قال أشرف عمران، رئيس المجلس العربى للأمن المائى والغذائى، إن الزراعة المائية واحدة من أكثر الوسائل التى يمكن من خلالها تحقيق الأمن الغذائى لأنها توفر المياه بنسبة قد تصل فى كثير من الأحيان إلى 85% مقارنة بالزراعة التقليدية التى يزيد معها هدر المياه بسبب الرى بالغمر كما هو متعارف عليه فى الكثير من المحافظات.

وأوضح «عمران»، خلال حواره مع «الوطن»، أن الزراعة المائية توفر الأسمدة بشكل كبير وتعطى المزارع إنتاجاً وفيراً من المحاصيل الزراعية التى تختلف فى جودتها عن محاصيل الزراعة التقليدية، وإلى نص الحوار:

بداية، ماذا تعنى الزراعة المائية؟

- الزراعة المائية تعنى الزراعة فى وسط مائى، أى دون الحاجة للتربة بمفهومها التقليدى وعناصرها المختلفة، وهنا لا يحتاج النبات إلى التربة لمد الجذور بالعناصر الغذائية أو لتثبيته، وذلك لأن الماء يحل محل التربة لما يحمله من عناصر غذائية يكتسبها من المحلول الذى تتم إضافته بنسب محددة وفقاً لنوع النبات، لتقوم الجذور بعد ذلك بدورها الرئيسى الذى يتمثل فى امتصاص تلك العناصر. ويتم تثبيت النبات من خلال الاعتماد على عناصر من الطبيعة مثل الزلط، وهذا الوسط لا يحتوى على عناصر غذائية يمنحها للنبات ويكون دوره مساعدة النبات كى يستمر فى النمو، وهذا النوع من الزراعة يمكن أن يكون مشروعاً مربحاً للشباب من خلال زراعة الأسطح مائياً أو زراعة المساحات الفارغة، لكونه لا يحتاج متطلبات معقدة ويمكن أن يتم بأى خامات يمكنها أن تؤدى الغرض من الزراعة.

نظام الزراعة المائية «الأكوابونيك» يتم باستخدام الماء والأسماك بدون تسميد ويحقق جدوى اقتصادية.. ويمنع الترسبات الزائدة من العناصر الكيميائية بالثمار

وماذا عن نظم الزراعة المائية؟.. وهل هناك نوع منها يحقق عائداً اقتصادياً كبيراً؟

- الزراعة المائية لها نظم متعددة، أشهرها نظام الهيدروبونيك، الذى يقوم على زراعة النباتات باستخدام الماء والمحلول المغذى، حيث تكون الجذور فى الماء مباشرة ويتم تغذيتها من خلال المحاليل المعدنية التى يتم تمريرها أسفل النبات شريطة أن تكون تلك العناصر بنسب محددة تختلف باختلاف النبات المزروع، وهناك أيضاً نوع آخر يسمى الأكوابونيك، وفيه تتم زراعة النباتات باستخدام الماء والأسماك بدون تسميد، وهنا تكون مخرجات الأسماك بمثابة التسميد والغذاء الطبيعى للنبات، إذ يتم وضع الأسماك فى حوض مستقل يتم توصيله بقناة مائية تمر أسفل النباتات، وهنا يكون دور النباتات استخراج النيتروجين من فضلات الأسماك، وتنقى الأسماك الماء من النيتروجين، وهذا النوع يحقق جدوى اقتصادية عند بيع الأسماك والنباتات، لأن المساحة تكون صغيرة مقارنة بالمخرجات التى يتم الحصول عليها من الأرض التقليدية، ولكن لا بد هنا من الحديث عن صعوبة هذا النوع من الزراعة بدون تربة لكونه يتطلب تكاليف مالية مرتفعة مقارنة بنظام الهيدروبونيك الذى يُعد أشهر أنواع الزراعات المائية لسهولة تنفيذه.

«عمران»: الزراعة «بدون تربة» تعطينا منتجاً صحياً وبها تحكم شديد بالمعدلات السمادية

حدثنا عن مميزات الزراعة المائية وكيف يمكن تحقيق أرباح منها؟

- الزراعة المائية تحقق العديد من الفوائد، ربما أكثرها أهمية بالنسبة لنا توفير المياه، فيمكنها توفير ما يزيد على 85% من معدلات مياه الرى التى يتم استخدامها فى الزراعة التقليدية، وكذلك تساهم فى خفض استهلاك الأسمدة لأنه كلما قلّت المياه قل التسميد، وذلك لأن مساحة الأرض المزروعة قليلة، وهذا يعنى أن استهلاك السماد سيقل، فهذا النوع من الزراعة لا يستهلك أكثر من 15% من المعدلات السمادية المستخدمة فى الزراعة التقليدية، ونحصل على محصول صحى فيه تحكم شديد بالمعدلات السمادية مما يمنع الترسبات الزائدة من العناصر الكيميائية بالثمار، كذلك من مميزات الزراعة المائية أنها لا تحتاج لمساحات كبيرة وهنا يقل استخدام المبيدات للتخلص من آفات التربة، كما أنها توفر الوقت للعمر المحصولى، وهو ما يزيد من دورات الإنتاج، وبالتالى زيادة الكميات المنتجة، فعلى سبيل المثال محصول نبات الخس دورة نموه 25 يوماً فى تقنية الزراعة المائية بينما يحتاج 75 يوماً فى الزراعة التقليدية، كذلك الزراعة المائية تمكننا من إنتاج المحاصيل طوال العام وبنفس الكفاءة التسويقية عكس الزراعات التقليدية.

وكيف يمكن تطبيق الزراعة المائية على أسطح المنازل؟

- يمكن بسهولة تطبيق الزراعة المائية على الأسطح، حيث تتوفر بأى منزل كافة مستلزمات البنية الأساسية للمشروع، فهناك فى المنازل مصادر كهرباء متوفرة بشكل دائم، وكذلك المياه، ومتابعة من أهل المنزل. ويُفضَّل أن تُجهَّز الأسطح لحمايتها من خلال عمل صوبة، وهناك عوائد اقتصادية من زراعة الأسطح مائياً، منها الحصول على غذاء الأسرة، وهنا يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى من غذاء طازج ونظيف وخالٍ من المبيدات، كما أنها مصدر موفر لنفقات الأسرة، ويمكن أن يكون مصدر دخل للأسرة لو تمت إدارته بصورة تجارية، ويفضل تصميم زراعة الأسطح بحيث تشمل زراعات ثمرية كالطماطم والخيار والفاصوليا والفلفل وزراعات ورقية مثل الخس والبقدونس، وهذا يشكل نسبة كبيرة من الاحتياج الأسرى اليومى.

كيف يمكن تحويل زراعة الأسطح مائياً لمشاريع إنتاجية صغيرة؟

- زراعة الأسطح مائياً من المشاريع التى يمكن تطبيقها بسهولة لأن أكثر عناصر الإنتاج متوفرة، والمتمثلة فى المكان وهو سطح المنزل، ومصدر مياه نقية متوفرة بالفعل فى المنزل، وكذلك مصدر تيار كهربائى لدواعى دوران مضخة المياه، ومما سبق يتضح أن أكثر عناصر البيئة الأساسية المكلفة متوفرة وموجودة بالفعل، وما يلزمنا من بعض التجهيزات المنزلية.

نظام الأيروبونيك

نظام الأيروبونيك هو الزراعة الهوائية، حيث تنمو جذور النباتات وهى معلقة فى الهواء، ففى نظام الزراعة المائية تستخدم النباتات الماء كوسيط نمو، ولكن فى نظام الأيروبونيك لا يُستخدم أى وسط نمو، سواء ماء أو زلط، وهذا النظام يُعتبر بيئة خالية من التربة والوسط المائى، ففى النظام الهوائى لا يتم وضع النباتات فى أى مادة صلبة، وبدلاً من ذلك يتم تعليق جذور النباتات فى الهواء فى حجرة مخصصة ومجهزة لمساعدة النباتات على النمو، حيث يتم رش الجذور بالماء الممزوج بالعناصر الغذائية وكذلك المغذيات التى يحتاجها الجذر كى يقوم بدوره فى مساعدة النبات على النمو.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الزراعة المائية الزراعة التقلیدیة الزراعة المائیة من الزراعة من خلال

إقرأ أيضاً:

المكافحة الحلقية تتابع محصول القمح في البحيرة بسبب التغيرات المناخية.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تفقدت لجنة المكافحة الحقلية بمديرية الزراعة بمحافظة البحيرة، برئاسة المهندس سعد مصطفى عمار مدير المكافحة، المساحات المنزرعة بمحصول القمح بجمعيات المسين وأبو صمادة ولحيمر، بزمام الإدارة الزراعية بالدلنجات، في إطار المتابعة اليومية للمحصول بالتزامن مع التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن.

وضمت اللجنة كلًا من المهندسة رضا محمد صالح رئيس قسمى المكافحة والمبيدات، المهندس مكرم الصعيدى رئيس قسم العلاجات بالمديرية، والمهندس محمود إسماعيل حسن.

وتفقدت اللجنة زمام جمعيات الطود وأبسوم الغربية بمركز كوم حمادة وجمعيات أبو يحيى ن وأبو السحما بإدارة شبراخيت الزراعية، وجمعيات القهوقية والإشراك، والبكوات بإدارة الرحمانية الزراعية.

توجيهات بفحص حقول محصول القمح

ومن جانبه وجه الدكتور حسنى عطية عزام وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة، اللجنة بضرورة الفحص الدورى لحقول القمح واكتشاف اى إصابات ورشها فورا بالمبيدات الموصى بها من قبل وزارة الزراعة عند ظهور الإصابة وذلك للحد من الانتشار وتطور الإصابة مثل مبيد كراون 25% بمعدل 30سم/100 لتر ماء مع الأخذ فى الاعتبار ان هذا المبيد علاجى وليس وقائى.

والتقت اللجنة ببعض المزارعين وأوصوهم بعدم تعطيش النباتات أثناء مرحلة الأزهار لان نقص الرطوبة الأرضية يؤثر على الإخصاب وعقد البذور، وعدم إضافة اى أسمدة بعد طرد السنابل لعدم فاعليتها فى زيادة المحصول، مع أهمية إحكام الرى والذى يؤدى الى الاستفادة من كميات الأسمدة المضافة.

توصيات لجنة المكافحة الحلقية

وأوصت اللجنة برئاسة المهندس سعد مصطفى عمار مدير عام المكافحة، بعدم التعطيش أثناء مرحلة طرد السنابل وأثناء تكوين الحبوب، وعدم الرى أثناء هبوب الرياح حتى لا تتعرض النباتات للرقاد مع تقليل الفترات بين الريات أثناء عملية امتلاء الحبوب وذلك للحصول على حبوب ممتلئة، وضرورة وقف الرى عند وصول النباتات لمرحلة النضج الفسيولوجى والذى يتميز باصفرار حامل السنبلة وذلك فى حوالى 50% من نباتات الحقل، مع المحافظة على وجود نسبة رطوبة فى التربة وذلك بتقريب فترات الرى من 15 ـ 18 يوم مع تجنب الرى أثناء هبوب الرياح، وتجنب تعريض النباتات للإجهاد المائى مع رى القمح ريه خفيفة عند حدوث الصقيع والذى يتسبب عنه اصفرار أطراف الأوراق ويمكن للنبات استعادة نموه ونشاطه عند ارتفاع درجات الحرارة .

وكما أوصت المزارعين بأهمية الفحص اليومى لاكتشاف اى إصابات ورشها فورا، وعلى هامش متابعة المحصول تم عقد ندوات إرشادية مصغرة بناحية كل جمعية تم زيارتها، وتم ارشاد المزارعين بالاعتدال فى الرى لتجنب رقاد النباتات كذلك الفحص الدورى لمحصول القمح واكتشاف اى إصابات بالصدأ الأصفر أو البياض الدقيقى وسرعة الرش بالمبيدات الموصى بها من وزارة الزراعة والمتوفرة بالجمعيات الزراعية بجميع الإدارات الزراعية بنطاق المحافظة.

مقالات مشابهة

  • المكافحة الحلقية تتابع محصول القمح في البحيرة بسبب التغيرات المناخية.. صور
  • وزير الري: تطوير المنظومة المائية جزء من خطة الدولة لمواجهة تحديات المياه
  • وزير الري يشيد بدور مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية في بناء قدرات العاملين
  • الري: الأقمار الصناعية والتصوير بالدرون يمكن الوزارة من إدارة وتوزيع المياه
  • مشروع طلابي في بهلاء لزراعة وإنتاج القهوة
  • كيلو البامية بـ 200 جنيه.. نقيب الفلاحين يكشف السبب
  • نسبة زراعة بعض النباتات الطبية والعطرية بحمص 100 بالمئة
  • "مياه الفيوم" تعقد اجتماعًا مع مديرية التربية والتعليم بهدف نشر الوعي المائي
  • وزير الري يؤكد ضرورة التزام كل إدارة ري بالحصص المائية المقررة لها
  • وزير الري يشدد على إلتزام كل إدارة بالمحافظات بالحصص المائية المقررة لها