صحيفة أمريكية: تم التخطيط لعملية ”طوفان الأقصى” في عاصمة عربية وهذه الدولة منحت حماس الضوء الأخضر
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قالت صحيفة أمريكية، إن عاصمة دولة عربية، احتضنت اجتماعًا سريًا الإثنين الماضي، وفيه تم التخطيط لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب الشهيد عزالدين القسام، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس السبت.
وقالت وول ستريت جورنال، إن "مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ الذي شنته حماس يوم السبت على إسرائيل".
وأضافت أن الإيرانيين "أعطوا الضوء الأخضر للهجوم في اجتماع عقد في بيروت يوم الاثنين الماضي، وفقًا لأعضاء كبار في حماس وحزب الله، وهي جماعة مسلحة أخرى مدعومة من إيران".
وأردفت أن "إسماعيل قاآني، قائد الذراع العسكرية الدولية للحرس الثوري الإيراني، فيلق القدس أطلق التنسيق بين العديد من الميليشيات المحيطة بإسرائيل في أبريل خلال اجتماع في لبنان، حيث بدأت حماس العمل بشكل وثيق مع مجموعات أخرى مثل حزب الله لأول مرة".
اقرأ أيضاً ميليشيا الحوثي تجوب قرى محافظة صنعاء لجمع تبرعات للقوة الصاروخية لضرب إسرائيل ! كتائب القسام تفجر مفاجأة جديدة بشأن الأسرى الإسرائيليين وماذا حدث اليوم البنتاغون يحرك حاملة طائرات لإسرائيل.. وحماس تحذر من العواقب: دعم أمريكا لتل أبيب لا يخيفنا عاجل: قصف اسرائيلي عنيف على قطاع غزة وكرات نارية حمراء تتصاعد ”فيديو” عاجل: ارتفاع عدد قتلى إسرائيل إلى أكثر من 700 و 2200 جريح منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى لعبة إيرانية إسرائيلية.. من هو الشاب اليمني الذي قتل في عملية طوفان الأقصى؟ بالفيديو.. اللحظات الأولى لمقتل سائحين إسرائيليين في مصر على يد شرطي ”إسرائيل” تلفظ أنفاسها الأخيرة ”وفية” أول أغنيات ألبوم كاظم الساهر الجديد ويصورها فيديو كليب الدبلوماسي اليمني السابق هاني البيض يطرح رؤيته للحل ويهاجم الانقسام الملفت إزاء التطورات في فلسطين المقاومة تختطف مركبة عسكرية إسرائيلية بجنودها في عسقلان «فيديو»وبحسب الصحيفة الأمريكية "قال أعضاء كبار في حماس وحزب الله إن هجوم حماس كان يهدف أيضًا إلى تعطيل المحادثات المتسارعة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل والتي تعتبرها إيران تهديدًا".
وقالت إن "الخطة الأوسع للحرس الثوري الإيراني تتمثل في خلق تهديد متعدد الجبهات يمكنه خنق إسرائيل من جميع الجوانب - حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحماس في غزة والضفة الغربية".
وذكرت أنه "تم مراجعة تفاصيل عملية حماس خلال اجتماعات عدة في بيروت حضرها ضباط الحرس الثوري الإيراني وممثلو أربع جماعات مسلحة تدعمها إيران، بما في ذلك حماس، التي تسيطر على السلطة في غزة، وحزب الله، وهي جماعة شيعية مسلحة وفصيل سياسي في لبنان".
وأشارت إلى أن "ضباط الحرس الثوري الإسلامي الإيراني عملوا مع حماس منذ أغسطس لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية في أهم خرق لحدود إسرائيل منذ حرب يوم الغفران عام 1973".
وكانت الصحيفة نفسها قالت إن الرد الإسرائيلي يهدد بإسقاط التوازن الدقيق في قلب أجندة إدارة بايدن في الشرق الأوسط: إقامة علاقات رسمية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل مع احتواء التوترات مع إيران.
واضافت في تقرير لها انه قد يؤدي تحقيق تقارب سعودي إسرائيلي تاريخي إلى تعديل سياسات الشرق الأوسط وسيكون بمثابة انقلاب دبلوماسي يحققه الرئيس بايدن بينما يواجه حملة إعادة انتخاب صعبة، وكان البيت الأبيض يأمل أيضًا في تجنب أي أزمة جديدة مع إيران في الفترة التي تسبق حملة 2024.
ونقلت عن حسين إبيش، الباحث البارز المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن قوله : "إن حماس ترمي قنبلة في الغرفة بكل معنى الكلمة" وقال إن الهدف هو “استفزاز الإسرائيليين لاتخاذ إجراءات تجعل من المستحيل على السعودية المضي قدمًا” في التطبيع.
وفي وقت سابق أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مقتل 40 عنصرا من شرطة الحدود الإسرائيليين وإصابة 120 وانقطاع الاتصال بـ 18 آخرين في الجنوب.
وفي السياق، اعلن الناطق العسكري لكتائب القسام التابعة لحركة حماس، عن أسر مجموعة جديدة من الاسرائيليين ونقلهم إلى قطاع غزة.
وأعلن أبوعبيدة في كلمة مساء اليوم، أن مقاتلي الحركة ما زالوا يشتبكون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة.
وكان الإعلام الإسرائيلي قال إن أكثر من 750 من الاسرائيليين مفقودين منذ الأمس.
وقال أبو عبيدة إن مقاتلي الحركة وصلوا إلى قرب عسقلان المحتلة.
فيما أعلنت الصحة الإسرائيلية ارتفاع عدد قتلى الاحتلال إلى 700 والجرحى إلى 2200 .
وكانت كتائب القسام أعلنت في وقت سابق عن تنفيذ عمليات إنزال وتسلل جديدة إلى الأراضي المحتلة والاشتباك مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، ضمن عملية طوفان الأقصى المستمرة لليوم الثاني على التوالي.
وكان إعلام العدو الاسرائيلي، كشف في وقت سابق أن عدد أسراه عدد كبير يستوجب الرد، ومنذ الأمس تشن إسرائيل عشرات الغارات على قطاع غزة، موقعة مئات الشهداء والجرحى بينهم عشرات الأطفال والنساء.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه اعتقل القيادي في حماس محمد أبو غالي، فيما قال إعلام أميركي أن 3 أميركيين على الأقل قتلوا في أحداث غزة.
ونددت الدولة العربية وبينها اليمن والمملكة العربية السعودية بأعمال العنف والاعتداء الاسرائيلي على المدنيين بقطاع غزة، واستمرار الاستفزازات الاسرائيلية للفلسطينيين وانتهاكاتها في القدس والمسجد الأقصى، مؤكدة على ضرورة الحل السلمي وفقا للمبادرة العربية بما يضمن للشعب الفلسطيني نيل حريته ودولته وعاصمته القدس الشريف.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
هل حقا النقاش مقفل في طوفان الأقصى مفتوح في ردع العدوان؟!
مقارنة البيئة المؤيدة لـ"طوفان الأقصى" بالبيئة المؤيّدة لـ"ردع العدوان" من جهة الموقف النقدي ممّا تؤيّده كل منهما؛ خطأ، ليس فقط لأنّ المقارنة اعتباطية، واستمرار في خطاب غير بريء يهدف دوما إلى الحطّ من القضية الفلسطينية بوصفها "قضية" لتتحول إلى مسألة فلسطينية/ إسرائيلية، أو في أحسن الأحوال بوصفها "قضية" غير قابلة للحلّ فلنتخلص منها إذن، ولكن أيضا؛ لأنّ المشهد القائم الآن هو حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزّة ممّا يستوجب موقفا إزاءها أكثر كثافة وحضورا من ذلك الهمّ العجيب الذي يسكن بعض المعقّبين العرب على الحدث، وهو همّ: "لماذا لا تنتقدون عمليتكم؟ لماذا لا تقبلون نقدنا؟"، وذلك في حين أنّ عملية "ردع العدوان" قد انتهت بدخول دمشق والبدء بترتيب المرحلة الانتقالية من خلال ما يُسمّى بـ"الإدارة السورية الجديدة"، فالنقد الذي يوجّه لأحمد الشرع وفريقه من أوساط سورية مؤيّدة لإسقاط الأسد، ليس نقدا لـ"ردع العدوان" التي جرت وانتهت سريعا، ولكن لكيفيات ترتيب "سلطة الأمر الواقع".
فقط التذكير بهذه الحقيقة، وهي أننا الآن إزاء ترتيبات حكم جديد في سوريا، لا إزاء "ردع العدوان"، يكفي لبيان الخلل في هذه المقارنة، بقطع النظر إن كان الانصراف عن هذه الحقيقة قد نجم عن غفلة أو تغافل، فالدافع الضمنيّ واحد، وهو كيف نتخلص من فلسطين بوصفها "قضية"، ونجعلها مجرّد مسألة تخصّ أصحابها، نضعهم على قدم التساوي مع الإسرائيليين، حينما نقول "مسألة فلسطينية/ إسرائيلية". لكن وبالرغم من هذه المغالطة المكشوفة، فلنسلّم جدلا بأنّ البيئة المؤيدة لإسقاط الأسد تُقدّم نقدا واسعا وحرّا لأحمد الشرع وفريقه، فهل هذا النقد حاصل داخل "هيئة تحرير الشام"، والقوى الأقرب إليها سياسيّا وأيديولوجيّا؟!
فلنقارن إذن المواقف النقدية بين الذين ما يزالون يرون فلسطين "قضية" و"إسرائيل" عدوّا ويرجون تحرير فلسطين، وبين مؤيدي إسقاط الأسد، بمن فيهم قاعدته الاجتماعية التي تآكلت باستمرار، لنجد أنّ الحالة النقدية إزاء عملية "طوفان الأقصى" كانت الأكبر والأكثر وضوحا، لأنّه علينا والحالة هذه أن نأخذ الشعب الفلسطيني بعمومه
سيُقال إنّ القضية ليست بين بيئة "حماس" وبيئة "تحرير الشام"، بل بين عموم البيئة المؤيدة لعملية حماس، بما فيها قوميون ويساريون، وعموم البيئة المبتهجة بسقوط الأسد. حسنا، المقارنة بين هاتين البيئتين لا تخدم الغرض المخاتل من هذه المقارنة، فقد تبيّن أنّ عموم السوريين، بما في ذلك أوساط كانت من القاعدة الاجتماعية لنظام الأسد، قد رحّبت بهذا التحوّل بعدما تعفّن النظام من الداخل، وازداد تآكله بعد "قانون قيصر"، فلم يكن يحتاج إلى أكثر من يركله ليتهاوى.
كان عموم السوريين يرغبون في التخلص من ذلك الوضع، فهل نتوقع من هذا العموم بأطيافه المختلفة، سواء في إطار المعارضة سابقا والتي لم تكن حتى ائتلافا جبهويّا وإنما كيانات متخالفة حتّى وإن نجح الشرع في مرحلة الجولاني في إضعاف أكثرها لصالح جماعته، أم في إطار ما كان قاعدة اجتماعية للنظام، ألا يصدر عنه (أي هذا العموم) نقد لإدارة الشرع وفريقه للمرحلة الراهنة؟! بل إنّ النقد المشاهد، أقلّ ممّا يزعم المقارنون المغالطون، ربما بسبب بهجة الإنجاز، أو بسبب الإحساس بالمسؤولية لتمرير هذه الفترة بأقلّ الخلافات. ولكنّه حقّا أقلّ مما زعم هؤلاء المغالطون، الذين يكبّرون ما يريدون ويصغّرون ما يريدون! وبعضهم يتورّط في صغار استشراقي حينما يردّ النقد السوري للشرع إلى احتكاك السوريين بالمجتمعات الديمقراطية التي لجأوا إليها! فذمّ النقاد السوريين من حيث أراد مدحهم!
إن كان الأمر كذلك، فلنقارن إذن المواقف النقدية بين الذين ما يزالون يرون فلسطين "قضية" و"إسرائيل" عدوّا ويرجون تحرير فلسطين، وبين مؤيدي إسقاط الأسد، بمن فيهم قاعدته الاجتماعية التي تآكلت باستمرار، لنجد أنّ الحالة النقدية إزاء عملية "طوفان الأقصى" كانت الأكبر والأكثر وضوحا، لأنّه علينا والحالة هذه أن نأخذ الشعب الفلسطيني بعمومه، فالفلسطينيون كلهم يرون "إسرائيل" عدوّا ويصفون صراعهم معها بأنّه "قضية" لا مجرد مسألة. ومن نافلة القول إنّ الأصوات الفلسطينية الناقدة لـ"طوفان الأقصى" عالية وشديدة الوضوح، وبعضها تجاوز النقد إلى الاتهام المتغافل عن حقيقة أن "إسرائيل" كيان إباديّ في منشئه ووجوده واستمراره! علاوة على تلك الأصوات العربية التي تُخصَّص لها قنوات تلفزيونية وذباب إلكتروني وينفق عليها ما يفوق الملايين! (وهؤلاء النقّاد المغالطون يستكثرون وجود من يتصدّى لهذه الحملة الدعائية الدولية)!
لقد تحوّل النقد الذي يبحث في صحة التقدير السياسي، أو حتّى فاعلية المقاومة المسلّحة، إلى اتهام للضحية، بحجة أنّ العدوّ معروف عداؤه فلا ينبغي أن نشغل أنفسنا في ذمّ ما هو ذميم بداهة، وهو أمر لم يخلُ في الكثير من حالاته من عزل لمنفّذي "طوفان الأقصى" عن بقية أبناء شعبهم، وتجريدهم من وصف الضحايا، وحرمانهم من حقّهم في التعاطف، مع أنّ الإبادة الجارية في غزّة تجري عليهم كما على بقية أبناء شعبهم هناك، وبنحو أكثر تركيزا وكثافة!
هذا الخطاب الذي تجاوز النقد في قسوته إلى درجة الاتهام والإدانة، هل يمكن التغافل عنه؟! لأنّنا لم نعد بين مؤيّدي "طوفان الأقصى" ومؤيدي "ردع العدوان"، بل بين من يرون فلسطين قضية، وبين من يؤيدون إسقاط الأسد! وإلا فالمشكلة ليست عندنا حينما نعدّل المقارنة لتكون بهذا النحو، وإنّما عند من يعاني من وسواس وصف فلسطين بالقضية (راجع مقالة حازم صاغية المنشورة في "الشرق الأوسط" بتاريخ 1 كانون الثاني/ يناير 2025 بعنوان "طوفان الأقصى وردع العدوان: إغلاق النقاش وفتحه..."، علما بأنّ الردّ هنا لا يقصده حصرا، بل كلّ من يعاني وسواسا آخر، وهو وسواس: "لماذا لا تنتقدون طوفان الأقصى؟!" ويقترف المغالطات ذاتها وما يشبهها).
بعض الذين أعجبتهم هذه المقارنة الصفيقة، يرفضون ما يفعله غيرهم من مقارنة الأثمان التي دفعها الغزيون بتلك التي دفعتها شعوب ومجتمعات أخرى في ثوراتها التحررية وأنجزت تحررها في نهاية المطاف (آخرها بالمناسبة الثورة السورية التي أنجزت إسقاط الأسد) لاختلاف السياقات والحيثيات، مع أنّ المقارنة قد تكون من حيثية معينة ولا تقصد المطابقة، وبعض هؤلاء كانوا يرفضون مساءلتهم لماذا تصرّون على قراءة "طوفان الأقصى" فقط من زاوية الأثمان الإنسانية الهائلة التي دفعها الغزيون (وهي أثمان بالضرورة ينبغي اعتبارها وقد تكون أهمّ ما في الأمر كلّه فعلا على الأقلّ في المدى القريب)، بينما كنتم ترفضون مساءلة الثورة السورية التي كلّفت السوريين أثمانا مروعة كانت تُستخدم باستمرار بلا سبب مفهوم للقول إنّ معاناة الفلسطينيين أقلّ من معاناة السوريين و"إسرائيل" أكثر رحمة من نظام بشار الأسد؟! ولماذا لم تحمّلوا الثورة السورية مسؤولية الإبادة الأسدية لكون الأسد مذموم ومتهم بداهة؟! فكانوا يجيبون أنّ الثورة لم يطلقها طرف محدّد يوجه له النقد ويُحمّل المسؤولية بخلاف "طوفان الأقصى" التي نفّذتهما "حماس". وبالرغم ممّا في هذه الإجابة ممّا يمكن الردّ عليه، فإنّها كافية للكشف عن الهوى الذي يندفع به هؤلاء، فالتنوع الكبير في الثورة السورية يستدعي حتما نقدا لأحمد الشرع وفريقه، فالثورة في مبتدئها والفاعلين فيها طوال سنوات المحنة السورية أكبر من "هيئة تحرير الشام" حتى لو آلت الأمور حتى الآن للشرع وفريقه، لكن فلنلاحظ كيف أنّ هذا التنوع يُستدعى في وقت، ويُطمس في وقت آخر، لدى الشخص نفسه، لأغراض سجالية!
في كلّ تجربة هناك من يتحسسون من النقد، أو يتحفظون عليه، منهم الجزميون الوثوقيون، وهم صنف لا يخلو منه مجتمع بشري أو جماعة فاعلة، ومنهم الذين يعتقدون أنّ المسؤولية تقتضي إرجاء النقد أو التخفيف من غلوائه أو الالتفات إلى المشهد بكلّيته، لكن في المقابل، هؤلاء الذين يعتقدون أنّهم نقديون، ونقدهم لا يتجه إلا للفاعل الفلسطيني (ما هو حجم النقد الموجّه للأنظمة العربية التي تسمح باستمرار الإبادة في غزّة؟! ولماذا حصر المشكلة في التعاطي مع "إسرائيل" في إيران واستغلالها لها، أو في استغلال النظام الأمني الأسدي لها من قبل؟! وهل الأنظمة العربية الأخرى ليست أمنية؟! ولماذا يتحمّس البعض للحروب الأهلية في المنطقة أو بين شعوبها مهما كانت كلفتها ولكنه يتحسس من المواجهة مع "إسرائيل"؟ لم تكن المشكلة مع القراءات النقدية لعملية "طوفان الأقصى"، وإنّما مع تحويل النقد إلى إدانة للفاعل الفلسطيني، وتحميله مباشرة مسؤولية الإبادة الواقعة عليه كما هي واقعة على أبناء شعبه، والتغافل عن الطبيعة الإبادية للكيان الإسرائيلي، وتناسي الحالة الفلسطينية السابقة على العملية، وقصر المعالجة على عملية "طوفان الأقصى" دون التفات مكافئ لمواقف أخرى سهّلت استمرار الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين بما في ذلك مواقف عربيةهذه الأسئلة لا تقصد كاتب المقالة المشار إليه أعلاه، بل الكثيرين ممن ناقشناهم أو اطلعنا على آرائهم المبثوثة في مواقع التواصل الاجتماعي).. أقول هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم نقديين، هل منعهم أحد من النقد؟! هل يفعلون شيئا سوى نقد المقاومة الفلسطينية ومن يساندها؟! فلماذا كل هذا الوسواس تجاه من يتمسك بتأييده لـ"طوفان الأقصى" أو يرفض ما يقولونه من نقد؟!
على أية حال لم تكن المشكلة مع القراءات النقدية لعملية "طوفان الأقصى"، وإنّما مع تحويل النقد إلى إدانة للفاعل الفلسطيني، وتحميله مباشرة مسؤولية الإبادة الواقعة عليه كما هي واقعة على أبناء شعبه، والتغافل عن الطبيعة الإبادية للكيان الإسرائيلي، وتناسي الحالة الفلسطينية السابقة على العملية، وقصر المعالجة على عملية "طوفان الأقصى" دون التفات مكافئ لمواقف أخرى سهّلت استمرار الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين بما في ذلك مواقف عربية، ووضع الحَبّ في طاحونة الإسرائيلي حينما لا تكون الخلاصات إلا تردادا للدعاية الإسرائيلية، بقطع النظر عن الدوافع، وإن لم يخل المشهد العامّ من متصهينين صرحاء، فمن اختلفت دوافعه ولكنّه وافقهم في خطابهم، عليه تحمّل المسؤولية الشخصية عن صياغاته لخطابه، والحاصل أنّ مثل هذا النقد المتفق في منطوقه مع الدعاية الإسرائيلية، هو فعل "إباديّ للعقل وللأخلاق وللحرّيّة" وليس الموقف الرافض له!
ولكن يمكن الاستنتاج من هذه التناقضات، أنّ ذلك البعض يرى فلسطين عبئا، أو موضوعا غير قابل للحلّ، أو مسألة تضخمت بغير مبرر لتكون قضية، وأنّ على الفلسطينيين أن يدركوا أنهم "ليسوا محور الكون"، لنكون أمام خطاب ذبابيّ عام يقول: "فلسطين ليست قضيتي"!
* ملاحظة: كتبت أكثر من مادة تضمنت مراجعة للحسابات السياسية لعملية "طوفان الأقصى"، منها ورقة سياسات بعنوان "موقف حماس: الحرب وآثارها في الحركة ومستقبلها" منشورة في موقع "مؤسسة الدراسات الفلسطينية في شباط/ فبراير 2024، أي تقريبا في مطالع الحرب، ومقالة مطولة أخيرة في "مجلة الدراسات الفلسطينية" الصادرة في كانون الثاني/ يناير 2025، بعنوان: "ظلال التاريخ وأشباح المستقبل: "حماس" والجهاد بعد طوفان الأقصى"، وغرض هذه الملاحظة القول إنّ رفض ذلك النقد المشار إليه في هذه المقالة، لا يعني رفضا للنقد المسؤول المتوخي للحقيقة والملتزم الصرامة العلمية والأخلاقية في قراءته النقدية.
x.com/sariorabi