من رحم حل فلسطيني ميت.. هل يولد تطبيع سعودي إسرائيلي؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تساءل الكاتب ديفيد هندريكسون إن كان بالإمكان تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، دون احترام حقوق الشعب الفلسطيني، ولاسيما إقامة دولة مستقلة، بحسب مقال في مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية (National Interest).
هندريسكون تابع، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "الجزء المركزي من الصفقة الكبرى (تطبيع العلاقات بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن) هو الحل الواضح، ولكنه ليس حلا حقيقيا للقضية الفلسطينية".
وقالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند، في تصريح متلفز مؤخرا، إن اتفاق التطبيع سيضمن أن "يظل احتمال حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) حيويا وقويا".
ووفقا لهندريكسون، فإنه "بما أن هذا الحل مات ودُفن لسنوات عديدة، ولم يكن موجودا إلا في الأحاديث باعتباره افتراضيا محفوفا بالمخاطر، فإن صياغة نولاند غريبة".
وتابع أن "الأحداث على الأرض، وعلى رأسها وجود 700 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية (المحتلة)، تشير منذ فترة طويلة إلى عدم وجود تسوية تحترم الحقوق الفلسطينية".
وأردف: "وقد أظهر العقدان الماضيان أن الإسرائيليين لا يريدون دولة فلسطينية مستقلة، وأن الأمريكيين لا يستطيعون أو لا يريدون أن يجعلوهم يريدون ذلك".
ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية.
اقرأ أيضاً
طوفان المقاومة.. هل يدفن صفقة تطبيع الرياض وتل أبيب تحت الأقصى؟
معاهدة دفاع
وفي مقابل الاعتراف بإسرائيل، يقال إن السعوديين لديهم 4 مطالب هي، بحسب هندريكسون: توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول منها على أسلحة أكثر تطورا ودعم تشغيل دورة وقود نووي كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، إلى جانب التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.
واعتبر أن "إدارة بايدن بالغت إلى حد كبير في تقدير النفوذ الذي توفره لها المعاهدة الأمنية المقترحة مع السعودية".
وزاد بأن أنصار صفقة التطبيع يقولون إن "تلك اللحظة ستكون الأكثر تحولا في تاريخ العالم منذ نهاية الحرب الباردة (1991)، وهي صفقة ضخمة يمكن أن تغير كل شيء".
و"من شأن الصفقة أن تعزز إنشاء نظام دفاع جوي أمريكي متكامل في جميع أنحاء الشرق الأوسط (موجه ضد إيران)، وأن تحفز الاستثمار في ممر جديد للشحن والسكك الحديدية يربط الهند والسعودية والإمارات والأردن وإسرائيل بأوروبا"، كما أردف هندريكسون.
واستدرك: لكن اعتقاد المسؤولين الأمريكييين القائلة بأن محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) يريد حقا معاهدة أمنية، وعلى استعداد لتقديم الكثير للحصول عليها، "تبدو غير قابلة للتصديق إلى حد كبير".
وتابع: "يُرجى النظر في النظرية المعارضة القائلة بأن السعوديين لا يريدون تحالفا أكثر إحكاما مع الولايات المتحدة، وأن هذه المفاوضات هي جزء من استعداداتهم لعالم خالٍ من ذلك".
اقرأ أيضاً
صفقة تطبيع السعودية وإسرائيل.. هل يكافئ بايدن الأطراف الخطأ؟
روسيا والصين
"في الواقع، تسعى الصفقة الكبرى إلى عكس اتجاه السياسة الخارجية الجريئة الجديدة التي انتهجتها السعودية العام الماضي"، وفقا لهندريكسون.
وأردف أن "بايدن بدأ رئاسته (في 2021) من خلال التعامل مع محمد بن سلمان باعتباره منبوذا (...) ثم اتضح له ولمستشاريه تدريجيا أن نتيجة الصراع التاريخي (الأمريكي) مع روسيا والصين يمكن أن تنقلب على صراع النفوذ في الشرق الأوسط".
ومضى قائلا إن مثل هذا الصراع "يجعل الرياض لاعبا محوريا في تلك اللعبة العظيمة، لذلك هناك الكثير على المحك، ووسيلة إدارة بايدن لحمل السعوديين على عكس مسارهم هي المعاهدة الأمنية الأمريكية".
وأضاف أن "الالتزام (الأمني) الأمريكي التقليدي ذا قيمة كبيرة بالنسبة للسعودية، لكن هذا الشيء لم يعتمد على المودة الأمريكية تجاه السعوديين، بل على الكراهية والخوف من إيران".
وكثيرا ما اتهمت السعودية والولايات المتحدة إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
"طالما أن العداء لإيران هو محور السياسة الأمريكية في المنطقة، فإن السعوديين يحققون (بطبيعة الحال) نفس القدر من "الأمن"، الذي يمكنهم تحقيقه بموجب معاهدة رسمية"، كما زاد هندريكسون.
اقرأ أيضاً
صفقة خداع.. تطبيع السعودية وإسرائيل لا يضمن قيام دولة فلسطين
المصدر | ديفيد هندريكسون/ ناشونال إنترست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية إسرائيل تطبيع فلسطين بايدن معاهدة دفاع
إقرأ أيضاً:
تطبيع العلاقات مع سوريا يثير جدلاً ونواب يعتبرونه استهدافا انتخابيا
27 أبريل، 2025
بغداد/المسلة:يدعو العراق الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في بغداد يوم 17 مايو 2025، في خطوة تؤكد سعي بغداد لتعزيز علاقاتها مع الإدارة السورية الجديدة.
و يعكس هذا القرار، إرادة سياسية لتفعيل الدور العراقي في المحافل العربية، حيث أشار وزير الثقافة أحمد البدراني إلى أن القمة ستناقش تحديات الأمة العربية.
تبرز هذه الدعوة كجزء من استراتيجية أوسع لتطبيع العلاقات مع سوريا، وهو قرار وصفه المسؤولون العراقيون بأنه سيادي ويخدم المصالح القومية.
ويشير التوجه العراقي إلى رغبة في تحقيق توازن دبلوماسي في منطقة مشتعلة بالتوترات. يسعى العراق، الذي يحافظ على علاقات مع إيران والولايات المتحدة، إلى لعب دور وسيط إقليمي دون الانحياز لأي محور. يواجه هذا المسعى تحديات، أبرزها الاستقطابات الإقليمية التي قد تعيق إعادة دمج سوريا في المحيط العربي. تضاف إلى ذلك تعقيدات العلاقة مع إيران، التي تدعم النظام السوري السابق، مما يتطلب من بغداد دبلوماسية دقيقة لتجنب الصدام مع طهران مع تعزيز علاقاتها بدمشق.
ويعكس الجدل الداخلي حول تطبيع العلاقات مع سوريا تقاطع السياسة الخارجية مع الحسابات الانتخابية. يرى محللون أن بعض القوى السياسية تستغل هذا الملف لتعزيز مواقفها قبل الانتخابات، خاصة مع مشاركة رئيس الوزراء وأجزاء من الحكومة في السباق الانتخابي.
و تكمن المشكلة في احتمال تحويل قرار استراتيجي إلى أداة للمناكفات السياسية، مما قد يضعف تماسك السياسة الخارجية العراقية.
ويتطلب نجاح هذه الخطوة عزل الدبلوماسية عن التجاذبات الداخلية. تبدو الدعوة الموجهة للشرع محاولة لتأكيد مكانة العراق كمركز للحوار العربي، لكنها تثير تساؤلات حول قدرة بغداد على إدارة التوازن بين مصالحها الوطنية وتطلعاتها الإقليمية. تشير التحركات الأخيرة إلى ثقة حكومية في اختراق المحاور المغلقة، لكن التحديات الإقليمية والداخلية تظل عائقاً يتطلب حنكة سياسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts