رئيس «العربي للأمن المائي»: الزراعة المائية توفر 85% من مياه الري.. وإنتاج المتر الواحد يصل لـ50 كيلو
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قال أشرف عمران، رئيس المجلس العربى للأمن المائى والغذائى، إن الزراعة المائية واحدة من أكثر الوسائل التى يمكن من خلالها تحقيق الأمن الغذائى لأنها توفر المياه بنسبة قد تصل فى كثير من الأحيان إلى 85% مقارنة بالزراعة التقليدية التى يزيد معها هدر المياه بسبب الرى بالغمر كما هو متعارف عليه فى الكثير من المحافظات.
بداية، ماذا تعنى الزراعة المائية؟
- الزراعة المائية تعنى الزراعة فى وسط مائى، أى دون الحاجة للتربة بمفهومها التقليدى وعناصرها المختلفة، وهنا لا يحتاج النبات إلى التربة لمد الجذور بالعناصر الغذائية أو لتثبيته، وذلك لأن الماء يحل محل التربة لما يحمله من عناصر غذائية يكتسبها من المحلول الذى تتم إضافته بنسب محددة وفقاً لنوع النبات، لتقوم الجذور بعد ذلك بدورها الرئيسى الذى يتمثل فى امتصاص تلك العناصر. ويتم تثبيت النبات من خلال الاعتماد على عناصر من الطبيعة مثل الزلط، وهذا الوسط لا يحتوى على عناصر غذائية يمنحها للنبات ويكون دوره مساعدة النبات كى يستمر فى النمو، وهذا النوع من الزراعة يمكن أن يكون مشروعاً مربحاً للشباب من خلال زراعة الأسطح مائياً أو زراعة المساحات الفارغة، لكونه لا يحتاج متطلبات معقدة ويمكن أن يتم بأى خامات يمكنها أن تؤدى الغرض من الزراعة.
نظام الزراعة المائية «الأكوابونيك» يتم باستخدام الماء والأسماك بدون تسميد ويحقق جدوى اقتصادية.. ويمنع الترسبات الزائدة من العناصر الكيميائية بالثماروماذا عن نظم الزراعة المائية؟.. وهل هناك نوع منها يحقق عائداً اقتصادياً كبيراً؟
- الزراعة المائية لها نظم متعددة، أشهرها نظام الهيدروبونيك، الذى يقوم على زراعة النباتات باستخدام الماء والمحلول المغذى، حيث تكون الجذور فى الماء مباشرة ويتم تغذيتها من خلال المحاليل المعدنية التى يتم تمريرها أسفل النبات شريطة أن تكون تلك العناصر بنسب محددة تختلف باختلاف النبات المزروع، وهناك أيضاً نوع آخر يسمى الأكوابونيك، وفيه تتم زراعة النباتات باستخدام الماء والأسماك بدون تسميد، وهنا تكون مخرجات الأسماك بمثابة التسميد والغذاء الطبيعى للنبات، إذ يتم وضع الأسماك فى حوض مستقل يتم توصيله بقناة مائية تمر أسفل النباتات، وهنا يكون دور النباتات استخراج النيتروجين من فضلات الأسماك، وتنقى الأسماك الماء من النيتروجين، وهذا النوع يحقق جدوى اقتصادية عند بيع الأسماك والنباتات، لأن المساحة تكون صغيرة مقارنة بالمخرجات التى يتم الحصول عليها من الأرض التقليدية، ولكن لا بد هنا من الحديث عن صعوبة هذا النوع من الزراعة بدون تربة لكونه يتطلب تكاليف مالية مرتفعة مقارنة بنظام الهيدروبونيك الذى يُعد أشهر أنواع الزراعات المائية لسهولة تنفيذه.
«عمران»: الزراعة «بدون تربة» تعطينا منتجاً صحياً وبها تحكم شديد بالمعدلات السماديةحدثنا عن مميزات الزراعة المائية وكيف يمكن تحقيق أرباح منها؟
- الزراعة المائية تحقق العديد من الفوائد، ربما أكثرها أهمية بالنسبة لنا توفير المياه، فيمكنها توفير ما يزيد على 85% من معدلات مياه الرى التى يتم استخدامها فى الزراعة التقليدية، وكذلك تساهم فى خفض استهلاك الأسمدة لأنه كلما قلّت المياه قل التسميد، وذلك لأن مساحة الأرض المزروعة قليلة، وهذا يعنى أن استهلاك السماد سيقل، فهذا النوع من الزراعة لا يستهلك أكثر من 15% من المعدلات السمادية المستخدمة فى الزراعة التقليدية، ونحصل على محصول صحى فيه تحكم شديد بالمعدلات السمادية مما يمنع الترسبات الزائدة من العناصر الكيميائية بالثمار، كذلك من مميزات الزراعة المائية أنها لا تحتاج لمساحات كبيرة وهنا يقل استخدام المبيدات للتخلص من آفات التربة، كما أنها توفر الوقت للعمر المحصولى، وهو ما يزيد من دورات الإنتاج، وبالتالى زيادة الكميات المنتجة، فعلى سبيل المثال محصول نبات الخس دورة نموه 25 يوماً فى تقنية الزراعة المائية بينما يحتاج 75 يوماً فى الزراعة التقليدية، كذلك الزراعة المائية تمكننا من إنتاج المحاصيل طوال العام وبنفس الكفاءة التسويقية عكس الزراعات التقليدية.
وكيف يمكن تطبيق الزراعة المائية على أسطح المنازل؟
- يمكن بسهولة تطبيق الزراعة المائية على الأسطح، حيث تتوفر بأى منزل كافة مستلزمات البنية الأساسية للمشروع، فهناك فى المنازل مصادر كهرباء متوفرة بشكل دائم، وكذلك المياه، ومتابعة من أهل المنزل. ويُفضَّل أن تُجهَّز الأسطح لحمايتها من خلال عمل صوبة، وهناك عوائد اقتصادية من زراعة الأسطح مائياً، منها الحصول على غذاء الأسرة، وهنا يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى من غذاء طازج ونظيف وخالٍ من المبيدات، كما أنها مصدر موفر لنفقات الأسرة، ويمكن أن يكون مصدر دخل للأسرة لو تمت إدارته بصورة تجارية، ويفضل تصميم زراعة الأسطح بحيث تشمل زراعات ثمرية كالطماطم والخيار والفاصوليا والفلفل وزراعات ورقية مثل الخس والبقدونس، وهذا يشكل نسبة كبيرة من الاحتياج الأسرى اليومى.
كيف يمكن تحويل زراعة الأسطح مائياً لمشاريع إنتاجية صغيرة؟
- زراعة الأسطح مائياً من المشاريع التى يمكن تطبيقها بسهولة لأن أكثر عناصر الإنتاج متوفرة، والمتمثلة فى المكان وهو سطح المنزل، ومصدر مياه نقية متوفرة بالفعل فى المنزل، وكذلك مصدر تيار كهربائى لدواعى دوران مضخة المياه، ومما سبق يتضح أن أكثر عناصر البيئة الأساسية المكلفة متوفرة وموجودة بالفعل، وما يلزمنا من بعض التجهيزات المنزلية.
نظام الأيروبونيكنظام الأيروبونيك هو الزراعة الهوائية، حيث تنمو جذور النباتات وهى معلقة فى الهواء، ففى نظام الزراعة المائية تستخدم النباتات الماء كوسيط نمو، ولكن فى نظام الأيروبونيك لا يُستخدم أى وسط نمو، سواء ماء أو زلط، وهذا النظام يُعتبر بيئة خالية من التربة والوسط المائى، ففى النظام الهوائى لا يتم وضع النباتات فى أى مادة صلبة، وبدلاً من ذلك يتم تعليق جذور النباتات فى الهواء فى حجرة مخصصة ومجهزة لمساعدة النباتات على النمو، حيث يتم رش الجذور بالماء الممزوج بالعناصر الغذائية وكذلك المغذيات التى يحتاجها الجذر كى يقوم بدوره فى مساعدة النبات على النمو.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الزراعة المائية الزراعة التقلیدیة الزراعة المائیة من الزراعة من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير الري : التوسع لمعالجة مياه الصرف الزراعى بإنشاء (٣) محطات كبرى
اكد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، أن وجود فجوة بين الموارد والاحتياجات المائية في مصر دفعت الدولة، لاتخاذ إجراءت عديدة في مجال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى على مدى عقود طويلة ماضية بإعادة الاستخدام على امتداد ٥٥ ألف كيلومتر من الترع والمصارف .
وأضاف سويلم، خلال اجتماع لمتابعة موقف تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الزراعى في مصر وتدريب المهندسين والفنيين بالوزارة، انه تم التوسع مؤخراً فى مجال معالجة مياه الصرف الزراعى كأحد محاور منظومة الجيل الثاني للري 2.0 ، وذلك بإنشاء (٣) محطات كبرى للمعالجة في نهاية شبكة الصرف الزراعى (الدلتا الجديدة – بحر البقر – المحسمة) بطاقة إجمالية تصل الى ٤.٨٠ مليار متر مكعب سنوياً .
واشار الدكتور سويلم، الى ان الاعتماد على المعالجة المتطورة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى فى مصر كأحد أهم الحلول للتوسع في الرقعة الزراعية في مصر ، خاصة مع محدودية الموارد المائية والفجوة الكبيرة بين الموارد والإحتياجات المائية .
ولفت إلى انه يتم استخدام المياه المنتجة من محطات المعالجة الثلاث فى استصلاح مساحات جديدة من الأراضى الزراعية بشمال و وسط سيناء وغرب الدلتا ، ودراسة البُعد الخاص بتأثير استخدام مياه الصرف الزراعى على تزايد معدلات الملوحة في التربة الزراعية التي يتم ريها بهذه المياه المعالجة ، واختيار المحاصيل المناسبة للزراعة بما يحقق أعلى عائد اقتصادى .
وأكد على أهمية تدريب المهندسين والفنيين بالوزارة على أحدث تكنولوجيا معالجة المياه، وتشغيل وصيانة المحطات الكبرى لمعالجة الصرف الزراعي ، و أن الإنتقال من الجيل الأول الي الجيل الثاني لمنظومة الري في مصر يتطلب جيل متطور من المهندسين والفنيين الأكفاء القادرين على تنفيذ هذا التحول الهام .
واوضح أن منظومة التدريب الجديدة بالوزارة تفرض علي كل مهندسي الوزارة اجتياز عدد محدد من ساعات التدريب سنوياً لضمان استمرارية بناء القدرات ومواكبة التطور التكنولوجي العالمي .