هل تبقى المكتبات العامة حلماً..أم سيتحقق ؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
كلما رأيت مشروعاً كبيراً ، دعوت الله أن يكون مكتبة عامة تضمّ بين جنباتها قاعات ثقافية وصالات مكتبية فيها ما لذّ وطاب من أصناف الكتب تضمّ قاعة للبحوث العلمية ومقهى وكافتيريا للوجبات الخفيفة وقاعةً لكتب الأطفال ، بحيث يقضي فيها عشاق هذه الأماكن الأوقات التي يحبون.
إعتياد الجلوس في قاعات المكتبات والتجوّل بين أروقتها، يغرس في النفوس حبّ القراءة التي نفتقر إليها في أيامنا هذه إلا ما ندر، وعدم وجود المكتبات العامة المفتوحة جلّ ساعات اليوم ، ساعد على هجر القراءة والعزوف عنها ، نريد أن ينشأ الأطفال وهم يشعرون بأهمية القراءة وأنها لهم كالغذاء والهواء فالقراءة هي الأمر السماوي الأول الذي نزل على مشعل الهداية الرسول عليه الصلاة والسلام حين أمره الله ب :(اقرأ) وقد قيل:( أمة اقرأ لا تقرأ ) ، وهي حقيقة للأسف إلى حدّ ما ، فنحن مجتمع يملّ من القراءة وقد لا يجد في الكتاب الأنس والرفقة ليكون الكتاب “خير جليس” ، مع أن القراءة قلب الحياة النابض ، وهي الوسيلة لإنارة العقول وتغذيتها .
قال أبوالطيِّب المتنبِّي :أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ.
إن مجالسة الكتب ، تضفي على الروح سعادة لاحدود لها ، ولا يغيب عن الذهن أعظم كتاب وهو القرآن العظيم، فكم من الراحة والسكينة نجدها في تقّليب صفحاته، وتلاوة آياته ،وتدبُّر معانيه.
هو الكتاب العظيم الذي أرشدنا وعلّمنا وأخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وبين صفحاته كل القيّم والمبادئ ، وفي آياته ،حقيقة الإسلام الصحيح .
ومن تعمّق في قراءة كتاب الله ، يعرف تماماً أنه لولا القراءة بتدبّر، لما فهم أبعاد الآيات، وهذا يؤكد أهمية القراءة.
إن المكتبات معين لا ينضب ،وبحور تتدفّق من جميل ما دوّنه العلماء ، وما كتبه الأدباء والمفكرون على مرّ العصور، وحين نتجول في المكتبة لشراء كتاب معين ، نجد أنفسنا خرجنا بأكثر من كتاب ، إذ لامجال للاستعارة أو الإستمتاع بالقراءة فقط ، فهي مكتبة تجارية للإختيار والشراء،عندها أتذكر أمنيتي بوجود مكتبة عامة زاخرة يستطيع عشّاق الكتب والقراءة ، أن يستظلوا بظلها ما شاءوا من ساعات ، يغذُّون فيها أرواحهم ، ويمتِّعون نفوسهم بأطايب المعاني ، وجميل المفردات ، ويستزيدون من المعارف والعلوم ، ثم يستريحون مع فنجان قهوة أو شاي ، ثم يعودون للمواصلة في جو ثقافي ساحر.
يقول الجاحظ عن الكتاب: (هو الجليس الذي لا يطريك والصديق الذي لا يغريك والصاحب الذي لا يريد إستخراج ما عندك بالخداع .الكتاب هو الذي إن نظرت فيه ،عرفت به في شهر مالا تعرفه من أفواه الرجال في دهر).
قد يكون لدى كثير من محبي القراءة والشغوفين بها ، مكتبات خاصة في بيوتهم وهذا أمر رائع، لكن وجود المكتبات العامة الكبيرة مهمّ جداً في تكّوين ثقافة المجتمع ، وتحّفيزه للقراءة ، ومهمّة جداً لتنشئة جيل مطّلع قارئ ثري المعلومات، فارتياد المكتبات والتنقل بين عناوينها ،وتصفّح الكتب، والإختيار في جو مكتبي ثقافي راقٍ، ليس كمثل التصفُّح عن طريق “جوجل”، أو غيره أبداً. فللمكتبات الحيّة متعة وفائدة وحضور مختلف.ودمتم.
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
«القراءة انفتاح على العالم».. أمسية ثقافية لـ«كُتّاب الإمارات»
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، بالتعاون مع المركز الثقافي والإبداعي التابع لوزارة الثقافة، أمسية ثقافية بعنوان: القراءة انفتاح على العالم، شارك فيها الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي، وفائزتان في مسابقة غانم غباش للقصة القصيرة، التي أعاد إطلاقها كتاب الإمارات العام الماضي، وهما الكاتبة والفنانة فاطمة العامري والكتابة زينب الحداد.
حضر الأمسية الدكتور سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومنى العامري، مدير مركز أبوظبي الثقافي الإبداعي والدكتورة عائشة الشامسي المسؤول الثقافي لـ«كتاب الإمارات».
أكدت الأديبة شيخة الجابري، رئيس الهيئة الإدارية لكتاب الإمارات فرع أبوظبي، التي قدمت الأمسية أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يحرص على تفعيل الشراكات، التي يعقدها مع الوزارات والمؤسسات الرسمية في الدولة، والتي من شأنها أن تدفع بالعمل الثقافي إلى الأمام، وتعمل على احتضان المواهب وتشجيع الكتاب والمبدعين.
وأشارت إلى أن التعاون مع المركز الثقافي والإبداعي التابع لوزارة الثقافة في أبوظبي في هذه الأمسية التي اشتملت على توقيع كتب أصدرها الاتحاد للمشاركين فيها، جاء احتفاءً وتفاعلاً مع شهر القراءة الوطني الذي ينطلق في شهر مارس من كل عام.
نافذة على العالم
وقال الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي خلال الأمسية "منذ أن فتحت عينيّ على الكتاب، أدركت أن العالم أوسع من جدران البيت، وأكبر من حدود المدينة. مع كل كتاب كنت أقرأه، كنت أضيف إلى شخصيتي لبنة جديدة، وأهدم جدران الجهل والضيق، التي تحدّ من الرؤية. علّمتني القراءة كيف أن المعرفة قوة، وكيف أن الفكر المستنير هو الحصن الذي يحمي الإنسان من السقوط في هاوية التبعية والانقياد الأعمى".
وتابع "القراءة جعلتني أفهم أن الحقيقة ليست مطلقة، وأن الإنسان ابن تجاربه ومعارفه، وأن من يقرأ أكثر، يخاف أقل. القراءة دفعتني إلى التساؤل، إلى البحث، إلى عدم قبول الأشياء كما هي، بل الغوص في أعماقها لاكتشاف ما وراء الكلمات".
بوابة الدخول
وقالت الكاتبة والفنانة فاطمة العامري "لطالما كانت القراءة بالنسبة لي إشباعاً لفضولي المعجون بشغف الاكتشاف. وقد نشأت في أسرة محبة للقراءة والعلم، وساعدني في ذلك اختيارات أمي الحكايات المسموعة والمقروءة، ومكتبة أبي التي تضم كتباً من كلاسيكيات الأدب. ودعاني ذلك إلى تشكيل مكتبتي الخاصة لاحقاً والتي حولتني من سؤال: ماذا يكتب الناس.. إلى «كيف يكتبون؟» وهذا ما صنع قلم فاطمة لاحقاً لتكون كاتبة وقاصة".
وقالت الكاتبة زينب الحداد إن الجيل الحالي أكثر الأجيال عزلة عن العالم الخارجي، بسبب التطور التكنولوجي الهائل الذي يأخذهم إلي تطبيقاته، مؤكدة على دور الوالدين في غرس بذرة القراءة في نفوس الأبناء، فهما القدوة التي يتمثلها الطفل في البدايات.