"أُسس دولة إسرائيل أصبحت موضع تساؤل: جيشها وأجهزة استخباراتها وحكومتها وقدرتها على السيطرة على ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في وسطها".

ذلك ما خلص إليه روجر كوهين، في تحليل بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times) ترجمه "الخليج الجديد"، موضحا أن "إسرائيل أصيبت بصدمة نفسية شديدة؛ إثر (الهجوم) الأكثر شمولا على الأراضي الإسرائيلية منذ عقود، والذي نفذته قوة من حركة حماس".

وبرا وجوا وبحرا، أطلقت "حماس" من قطاع غزة فجر السبت عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل.

وبتلك العملية، ترد "حماس" على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

وقال يوفال شاني، أستاذ القانون الدولي في الجامعة العبرية بالقدس: "اهتز الإسرائيليون حتى النخاع.. يوجد غضب من حماس، ولكن أيضا من القيادة السياسية والعسكرية التي سمحت بحدوث ذلك".

شاني أردف: "كان من المتوقع من دولة بهذه القوة (إسرائيل) أن تمنع مثل هذه الأمور، ولكن بعد مرور 75 عاما على إنشاء إسرائيل، فشلت الحكومة في الاضطلاع بمسؤوليتها الرئيسية، وهي حماية حياة مواطنيها".

وحتى مساء الأحد، قُتل ما لا يقل عن 700 شخص وأصيب نحو 2200 آخرين في إسرائيل، بحسب القناة "12" العبرية (خاصة)، فيما استشهد 413 فلسطينيا، بينهم 78 طفلا و41 سيدة، وأصيب 2300، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

خيارات "إسرائيل" صعبة أمام "طوفان الأقصى" .. ماذا يعني؟

غضب وعدم تصديق

و"كما حدث مع اندلاع حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 التي انتصرت فيها مصر وسوريا على إسرائيل)، اختلط (في إسرائيل) عدم التصديق بالغضب إزاء الفشل الاستخباري الهائل"، وفقا لكوهين.

وأوضح أنه "في 1973، كان الافتراض هو أن قوات قوات سوريا ومصر استُنفدت، بعد النصر الخاطف الذي حققته إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967".

ورأى أنه "من المؤكد أن حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين) نتنياهو اليمينية تبدو وكأنها تعيش في حفرة عميقة، وتواجه قرارات مؤلمة بشأن مدى شمول الانتقام الإسرائيلي في غزة، التي تسيطر عليها حماس".

كوهين قال إنه "لسنوات عديدة، تزايد الافتراض داخل إسرائيل بأن القضية الفلسطينية أصبحت بلا قضية، وأن سياسة المماطلة التكتيكية، مع تزايد حجم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (المحتلة)، من شأنها أن تضمن عدم قيام أي دولة فلسطينية".

واستدرك: "ولكن كل هذا لم يتمكن من إخفاء المشكلة الكبيرة، وهي الغضب الفلسطيني المتزايد إزاء الإذلال والتهميش الذي أدى بالفعل إلى تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية العام الجاري".

وشدد على أن إسرائيل "احتضنت سفك الدماء عبر إضفاء الطابع المؤسسي على التقدم المطرد للسيطرة على أكثر من 2.6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقبضة الإسرائيلية الخانقة على قطاع غزة المحاصر (إسرائيليا منذ عام 2006)، حيث يعيش نحو 2.1 مليون فلسطيني آخرين".

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: هجوم حماس يحمل أصداء مخيفة لحرب 1973.. والارتباك يسود إسرائيل

خطر وجودي

ديانا بوتو، وهي محامية فلسطينية تعيش في حيفا، قالت إنه "إذا كان هناك درس واحد مما يحدث، فهو ليس أن هذا كان فشلا أمنيا، بل كان فشلا من جانب العالم في معالجة الصراع.. كل يوم نستيقظ على العنف، ونمارس العنف ضد الفلسطينيين".

وأضافت أن الفلسطينيين داخل إسرائيل (الأراضي المحتلة عام 1948)، والذين يشكلون أكثر من 20% من السكان، اندهشوا مما حدث وشعروا بالقلق بشأن المستقبل، ولكن يوجد أيضا شعور بالفخر ممزوج بالانزعاج والقلق.

وقالت ريم يونس، سيدة أعمال فلسطينية تعمل في مجال التكنولوجيا الفائقة في مجال علم الأعصاب بمدينة الناصرة: "نحن ممزقون. ولا نعرف الآن ما يمكن توقعه ونشعر بالخوف".

وقبل سنوات، حذر مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) بين 1996 و1998، داني ياتوم، من أنه "إذا واصلنا حكم المناطق (الفلسطينية المحتلة)، فسيشكل ذلك خطرا وجوديا على إسرائيل".

لكن "نتنياهو لم يرغب قط في الاستماع إلى مثل هذه التحذيرات أو الدخول في محادثات جادة لإحلال السلام على أساس الدولتين"، كما ختم كوهين.

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار الاستيطان في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية.

اقرأ أيضاً

الصدمة تتواصل.. مشادات في اجتماع الحكومة الإسرائيلية بسبب الفشل الاستخباراتي

المصدر | روجر كوهين/ ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين حماس إسرائيل جيش استخبارات طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

اقتحم عشرات المستوطنين اليوم، المسجد الأقصى، بمدينة القدس المحتلة، من جهة باب المغاربة، وقاموا بجولات استفزازية، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي فرضت إجراءات عسكرية مشددة، عرقلت وصول الزوار والمصلين لباحات المسجد الأقصى.

وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين، وقوات الاحتلال في بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، وسط إطلاق نار وقنابل غاز كثيف تجاه الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • قيادي في حماس: التحية لليمن وأنصار الله لما قدموه في معركة طوفان الأقصى
  • حماس: طوفان الأقصى أسقط هيبة الاحتلال وجيشه
  • الحية : الشعب والفصائل حققوا أهداف معركة طوفان الأقصى
  • خليل الحية: طوفان الأقصى تثبت أن هزيمة الكيان ممكنة
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • القيادي في حماس إسماعيل رضوان: التحية إلى اليمن وأنصار الله لما قدموه في معركة طوفان الأقصى
  • حزب الله: نتقدم من حماس بأحرّ التعازي باستشهاد الضيف ورفاقه
  • القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضاء المجلس العسكري في معركة طوفان الأقصى
  • الإعلان عن مقتل مجموعة قادة فلسطينيين خلال معركة «طوفان الأقصى»