«طوفان الأقصى» في يومها الثاني.. المقاومة تُفعّل سلاح الجو والذعر يخيم على الكيان
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
العدو الصهيوني يعترف: أحلك يوم في تاريخنا.. الخسارة ثقيلة والكارثة لا توصف وما حدث هو أسوأ هجوم وسائل إعلام صهيونية تؤكد أن الرقم المعلن لعدد القتلى ما زال بعيداً جداً عن الأعداد الحقيقة وتقول أنّ أعداد القتلى كبيرة المقاومة تواصل تعزيز قواتها داخل المستوطنات وتدك مدن الكيان بالصواريخ وسط إرباك صهيوني عدد قتلى الصهاينة يجتاز الرقم 700 وأكثر من 2500 جريح معظمهم في حالات حرجة الصحف الصهيونية: ما حدث مرعباً ومهيناً وحكومة نتنياهو تسببت في أكبر كارثة يتعرض لها الصهاينة
الثورة/ فلسطين
بعد مضيّ أكثر من ثلاثين ساعة من بدء عملية «طوفان الأقصى»، ما يزال أبطال المقاومة الفلسطينية يخوضون معارك شرسة في المستوطنات والمدن المحتلة شرق قطاع غزة، وسط عجز تام لقوات العدو الصهيوني في التقدم نحو هذه المناطق، ومن ضمنها «كفار غزة» و«بئيري» «وسديروت» و«زكيم» و«رعيم» و«صوفا»، وسط تهديد جيش العدو، بـ«تصعيد الغارات ضد قادة (حماس) في الساعات المقبلة».
وأعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أنّها تمكنت فجر أمس من تعزيز المجاهدين من خلال إدخال مجموعات قتالية جديدة، وإيصال الامدادات اللوجستية إلى المقاتلين، بعدما أفادت، في وقت سابق، بأنّ مفارز المدفعية تُسند «مقاتلينا بالقذائف الصاروخية في (أوفاكيم) و(سديروت) و(ياد مردخاي) وغيرها».
وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لجركة «الجهاد» أن قواتها أجهزت على 3 جنود صهاينة كانوا يتحصنون داخل غرفة خرسانية في محيط موقع كيسوفيم العسكري، فيما قتلت 15 جنديا صهيونيا في موقع آخر.
إلى ذلك اعترف العدو الصهيوني بأن عدد القتلى من الجنود والمستوطنين وصل إلى أكثر من من 700 قتيل، والجرحى إلى 2200، بينهم مئات الحالات في خطر شديد، فيما أقرت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ عدد القتلى المعلن بعيد جداً عن الأعداد الحقيقة لما جرى في «غلاف غزة»، مؤكدة أنّ أعداد القتلى الصهاينة أكبر من ذلك بكثير.
ولفت الإعلام الصهيوني إلى أن جيش الصهاينة لا يقول الحقيقة عما يجري حالياً في بلدات «غلاف غزة»، مضيفاً أنّ «عمليات الإنقاذ تجري بصورة بطيئة جداً، والقوات الخاصة في غلاف غزة تلقت خسائر قاسية»، بينما تحدثت وزارة الصحة لدى العدو عن نقل 2159 جريحاً إلى المستشفيات، بينهم عشرات الحالات ميؤوس منها، و338 في حالة حرجة والبقية بحالة متوسطة».
وأشارت مصادر إلى حصيلة القتلى في صفوف جنود العدو الصهيوني وشرطته تسجل ارتفاعاً متواصلاً، مضيفة أنّ حصيلة القتلى ليست نهائية، لأنه ثمة جثث لم تصل بعد إلى المستشفيات إضافة إلى أن استمرار القتال يسقط فيه عشرات الصهاينة، وأشارت إلى أنّه حتى الآن لا يزال هناك 230 مفقوداً صهيونياً في أعقاب هجوم غزة.
فيما استمرت المقاومة الفلسطينية في استهداف مستوطنات الاحتلال، حيث استهدفت «سرايا القدس» و»كتائب القسام» في عملية مشتركة برشقات مكثفة تجمعاً لآليات ومدافع الهاوتزر التابعة للاحتلال الإسرائيلي في مستوطنة ياد مردخاي، وأكد الإعلام الحربي في «سرايا القدس» أنّ مقاتلي قوات النخبة برفقة إخوانهم في كتائب القسام يواصلون اشتباكات متواصلة منذ أكثر من 30 ساعة في عدّة محاور ضمن ما يسمى «مستوطنات غلاف غزة».
وأصدرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، البلاغ العسكري رقم 6، والذي كشفت فيه عن مشاركة سلاح الجو التابع لها بـ 35 مسيرةٍ انتحاريةٍ من طراز «الزواري» في جميع محاور القتال، وشاركت المسيّرات في التمهيد الناري لعبور المقاومين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي وقت سابق، أعلن الناطق العسكري باسم «القسّام»، أبو عبيدة، أنّ المجاهدين يواصلون الاشتباكات والقتال على عدة محاور، «مثخنين في صفوف العدو».
وأعلن الإعلام الإسرائيلي، أنّ من بين قتلى الصهاينة قائد الوحدة متعددة الأبعاد في «جيش العدو» العقيد روعي ليفي، وتم التعرف على 44 جندياً إسرائيلياً و30 مسؤولاً أمنياً بين القتلى، كما تحدث الإعلام الإسرائيلي في وقت سابق أنّ من بين القتلى في صفوف جيشه في غلاف غزة قائد كتيبة الاتصالات، ونائب قائد وحدة ماجلان، وقائد سرية، وقائد فصيل في قيادة الجبهة الداخلية، وقائد كتيبة الحوسبة 481، وقائد طاقم في وحدة دوفدوفان، كما اعترف العدو بمقتل قائد لواء «ناحال» (أحد ألوية النخبة الإسرائيلية)، يهونتان شتاينبرغ، خلال اشتباك مع أحد المقاومين الفلسطينيين قرب كرم أبو سالم.
وعلى المقلب الإسرائيلي، أعلن العدو الصهيوني، أنّه يحاول إنقاذ مستوطنيه من الاشتباكات الدائرة في (كيبوتس كفار عزة) في (غلاف غزة)»، معلنا إخلاء 25 مستوطنة وكيبوتس في منطقة غلاف غزة».
وفي السياق نفسه، قال إعلام صهيوني: إنه وبالرغم من مرور ساعات طويلة على هذه المعركة، هناك مسلحين ومعارك حقيقة تجري في غلاف غزة، وتزامنا مع ذلك يستمر العدو الصهيوني في إحصاء عدد القتلى، وقد اعترف يوم أمس بأن الرقم وصل إلى 700، إضافة إلى أكثر من 2156 إصابة، لكن وسائل إعلام صهيونية قالت إن العدد أكبر من ذلك بكثير.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إحصائية الشهداء والإصابات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع صباح يوم أمس الأول، مشيرةً إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 370 مواطناً، وإصابة 2200 مواطن بجروح مختلفة، من بينهم أطفال.
يأتي هذا بعدما عاد العدو الصهيوني، إلى سياسة قصف الأبراج السكنية الآمنة، في محاولة لثني المقاومة الفلسطينية وإجبارها على إنهاء المعركة التي تسببت له بخسائر مادية وبشرية ومعنوية غير مسبوقة، مستهدفةً حتى الآن نحو 10 أبراج سكنية مأهولة بالمواطنين الآمنين، كما استهدفت أيضاً منازل عدة، والمقرات الرسمية التابعة للحكومة الفلسطينية. وتعقيباً على قصف الأبراج، أطلقت المقاومة الفلسطينية مئات الصواريخ على المدن المحتلة. كذلك، دمرت طائرات العدو منزلاً مأهول، وأوقعت عدداً من الشهداء في «بيت حانون» شمالي القطاع.
إلى ذلك وصف الصهاينة ما حدث بأنه أسوأ هجوم تعرض له الكيان، وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «عدد الأسرى إلى غزة هو كبير جدا، من جنود العدو والمستوطنين، وقالت إن المقاومة الفلسطينية تواصل عمليات الأسر، وقال إن الحدود سائبة، وتساءل «أين القيادة الإسرائيلية؟ أين المنهمكون طوال اليوم بتحريضٍ متبادل.. هذا كبير عليهم».
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت بكثافة عبر وسائل التواصل عشرات الأسرى الإسرائيليين من جنود ومجندات ومستوطنين، كما أظهرت مقاطع أسر عدة جنود إسرائيليين ومجندات إسرائيليات أحياء، كما ظهرت مشاهد لأسيرات إسرائيليات داخل البيوت في قطاع غزة، فيما تحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن تقارير عن احتجاز 50 رهينة في «كيبوتس بئيري» في غلاف غزة.
وفي موازاة الميدان المشتعل داخل المستوطنات، أكّد عاميت سيغل، المعلق السياسي في القناة 12 الإسرائيلية، أنّ «حجم الفشل الذي رأيناه هنا ليس فقط في المفاجأة من منظمة فلسطينية.. بل أن هذا السيناريو تمّ التدرب عليه على مدى سنوات، ليس فقط من قبل الجيش بل الشرطة وكلّ أجهزة الطوارئ لمواجهة هذا السيناريو، ومع ذلك تفاجأنا».
فيما أشارت مصادر إلى أن قادة الكيان الصهيوني يختبئون تحت الملاجئ، بينما الذعر والإرباك هو سيد الموقف خلال الساعات الماضية.
صحف إسرائيلية عن الطوفان: صدمة، فشل، وكابوس
ركزت الصحف الصهيونية يوم أمس اهتمامها على تحليل خلفيات الهجوم المباغت الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيوني صباح أمس السبت، وشبهت الصحف العبرية الهجوم بانطلاق حرب 6 أكتوبر عام 1973، حين شنت مصر وسوريا هجومين متزامنين مفاجئين على إسرائيل.
صحيفة هآرتس التي نشرت مقالاً بعنوان «7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل»، كتبه الدبلوماسي والكاتب الصهيوني ألون بينكاس، واعتبر الكاتب الهجوم بمثابة كارثة مروعة، إذ فشلت كيان العدو ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو وجيش الصهاينة بشكل مذهل في حماية مواطنيها، على حد تعبيره.
وكتب يقول: «لا يمكنك المبالغة في تقدير حجم وقوة موجات الصدمة المدوية لهجوم يوم السبت، هذا هو يوم الغفران عام 1973 مرة أخرى، ما حدث كان مرعبا ومهينا بقدر ما كان مميتاً».
ومن الصحيفة ذاتها نطالع مقالاً بعنوان «السيناريو الكابوس: انتصار حماس فشل إسرائيلي على نطاق هائل»، كتبه أموس هاريل، ويعترف عن فشل استخباراتي صهيوني، ويصف الهجوم بالصادم، وأبدى الكاتب اعترافه بفشل الكيان الصهيوني وخشيته من انفجار جبهات عديدة من لبنان والضفة الغربية.
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت جاء مقال «فشل ذريع لإسرائيل حين تسلل مسلحو حماس وأخذوها على حين غرة»، كتبه ديفيد هوروفيتز، واصفاً طوفان الأقصى بحرب أكتوبر، وجاء مقال آخر يتحدث عن المباغتة «، بعنوان «حماس باغتت إسرائيل» كتبه يوسي يوشوع.
وفي مقال نشر في صحيفة جيروزاليم بوست بعنوان «هذه هي أحداث 11 سبتمبر الإسرائيلية»، كتبه أفي ماير، اعتبر الكاتب أن أحداث السبت تمثل أكبر فشل عسكري واستخباراتي للصهاينة منذ نصف قرن – إن لم يكن خلال 75 عاماً من تأسيسها.
وقال: إن النطاق الكامل للكارثة غير معروف حتى الآن، ولكن هناك شيء واحد واضح: أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 – وهو أحد أحلك الأيام في تاريخ الصهاينة – سوف تغير كل شيء»، وختم: «هذا هو 11 سبتمبر في إسرائيل. لن يعود أي شيء كما كان».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تحقيقات طوفان الأقصى تضع الشاباك في مواجهة نتنياهو
#سواليف
أثار تحقيق جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ” #الشاباك “، الذي ركز على الأسباب المباشرة وراء #الإخفاق في توقع #هجوم_السابع_من_أكتوبر /تشرين الأول 2023 ( #طوفان_الأقصى )، جدلا واسعا في #إسرائيل، تمحور حول تحديد المسؤوليات والخطوات المستقبلية، ورافق ذلك تبادل للاتهامات بين الحكومة من جهة، وبين المعارضة والمؤسسة الأمنية من جهة أخرى.
وجاء إعلان #الشاباك عن تحقيقه بعد أيام قليلة من نشر الجيش الإسرائيلي تقريره الخاص، الذي أقر فيه بعدد من الإخفاقات في توقع الهجوم ومنعه أو التعامل معه.
وبينما اعترف الشاباك أيضا بوجود فشل أمني، فقد وُجهت سهام النقد إلى المستوى السياسي بدرجة أكبر، مع انتقادات أقل حدة للمستوى العسكري.
مقالات ذات صلة انفجار مركبة في تل أبيب / شاهد 2025/03/09
الشاباك ينتقد سياسات الحكومة
حمل التقرير لوما جزئيا على الجيش مشددا على ضعف التنسيق الاستخباري بين الشاباك والجيش مما أدى لمنع اتخاذ خطوات استباقية ضد هجوم 7 أكتوبر.
ولكن الانتقاد الأكثر قوة في التقرير كان للمستوى السياسي، حيث أشار إلى أن عددا من سياسات الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها “الانتهاكات في المسجد الأقصى والتضييق على #الأسرى #الفلسطينيين، وسياسة الهدوء والسماح بتدفق الأموال القطرية إلى غزة إضافة إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلي” كانت عوامل رئيسية في تمكن حركة حماس من تعزيز قوتها العسكرية.
وقد اندلعت حرب كلامية واتهامات متبادلة بعد نشر تسريبات في الصحف الإسرائيلية حول وجود تحذيرات من رئيس الشاباك رونين بار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث كشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن جهاز الشاباك قاد رؤية لتصفية قادة حماس وعلى رأسهم يحيى السنوار وطرح مقترحا لذلك في 6 مناسبات على الأقل، ولكن #نتنياهو لم يصدق على ذلك.
ووفقا لصحيفة هآرتس، فقد دافع أنصار نتنياهو عنه من خلال سرد حجج مثل “لو أنه تم تنبيهه قبل ليلة من الهجوم، لكان أرسل الجيش كله إلى الميدان، ومنع ما حدث في #مستوطنات #غلاف_غزة، وقواعد الجيش الإسرائيلي”.
وتضيف الصحيفة أن “هذا الرد ليس مقنعا لأنه خلال الفترة التي سبقت الحرب، وحتى في الوقت الذي كان نتنياهو يقظا جدا، فإنه لم يطلب من الاستخبارات إعادة فحص تقديراتها، ولم يسألها: ماذا لو كنتم على خطأ، وكان السنوار يضللنا بتهدئة الميدان”.
عليك أيضا تحمل المسؤولية
أثارت التقارير الصادرة عن الجيش والشاباك الجدل أيضا حول مسؤولية رئيس الوزراء، إذ كان ملحوظا تحمل كل من رئيس الأركان المستقيل هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار للمسؤولية عن الإخفاقات بخصوص السابع من أكتوبر، فيما لم يصدر عن نتنياهو أي شكل من أشكال تحمل المسؤولية عن هذا الإخفاق.
وفي هذا السياق، قال هاليفي -في كلمة ألقاها أثناء مراسم تنحيه وتولي خلفه إيال زامير- إنه كان جزءا من الإخفاقات، وقال رونين بار في ملخص تحقيق الشاباك: “بصفتي رئيسا للجهاز، سأحمل هذا العبء الثقيل على كتفي لبقية حياتي”.
وفيما يلقي تحمل هاليفي وبار للمسؤولية ضغطا على نتنياهو لأخذ موقف مبدئي حول تحمل المسؤولية كونه صانع القرار الأول، فقد ذكر الكاتب ألوف بن في مقال له بصحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء لم يقدم روايته للجمهور واكتفى بالتنصل من المسؤولية عن الكارثة وتوجيه التهم للتابعين له، وظل يتلاعب بالرأي العام الإسرائيلي.
وكان مكتب رئيس الوزراء قد نفى التقارير التي قالت إن نتنياهو رفض توصية جهاز الشاباك بتصفية قادة حركة حماس قبل 7 أكتوبر.
ولم يصبر أنصار نتنياهو سوى دقائق بعد نشر تحقيق الشاباك حتى شن مقربون منه هجمة على الشاباك، معتبرين أن التحقيق لا يجيب عن الأسئلة الرئيسية بشأن الفشل الاستخباري الخطير وأن استنتاجات التحقيق لا تظهر حجم الإخفاق الذي مني به جهاز الشاباك.
وقد شملت الانتقادات رونين بار الذي تفيد تكهنات بأن نتنياهو يسعى لإقالته بعدما أزاله من طاقم المفاوضات هو ورئيس الموساد ديفيد برنيع.
ووفقا لصحف إسرائيلية فقد قال نتنياهو إن “الشاباك لم يقرأ الصورة الاستخبارية وكان أسير تصور معين”، محملا الشاباك الإخفاق الأمني.
وبعد نشر تقرير الشاباك، هاجم نتنياهو رونين بار مرة أخرى قائلا “إن تقديرات الشاباك قبل أيام قليلة من 7 أكتوبر كانت تركز على أن حماس معنية بالحفاظ على الهدوء ولن تفتح معركة” بل إن رونين بار أوصى بتقديم منافع مدنية لحماس مقابل شراء الهدوء وعدم الدخول في جولة قتال أخرى.
المطالبة بتحقيق أشمل
لم يتورع قادة المؤسسة العسكرية والأمنية عن الإشارة بشكل مباشر وغير مباشر إلى ضرورة تحديد المسؤوليات عبر لجان رسمية مستقلة، فتوازيا مع طلب هاليفي إنشاء لجنة تحقيق رسمية طالب رونين بار بوجود تحقيق أشمل للمساعدة في الفهم الحقيقي للأسباب التي حالت دون وقف هجوم 7 أكتوبر مع ضرورة أن يطال التحقيق دور العناصر الأمنية والسياسية في إسرائيل.
ومن جانب آخر، يعتقد بار أيضا وفقا لما ذكرته الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” أن هناك نظريات مؤامرة ضده وضد شعبة الاستخبارات العسكرية مفادها أن مسؤولين في الشاباك والاستخبارات العسكرية علموا باستعدادات حماس لهجوم 7 أكتوبر ولكنهم تجاهلوا الحديث عنها بسبب الإهمال أو خوفا من كشف مصادر مهمة.
ويرى بار أنه من أجل قطع الطريق على نظريات المؤامرة هذه، فلا بد من تشكيل لجنة تحقيق رسمية وأن عدم القيام بذلك يبقي الأرضية خصبة لانتشار ادعاءات كاذبة.
بار: لا بد من تشكيل لجنة تحقيق رسمية وعدم القيام بذلك يبقي الأرضية خصبة لانتشار ادعاءات كاذبة (رويترز)
من ناحية ثانية، تدور معركة أخرى حول تشكيل لجنة التحقيق الرسمية مع المستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف ميارا حول مبررات رفض نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق رسمية من خلال الادعاء بأنه “لا يمكن القول إن الحرب انتهت”.
كما انتقدت ميارا عدم تعميم نتنياهو موقف رئيس الشاباك على بقية الوزراء، مما جعله يرد بالقول إنه “موظف.. ما علاقته بهذه القضية؟ وهذا تناقض.. بأي صلاحية يعبر عن موقف دون أن يطالَب بذلك، ومن دون أن يكون هو مرتبطا به أصلا؟”.
وكانت الحكومة رفضت سابقا فكرة لجنة التحقيق التي طلبها بار وشهدت الجلسة حينها جدلا واتهامات متبادلة، حيث قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية في فبراير/شباط 2025 إن حكومة الاحتلال رفضت طلب رونين بار المشاركة في جلسة خاصة لمناقشة تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر، وتضمنت الجلسة حينها مناقشات حادة.
ووفقا للإذاعة، هاجم نتنياهو بار واصفا إياه بأنه موظف لا علاقة له بلجنة التحقيق الحكومية، كما هاجم وزير الاتصالات شلومو كرعي فكرة تشكيل لجنة تحقيق بناء على قرار قضاة المحكمة العليا قائلا إن “هناك حكومة منتخبة في إسرائيل، ولن تضع مصير التحقيق في أيدي شخص يجب التحقيق معه”.
ومن زواية أخرى، قالت المستشارة القضائية إن تشكيل لجنة تحقيق رسمية مرتبط بموقف تم تقديمه للمحكمة في لاهاي، وإن هذا أمر لا يمكن التراجع عنه. وقد سألها نتنياهو “من الذي صدق على ذلك؟”، أجابت بهراف ميارا “أنت يا سيدي”.
إقالة بار
قد تكون إقالة بار الخطوة المقبلة لنتنياهو، ولكن هذا سيكون موضع خلاف كبير، فوفقا لما ذكرته القناة الـ12، فإن بار صرح بأنه لا يخطط للتنحي عن منصبه حتى يتم إعادة جميع الرهائن وتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الإخفاقات المحيطة بهجوم حماس.
وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأن نتنياهو كان يبحث في تداعيات إقالة بار، وتكهنت بأن هذه الخطوة قد تحدث في غضون أسابيع.
وعلى غرار ما حصل في رئاسة الأركان، يبحث رئيس الوزراء عن شخص مقرب منه لإدارة الشاباك، ويعتقد وفقًا لما نشرته هيئة البث الإسرائيلية أن نائب رئيس الشاباك السابق الذي عيّنه نتنياهو في طاقم المفاوضات بدلا عن بار قد يكون مرشحه لإدارة الشاباك.
وقد يكون لدى رئيس الوزراء مرشحون من خارج الجهاز، وهذا من شأنه أن يشعل خشية من تسييس جهاز الشاباك الذي كان ينظر إليه على أنه مؤسسة مهنية ليست داخلة في الخلافات السياسية.
مواقف الرأي العام
وفي هذا السياق، أظهر استطلاع رأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية نشر يوم 5 مارس/آذار الجاري أن 60% من الإسرائيليين يؤيدون استقالة رئيس الحكومة نتنياهو، كذلك أعرب 64% عن تأييدهم لاستقالة رئيس الشاباك رونين بار.
بالإضافة إلى دعم كبير لإنشاء لجنة تحقيق مستقلة حول أحداث 7 أكتوبر، فقد دعم هذه الفكرة 75% من الإسرائيليين، كما أيد 42% إقالة المستشارة القضائية غالي بهراف ميارا، فيما عارض هذه الخطوة 41% من المستطلعة آراؤهم.
تشير هذه الحالة من الجدل والاتهامات بعد نشر جهات متخصصة لنتائج التحقيق أن تراجعا كبيرا في الثقة تجاه المؤسسات المسؤولة عن توفير الأمن في دولة الاحتلال على كافة المستويات، وهو ما يشكل خطرا داخليا.
وعليه، وفق ما نقله موقع “واينت” الإسرائيلي، فمن المتوقع أن تنضم هيئات أمنية إسرائيلية إلى موقف رئيس الشاباك، الذي يرى أن الطريقة الوحيدة لإعادة تعزيز ثقة الجمهور بالشاباك هي من خلال تشكيل لجنة تحقيق رسمية فقط، وليس لجنة تحقيق حكومية لن تحظى بثقة الجمهور.
فيما سيبقى تعنت نتنياهو حجر عثرة أمام إنشاء هذه اللجنة التي يخشى أن تشكل نتائجها ضربة قاضية لمستقبله السياسي.