إيران تؤكد: واشنطن لم يعد باستطاعتها إنقاذ إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، إن ما وصفه زمن غطرسة إسرائيل انتهى.
وصرح سلامي "اليوم بأنه لم يعد بإمكان إسرائیل أن تعربد كما في السابق وانتهى زمن غطرستها".
وتابع قائلا: "انتهى زمن الاحتلال والاعتداء والفلسطينيون ادخلوا الرعب في قلوب الصهاينة وباتوا يلاحقونهم ويأسرونهم ويدافعون عن حقوقهم بكل فخر واعتزاز".
وأردف قائد الحرس الثوري الإيراني بالقول: "إسرائيل الجديدة باتت ذليلة وضعيفة وهي نحو الزوال وحتى الأمريكان لم يعد باستطاعتهم تقديم شيء لها وإنقاذها".
وأطلقت "حماس" فجر السبت، عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
واعترفت القوات الإسرائيلية والشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية بسقوط قتلى في صفوفهم بالإضافة إلى وقوع أسرى إسرائيليين وأجانب بيد حماس دون تحديد عددهم.
وفي المقابل أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ردا على "طوفان الأقصى" وشن غارات على قطاع غزة.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
هل ينفذ ترامب تهديداته بقصف إيران؟ محللون يجيبون
صب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مزيدا من الزيت على المشهد الإقليمي الساخن بعد تحذيره إيران من "قصف لا مثيل له" إذا لم تتوصل مع بلاده إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، مما يثير تساؤلات بشأن ما يخبئه قادم الأيام.
ووفق الباحث المتخصص بالدراسات الأميركية علي أكبر داريني، فإن سياسة إيران الحالية منفتحة على المسار الدبلوماسي، لكنها ترفض الانصياع للإملاءات، وترفض التفاوض تحت سقف التهديدات.
وقال داريني -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- إن تهديدات ترامب لإيران لن تجدي نفعا، مشيرا إلى أن إيران رمت الكرة في ملعب الأميركيين بشأن المفاوضات، وأبانت عن مدينتها الصاروخية تحت الأرض.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في مقابلة هاتفية مع شبكة "إن بي سي"- إيران، بـ"قصف لا مثيل له"، وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.
وأعرب داريني عن قناعته بأن إيران لديها القدرة على صنع القنبلة النووية "إذا اتخذت القرار السياسي"، مستهجنا ما يثار بأن إيران حاليا ضعيفة، وذهب إلى أبعد من ذلك واعتبرها "أقوى بكثير مما كانت عليه".
وبينما أقر أن حلفاء إيران في المنطقة تعرضوا لخسائر، قال إن تبادل الضربات الأخيرة بين إسرائيل وإيران "لم يكن حربا مفتوحة، وإنما ضمن إستراتيجية إيرانية لكي لا تصل إلى حرب مفتوحة لا تسعى لها".
إعلانوخلص إلى أن إيران تعتمد على نفسها وتلعب وفق قواعدها، في حين لدى الولايات المتحدة سوء حسابات، مشيرا إلى أن غرض إيران من إجراء مباحثات غير مباشرة "تقييم واشنطن إذا (كانت) جادة بالانخراط في مفاوضات جادة".
وفي هذا الإطار، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده رفضت عقد مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة ردا على رسالة من نظيره الأميركي، بشأن برنامج إيران النووي.
وشدد بزشكيان على أن إيران "لم تكن يوما رافضة للتفاوض، بل إن عدم الوفاء بالعهود هو الذي تسبب في المشاكل، مما يستوجب تصحيح المسار وإعادة بناء الثقة"، مضيفا أن "طريقة تعامل الأميركيين هي التي ستحدد إمكانية استمرار المفاوضات".
"خطوط حمراء"بدوره، اعتبر المحلل الإستراتيجي بالحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو تصريحات ترامب ليست تهديدات، وإنما هي خطوط حمراء "ترفض استحواذ طهران على السلاح النووي".
ووفق فرانكو، فإن إرسال حاملات طائرات أميركية وقاذفات إستراتيجية للمنطقة خطوة لـ"تفادي أي نزاع في حال اتخذت خطوات جدية لمنع امتلاك إيران سلاحا نوويا".
وأرجع انفتاح إيران في التفاوض مع واشنطن إلى أن موقفها في المنطقة بات أضعف، محذرا من اتخاذ الولايات المتحدة خطوات عسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لأنه "إذا لم تخاطر واشنطن عسكريا حاليا ستواجه قنبلة نووية لاحقا".
وقال المحلل الإستراتيجي بالحزب الجمهوري "إذا قصفت قاعدة دييغو غارسيا في قلب المحيط الهندي فإننا سنشهد حربا مفتوحة وستكسبها الولايات المتحدة"، معربا عن قناعته بأن قدرات إسرائيل لا تستطيع القضاء على منشآت إيران النووية.
وبينما أكد رغبة واشنطن بالتوصل لاتفاق جديد يفكك المشروع النووي لإيران، قال فرانكو إن بلاده تدرك سياسة طهران القائمة على التأجيل والتسويف "لذلك ترفض عرضها لإجراء مباحثات غير مباشرة"، مع إقراره بأن المعروض على إيران هو بقاء نظامها.
إعلانوكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أوضح أن طهران أرسلت من خلال سلطنة عُمان ردها الرسمي "بالشكل المناسب" على رسالة ترامب، مشددا على أن سياسة إيران "لا تزال قائمة على عدم التفاوض المباشر في ظل الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية".
وأبدى فرانكو ثقته في قدرات واشنطن بالقضاء على القدرات الإيرانية بما فيها مدنها الصاروخية تحت الأرض، مرجحا أن تضغط واشنطن عسكريا بشكل أكبر على الحوثيين في اليمن بالفترة المقبلة.
خطط إسرائيل
من جانبه، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إن نتنياهو يفضل الخيار العسكري لحل ملف إيران النووي، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتقد أن لديها الإمكانية لتنفيذ الخيار العسكري ضد إيران، "وإن كانت تفضل أن تقوم الولايات المتحدة بالمهمة".
وحسب مصطفى، فإن واشنطن تريد ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، في حين تريد إسرائيل ضربة عسكرية لإيران لا تقتصر على مشروعها النووي فحسب، بل القضاء على القدرات الصاروخية الإيرانية والنفوذ الإيراني الإقليمي.
وأرجع ذلك إلى أن إسرائيل تعتقد أنها جاهزة عسكريا لتنفيذ خططها أكثر من أي وقت، إلى جانب أن البيئة الإقليمية تتيح لها فعل ذلك.
وأعرب عن قناعته بأن" إسرائيل تعوّل على منظومات أميركا الدفاعية، وتعتقد أنها ستنقذها في أي مواجهة مع إيران".
وشدد على أن إسرائيل لا تريد أي اتفاق أميركي مع إيران، إذ تعتبرها عائقا أمام تغيير الشرق الأوسط، وتحاول إقناع ترامب بأن لا بديل عن الخيار العسكري للقضاء على القدرات الإيرانية سياسيا وعسكريا ونوويا.