فلسطين.. الفصائل تتوعد بمواصلة الحرب
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
البلاد – وكالات
بينما تستمر المواجهات بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلية، أطلقت الفصائل آلاف الصواريخ واجتاز مقاتلوها الحدود فقتلوا ما لا يقل عن 600 وأسروا العشرات؛ بينهم قائد عسكري كبير، بينما ردت إسرائيل بإعلان الحرب على قطاع غزة، وقصفت القطاع المكتظ بالسكان، ما أسفر عن مقتل 313 على الأقل وإصابة الآلاف.
وتوعدت فصائل غزة بالاستمرار في الحرب، وذلك على لسان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وعضو مكتبها السياسي، ناصر أبو شريف، الذي أكد أن إيقاف الحرب بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة قريبًا، أمر مستحيل. وأضاف أبو شريف، أمس (الأحد): “كافة الأطراف تتحرك إذا أرادت إسرائيل لها أن تتحرك، لكن الآن إسرائيل تريد أن تجبي ثمنًا من فصائل المقاومة بعد ضربتها القوية التي تلقتها”. كما أكد أن تبادل ملف الأسرى سيكون مطروحًا على الطاولة في أقرب فرصة ممكنة، خصوصًا في ظل أسر عدد كبير من الإسرائيليين.
وقال: “نوعية الأسرى الإسرائيليين الذين بيد الفصائل وعددهم الكبير سيفرض على إسرائيل أن تطرح ملف الأسرى، لكنها الآن تريد أن تجبي الثمن الأكبر والرد على ما أصابها، وبعد ذلك من الممكن طرح هذا الملف”.
من جهتها، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين، وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن استخدام طائرات مسيرة انتحارية خلال الهجوم الذي انطلق من غزة. وأصدرت ألوية الناصر صلاح الدين بيانا قالت فيه: “ضمن معركة طوفان الأقصى، ألوية الناصر صلاح الدين تعلن- ولأول مرة- عن إطلاق سرب من أنماط مختلفة للطائرات المسيرة الانتحارية تجاه أراضينا المحتلة”، مضيفاً أن هناك مفاجآت قادمة في المواجهة التي تخوضها فصائل فلسطينية من غزة مع إسرائيل، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 إسرائيلي وإصابة أكثر من 1800.
وأفاد بيان لكتائب القسام بأن سلاح الجو التابع لها شارك في اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى بالانقضاض على مواقع العدو وأهدافه بـ 35 مسيرة انتحارية من طراز الزواري في جميع محاور القتال.
وردت إسرائيل بعملية عسكرية ضارية أسفرت عن سقوط المئات بين قتيل وجريح في قطاع غزة. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، أن المجلس الإسرائيلي السياسي الأمني المصغر وافق على إعلان حالة الحرب مع قطاع غزة رسمياً. فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بارتفاع عدد قتلى الجانب الإسرائيلي في الهجوم الذي شنته فصائل فلسطينية في غزة إلى 600 قتيل. وقال تلفزيون “آي 24” في تغريدة على منصة إكس: إن عدد المصابين من الجانب الإسرائيلي فاق 2000 مصاب.
في موازاة ذلك قتل 4 مسلحين بعد اشتباكات في مفترق عسقلان، وذلك بعد الحديث عن ملاحقة مركبة بداخلها مسلحون أطلقوا النار على المفترق. كما اندلعت اشتباكات بين قوات إسرائيلية محصنة بدبابات ومسلحين في كيبوتس ماغن بغلاف غزة، مع وجود حالة استنفار لوحدات الاستطلاع الإسرائيلية على حدود قطاع غزة. وطلبت الشرطة الإسرائيلية من سكان كيبوتس أوفاكيم بغلاف غزة التحصن في منازلهم.
ومع تواصل الغارات الإسرائيلية على مواقع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير القدرات العسكرية لحماس والجهاد، مؤكداً أن المجلس الوزاري الأمني المصغر وافق على تدمير كل تلك القدرات. كما شدد على أن بلاده مقبلة على حرب طويلة وصعبة. وكان نتنياهو توعد بكلمة سابقة أمس الأول بالانتقام من هذا اليوم الأسود.
إلى ذلك، أعلنت كتائب من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية النفير العام، والبدء بشن هجمات باتجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، استجابة لمعركة “طوفان الأقصى”. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد اجتماعاً طارئاً مع مسؤولين مدنيين وأمنيين. وقالت الوكالة الرسمية: إن عباس وجه “بضرورة توفير الحماية لأبناء شعبنا”، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال.
وأضافت الوكالة أن عباس وجه أيضاً بتوفير كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء شعبنا في وجه الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين.
من جهتها، دعت حركة فتح، كافة قيادتها وأطرها وكوادرها وأبنائها للنفير العام، وحملت حكومة العدو الصهيوني والمجتمع الدولي كافة المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد.
وأكدت على ضرورة التئام إطار القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة، وطالبت جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم فى الداخل والخارج بالانخراط المباشر فى هذه المعركة المفتوحة، مثمنة عالياً ما حققه شعبنا وأذرعه الكفاحية المختلفة من إنجازات تراكمية فى القدس وجنين ونابلس والخليل ورام الله وغزة باغتت العدو وأسقطت منظومته الأمنية ومرغت أنفه فى التراب. ووجهت الحركة رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية الخالدة بضرورة التحرك العاجل نصرة للقدس الشريف- أولى القبلتين.
إلى ذلك، أدانت العديد من الدول الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، مطالبة بـتدخل عاجل لوقف هذه الجرائم والانتهاكات السافرة والمتكررة، والعمل على إنهاء الاحتلال، وإعادة الحقوق إلى أصحابها.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: فلسطين
إقرأ أيضاً:
إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة .. تقرير
الجديد برس|
كشفت معطيات إحصائية جديدة حجم ما ألحقته آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في القطاع غزة على مدار 470 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي طاولت كل مقومات الحياة الإنسانية.
وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في تقرير إحصائي نشره اليوم الثلاثاء، الخسائر الأولية المباشرة للحرب بأكثر من 38 مليار دولار، فيما بلغت نسبة الدمار 88%.
وبين أن جيش الاحتلال ألقى طوال فترة الحرب على غزة 100 ألف طن من المتفجرات، استشهد على إثرها 46 ألفًا و960 مواطنا، بينهم 17 ألفًا و861 طفلًا منهم 214 رضيعًا و808 أطفال دون عمر السنة، بالإضافة لارتقاء 12 ألفًا و316 امرأة، مشيرا إلى نسبة الأطفال والنساء تشكل 70% من إجمالي عدد الضحايا.
وسجل الإعلام الحكومي 14 ألفًا و222 مفقودًا، ونحو 110 آلاف و725 إصابة، بينهم 15 ألفًا بحاجة لعمليات تأهيل طويلة الأمد، و4 آلاف و500 حالة بتر، موضحا أن 18% من إجمالي حالات البتر سجلت بين الأطفال، فيما يحتاج 12 ألفًا و700 جريح للعلاج في الخارج.
وأوضح الإعلام الحكومي أن 38495 طفلًا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، فيما فقدت 13901 من النساء أزواجهن خلال الحرب.
وفي تفاصيل ممارساته الإجرامية، ارتكب الاحتلال مجازر مروّعة ضد العائلات الفلسطينية طيلة أشهر الحرب، حيث أباد 2092 عائلة بمجموع عدد أفراد 5967 شهيدًا، في حين أنّ 4889 عائلة أخرى فقدت جميع أفرادها باستثناء فرد واحد (الناجي الوحيد)، ليصل عدد شهداء هذه العائلات إلى أكثر من 8980 شهيدًا.
النزوح والجوع
في حين أجبرت حرب الإبادة مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء، حسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي. وأشار إلى أنّ 110 ألف خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين، فيما أُصيب أكثر من مليونين و136 ألفًا بأمراض معدية نتيجة النزوح، فيما انتقلت عدوى التهابات الكبد الوبائي لنحو 71 ألفًا و338 نازحًا.
وفي غزة، شدد المكتب على أن “الناس ماتت جوعًا ومن البرد أيضًا”، إذ استشهد 8 فلسطينيين بينهن 7 أطفال من شدة البرد في الخيام، فيما استشهد 44 نتيجة سياسة التجويع التي انتهجها الاحتلال خلال أشهر الحرب ضد سكان القطاع تحديدًا محافظتي غزة وشمالها لحملهم على الهجرة القسرية، ولا يزال الموت يتهدد نحو 3 آلاف و500 طفل في القطاع بسبب سوء التغذية.
وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بغزة، لم يسلم القطاع الصحي من دائرة الاستهداف المباشر والحصار المشدد، حيث وصل عدد شهداء الطواقم الطبية ألف و155 شهيدًا ونحو 360 معتقلًا أعدم منهم 3 أطباء داخل السجون.
المستشفيات والدفاع المدني
ومنذ السابع من أكتوبر ألو 2023، طال العدوان 34 مستشفى في قطاع غزة من خلال حرقها أو الاعتداء عليها أو إخراجها من الخدمة، فيما تعمل بقية المستشفيات بقدرات محدودة للغاية.
وأدى العدوان، وفي معطيات الإعلام الحكومي، لإخراج 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، كما استهدف الاحتلال 162 مؤسسة صحية أخرى، فضلًا عن استهداف وتدمير 136 سيارة إسعاف مما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ.
أما طواقم الدفاع المدني فقد استشهد منهم 94 عاملًا، واعتُقل 26 آخرين من إجمالي 6 آلاف و600 حالة اعتقال نفذها الاحتلال في قطاع غزة منذ بادية الحرب، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.
وخلال الحرب دمر الاحتلال 19 مقبرة بشكلٍ كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة، وانتهك حرمة الأموات بسرقة ألفي و300 جثمان من المقابر. كما اكتشفت الطواقم المختصة 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، جرى انتشال 520 شهيدًا منها.
كما لم تسلم بيوت العبادة من العدوان، حيث تعرض 823 مسجدًا للهدم الكلي بفعل الاستهداف المباشر، و158 مسجدا بشكلٍ بليغ بحاجة لإعادة ترميم، إلى جانب استهداف وتدمير 3 كناس في القطاع، و206 مواقع أثرية.
وشدد الإعلام الحكومي على تعمد جيش الاحتلال منذ بداية الحرب، استهداف الصحفيين وملاحقتهم في محاولة لطمس الحقيقة التي أصروا على نقلها رغم المخاطر التي أحاطت بهم، إذ أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 205 صحفيين، إصابة 400 آخرين، واعتقال 48 صحفيًا معلومة هوياتهم.
البنية التحتية السكانية والخدماتية
ووفق الإحصاءات، تعرضت 161 ألفًا و600 وحدة سكنية في قطاع غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 82 ألفا أخرى أصحبت غير صالحة للسكن، و194 ألفًا تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.
وهدم جيش الاحتلال 216 مقرًا حكوميًا بشكل كلي، وارتكب 150 جريمة استهدف فهيا عناصر شرطة وتأمين مساعدات، خلّفت 736 شهيدًا. وطالت سياسة التدمير القطاع التعليمي في غزة، حيث هدم الاحتلال كليًا 137 مدرسة وجامعة، فيما تضررت 357 مدرسة وجامعة بشكلٍ جزئي.
أما ما عدد ما قتله الاحتلال من طلبة ومعلمين وأساتذة وباحثين، فقد أحصى “الإعلام الحكومي” استشهاد 12 ألفًا و800 طالب وطالبة، و760 معلمًا وموظفًا تربويًا في سلك التعليم، و150 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا.