اغتيال الضيف لكن دون جدوى، حيث نجا من 7 محاولات اغتيال، ففي منتصف التسعينات، ففي عام 1996، طلب شمعون بيريز، رئيس وزراء الاحتلال، من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعتقاله، قبل أن يبدي عرفات استغرابه من الاسم، وكأنه لا يعرفه، ليعترف بيريز لاحقاً بأنه اكتشف أن عرفات كان يحميه ويخفيه ويكذب بشأنه.
كانت حياة محمد الضيف مليئة بالمعاناة، حيث نشأ الضيف في أسرة فقيرة، واضطر لترك الدراسة مؤقتاً لإعانة أسرته، وقد عمل مع والده في الغزل والتنجيد، ومن ثم أنشأ مزرعة صغيرة للدواجن، وعمل سائقاً قبل أن يصبح مطارداً من قبل إسرائيل على مدار العقود التالية.
وبحسب رواياة رفاقه في الحي الذي نشأ فيه، فقد كان محمد الضيف وديعاً وصاحب دعابة وخفة ظل وطيب القلب ويميل إلى الانطواء، إلى أن تغيرت وجهته بعد أن انضم إلى حركة "حماس" في نهاية عام 1987 عبر علاقته بالمساجد، ومن ثم عاد إلى دراسته وتلقى تعليمه في الجامعة الإسلامية في غزة، وتخرج فيها عام 1988، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم.
أول صورة علنية لقائد كتائب القسام محمد الضيفوفي عام 1989، كانت أول صورة للضيف قد أتى موعدها عندما اعتقلته قوات الاحتلال وحصلت على أوراق هويته، والتي تضمنت صورته الأولى، وبعد أن قضى 16 شهراً في سجون الاحتلال موقوفاً دون محاكمة، بتهمة العمل في الجهاز العسكري للحركة خرج الضيف من السجن، وبدأ مع آخرين في تأسيس "كتائب القسام، وخلال التسعينات أشرف وشارك في عمليات لا تحصى ضد إسرائيل.
ونظرا لجهوده في تأسيس "القسام"، اسندت "حماسله قيادة الكتائب في 2002، بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة، وفي نفس العام أصيب في استهداف مركبته، وعالجه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الطبيب المعروف وقائد حماس الذي اغتيل سنة 2004.
وفي 2003، حاولت طائرة إسرائيلية اغتيال محمد الضيف وبعض قادة "حماس" في منزل بمدينة غزة؛ لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ، ولم تهدأ قوات الاحتلال وحاولت اغتياله مجددا بعد 3 سنوات في 2006 عندما أصاب صاروخ شديد الانفجار منزلاً كان الضيف يجتمع فيه مع قادة "القسام" إلا أنه نجا مرة أخرى، لكن إسرائيل قالت إنه أصيب بجروح بالغة.
محمد الضيف في صورة معتمة في إحدى تسجيلات حماسوطوال العقود الثلاثة الأخيرة، ظل محمد الضيف كـ "الشبح" لا يعرف أحد شكله، ولم يخرج في مناسبات عامة إلا نادرا حيث ظهر فقط لمرتين في تسجيلات مصورة لكنها تخفي تفاصيل وجهه، حيث ظهر في المرة الأولى بصورة معتمة ونصفه ظاهر فقط، وفي المرة الثانية ظهر ملثمًا وهو يقف على قدميه.
الظهور العلني الأخير لمحمد الضيف قبل اغتياله في غزةوكان هذا هو الظهور العلني الأخير إلا أن نشرت صورة له وسط حديقة غير معروفة بصحبة قيادي آخر من حماس ويعتقد أنه نائبه مروان عيسى، حيث يجلس متكئا على الأرض ويحمل في يديه أموال " دولارات" وفي اليد الأخرى كوب بلاستيكي من الشاي، ومن خلفه أشجار وأحذية، وتلك كانت الصورة الأحدث والمتداولة لمحمد الضيف حتى ظهور صورته الأخيرة أثناء إعلان أبو عبيدة نبأ استشهاده و 6 من قادة القسام.
استشهاد محمد الضيف وقادة القسما الستة في غزةوأتى إعلان حماس بعد 7 أشهر تقريبا من إعلان قوات الاحتلال اغتيال الضيف، في أول أغسطس الماضي، بعد أكثر من أسبوعين من استهدافه جنوب قطاع غزة في منتصف يوليو 2024.
وأكد الاحتلال حينها أن اغتيال محمد الضيف تم عبر ضربة جوية إسرائيلية على غزة، نفذتها في 13 يوليو، وقد خلفت القنبلة المستخدمة - والتي يشتبه بأنها تزن 2000 رطل - حفرة عملاقة حول المنزل الذي قيل إن الضيف لجأ إليه مع أحد نوابه، وأعلنت سلطات الاحتلال أن الغارة راح ضحيتها أيضا رافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لكتائب القسام، فيما قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الغارة قتلت أكثر من 90 شخصاً، لكن حماس نفت حينها أن يكون الضيف من بينهم.
وجاء تأكيد قوات الاحتلال لاغتيال محمد الضيف بعد يوم واحد من مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، والذي أعلن عنه الحرس الثوري الإيراني وحماس.