أكثر من ألف قتيل في المعارك بين إسرائيل وحماس ونتانياهو يحذّر من "حرب طويلة وصعبة"
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
غزة - تطارد القوات الإسرائيلية اليوم الأحد مئات المقاتلين الفلسطينيين الذين تسللوا إلى أراضيها وتواصل قصف قطاع غزة، فيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من "حرب طويلة وصعبة" بعدما خلّف القتال مع حركة حماس أكثر من ألف قتيل لدى الجانبين.
وفي لبنان، أعلن حزب الله إطلاق "عدد كبير من القذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة" على المنطقة المتنازع عليها في مزارع شبعا فيما أفاد الجيش الإسرائيلي صباح الأحد أنه قصف بطائرة مسيّرة "البنية التحتية الإرهابية لحزب الله" اللبناني في المنطقة الحدودية.
وفي مصر، قُتل اسرائيليان ومصري عندما أطلق شرطي مصري النار على وفد سياحي اسرائيلي في وسط الاسكندرية (شمال)، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد عزمه على إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وبدأ التصعيد بعدما شنّت حماس هجوماً مباغتاً على إسرائيل صباح السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزّة وتسلّل مئات من مقاتليها إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأسفرت المعارك عن "أكثر من 600 قتيل" في الجانب الإسرائيلي وأكثر من ألفي جريح 200 منهم "في حالة حرجة"، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
وفي قطاع غزة، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية الانتقامية منذ السبت، أفادت وزارة الصحة ب"استشهاد 413 مواطنا" وإصابة 2300 شخصا.
استعادة السيطرة
نشر الجيش الإسرائيلي عشرات آلاف الجنود لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق الصحراوية المتاخمة لقطاع غزة، وانقاذ الرهائن الإسرائيليين وإجلاء السكان المتبقين بحلول صباح الإثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي مساء الأحد إن "العدو لا يزال على الأرض"، مضيفا "نعزز قواتنا خصوصا بالقرب من غزة ونقوم بتطهير المنطقة".
وتعهد الجيش ملاحقة "الإرهابيين في كل مكان يتواجدون فيه"، مشيرا إلى أن غاراته أصابت "800 هدف".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري للصحافيين الأحد إن "مهمتنا خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة".
وأكد أن القتال مستمر "لإنقاذ الرهائن" الذين يحتجزهم مقاتلون فلسطينيون في إسرائيل. وأضاف "هناك عشرات آلاف من الجنود المقاتلين، سنصل إلى كل تجمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل".
وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي أن "مدنيين وجنودا هم في أيدي العدو، حان وقت الحرب".
وقتلت فرنسية في هجوم حماس، بحسب ما اعلنت خارجية بلادها مشيرة الى أنه لم يتم حتى الآن العثور على عدد من مواطنيها.
كما قتل عدد من المواطنين من دول غربية أو فقد أثرهم في القتال من بينهم أشخاص من البرازيل وبريطانيا وألمانيا وايرلندا والمكسيك والنيبال وتايلاند وأوكرانيا والولايات المتحدة.
ودعا الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ إلى "وحدة الشعب والبرلمان في حكومة طوارىء".
غير مسبوق
وأقرّ نتانياهو في خطاب متلفز بأنّ ما حدث "غير مسبوق في إسرائيل". وقال "كل الأماكن التي تختبئ فيها حماس... سنحيلها ركاماً".
والأحد، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي جو بايدن أبلغ نتانياهو ان مساعدة عسكرية اميركية اضافية في طريقها الى اسرائيل،، مؤكدا ان "مزيدا منها سيصل في الايام المقبلة".
وقالت الرئاسة الاميركية في بيان إن بايدن ونتانياهو "ناقشا ايضا الجهود القائمة لضمان الا يعتقد اعداء اسرائيل أنهم يستطيعون او أن عليهم استغلال الوضع الراهن".
كذلك، أكد وزير الدفاع لويد أوستن أن واشنطن "ستقوم بسرعة بتزويد الجيش الإسرائيلي بمعدات وموارد إضافية، بما في ذلك الذخائر".
وأكد أوستن أيضا أنه قام بتوجيه حاملة الطائرات "يو اس اس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها توجهت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لافتا الى أن واشنطن تعمل على زيادة أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وأغلقت المدارس في إسرائيل وتم إلغاء العديد من الرحلات إلى مطار بن غوريون بسبب القتال.
مفقودون
وفي جنوب إسرائيل، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس الأحد عدة جثث ملقاة على الطريق الواصل إلى شاطئ زيكيم بينما توقفت العديد من المركبات الإسرائيلية التي ترك إطلاق الرصاص أثره عليها.
وفي غزة، فرغت الشوارع من المارة باستثناء مئات اصطفوا أمام الأفران للحصول على الخبز على وقع دوي الانفجارات.
وقطعت الكهرباء عن القطاع كما انقطعت الانترنت عن العديد من الأحياء.
وأكد إسرائيليون يبحثون عن أقاربهم، عبر الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي الأحد، أنّهم شاهدوهم في مقاطع فيديو لحماس في غزة يتمّ تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أوردت وسائل إعلام صباح الأحد أسماء إسرائيليين قُتلوا السبت وتمّ التعرف عليهم، بينهم أطفال ومراهقون.
وبدأت الأعمال القتالية فجر السبت بإطلاق وابل من الصواريخ من القطاع باتجاه بلدات إسرائيلية مجاوِرة وصولا الى تل أبيب والقدس.
واخترق مقاتلو حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول القطاع الذي تحاصره منذ أكثر من 15 عاما، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين في طريقهم.
وكانت كتائب عزّ الدين القسام الجناح المسلّح لحركة حماس اعلنت في مقطع فيديو أنّها "أسرت عدداً من جنود العدو"، كما أعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي احتجاز عدد آخر.
وقالت كتائب القسام إنها ستعلن "عدد الأسرى الإسرائيليين لدينا خلال ساعات".
وكان قائد الأركان في القسام محمد الضيف أعلن بدء عملية "طوفان الأقصى" السبت "رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى".
ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" التي شملت تنفيذ غارات جوية على القطاع، مشيراً إلى أنّه دمّر مباني تمّ تقديمها على أنها "مراكز قيادة" لحماس.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقال الممنهجة بحق الأطفال الفلسطينيين؛ ويحرمهم من عائلاتهم ويسلبهم طفولتهم في مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث تتجاوز أعدادهم في سجونه ومعسكراته 350 طفلا بينهم أكثر من 100 معتقل إداريًا.
وقالت المؤسسات الفلسطينية المعنية بشئون الأسرى (هيئة شؤون الأسرى، نادي الأسير، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) في تقرير لها اليوم السبت بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من أبريل من كل عام – إن الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون جرائم منظمة تستهدف مصيرهم أبرزها التعذيب والتجويع والجرائم الطبية هذا إلى جانب عمليات السلب والحرمان الممنهجة التي يواجهونها بشكل لحظي والتي أدت مؤخرا إلى استشهاد أول طفل في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، هو وليد أحمد (17 عامًا) من بلدة سلواد رام الله الذي استشهد في سجن (مجدو).
وأضافت المؤسسات الثلاث في تقريرها الذي حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه اليوم أن قضية الأطفال الأسرى، شهدت تحولات هائلة منذ بدء الإبادة وذلك في ضوء تصاعد حملات الاعتقال بحقّهم، سواء في الضّفة بما فيها القدس التي سُجل فيها ما لا يقل (1200) حالة اعتقال بين صفوف الأطفال إضافة إلى أطفال من غزة لم تتمكن (المؤسسات) من معرفة أعدادهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري.
وأشارت إلى أن الطواقم القانونية تمكنت على مدار الشهور الماضية من تنفيذ زيارات للعديد من الأطفال الأسرى في سجون (عوفر، ومجدو، والدامون)، رغم القيود المشددة التي فرضت على الزيارات، والتي تم خلالها جمع عشرات الإفادات من الأطفال التي عكست مستوى التوحش الذي يمارس بحقهم، حيث نفّذت بحقهم، جرائم تعذيب ممنهجة، وعمليات سلب -غير مسبوقة.
ونبهت المؤسسات إلى أن الأطفال المعتقلين يتعرضون للضرب المبرح، والتهديدات بمختلف مستوياتها، حيث تشير الإحصاءات والشهادات الموثّقة إلى أنّ غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التّعذيب الجسدي والنّفسيّ، عبر جملة من الأدوات والأساليب الممنهجة المنافية للقوانين والأعراف الدولية، والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطّفل هذا إلى جانب عمليات الإعدام الميداني التي رافقت حملات الاعتقال.
وقالت: إن الأطفال يتعرضون لسياسات ثابتة وممنهجة منذ لحظة الاعتقال مرورا بمرحلة التوقيف.. مشيرة إلى أن عشرات الجنود المدججين منازل الفلسطينيين يقتحمون بشكل مريب ويعيثون خرابًا في منازل المواطنين قبل الاعتقال وكان هناك العديد منهم مصابون ومرضى.
وأشارت إلى أن جنود الاحتلال يستخدمون خلال عمليات اعتقال الأطفال، أساليب مذلّة ومهينة، كما أن الغالبية منهم تم احتجازهم في مراكز توقيف تابعة لجيش الاحتلال في ظروف مأساوية، تحت تهديدات وشتائم، واعتداءات بالضرّب المبرح كما يجبر الأطفال على التوقيع على أوراق مكتوبة باللغة العبرية.
وقالت المؤسسات: إن جريمة التّجويع التي تُمارس بحق الأسرى وعلى رأسهم الأطفال تحتل السطر الأول في شهاداتهم بعد الحرب، فالجوع يخيم على أقسام الأطفال بشكل غير مسبوق حتى أنّ العديد منهم اضطر للصوم لأيام جراء ذلك، وما تسميه إدارة السّجون بالوجبات، هي فعليا مجرد لقيمات.
ونبهت المؤسسات إلى أن الاحتلال يواصل جريمته بحقّ الأطفال من خلال محاكمتهم وإخضاعهم لمحاكمات تفتقر الضمانات الأساسية (للمحاكمات) العادلة كما في كل محاكمات الأسرى؛ حيث شكّلت محاكم الاحتلال أداة مركزية في انتهاك حقوق الأطفال الفلسطينيين سواء من خلال المحاكم العسكرية في الضفة أو محاكم الاحتلال في القدس.
ولفتت إلى أن قضية الحبس المنزلي في القدس لاتزال تتصدر العنوان الأبرز بحق الأطفال المقدسيين التي حوّلت منازل عائلاتهم إلى سجون، حيث تنتهج سلطات الاحتلال جريمة الحبس المنزلي بحقّ الأطفال المقدسيين بشكل أساسي.
وأفادت المؤسسات بأن جريمة اعتقال الأطفال إداريًا تحت ذريعة وجود (ملف سري) لا تزال تشكل تحولا كبيرًا حيث يتجاوز عددهم 100 طفل من بينهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما، لتضاف هذه الجريمة إلى مجمل الجرائم الكثيفة التي ينفذها الاحتلال بحقهم.
وجددت المؤسسات الفلسطينية مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفسطيني وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة.
وشددت المؤسسات على ضرورة أن يعيد المجتمع الدولي للمنظومة الحقوقية الدّولية دورها الأساسي الذي وجدت من أجله ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء الإبادة والعدوان المستمر، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.