صحيفة البلاد:
2024-11-07@21:44:39 GMT

هل تبقى المكتبات العامة حلماً..أم سيتحقق ؟

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

هل تبقى المكتبات العامة حلماً..أم سيتحقق ؟

كلما رأيت مشروعاً كبيراً ، دعوت الله أن يكون مكتبة عامة تضمّ بين جنباتها قاعات ثقافية وصالات مكتبية فيها ما لذّ وطاب من أصناف الكتب تضمّ قاعة للبحوث العلمية ومقهى وكافتيريا للوجبات الخفيفة وقاعةً لكتب الأطفال ، بحيث يقضي فيها عشاق هذه الأماكن الأوقات التي يحبون.

إعتياد الجلوس في قاعات المكتبات والتجوّل بين أروقتها، يغرس في النفوس حبّ القراءة التي نفتقر إليها في أيامنا هذه إلا ما ندر، وعدم وجود المكتبات العامة المفتوحة جلّ ساعات اليوم ، ساعد على هجر القراءة والعزوف عنها ، نريد أن ينشأ الأطفال وهم يشعرون بأهمية القراءة وأنها لهم كالغذاء والهواء فالقراءة هي الأمر السماوي الأول الذي نزل على مشعل الهداية الرسول عليه الصلاة والسلام حين أمره الله ب :(اقرأ) وقد قيل:( أمة اقرأ لا تقرأ ) ، وهي حقيقة للأسف إلى حدّ ما ، فنحن مجتمع يملّ من القراءة وقد لا يجد في الكتاب الأنس والرفقة ليكون الكتاب “خير جليس” ، مع أن القراءة قلب الحياة النابض ، وهي الوسيلة لإنارة العقول وتغذيتها .

قال أبوالطيِّب المتنبِّي :أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ.
إن مجالسة الكتب ، تضفي على الروح سعادة لاحدود لها ، ولا يغيب عن الذهن أعظم كتاب وهو القرآن العظيم، فكم من الراحة والسكينة نجدها في تقّليب صفحاته، وتلاوة آياته ،وتدبُّر معانيه.
هو الكتاب العظيم الذي أرشدنا وعلّمنا وأخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وبين صفحاته كل القيّم والمبادئ ، وفي آياته ،حقيقة الإسلام الصحيح .

ومن تعمّق في قراءة كتاب الله ، يعرف تماماً أنه لولا القراءة بتدبّر، لما فهم أبعاد الآيات، وهذا يؤكد أهمية القراءة.
إن المكتبات معين لا ينضب ،وبحور تتدفّق من جميل ما دوّنه العلماء ، وما كتبه الأدباء والمفكرون على مرّ العصور، وحين نتجول في المكتبة لشراء كتاب معين ، نجد أنفسنا خرجنا بأكثر من كتاب ، إذ لامجال للاستعارة أو الإستمتاع بالقراءة فقط ، فهي مكتبة تجارية للإختيار والشراء،عندها أتذكر أمنيتي بوجود مكتبة عامة زاخرة يستطيع عشّاق الكتب والقراءة ، أن يستظلوا بظلها ما شاءوا من ساعات ، يغذُّون فيها أرواحهم ، ويمتِّعون نفوسهم بأطايب المعاني ، وجميل المفردات ، ويستزيدون من المعارف والعلوم ، ثم يستريحون مع فنجان قهوة أو شاي ، ثم يعودون للمواصلة في جو ثقافي ساحر.

يقول الجاحظ عن الكتاب: (هو الجليس الذي لا يطريك والصديق الذي لا يغريك والصاحب الذي لا يريد إستخراج ما عندك بالخداع .الكتاب هو الذي إن نظرت فيه ،عرفت به في شهر مالا تعرفه من أفواه الرجال في دهر).
قد يكون لدى كثير من محبي القراءة والشغوفين بها ، مكتبات خاصة في بيوتهم وهذا أمر رائع، لكن وجود المكتبات العامة الكبيرة مهمّ جداً في تكّوين ثقافة المجتمع ، وتحّفيزه للقراءة ، ومهمّة جداً لتنشئة جيل مطّلع قارئ ثري المعلومات، فارتياد المكتبات والتنقل بين عناوينها ،وتصفّح الكتب، والإختيار في جو مكتبي ثقافي راقٍ، ليس كمثل التصفُّح عن طريق “جوجل”، أو غيره أبداً. فللمكتبات الحيّة متعة وفائدة وحضور مختلف.ودمتم.

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل أراد من خلقه الامتثال إلى أوامره والابتعاد عن نواهيه، لما في هذه الأوامر من خير عميم يعود على العباد والبلاد، ولما في هذه النواهي من شر وبلاء يفسد الأرض، فالله ليس بحاجة لنا، فهو يأمرنا بما ينفعنا، وينهانا عما يضرنا.

فماذا أراد الله من عباده ؟ أراد منهم الخير والنفع لهم والصلاح والإصلاح، وتأكيدًا لهذا المعنى نبدأ الحديث في سلسلة تساهم في تشييد بناء الإنسان، ألا وهي سلسلة مراد الله من عباده، ولتكن أولى حلقات تلك السلسلة هي (عدم التلاعب بالألفاظ).

فلعل التلاعب باللغة وألفاظها من أهم أسباب الفساد الذي ملأ الأرض، وضج منه جميع الصالحون، بل والعقلاء من كل دين ومذهب، فإن التلاعب باللغة يفتح علينا أبواب شر كبيرة، حيث يُستحل الحرام، ويُحرم الحلال، ويُأمر بالمنكر ويُنهى عن المعروف، وذلك كله عكس مراد الله من خلقه، يقول النبي ﷺ: (إن ناسًا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها) [أخرجه الحاكم في المستدرك].

فرسول الله ﷺ في ذلك البيان النبوي لا يريد أن يشير إلى تلك الكبيرة وهي شرب الخمر فحسب، بل إنه يتكلم عن تلك الصفة التي ستظهر في آخر الزمان وهي التلاعب بالألفاظ، والتي يترتب عليها تضييع الأحكام الشرعية، فيستحل الناس الذنوب والكبائر، فالخمر تسمى مشروبات روحية مثلاً، والزنا يسمى حرية الحياة الخاصة، أو حرية الممارسة الجنسية، ولذلك يظن الناس أن أحكام الله عز وجل لا تنطبق على تلك المسميات الجديدة، رغم أن الحقائق ثابتة.

إن الأساس الفكري الذي نؤكد عليه دائمًا هو ضرورة أن تقوم اللغة بوظائفها التي تبرر وجودها أصلا، فإن للغة ثلاث وظائف أساسية، أولى تلك الوظائف هي : "الوضع" بمعنى جعل الألفاظ بإزاء المعاني، فهو أمر لا بد منه حتى يتم التفاهم بين البشر.

وثاني تلك الوظائف هي "الاستعمال" : وذلك أن المتكلم يستخدم تلك الأصوات المشتملة على حروف لينقل المعاني التي قامت في ذهنه إلى السامع.

وهنا تأتي الوظيفة الثالثة والأخيرة وهي "الحمل" : والتي تعني حمل تلك الألفاظ على مقابلها من المعاني التي سبق للواضع أن تواضع عليها، وقد قرر العلماء عبارة موجزة توضح ما ذكرناه، فقالوا : (إن الاستعمال من صفات المتكلم، والحمل من صفات السامع، والوضع قبلهما).

وينبغي أن يسود ذلك الأساس الفكري في التعامل مع اللغة ليواجه أساسًا فكريًا آخر أصّل الفساد عن طريق التلاعب بالألفاظ، ولعل ما ظهر من مدارس ما بعد الحداثة الفكرية تأصيلاً لذلك الأساس الذي يقرر التلاعب بالألفاظ

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض
  • الإثنين.. مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي لمرض السكري
  • "خدعوك فقالوا".. مكتبة الإسكندرية تكشف أسرار التغذية الصحية لمكافحة السكري
  • مكتبة مصر العامة بمطروح تشارك في حماية الحدود الثقافية للوطن
  • مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي لمرض السكري
  • معنى التعتعة في حديث "والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه "
  • ما هو صاروخ "فاتح 110" الذي قصف به حزب الله تل أبيب؟
  • «تعليم الجيزة»: حصر الطلاب ضعاف القراءة والكتابة وتنظيم ورش تقوية لهم
  • منير مراد.. من هو شهيد فلسطين الذي دعا لمصر قبل وفاته؟
  • بصواريخ نوعيّة... ما الهدق الإسرائيليّ الذي قصفه حزب الله؟