العدو الصهيوني يعترف: أحلك يوم في تاريخنا.. الخسارة ثقيلة والكارثة لا توصف وما حدث هو أسوأ هجوم وسائل إعلام صهيونية تؤكد أن الرقم المعلن لعدد القتلى ما زال بعيداً جداً عن الأعداد الحقيقة وتقول أنّ أعداد القتلى كبيرة المقاومة تواصل تعزيز قواتها داخل المستوطنات وتدك مدن الكيان بالصواريخ وسط إرباك صهيوني عدد قتلى الصهاينة يجتاز الرقم 700 وأكثر من 2500 جريح معظمهم في حالات حرجة الصحف الصهيونية: ما حدث مرعباً ومهيناً وحكومة نتنياهو تسببت في أكبر كارثة يتعرض لها الصهاينة

الثورة/ فلسطين
بعد مضيّ أكثر من ثلاثين ساعة من بدء عملية «طوفان الأقصى»، ما يزال أبطال المقاومة الفلسطينية يخوضون معارك شرسة في المستوطنات والمدن المحتلة شرق قطاع غزة، وسط عجز تام لقوات العدو الصهيوني في التقدم نحو هذه المناطق، ومن ضمنها «كفار غزة» و«بئيري» «وسديروت» و«زكيم» و«رعيم» و«صوفا»، وسط تهديد جيش العدو، بـ«تصعيد الغارات ضد قادة (حماس) في الساعات المقبلة».


وأعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أنّها تمكنت فجر أمس من تعزيز المجاهدين من خلال إدخال مجموعات قتالية جديدة، وإيصال الامدادات اللوجستية إلى المقاتلين، بعدما أفادت، في وقت سابق، بأنّ مفارز المدفعية تُسند «مقاتلينا بالقذائف الصاروخية في (أوفاكيم) و(سديروت) و(ياد مردخاي) وغيرها».
وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لجركة «الجهاد» أن قواتها أجهزت على 3 جنود صهاينة كانوا يتحصنون داخل غرفة خرسانية في محيط موقع كيسوفيم العسكري، فيما قتلت 15 جنديا صهيونيا في موقع آخر.
إلى ذلك اعترف العدو الصهيوني بأن عدد القتلى من الجنود والمستوطنين وصل إلى أكثر من من 700 قتيل، والجرحى إلى 2200، بينهم مئات الحالات في خطر شديد، فيما أقرت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ عدد القتلى المعلن بعيد جداً عن الأعداد الحقيقة لما جرى في «غلاف غزة»، مؤكدة أنّ أعداد القتلى الصهاينة أكبر من ذلك بكثير.
ولفت الإعلام الصهيوني إلى أن جيش الصهاينة لا يقول الحقيقة عما يجري حالياً في بلدات «غلاف غزة»، مضيفاً أنّ «عمليات الإنقاذ تجري بصورة بطيئة جداً، والقوات الخاصة في غلاف غزة تلقت خسائر قاسية»، بينما تحدثت وزارة الصحة لدى العدو عن نقل 2159 جريحاً إلى المستشفيات، بينهم عشرات الحالات ميؤوس منها، و338 في حالة حرجة والبقية بحالة متوسطة».
وأشارت مصادر إلى حصيلة القتلى في صفوف جنود العدو الصهيوني وشرطته تسجل ارتفاعاً متواصلاً، مضيفة أنّ حصيلة القتلى ليست نهائية، لأنه ثمة جثث لم تصل بعد إلى المستشفيات إضافة إلى أن استمرار القتال يسقط فيه عشرات الصهاينة، وأشارت إلى أنّه حتى الآن لا يزال هناك 230 مفقوداً صهيونياً في أعقاب هجوم غزة.
فيما استمرت المقاومة الفلسطينية في استهداف مستوطنات الاحتلال، حيث استهدفت «سرايا القدس» و»كتائب القسام» في عملية مشتركة برشقات مكثفة تجمعاً لآليات ومدافع الهاوتزر التابعة للاحتلال الإسرائيلي في مستوطنة ياد مردخاي، وأكد الإعلام الحربي في «سرايا القدس» أنّ مقاتلي قوات النخبة برفقة إخوانهم في كتائب القسام يواصلون اشتباكات متواصلة منذ أكثر من 30 ساعة في عدّة محاور ضمن ما يسمى «مستوطنات غلاف غزة».
وأصدرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، البلاغ العسكري رقم 6، والذي كشفت فيه عن مشاركة سلاح الجو التابع لها بـ 35 مسيرةٍ انتحاريةٍ من طراز «الزواري» في جميع محاور القتال، وشاركت المسيّرات في التمهيد الناري لعبور المقاومين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي وقت سابق، أعلن الناطق العسكري باسم «القسّام»، أبو عبيدة، أنّ المجاهدين يواصلون الاشتباكات والقتال على عدة محاور، «مثخنين في صفوف العدو».
وأعلن الإعلام الإسرائيلي، أنّ من بين قتلى الصهاينة قائد الوحدة متعددة الأبعاد في «جيش العدو» العقيد روعي ليفي، وتم التعرف على 44 جندياً إسرائيلياً و30 مسؤولاً أمنياً بين القتلى، كما تحدث الإعلام الإسرائيلي في وقت سابق أنّ من بين القتلى في صفوف جيشه في غلاف غزة قائد كتيبة الاتصالات، ونائب قائد وحدة ماجلان، وقائد سرية، وقائد فصيل في قيادة الجبهة الداخلية، وقائد كتيبة الحوسبة 481، وقائد طاقم في وحدة دوفدوفان، كما اعترف العدو بمقتل قائد لواء «ناحال» (أحد ألوية النخبة الإسرائيلية)، يهونتان شتاينبرغ، خلال اشتباك مع أحد المقاومين الفلسطينيين قرب كرم أبو سالم.
وعلى المقلب الإسرائيلي، أعلن العدو الصهيوني، أنّه يحاول إنقاذ مستوطنيه من الاشتباكات الدائرة في (كيبوتس كفار عزة) في (غلاف غزة)»، معلنا إخلاء 25 مستوطنة وكيبوتس في منطقة غلاف غزة».
وفي السياق نفسه، قال إعلام صهيوني: إنه وبالرغم من مرور ساعات طويلة على هذه المعركة، هناك مسلحين ومعارك حقيقة تجري في غلاف غزة، وتزامنا مع ذلك يستمر العدو الصهيوني في إحصاء عدد القتلى، وقد اعترف يوم أمس بأن الرقم وصل إلى 700، إضافة إلى أكثر من 2156 إصابة، لكن وسائل إعلام صهيونية قالت إن العدد أكبر من ذلك بكثير.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إحصائية الشهداء والإصابات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع صباح يوم أمس الأول، مشيرةً إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 370 مواطناً، وإصابة 2200 مواطن بجروح مختلفة، من بينهم أطفال.
يأتي هذا بعدما عاد العدو الصهيوني، إلى سياسة قصف الأبراج السكنية الآمنة، في محاولة لثني المقاومة الفلسطينية وإجبارها على إنهاء المعركة التي تسببت له بخسائر مادية وبشرية ومعنوية غير مسبوقة، مستهدفةً حتى الآن نحو 10 أبراج سكنية مأهولة بالمواطنين الآمنين، كما استهدفت أيضاً منازل عدة، والمقرات الرسمية التابعة للحكومة الفلسطينية. وتعقيباً على قصف الأبراج، أطلقت المقاومة الفلسطينية مئات الصواريخ على المدن المحتلة. كذلك، دمرت طائرات العدو منزلاً مأهول، وأوقعت عدداً من الشهداء في «بيت حانون» شمالي القطاع.
إلى ذلك وصف الصهاينة ما حدث بأنه أسوأ هجوم تعرض له الكيان، وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «عدد الأسرى إلى غزة هو كبير جدا، من جنود العدو والمستوطنين، وقالت إن المقاومة الفلسطينية تواصل عمليات الأسر، وقال إن الحدود سائبة، وتساءل «أين القيادة الإسرائيلية؟ أين المنهمكون طوال اليوم بتحريضٍ متبادل.. هذا كبير عليهم».
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت بكثافة عبر وسائل التواصل عشرات الأسرى الإسرائيليين من جنود ومجندات ومستوطنين، كما أظهرت مقاطع أسر عدة جنود إسرائيليين ومجندات إسرائيليات أحياء، كما ظهرت مشاهد لأسيرات إسرائيليات داخل البيوت في قطاع غزة، فيما تحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن تقارير عن احتجاز 50 رهينة في «كيبوتس بئيري» في غلاف غزة.
وفي موازاة الميدان المشتعل داخل المستوطنات، أكّد عاميت سيغل، المعلق السياسي في القناة 12 الإسرائيلية، أنّ «حجم الفشل الذي رأيناه هنا ليس فقط في المفاجأة من منظمة فلسطينية.. بل أن هذا السيناريو تمّ التدرب عليه على مدى سنوات، ليس فقط من قبل الجيش بل الشرطة وكلّ أجهزة الطوارئ لمواجهة هذا السيناريو، ومع ذلك تفاجأنا».
فيما أشارت مصادر إلى أن قادة الكيان الصهيوني يختبئون تحت الملاجئ، بينما الذعر والإرباك هو سيد الموقف خلال الساعات الماضية.
صحف إسرائيلية عن الطوفان: صدمة، فشل، وكابوس
ركزت الصحف الصهيونية يوم أمس اهتمامها على تحليل خلفيات الهجوم المباغت الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيوني صباح أمس السبت، وشبهت الصحف العبرية الهجوم بانطلاق حرب 6 أكتوبر عام 1973، حين شنت مصر وسوريا هجومين متزامنين مفاجئين على إسرائيل.
صحيفة هآرتس التي نشرت مقالاً بعنوان «7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل»، كتبه الدبلوماسي والكاتب الصهيوني ألون بينكاس، واعتبر الكاتب الهجوم بمثابة كارثة مروعة، إذ فشلت كيان العدو ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو وجيش الصهاينة بشكل مذهل في حماية مواطنيها، على حد تعبيره.
وكتب يقول: «لا يمكنك المبالغة في تقدير حجم وقوة موجات الصدمة المدوية لهجوم يوم السبت، هذا هو يوم الغفران عام 1973 مرة أخرى، ما حدث كان مرعبا ومهينا بقدر ما كان مميتاً».
ومن الصحيفة ذاتها نطالع مقالاً بعنوان «السيناريو الكابوس: انتصار حماس فشل إسرائيلي على نطاق هائل»، كتبه أموس هاريل، ويعترف عن فشل استخباراتي صهيوني، ويصف الهجوم بالصادم، وأبدى الكاتب اعترافه بفشل الكيان الصهيوني وخشيته من انفجار جبهات عديدة من لبنان والضفة الغربية.
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت جاء مقال «فشل ذريع لإسرائيل حين تسلل مسلحو حماس وأخذوها على حين غرة»، كتبه ديفيد هوروفيتز، واصفاً طوفان الأقصى بحرب أكتوبر، وجاء مقال آخر يتحدث عن المباغتة «، بعنوان «حماس باغتت إسرائيل» كتبه يوسي يوشوع.
وفي مقال نشر في صحيفة جيروزاليم بوست بعنوان «هذه هي أحداث 11 سبتمبر الإسرائيلية»، كتبه أفي ماير، اعتبر الكاتب أن أحداث السبت تمثل أكبر فشل عسكري واستخباراتي للصهاينة منذ نصف قرن – إن لم يكن خلال 75 عاماً من تأسيسها.
وقال: إن النطاق الكامل للكارثة غير معروف حتى الآن، ولكن هناك شيء واحد واضح: أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 – وهو أحد أحلك الأيام في تاريخ الصهاينة – سوف تغير كل شيء»، وختم: «هذا هو 11 سبتمبر في إسرائيل. لن يعود أي شيء كما كان».

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

استشهاد القائد محمد الضيف.. تتويجٌ لتضحيات المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها

يمانيون../
أتى إعلانُ خبر استشهاد القائد محمد الضيف وثلة من زملائه الأبطال، تتويجاً للانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية “حماس” بعد وقف العدوان الصهيوني على غزة بعد أكثر من 15 شهرًا قدمت خلالها المقاومة الفلسطينية دروساً كبيرة في الصمود الأُسطوري والتضحية والفداء رغم ضراوة المعركة التي خاضتها الفصائل طيلة أَيَّـام معركة طوفان الأقصى ضد الكيان الصهيوني.

وتعليقًا على استشهاد القائد الكبير محمد الضيف، يقول الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي: إن هذا الإعلان عن استشهاد القادة وفي طليعتهم الشهيد والمجاهد الضيف جاء في توقيت حقّق المناضلون الفلسطينيون تحرير عدد كبير من القادة الأسرى في سجون الاحتلال، مُشيرًا إلى أن تحرير هذا العدد الكبير سواء الدفعة الأولى أَو الثانية وبينهم قادة أَو ممن حكم عليهم بالمؤبد، وبعضهم ممن قضى في سجون الاحتلال أكثر من 40 سنة، يعتبر انتصارًا كَبيرًا للمقاومة، وإضافة جديدة ونوعية لها ولكوادرها.

القدرة على الاستمرار:

ويؤكّـد، أن كُـلّ ذلك جرى في نفس اللحظة التي تم فيها الإعلان عن استشهاد هؤلاء القادة الذي يمثل فقدانهم خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني والأمة العربية المجاهدة، لافتًا إلى أن استشهادهم أكّـد ثبات البنيان القيادي للحركة، وأنهم بنوا بالفعل حركة مقاومة قادرة على الاستمرار بعد أن يستشهد القادة، مُضيفًا “وهذا يدل على أنهم قادة من طراز ثقيل، يشاركون في المعارك بأنفسهم”.

ويرى أن ما يجري هو مآثر كبيرة للشعب الفلسطيني، وهذا ليس بغريب على هذا الشعب، فكل تاريخه مليء بالشهداء العظماء من كُـلّ القوى والفصائل، ومليء بالتضحيات التي تصنع طريق النصر وحرية الشعب الفلسطيني.

ويجدد التأكيد على استمرار النضال ليس فقط؛ مِن أجلِ تحويل وقف إطلاق النار إلى وقف للحرب والعدوان بشكل كامل على قطاع غزة، بل لوقف الحرب على الضفة الغربية وإفشال أخطر مؤامرتين نتعرض لهما والمتمثلتين في: مؤامرة التطهير العرقي والضم والتهويد التي يسعى إليها الكيان الصهيوني.

ويضيف أن المشهد على الأرض يؤكّـد فشل العدوان على غزة فالشعب الفلسطيني لم ينكسر رغم تضحيات الشهداء ورغم ما تعرض له من عدوان صهيوني وإبادة جماعية، مشيرًا إلى أن “مشهد الافتخار المتمثل بعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين في رسالة قوية للعدو بأن لا يحلم العدوُّ بمسألة التطهير العِرقي للشعب الفلسطيني، وألا يحلم بتحقيق أيٍّ من أهدافه”.

ويزيد وهي أَيْـضًا رسالة إلى الرئيس الأمريكي ترامب الذي تجرأ وخرج يدعو إلى تطهير عرقي لسكان قطاع غزة، ويدعو إلى ترحيل الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن، والرسالة هي أن الشعبَ الفلسطيني متمسكٌ بأرضه ووطنه، واصفًا هذا المشهد العظيم لعودة الفلسطينيين إلى قطاع غزة بالعودة الصغرى وبانتظار العودة الكبرى.

عدوان كبير وفشل ذريع:

ويشعر العدوّ الصهيوني بالفشل الكبير بعد معركة شرسة وجرائم تطهير عرقي لسكان قطاع غزة طوال فترة معركة طوفان الأقصى قبل أن يرغم على توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار منذ 15 يومًا، بعد ارتكاب العدوّ كُـلّ أشكال الجرائم وأقبحها، وتدمير البنى التحتية في الصحة والتعليم بالإضافة إلى المباني ومساكن المواطنين الذي عادوا إليها رغم أن أغلبَها سويت بالأرض.

ورغم حجم الدمار الذي قالت عنه بعض التقارير الدولية: إن إعادةَ الإعمار في غزة يحتاج إلى أكثر من 14 عاماً حتى تعود الحياة وغزة كما كانت قبل العدوان الإسرائيلي، الذي لم ينجحِ العدوُّ في تحقيق أيٍّ من أهدافه، فقد فشل التطهير العرقي للشعب الفلسطيني وتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأدن، فضلًا عن فشلِ الهدف الرئيسي للعدو الصهيوني المتمثل في القضاء على حركة حماس.

العدوّ الصهيوني دمّـر شمال غزة وشرع في إبادة سكّانه، وحرص جنوده على ألا يتركوا في أرضه جدارًا قائمًا أَو حجرًا على حجر، وأراد العدوّ الصهيوني ألا يجد الفلسطينيون سبباً للعودة، فقد أرادها نكبة ثانية تعيد سيرة النكبة الأولى، ودعمها العالم تآمراً أَو صمتاً، وحين أجبرتها المقاومة الفلسطينية على الرضوخ، صمّم المفاوض الصهيوني على أن يعود الناس فرادى سيراً على أقدامهم، وأراد الفلسطينيون عودةً أولى تلهم العودة الكبرى، وتحقّق لهم ما أرادوا.

انتصار المقاومة:

على ذات المنوال كُـلّ الفصائل الفلسطينية المقاومة وفي طليعتهم حركة حماس تؤكّـد الاستمرار في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومواصلة السير على نهج قادتهم الشهداء حتى النصر وتحرير الأرض من المحتلّ، كما جاء على لسان أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، خلال إعلانه خبر استشهاد محمد الضيف عقب الهدنة واتّفاق وقف إطلاق النار مع العدوّ الصهيوني بعد أشهر من جولات المفاوضات التي تواصلت أحيانًا وانتكست أحيانًا أُخرى، ليتم الإعلان يوم 12 يناير الماضي عن التوصل لاتّفاق نهائي وعرض بنوده الرئيسية في مؤتمر صحفي بالدوحة.

وشمل الاتّفاق بنوداً عدة يتم تحقيقها على 3 مراحل، مدة كُـلّ منها 42 يومًا، ويأتي في مقدمة هذه البنود وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بعد ثلاثة أَيَّـام من توقيع الاتّفاق، أي يوم 16 يناير من نفس الشهر، وإفراج الكيان الصهيوني عن نحو ألفي أسير بينهم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد، ونحو ألف من المعتقلين بعد 7 أُكتوبر 2023.

وتعددت القراءات التي ناقشت تفاصيل البنود التي شملها الاتّفاقُ عبر مراحله الثلاث، خَاصَّة النتائج السياسية المترتبة على هذا الاتّفاق وما يتعلق باليوم التالي في حكم غزة، وكذلك مدى تحقيق الأهداف التي أعلنها الجيش الإسرائيلي في اليوم الأول من هذه الحرب.

فالباحِثُ الصهيوني المختص في ما يسميه “شؤون الشرق الأوسط” باروخ يديد، قال في منشور له على صفحته على منصة “إكس”: إنَّ “الخط الدعائي الذي تقوده حماس الآن، وفي اليوم التالي للحرب لتثبيت انتصارها -حتى لو كان ظاهريًّا- يرتكز على الإخفاقات الاستراتيجية الخمسة التي مُنيت بها “إسرائيل”، وهي (فشل تدمير البنى التحتية لحماس، فشل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة بالعمل العسكري والرضوخ لمطالب المقاومة، فشل تهجير سكان قطاع غزة إلى خارجه، الفشل العسكري في القضاء على حماس أَو خلخلة أركانها على أقل تقدير)“، وقد ظهرت حماس منتصرة من خلال المشاهد التي رافقت عمليات إطلاق الأسرى الصهاينة، حَيثُ تؤكّـد تلك المشاهد أن القسام تحتفظ بجزء كبير جِـدًّا من قواتها، ما يجعل “إسرائيل” أمام حرب استنزاف طويلة قد لا تقدر على الصمود أمامها.

النظرة العامة السابقة يذهب إليها أَيْـضًا الباحث في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية عبد الله العقرباوي، إذ يرى أن الأعمدة الأَسَاسية للاتّفاق، وهي: انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإنهاء القتال، وإيقاف الحرب، وعودة النازحين وضمان إغاثتهم، وصفقة التبادل، تمثل مطالب المقاومة الفلسطينية العملية التي سبق أن أعلنتها حماس منذ نوفمبر 2023.

ويضيف خلال تصريح تلفزيوني له “أن من أهم المزايا في هذا الاتّفاق المعلن أنه يمثل “حزمة واحدة” لكن يتم تطبيقها على 3 مراحل، وهذا ما أصرت عليه حركة حماس، في حين كان يريد المفاوض الإسرائيلي أن يفاوض في كُـلّ مرحلة بمعزل عن الأُخرى”.

في المجمل يتقف كُـلّ الباحثين والمختصين ومنهم قادة صهاينة أن الاتّفاقَ هزيمةٌ كبيرةٌ لكيان العدوّ الصهيوني، لا سِـيَّـما وأن المقاومة كانت مصممة على التحقّق من كُـلّ تفاصيل بنود الاتّفاق، بالإضافة إلى أنها ما تزال حاضرة وبقوة في مواجهة الكيان الصهيوني، منذ 7 أُكتوبر، بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي راح ضحيته نحو 47 ألف شهيد وأكثر من 110 آلاف إصابة، فضلاً عن عدد غير معلوم من المفقودين تحت ركام منازلهم، حسب آخر البيانات لوزارة الصحة في غزة.

مؤكّـدين أن فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها “حماس” أثبتت للعالم أن لديها قادة يقاتلون في الصفوف الأولى من خلال المواجهة مع العدوّ مقدمين أنفسهم شهداء في سيبل الله وفي سبيل النصر وتطهير الأرض من المحتلّ، وأنها تمتلك تماسكاً تنظيميًّا أذهل الجميع، في المقابل وقف العدوّ الصهيوني وعلى مدى 472 يومًا عاجزاً عن تحقيق أهم المطالب المعلنة التي سعى لها منذ بدء العدوان الصهيوني على فلسطين، ويأتي في مقدمتها عدم تمكّنها من إحداث تغيير جغرافي أَو ديمغرافي في قطاع غزة عبر تهجير سكانه.

المسيرة: محمد الكامل

مقالات مشابهة

  • اللجنة الإشرافية لمؤتمر الجامعات اليمنية تقدم العزاء في استشهاد القائد الضيف ورفاقه
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة العدو الصهيوني
  • العدو يعترف: 370 هجوماً يمنياً في الأراضي المحتلة و400 عملية بحرية ضد الكيان
  • الكيان الصهيوني يعلن انسحابه رسميًا من مجلس حقوق الإنسان
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • قيادي بحماس: العدوان الصهيوني على الضفة لن يوقف ضربات المقاومة الفلسطينية
  • استشهاد القائد محمد الضيف.. تتويجٌ لتضحيات المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الكيان الصهيوني
  • خلال العام الجاري 2025م.. العدو الصهيوني يواصل انتهاكاته في القدس المحتلة
  • بحماية قوات العدو.. قطعان المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك