استعدت مؤسسات المجتمع المدني في شمال سيناء لاستقبال الجرحى الفلسطينيين ومرافقيهم في حال تم وصولهم إلى الجانب المصري لتلقي العلاج.

شكلت مؤسسات المجتمع المدني في شمال سيناء غرفة عمليات في مكتب خدمة المواطنين بمستشفى العريش العام، بهدف توحيد الجهود الإنسانية لخدمة الجرحى ومرافقيهم، وذلك كدعم لجهود مؤسسات الدولة.

في هذا السياق، تم عقد أول اجتماع تنسيقي ضم إدارة مكتب خدمة المواطنين بمستشفى العريش العام، وقيادات فرع الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، وقيادات  فرع جمعية مصر الخير بشمال سيناء ، وقيادات مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية بشمال سيناء . وتم تدشين مركز عمليات مشترك لمتابعة استقبال الفلسطينيين في مستشفيات شمال سيناء، وتوزيع الأدوار التي تتضمن خدمة الجرحى على مدار الساعة وتوفير احتياجاتهم الإنسانية، بما في ذلك تقديم الخدمات لمرافقي الجرحى مثل الإقامة والإعاشة. وتشجيع توفير الأدوية والدم، وتنظيم حملات التبرع بالدم لصالح الجرحى الفلسطينيين.

قال حجاج الصعيدي، مدير مكتب خدمة المواطنين بمستشفى العريش العام، إنه سيتم انضمام كافة مؤسسات المجتمع المدني والأفراد الراغبين في تقديم خدمات إنسانية للغرفة المشتركة لتوزيع الأدوار والمهام، ودعا الجميع للمشاركة، كما دعا كافة الأهالي الراغبين في تسجيل بياناتهم للتبرع بالدم الحضور والتسجيل بمقر مكتب خدمة المواطنين بمستشفي العريش العام.
أضاف الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر في شمال سيناء، أن هذا التعاون سيوحد جهود مؤسسات المجتمع المدني بشكل منظم وسيقدم دعمًا لجهود الدولة بجميع مؤسساتها، لافتا لتقديم كل الدعم وتشجيع كل المتطوعين علي الانضمام لإظهار الموقف المشرف للمجتمع المدني بشمال سيناء.

وأشار إسلام عابد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية، إلى أنه ابتداءً من يوم غدٍ سيتم بدء العمل الميداني، حيث سيقوم كل فريق بمهامه، وفي حال وصول جرحى من قطاع غزة إلى الجانب المصري، ستتم تقديم جميع الخدمات الإنسانية لهم تشريفًا وتعظيمًا لموقف مصر الداعم والمساند للإخوة في غزة.

محافظ شمال سيناء يترأس اللجنة العليا لإدارة الأزمات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيناء مؤسسات الجرحى الفلسطينيين أحداث مؤسسات المجتمع المدنی فی شمال سیناء العریش العام بشمال سیناء

إقرأ أيضاً:

تحصينُ الانتقالِ المدنيِّ والتحوُّلِ الديمقراطيِّ القادمِ في السودان عبر “بَصِيرَة”، “عِزْوَة” و”تَاوِق”

تحصينُ الانتقالِ المدنيِّ والتحوُّلِ الديمقراطيِّ القادمِ في السودان عبر "بَصِيرَة"، "عِزْوَة" و"تَاوِق"

"الديمقراطيةُ الحقيقيةُ لا تعني فقط إلغاءَ الظلمِ، ولكنْ أيضًا ضمانَ أنْ يُسْمَعَ الجميعُ ويُحترم."
مهاتما غاندي

المجتمعُ السودانيُّ هو العمودُ الفقريُّ لقوتِنا الحقيقيةِ. هذا المجتمعُ، بتنوعِه وقوتِه، يتفوقُ في تأثيرِه وأهميتِه على الدولةِ التي كانت، في جلِّ تاريخِها، رمزًا للظلمِ والفسادِ. لقد مرَّ السودانُ بعقودٍ من القهرِ والاستبدادِ، حيثُ تحولت الدولةُ من حاميةٍ للعدالةِ إلى أداةٍ للقمعِ والظلمِ. في هذا الوضعِ المأساويِّ، يبقى المجتمعُ هو الأملُ الوحيدُ للتغييرِ والتحوُّلِ نحو مستقبلٍ أفضلَ.

لكنَّ التحدياتِ التي نواجهُها اليومَ ليستْ نتيجةَ صراعٍ بين القوى الحديثةِ، مثلِ الأحزابِ السياسيةِ ومنظماتِ المجتمعِ المدنيِّ، وبين القوى التقليديةِ المتمثلةِ في القبائلِ والطرقِ الصوفيةِ والطوائفِ. بل على العكسِ تمامًا، نحن في حاجةٍ ماسةٍ إلى اتحادِ هذه القوى جميعًا. لكلٍّ منها دورٌ فاعلٌ وأساسيٌّ في تحقيقِ الديمقراطيةِ وبناءِ مستقبلٍ يعكسُ تطلعاتِ الشعبِ السودانيِّ. المعركةُ الحقيقيةُ ليستْ بين الحداثةِ والتقليدِ، بل هي بين قوى التغييرِ التي تسعى لتحقيقِ العدالةِ والديمقراطيةِ، وقوى الظلامِ التي تتغذى على الفسادِ والانقساماتِ.

إنَّ قوى الثورةِ المضادةِ والتطرفِ واللاتسامحِ لا تتلاشى بمرورِ الوقتِ. بل على العكسِ، هذه القوى تتغذى على الانقساماتِ، الجهلِ، والخوفِ، وتستغلُّ كلَّ فرصةٍ لزرعِ الفتنةِ بين أفرادِ المجتمعِ. إذا لم نتحركْ الآن، فإنَّنا نخاطرُ بتكرارِ المآسي التي عاشها السودانُ في الماضي، والتي لا تزالُ مستمرةً حتى اليومِ. الحربُ الأهليةُ السودانيةُ الرابعةُ ما زالتْ مشتعلةً، وما زالَ الشعبُ السودانيُّ يعاني من تداعياتِها. هذه الحربُ ليستْ مجردَ صراعٍ مسلحٍ، بل هي معركةٌ من أجلِ بقاءِ السودانِ كدولةٍ موحدةٍ ومستقرةٍ.

لقد دفعَ السودانُ ثمنًا باهظًا لهذه الحروبِ الأهليةِ؛ أرواحٌ فقدتْ، أسرٌ تفككتْ، واقتصادٌ انهارَ. إذا لم نتحركْ الآن لوضعِ حدٍّ لهذا النزيفِ المستمرِ، فإنَّ الانقلاباتَ والحروبَ الأهليةَ ستستمرُّ في تدميرِ ما تبقى من هذا الوطنِ. المستقبلُ يبدو قاتمًا إذا لم نبادرْ الآن باتخاذِ خطواتٍ جادةٍ نحو بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ عادلةٍ ومستقرةٍ.

الديمقراطيةُ والاستقرارُ لن يأتيانِ بالتمني أو بالشعاراتِ الجوفاءِ، بل بالأفعالِ المدروسةِ والخططِ المحكمةِ. إذا لم نبدأْ اليومَ بوضعِ رؤيةٍ واضحةٍ لتحصينِ الانتقالِ المدنيِّ والتحوُّلِ الديمقراطيِّ، فإننا نخاطرُ بالبقاءِ في دوامةِ العنفِ والانقساماتِ.

لهذا السببِ، نحن بحاجةٌ إلى التحركِ الفوريِّ عبرَ تأسيسِ ثلاثِ ركائزَ أساسيةٍ:

1. مركزُ "بَصِيرَة": نحن بحاجةٍ إلى مركزٍ يُعنى بدراسةِ الأوضاعِ السياسيةِ، الاقتصاديةِ، والاجتماعيةِ في السودانِ، ويقدّمُ حلولًا مبتكرةً تعكسُ التنوعَ السودانيَّ وتضعُ أساسًا لدولةٍ تحتضنُ جميعَ مواطنيها. "بَصِيرَة" سيكونُ مركزًا بحثيًا ومنبرًا فكريًا يجمعُ الدراساتَ والرؤى لبناءِ سودانٍ متجددٍ يعززُ الوحدةَ الوطنيةَ.

2. جبهةُ "عِزْوَة": لا يمكنُ لأيِّ مجموعةٍ بمفردها أنْ تواجهَ التحدياتِ الكبرى التي يمرُّ بها السودانُ. نحن بحاجةٍ إلى جبهةٍ موحدةٍ تضمُّ الأحزابَ السياسيةَ، منظماتِ المجتمعِ المدنيِّ، القبائلَ، الطرقَ الصوفيةَ، والطوائفَ. "عِزْوَة" ستكونُ الجبهةَ التي تجمعُ كلَّ هذه القوى من أجلِ تعزيزِ الوحدةِ ومواجهةِ كلِّ محاولاتِ التقسيمِ التي تهددُ استقرارَ البلادِ.

3. هيئةُ رقابةٍ تُسمى "تَاوِق": الديمقراطيةُ تتطلبُ الشفافيةَ، وبدونِ رقابةٍ صارمةٍ، يمكنُ التلاعبُ بالعمليةِ الانتقاليةِ. "تَاوِق" ستكونُ الهيئةَ المستقلةَ التي تراقبُ وتضمنُ أنْ كلَّ خطوةٍ في التحوُّلِ الديمقراطيِّ تتمُّ بشفافيةٍ ونزاهةٍ. لا يمكنُ التسامحُ مع الفسادِ أو التلاعبِ في هذه المرحلةِ الحساسةِ.

علينا أنْ نضعَ أيدينا معًا ونتحركَ نحو العملِ الفعليِّ. الانتقالُ إلى ديمقراطيةٍ حقيقيةٍ يتطلبُ جهدًا مشتركًا ومثابرةً من الجميعِ. كلما تأخرنا، زادت التحدياتُ وتعقدتْ الأمورُ أكثرَ. التحصينُ الحقيقيُّ لهذا الوطنِ يبدأُ الآن، وهو مسؤوليةٌ جماعيةٌ لا يمكنُ تأجيلُها.

هذه دعوةٌ صادقةٌ ومخلصةٌ لكلِّ أبناءِ وبناتِ السودانِ، لكلِّ الأحزابِ السياسيةِ، القبائلِ، الطرقِ الصوفيةِ، الطوائفِ، وكلِّ منظماتِ المجتمعِ المدنيِّ. إنها دعوةٌ للنفيرِ الوطنيِّ، للعملِ الجماعيِّ، لنهضةٍ حقيقيةٍ تضعُ السودانَ على الطريقِ الصحيحِ.

الهبةُ يجبُ أن تبدأَ الآنَ. لا وقتَ للترددِ أو الانتظارِ. كلُّ يومٍ يمرُّ دونَ أنْ نتحركَ هو فرصةٌ لقوى الفسادِ والانقساماتِ للتغلغلِ أكثرَ في مجتمعنا. تحصينُ السودانِ من الشرورِ لم يعدْ خيارًا بل أصبحَ واجبًا لا يمكنُ الهروبُ منه. هذا الواجبُ يقعُ على كلِّ فردٍ في هذا الوطنِ، لا استثناءَ.

للتواصل:
د. عبد المنعم مختار
moniem.mukhtar@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • محافظ شمال سيناء يسلم عقود 20 منزل بدوي ببئر العبد
  • محافظ شمال سيناء يسلّم شنط المدارس لأبناء شهداء قرية الروضة 
  • «أهلا مدارس» بشمال سيناء.. أحذية وشنط وأدوات مدرسية بسعر التكلفة
  •  محافظ شمال سيناء يتفقد إنشاء مستشفى ودار مناسبات رمانة 
  • بالأناشيد.. الطريقة الصوفية الجريرية بشمال سيناء تحتفل بالمولد النبوي
  • مديات تقاطع المجتمع المدني المُفترض في تدعيم المدنية رؤية أنثروبولوجية
  • تسليم 3 آلاف حقيبة مستلزمات دراسية للطلاب الأولى بالرعاية في بني سويف
  • «حياة كريمة» تواصل توزيع الوجبات الغذائية على الأهالي في شمال سيناء
  • 5 قتلى وعدد من الجرحى نتيجة قصف إسرائيلي بالقرب من مدرسة دار الأرقم شمال غرب مدينة غزة
  • تحصينُ الانتقالِ المدنيِّ والتحوُّلِ الديمقراطيِّ القادمِ في السودان عبر “بَصِيرَة”، “عِزْوَة” و”تَاوِق”