شيخة الجابري تكتب: تحديات الزمن الجديد
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
كثيرة هي التحولات والمتغيرات التي طرأت على مجتمعنا وعلى العالم من حولنا، نحن نعيش زمناً لا يعترف بالإنسان أداة للإبداع والعمل والابتكار، إنما يعترف بالآلات والأنظمة التقنية التي يصنعها ويبتكرها الإنسان نفسه، في جهة ما من جهات العالم هناك خطط توضع لسلب الأشياء الجميلة من حياتنا، كالحركة الصباحية نحو ميادين العلم والعمل التي اسُتبدلت بأنظمة عمل هجينة أو عن بُعد تماماً عن بيئة العمل والمكاتب واللقاءات الصباحية بين الموظفين تلك التي تعزز قيم التواصل، وروح التعاون والمودة بينهم، والتنافس في شقيه الإيجابي والسلبي الذي يبقى وسيلة من وسائل الشعور بأنك إنسان له قيمته وقوته وأهميته في الحياة.
هكذا تذهب بنا تلك المستجدات إلى تحديات لم نكن نتوقعها، وإن كان من حولنا علماء ومفكرون مهمتهم استشراف المستقبل وقراءة طالع التكنولوجيا وسبر أغوار الزمن، لكن يبقى أن البعيدين عن هذا العالم لا يدركون حجم ما سيحدث حولهم على الأرض، إنهم يتابعون ويقعون تحت وطأة كل أثرٍ سلبي يتعرضون له هم وأسرهم، لا يستيقظ أولئك إلا حينما يبدأ الأبناء بالتسلل خارج منظومة الأسرة لتشكيل أسرة جديدة، أفرادها هواتف نقالة وأجهزة حاسوب، في داخلها مجتمع جديد يسمى مجتمع التواصل الاجتماعي، بينما هو في حقيقته مجتمع الانفصال عن الأسرة، والانغلاق على الآلة.
عندها تُصبح الأسرة في حيرة من أمرها كيف يمكنها إعادة الأمور إلى نصابها، واحتواء الأبناء الذين بدؤوا في الذهاب نحو المجتمع الجديد ليصبحوا خارج السيطرة، وداخل الوهم الذي يؤمنون بأنه حياتهم الجديدة ولن يستطيعوا العودة إلى التقليد الأسري القديم بما يحمله من قيم ومبادئ وقدوات تريد لهم الخير، وتعرف أنها يجب أن تضعهم على بداية الطريق نحو التجديد في الحياة بما فيها من تعليم وصحة وعلاقات، فالتعليم اليوم يقوم على أجهزة حاسوبية، حتى طلب حزمة علف للأغنام صار عبر ضغطة زر.
إذاً هي متغيرات حقيقية سلّطنا الضوء عليها كثيراً، وسنستمر في ظل العتمة المُصطنعة من حولنا ننثر الضوء لتنبيه الأبناء إلى أن هذا العالم الافتراضي الذي أصبح حقيقياً بالنسبة لهم، ليس هو الواقع بكل جمالياته رغم قسوة الظروف فيه أحياناً، فهم في حاجة وسط ما يتلقونه من غثٍ في وسائل التواصل الاجتماعي إلى العودة إلى الأصل والجذور، التي ينتمون إليها محبة واحتراماً وفهماً ووعياً بقيمة الأسرة والوطن.
الأبناء وحدهم لا يمكنهم مواجهة ذلك، فكل جديد مرغوب أياً كانت سلبياته، لذا من المهم أن يكون الجميع حاضراً لتوعيتهم وحمايتهم من الأسر والمؤسسات المعنية. أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: حَرفٌ وأثر اتحاد كُتَّاب وأدباء الإمارات يعلن استراتيجيّته الجديدة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال
إقرأ أيضاً:
تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة''
قالت منظمة الهجرة الدولية، ان أكثر من 73 موقعاً للنزوح في محافظة مأرب، شرقي البلاد، ـ التي تستضيف أكبر تجمع للنازحين في البلاد ـ تعرضت لأضرار جسيمة جراء الأحداث المناخية القاسية، خلال الأشهر الماضية.
واوضحت المنظمة في تقرير حديث لها، أن محافظة مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات التي شُرِّدت بسبب العنف، تواجه الآن تحديات جديدة، حيث تسببت الفيضانات والعواصف الشديدة في ترك العديد من العائلات معرضة للمخاطر ودون حماية كافية.
وأضافت "قد تعرض أكثر من 73 موقع نزوح لأضرار جسيمة جراء الأحداث المناخية القاسية، مما ترك العديد من الأشخاص بدون مأوى آمن وزاد من مخاطر الأمراض والنزوح المتجدد"