الجو جيتسو.. «عودة أبطال الذهب»
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
عادت بعثة منتخب الجو جيتسو إلى أرض الوطن، بعد المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة التي أُقيمت في مدينة هانجتشو الصينية من 23 سبتمبر إلى 8 أكتوبر، وحصولها على 10 ميداليات بواقع 4 ذهبيات و3 فضيات و3 ميداليات برونزية.
وكان في مقدمة مستقبلي البعثة لدى عودتها إلى الدولة عبر مطار دبي الدولي، يوسف عبدالله البطران عضو مجلس إدارة اتحاد الجو جيتسو، وفارس المطوع الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية، وناصر التميمي الأمين العام لاتحاد الجودو، وأمين صندوق الاتحاد الدولي للجودو، والعقيد الدكتور سعود الجنيبي نائب مدير إدارة اتحاد الشرطة الرياضي في وزارة الداخلية، وعدد من أعضاء اللجنة الأولمبية الوطنية وممثلي الرعاة وشركاء الاتحاد الاستراتيجيين.
وضمت بعثة منتخب الجو جيتسو إلى دورة الألعاب الآسيوية، محمد سالم الظاهري، نائب رئيس اتحاد الجو جيتسو، رئيس البعثة، وفهد علي الشامسي، أمين عام الاتحادين الإماراتي والآسيوي، وطارق البحري، مدير عام رابطة أبوظبي لمحترفي الجو جيتسو AJP، ومحمد حسين المرزوقي، مديرة إدارة التسويق والاتصال المؤسسي، باتحاد الجو جيتسو، ومبارك المنهالي مدير الإدارة الفنية بالاتحاد، ومدرب المنتخب الوطني رامون ليموس، وأعضاء الجهاز الفني، إضافة إلى 16 لاعباً ولاعبة من أعضاء المنتخب.
ونجح منتخب الجو جيتسو برعاية شركة «مبادلة للاستثمار»، مع ختام مشاركته في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة، في تحقيق حصيلة تاريخية بلغت 10 ميداليات، بواقع 4 ميداليات ذهبية و3 ميداليات فضية و3 ميداليات برونزية، وبذلك يصبح هذا العدد من الميداليات هو الأكبر في تاريخ أي رياضة قتالية أو غير قتالية، وتصدرت الإمارات بذلك الترتيب العام لمنافسات الجو جيتسو في دورة الألعاب الآسيوية، وسيطرت على نصف ميداليات الجو جيتسو في الدورة. أخبار ذات صلة استقبال حافل لمنتخب قفز الحواجز الإعصار «كوينو» يتجه جنوباً قبالة ساحل الصين
وحقّق كل من لاعبي ولاعبات المنتخب الوطني خالد الشحي وفيصل الكتبي وشما الكلباني وأسماء الحوسني الميدالية الذهبية، فيما تمكّن كل من محمد السويدي وخالد البلوشي وبلقيس الهاشمي من تحقيق الميدالية الفضية، بينما نجح مهدي العولقي وسعيد الكبيسي وشمسة العامري في تحقيق الميدالية البرونزية.
وأكد محمد سالم الظاهري أن هذا الإنجاز التاريخي لصقور الجو جيتسو، هو بمثابة هدية قيّمة للوطن وقيادته وشعبه، وأن السر وراء نجاح جو جيتسو الإمارات في تحقيق الألقاب والأمجاد العالمية يكمن في الدعم غير المحدود من القيادة الحكيمة للرياضة عموماً وللجو جيتسو خصوصاً، منوهاً بدور الاتحاد وفريق عمله برئاسة عبد المنعم السيد محمد الهاشمي، في تحقيق رؤية القيادة في ترسيخ الريادة العالمية لرياضة الجو جيتسو الإماراتية، وتسيدها لمنصات تتويج أكبر البطولات والمحافل القارية والدولية.
ووصف محمد سالم الظاهري مشهد استقبال أبطال المنتخب الوطني العائد إلى الدولة، بأنه يعكس قيمة الإنجاز الذي سطّره أبناء وبنات الوطن الذي اعتادوا تشريفه وتمثيله خير تمثيل في جميع المحافل والبطولات العالمية. وأضاف: «إنجاز تاريخي جديد يضاف إلى مسيرة الإنجازات الرياضية المتميزة التي تواكب طموحات وأحلام قيادة وشعب دولة الإمارات في تبوؤ الريادة وتحقيق المركز الأول».
وقال الظاهري: «تحدثت طويلاً مع الأبطال بعد تحقيقهم لهذا الإنجاز التاريخي، وأوضحت لهم أن الوصول إلى القمة صعب، ولكن الحفاظ عليها أصعب، ومنذ هذه اللحظة سنبدأ التجهيز والتحضير لدورة الألعاب الآسيوية القادمة في اليابان 2026، وهدفنا كما كان على الدوام، مواصلة الحفاظ على القمة، وتسجيل رقم قياسي جديد على صعيد الرياضة».
من جانبه، قال مبارك المنهالي، إن التحضير لهذه البطولة بدأ فعلياً في عام 2019، وأهدافنا كانت واضحة منذ البداية بأهمية تحقيق إنجاز أكبر من ذلك الذي تحقق في جاكرتا عام 2018، ونجحنا بذلك بفضل الله وبفضل عزيمة أولئك الأبطال الذين يمثلون نموذجاً يحتذى به في البذل والعطاء والإصرار على قهر المستحيل.
وأضاف: «لا أخفي أننا كنا نتطلع لعدد أكبر من الميداليات نظراً لكوننا نملك كل المقومات المطلوبة، ولكن هذه المنافسات الكبرى تحسم عن طريق بعض الجزئيات الصغيرة، والأهم من ذلك أن أبطالنا الشباب خرجوا بالكثير من المكاسب، ولا تزال الفرصة سانحة أمامهم للنمو والتطور في الرياضة وصعود منصات التتويج في الاستحقاقات القادمة».
وأكّد محمد حسين المرزوقي، أن استقبال أبطال الإمارات، هو جزء يسير وبسيط لقاء ما قدموه من بذل وتضحيات خلال الموسم، بدءاً ببطولة آسيا وبطولتي الجائزة الكبرى في تايلاند وباريس، مروراً ببطولتي العالم في منغوليا وكازاخستان، والآن في دورة الألعاب الآسيوية، وفي كل تلك البطولات نجح أبطال وبطلات المنتخب في إهداء قيادة وشعب الإمارات إنجازات استثنائية تعكس نجاح مشروع الجو جيتسو الإماراتي ومكانته العالمية».
وأضاف: «ما قدمّه هؤلاء الأبطال خلال الفترة الماضية، جدير بالتقدير والاحترام والثقة التي يوليها لهم قادتهم وشعبهم، ففي الوقت الذي كان الجميع بقرب عائلاتهم وأحبائهم يجتمعون في المناسبات المختلفة، قضى لاعبو ولاعبات المنتخب جلّ أوقاتهم في التدريب والعمل والمشاركة في المعسكرات الخارجية؛ لأنهم يعلمون أن تمثيل الدولة وتشريفها مسؤولية كبرى وواجب مقدّس، وقد ضربوا أروع الأمثال في التضحية والعطاء، ليقدموا بعد ذلك أجمل عيدية للوطن من خلال ما سطروه من إنجازات».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجو جيتسو دورة الألعاب الآسيوية هانجتشو الصين فی دورة الألعاب الآسیویة الجو جیتسو فی تحقیق
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة القاهرة الأسبق يدعو إلى تحقيق السلام العالمي القائم على العدل
قدم الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة السابق وأستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة، محاضرة مميزة بعنوان "حلف الفضول الجديد: نحو مشروع عالمي للسلام الدائم”، وذلك ضمن فعاليات جناح منتدى أبو ظبي للسلم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وبدعوة من العلامة الفقيه الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الإماراتي ورئيس منتدى السلم العالمي. والذي وجه له الشكر من جانبه على هذه الدعوة الكريمة، كما وجه الشكر للمفكر الإماراتي الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، على رعايته لهذه الندوة.
وناقش الدكتور الخشت، في محاضرته، الوضع العالمي المأزوم الذي يشهده العالم اليوم، حيث تتشابك النزاعات المسلحة المتوحشة، والفجوة الاقتصادية، والتحديات البيئية والنووية، مع تصاعد خطابات الكراهية والتوترات العرقية والدينية، مشيرًا إلى أن التجارب التاريخية مثل "حلف الفضول" في مكة قبل الإسلام، يحمل دروسًا في العدالة والإنصاف والوحدة يمكن استلهامها لمواجهة تعقيدات العصر الحديث، مؤكدًا أن قيم حلف الفضول تتجاوز الزمان والمكان.
واستعرض الدكتور الخشت، كيف شكل "حلف الفضول" نموذجًا مبكرًا للعدالة في بيئة تسودها العصبية القبلية، إذ كان التحالف يهدف إلى نصرة المظلوم بغض النظر عن الانتماء مما يبرز قيمة المبادئ الأخلاقية النبيلة كأساس للتعايش السلمي، مشيرًا إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أشاد بالحلف لاحقًا، حيث كان نموذجًا لنصرة المظلوم وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأكد الدكتور محمد الخشت، على الحاجة إلى "حلف الفضول الجديد" الذي يقوم على القيم الإنسانية المشتركة مثل العدل، والتسامح، والتضامن العالمي، مستشهدًا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "لو دُعيت به في الإسلام لأجبت"، داعيًا إلى تبني هذه الدعوة التاريخية لبناء عالم يعمه العدل، وتحويل إرث الماضي إلى خارطة طريق لمستقبل تتجاوز فيه الإنسانية انقساماتها نحو تعاون أخلاقي وعقلاني.
وأوضح الدكتور الخشت أهمية إحياء "حلف الفضول القديم"، محددًا المبادئ العملية لـ "حلف الفضول الجديد" الذي تم إطلاقه في أبو ظبي عام 2018، وهي: تعزيز القانون الدولي لضمان عدم انتقائية المساءلة القانونية، وترسيخ سيادة القانون بدلًا من الاستغلال الديني والسياسي، وتحقيق العدالة الاقتصادية بتقليل الفجوة بين الدول وتعزيز التعاون الاقتصادي العادل، وتفعيل الدبلوماسية الوقائية لمنع النزاعات قبل اندلاعها، ورد الحقوق آلى أهلها، وإنصاف المظلومين والمضطهدين والمهجرين، ودعم ثقافة السلام والتسامح من خلال التعليم والإعلام، استنادًا إلى نظرية ستيفن بينكر حول تراجع العنف في المجتمعات التي تبنت ثقافة الحوار والعقلانية.
كما دعا الدكتور محمد الخشت، علماء الدين وقادة الفكر والمجتمع إلى التعاون لإحياء قيم "حلف الفضول"، مؤكدًا أن السلام الدائم يتطلب توازنًا بين القوانين والمبادئ الأخلاقية.
وقدم الدكتور الخشت رؤية للتكامل بين مشروع كانط للسلام الدائم وحلف الفضول الجديد، وذلك عبر توسيع مفهوم السلام ليشمل العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان كوسيلة لتحقيق الاستقرار، واعتماد سياسات دولية تدعم التعايش السلمي بدلًا من فرض الهيمنة السياسية والاقتصادية.
وأكد الدكتور محمد الخشت، أن تحقيق السلام الدائم لا يمكن أن يكون مجرد مسألة قانونية أو أخلاقية فقط، بل هو مزيج من الاثنين، لافتًا إلى أنه إذا استطاع العالم أن يجمع بين العقلانية التي نادى بها كانط، والمبادئ الأخلاقية التي يدعو إليها حلف الفضول الجديد، فقد يكون السلام المستدام ممكنا أكثر مما نظن.
وأوضح الدكتور الخشت، أن حلف الفضول الجديد يجمع بين القيم الأخلاقية والتطبيقات السياسية والاقتصادية الحديثة، مما يجعله نموذجًا قابلًا للتطبيق لتحقيق سلام عالمي قائم على العدالة والتعايش، لافتًا أن التحدي الأكبر يكمن في تحويل هذه المبادئ إلى سياسات عملية تتبناها الدول والمجتمعات والمنظمات الدولية لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وعدلًا للبشرية كلها.
واختتم الدكتور محمد الخشت محاضرته بتساؤل جاد حول مدى جاهزية المجتمع الدولي لتبني مشروع “حلف الفضول الجديد” وتطبيقه عمليًا في ظل تعقيدات النظام الدولي، مشيرًا إلى أن الوعي المتزايد بالتحديات العالمية يمثل فرصة لتحقيق نظام عالمي مبني على العدالة والتعايش، ومؤكدًا أنه في ظل التوترات المتصاعدة، يعد المشروع بمثابة بصيص أمل لإرساء قواعد سلام عالمي عادل ودائم يستند إلى القيم الإنسانية المشتركة.
وقد شهدت الندوة حضورًا وتفاعلًا كبيرًا من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذين أبدوا تفاعلًا ملحوظًا وطرحوا تساؤلات حول موضوع المحاضرة، واستمرت الندوة لفترة طويلة، كما دارت مناقشات مطولة بعد انتهاء الندوة بين الدكتور الخشت والحضور في جناح منتدى أبوظبي للسلم.