صحيفة البلاد:
2025-04-07@00:28:29 GMT

هل تبقى المكتبات العامة حلماً..أم سيتحقق ؟

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

هل تبقى المكتبات العامة حلماً..أم سيتحقق ؟

كلما رأيت مشروعاً كبيراً ، دعوت الله أن يكون مكتبة عامة تضمّ بين جنباتها قاعات ثقافية وصالات مكتبية فيها ما لذّ وطاب من أصناف الكتب تضمّ قاعة للبحوث العلمية ومقهى وكافتيريا للوجبات الخفيفة وقاعةً لكتب الأطفال ، بحيث يقضي فيها عشاق هذه الأماكن الأوقات التي يحبون.

إعتياد الجلوس في قاعات المكتبات والتجوّل بين أروقتها، يغرس في النفوس حبّ القراءة التي نفتقر إليها في أيامنا هذه إلا ما ندر، وعدم وجود المكتبات العامة المفتوحة جلّ ساعات اليوم ، ساعد على هجر القراءة والعزوف عنها ، نريد أن ينشأ الأطفال وهم يشعرون بأهمية القراءة وأنها لهم كالغذاء والهواء فالقراءة هي الأمر السماوي الأول الذي نزل على مشعل الهداية الرسول عليه الصلاة والسلام حين أمره الله ب :(اقرأ) وقد قيل:( أمة اقرأ لا تقرأ ) ، وهي حقيقة للأسف إلى حدّ ما ، فنحن مجتمع يملّ من القراءة وقد لا يجد في الكتاب الأنس والرفقة ليكون الكتاب “خير جليس” ، مع أن القراءة قلب الحياة النابض ، وهي الوسيلة لإنارة العقول وتغذيتها .

قال أبوالطيِّب المتنبِّي :أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ.
إن مجالسة الكتب ، تضفي على الروح سعادة لاحدود لها ، ولا يغيب عن الذهن أعظم كتاب وهو القرآن العظيم، فكم من الراحة والسكينة نجدها في تقّليب صفحاته، وتلاوة آياته ،وتدبُّر معانيه.
هو الكتاب العظيم الذي أرشدنا وعلّمنا وأخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وبين صفحاته كل القيّم والمبادئ ، وفي آياته ،حقيقة الإسلام الصحيح .

ومن تعمّق في قراءة كتاب الله ، يعرف تماماً أنه لولا القراءة بتدبّر، لما فهم أبعاد الآيات، وهذا يؤكد أهمية القراءة.
إن المكتبات معين لا ينضب ،وبحور تتدفّق من جميل ما دوّنه العلماء ، وما كتبه الأدباء والمفكرون على مرّ العصور، وحين نتجول في المكتبة لشراء كتاب معين ، نجد أنفسنا خرجنا بأكثر من كتاب ، إذ لامجال للاستعارة أو الإستمتاع بالقراءة فقط ، فهي مكتبة تجارية للإختيار والشراء،عندها أتذكر أمنيتي بوجود مكتبة عامة زاخرة يستطيع عشّاق الكتب والقراءة ، أن يستظلوا بظلها ما شاءوا من ساعات ، يغذُّون فيها أرواحهم ، ويمتِّعون نفوسهم بأطايب المعاني ، وجميل المفردات ، ويستزيدون من المعارف والعلوم ، ثم يستريحون مع فنجان قهوة أو شاي ، ثم يعودون للمواصلة في جو ثقافي ساحر.

يقول الجاحظ عن الكتاب: (هو الجليس الذي لا يطريك والصديق الذي لا يغريك والصاحب الذي لا يريد إستخراج ما عندك بالخداع .الكتاب هو الذي إن نظرت فيه ،عرفت به في شهر مالا تعرفه من أفواه الرجال في دهر).
قد يكون لدى كثير من محبي القراءة والشغوفين بها ، مكتبات خاصة في بيوتهم وهذا أمر رائع، لكن وجود المكتبات العامة الكبيرة مهمّ جداً في تكّوين ثقافة المجتمع ، وتحّفيزه للقراءة ، ومهمّة جداً لتنشئة جيل مطّلع قارئ ثري المعلومات، فارتياد المكتبات والتنقل بين عناوينها ،وتصفّح الكتب، والإختيار في جو مكتبي ثقافي راقٍ، ليس كمثل التصفُّح عن طريق “جوجل”، أو غيره أبداً. فللمكتبات الحيّة متعة وفائدة وحضور مختلف.ودمتم.

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

غدا.. مكتبة القاهرة الكبرى تحتفل باليوم العالمي لكتاب الطفل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنظم مكتبة القاهرة الكبرى احتفالية ثقافية بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل، يوم الأحد 6 أبريل الجاري في تمام الساعة الخامسة مساءً.

يشارك في الاحتفالية  عدد من الشخصيات الثقافية البارزة، على رأسهم الكاتب عبده زراع، رئيس شعبة أدب الأطفال باتحاد الكتاب، والكاتب أحمد العباسي، المتخصص في أدب الطفل. كما سيتولى الكاتب يحيى رياض يوسف، مدير مكتبة القاهرة الكبرى، إدارة اللقاء.

مقالات مشابهة

  • الفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف
  • «مكتبة مصر العامة» تنظم معرضًا لبيع الكتب بأسعار رمزية
  • محافظ مطروح يشهد احتفالية مكتبة مصر العامة بيوم اليتيم
  • بمشاركة 350 دار نشر .. اربيل تحتضن معرض الكتاب الدولي بنسخته الـ17
  • مكتبة مصر العامة تنظم معرضًا لبيع الكتب بأسعار رمزية
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • غدا.. مكتبة القاهرة الكبرى تحتفل باليوم العالمي لكتاب الطفل
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • أمازون تقدم ميزة الملخصات لتسهيل تلخيص الكتب بدقة
  • حفظه الله عمكم البرهان الذي قضى على الجنجويد بالابرة