مجزرة الصالة الكبرى شاهد على وحشية دول العدوان وتجردها من الإنسانية
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
إجرام بلا حدود، ووحشية مفرطة تروي تفاصيلها المجزرة المروعة التي أقدمت عليها دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي باستهدافها الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء أثناء تواجد آلاف المواطنين في عزاء آل الرويشان في الثامن من أكتوبر 2016م.
سبعة أعوام مضت على المحرقة الكبرى، ولاتزال الكثير من الأسئلة تبحث عن أجوبة تفصح عن أسباب تورط دول تحالف العدوان في ارتكاب جريمة بهذا الحجم، ومن برر لها إزهاق أرواح مئات المواطنين في منشأة مدنية بحتة، وأثناء فعالية اجتماعية وإنسانية كانوا يؤدونها بعيدا عن جبهات المواجهة العسكرية.
وكعادتها عقب ارتكابها لأي جريمة خرج ناطق العدوان لإنكار الجريمة، وسرد ما تم تلفيقه مسبقا من سيناريوهات وقصص لمحاولة التهرب والتنصل عن المسؤولية تجاه الجريمة المروعة، على الرغم من وضوحها وضوح الشمس في رابعة النهار.
برز حينها الكثير من مرتزقة وأدوات العدوان الذين اعتادوا التبرير لجرائم التحالف بحق أبناء بلدهم، محاولين تبرئة القتلة من جرمهم المشهود، رغم اعتراف العدوان نفسه بارتكاب الكثير من تلك الجرائم ومنها الصالة الكبرى بعد ان أثبتت الأدلة والشواهد من مسرح الجريمة على تورط طيران العدوان.
في ذلك اليوم سمع غالبية سكان العاصمة صنعاء أصوات الطائرات وتحليقها المكثف في الأجواء تزامنا مع إلقائها صاروخين على الصالة الكبرى، استطاعت الكاميرات توثيق لحظة سقوطهما.
أحدثت الغارتان دمارا هائلا في المكان، وحولتا مجلس العزاء إلى جحيم، إذ تسببت الغارة الأولى في سقوط عشرات الشهداء والجرحى، ما دفع الناجين وكذا من كانوا في الخارج إلى الانتقال للصالة لمحاولة إسعاف المصابين، قبل أن تعاود طائرات العدو قصف الصالة بغارة ثانية ضاعفت من عدد الضحايا، وقضت على أي أمل في نجاة من كانوا بالداخل.
وبعد أيام قلائل اعترف تحالف العدوان وأقر بجريمته، لكن دماء الأبرياء الذين سقطوا في الصالة الكبرى وغيرها من المجازر في أنحاء اليمن، ماتزال تلاحق المتورطين في سفكها، والتي لا يمكن ان تسقط مهما تقادمت الأيام والسنوات، أو يفلت مرتكبوها من العقاب.
ورغم مرور سبع سنوات على هذه الجريمة إلا أن أهالي وذوي الضحايا لم يفيقوا بعد من هول الصدمة، وما حدث في ذلك اليوم، وما شاهده الكثير منهم في مسرح الجريمة، من دماء وأشلاء متراكمة ومختلطة ببعضها، وأعضاء متناثرة، وعشرات الأجساد والجثث المتفحمة التي غطت المكان، وغير ذلك من المشاهد المؤلمة والمروعة التي آلت إليها أحوال المئات من المعزين، الذين قتلهم العدوان بدم بارد.
لم يكن يخطر ببال أحد ممن شاركوا في ذلك العزاء أن تصل دناءة وإفلاس دول العدوان حد الاستهداف المتعمد لصالة عزاء، مهما كانت الظروف ومهما بلغت الهزائم المنكرة التي كانت تتعرض لها قواتهم ومرتزقهم في جبهات المواجهة مع رجال الرجال من أبطال الجيش، باعتبار أن للحرب ميدانها، وأهدافها المشروعة بعيدا عن المدنيين والأحياء السكنية.
أسفرت مجزرة الصالة الكبرى وفقا لمنظمة إنسان للحقوق والحريات، عن سقوط 193 شهيدا بينهم 33 طفلا، بالإضافة إلى 890 جريحا بينهم 40 طفلا، في واحدة من جرائم الحرب مكتملة الأركان وفقا للقانون الدولي الإنساني، ليشكل هذا اليوم ذكرى مؤلمة وحزينة، ويوما أسودا في تاريخ الإنسانية.
كان الحقد قد أعمى أبصار قادة العدوان والأنظمة المشاركة فيه، وجعلهم يصبون جام غضبهم على المدنيين، وينظرون إلى المنازل والمستشفيات والأسواق والمدارس وصالات الأفراح والعزاء كأهداف عسكرية، قد تعوض ولو جزء يسير مما لحق بهم من هزائم وخسائر عسكرية جراء عجز وفشل جيوشهم وجحافل مرتزقتهم عن مواجهة أبطال اليمن في الجبال والصحارى وعلى امتداد الحدود اليمنية السعودية.
وبحقدها الموغل في القدم أزهقت دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي أرواح آلاف اليمنيين ما بين طفل وأم وأب وكهل، في حرب إبادة هي الأكبر والأفظع في العصر الحديث، والأكثر دموية منذ الحربين العالمية الأولى والثانية.
هكذا يتصرف فاقدو الهوية، يتلذذون بترويع وقتل الأطفال والنساء ويعتبرونه نصرا وبطولة، يحاولون إشباع غرائز الإجرام والحقد والانتقام المتأصلة في نفوسهم المريضة، وعقولهم المشوهة، خصوصا بعد أن عرف العالم حجمهم وهوانهم طيلة سنوات حربهم العبثية على شعب اليمن العريق، والتي تجرعوا خلالها الويلات والهزائم المنكرة، وظلت الانسحابات والفرارات السمة الغالبة والوسيلة المتبقية أمام جيوشهم وآلياتهم، فصاروا بذلك أضحوكة أمام كل الشعوب.
فعلى مدى السنوات الماضية صب العدوان جام حقده وحمم نيرانه على كل شيء في اليمن، في حرب لم يشهد لها التاريخ مثيلا، إلا أن ما ارتكبه من فظائع وجرائم بحق الانسان اليمني ستظل شاهدا على بشاعة هذا العدوان وحقد أعراب الصحراء على اليمن إنسانا ومقدرات وتاريخا وحضارة.
كثيرة هي المذابح التي اقترفتها دول تحالف العدوان بحق أبناء الشعب اليمني، والتي لم يسبق حدوثها في تاريخ الحروب، فمن حي بني حوات إلى محرقة الصالة الكبرى، وعرس سنبان، والمزرق ومستبأ وعبس، والمخا، وحي الهنود بالحديدة، وأرحب، ومرورا بقنبلتي عطان ونقم، وأطفال ضحيان وغيرها الكثير والكثير من جرائم الحرب والإبادة التي قتلت الآلاف من النساء والأطفال والمدنيين في محافظات الجمهورية دونما أي رحمة أو وازع من دين أو ضمير أو أخلاق.
ورغم الألم والجراح وفداحة المصاب ظل الشعب اليمني شامخا متماسكا عصيا على الأعداء، ناهضا من تحت ركام الخراب والدمار، كمارد عظيم، محققا الكثير من الإنجازات والبطولات، ليصبح بعد تسع سنوات أقوى بكثير مما كان عليه، على كافة المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي جعلت دول العدوان تضع له ألف حساب.
سبأ : يحيى جارالله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: دول تحالف العدوان الصالة الکبرى الکثیر من
إقرأ أيضاً:
رانيا يوسف: التفاصيل الصغيرة تكشف الكثير في بداية العلاقة
قالت الفنانة رانيا يوسف، إنها تلاحظ التفاصيل الصغيرة في بداية العلاقة دائما، موضحة أن «هناك تفاصيل صغيرة إذا ظهرت مبكرا، تكون مؤشرًا واضحًا، مثل قلب الهاتف أو جعله في وضع صامت طوال الوقت، أو امتلاك هاتف آخر مخفي، أو حتى تسجيل اسم فتاة باسم صديق».
وأضافت رانيا يوسف، خلال لقاء مع بودكاست الشركة المتحدة «ع الرايق»، تقديم خالد عليش وميرهان عمرو: «في زيجتيَّ الأولى، كان الطرف الآخر يرفض الطلاق على الرغم من انتهاء العلاقة بيننا، فكانوا بيمدوا ايديهم عليا، كنت أقول لهم إن الزواج والحياة المشتركة انتهيا، وإنني لم أعد سعيدة، وأنت كذلك لست سعيدًا، بالذات إذا كان هناك أطفال، لأن الأطفال يشعرون جيدًا إذا كان البيت سعيدًا أم لا، حتى لو لم يشهدوا مشاجرات مباشرة بين الوالدين».
مؤشرات من بناتها عن التعاسة الزوجيةتحدثت رانيا عن تأثير ذلك على بناتها قائلة: «بناتي كُنَّ دائمًا المؤشر الذي يؤكد أنني غير سعيدة، أتذكر موقفًا مع ابنتي الصغيرة نانسي، عندما كانت تبلغ من العمر 6 سنوات، كنت أحميها تحت الدش وكانت تحاول إضحاكي، لكنني لم أشعر بالسعادة، قالت لي: مامي، أنتِ مش بتضحكي.. أنتِ مش سعيدة».
وأكملت: «أما ابنتي الكبرى، عندما كانت في التاسعة أو العاشرة، لم تكن تنام جيدا، وكانت ترسم رسومات تعبر عن حالتها، أخذتها إلى طبيب نفسي للأطفال، فأخبرني أن الرسومات تعكس شعور البنت بأن البيت غير سعيد، كانت ترسم بابا وماما بعيدين عن بعضهما، تعبيرًا عن القلق والخوف الذي تشعر به».
قرار الانفصالأضافت: «عندما قررت الانفصال، وجدت رفضًا غير مبرر من الطرف الآخر، لم أفهم لماذا كانوا يرفضون الطلاق، رغم أنني لم أكن سعيدة، ولم أعد قادرة على الاستمرار في العلاقة».