فتح الإعلام الإسرائيلي نقاشا موسعا حول عملية "طوفان الأقصى"، واستضاف مسؤولين سابقين وخبراء أمنيين وإعلاميين، أجمعوا على أن إسرائيل أخفقت في توقع الحدث والتصدي لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذين نجحوا في التسلسل إلى غلاف قطاع غزة.

وفي تعليقه على "طوفان الأقصى"، قال رئيس مجلس الأمن القومي سابقا، الجنرال احتياط غيورا أيلاند، "إن ما حدث هو انهيار لأجهزة إسرائيلية، الجهاز المعلوماتي الذي لم يتوقع الحدث، والجهاز العملياتي الذي يتوجب عليه الدفاع عن غلاف غزة"، بالإضافة إلى أن إدارة الحدث لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب.

ودعا إلى معاقبة قطاع غزة وفق مقتضيات الحرب قائلا، "إن الأمر الوحيد الذي يتوجب على إسرائيل فعله، هو التصرف وفق ما تقتضيه حالة الحرب، وأن تشن دولة إسرائيل الحرب على دولة غزة، وتعمل على عزل قطاع غزة عن مصادر الطاقة؛ كالوقود والكهرباء والماء والغذاء".

أما البروفيسور عوزي رابي، وهو رئيس مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، فقال،
"سمعنا في السنوات الأخيرة لتقديرات مختلفة من مصادر عدة، تفيد بأن حماس غير معنية بالتصعيد، وهذا الأمر غير صحيح"، وأضاف، "يجب أن نفهم أن إسرائيل لا تفهم ما حماس، وما جرى يثبت ذلك".

وأقر محلل الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، آفي يسخاروف، بالإنجاز الذي حققته حركة حماس، وقال في تعليقه للإعلام الإسرائيلي، "أعتقد أن هذا الإنجاز غير مسبوق لحركة حماس، وربما الإنجاز العسكري الأكثر أهمية منذ نشأتها"، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز ربما يتعدى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك، لكنه قال، "إن إسرائيل ستوجه في أعقابه ضربة مؤلمة جدا ضد حماس. تجعلها تندم على العملية التي نفّذتها، بمسعى التوصل لصفقة لتبادل الأسرى".

وركز جنرال احتياط أمير أفيفي، على حركة حماس التي رأى أنها أصبحت "معضلة إستراتيجية كبيرة"، ليس على مستوى الحدث (عملية طوفان الأقصى) فقط، التي عدّها حربا ليس لها مثيل منذ حرب أكتوبر"، وقال، إن هذه العملية تلقي بظلالها على جميع المنطقة، مضيفا أن "كل الشرق الأوسط ينتظر هل ستنتهي هذه الحرب بينما حماس لا تزال واقفة على رجليها أو لا"؟ وقال، "إن هذا هو المهم وليس عدد القتلى الذي سيكون هناك (غزة)، ولا عدد الأبنية التي ستُهدم، وعدد الصواريخ التي ستتصدى لها هناك".

وأضاف، "هناك سؤال واحد فقط اليوم، وهو الذي سيلي هذه الحرب: هل ستبقى حماس واقفة على رجليها أو لا"؟

ومن وجهة نظر رئيس وحدة البحث في المخابرات العسكرية سابقا، جنرال احتياط عاموس جلعاد، فإنه انتقد ضعف حكومة بنيامين نتنياهو، وقال، "ليس من المعقول أن تبقى حكومة ضعيفة وتضعف الجيش.. يجب إقامة حكومة طوارئ .. وإذا أردنا أن نجري علاجا جذريا لحماس، فيجب أن نحصل على تأييد إستراتيجي".

يذكر أن عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام، التابعة لحركة حماس ضد الاحتلال الإسرائيلي، أدت إلى مقتل 700 إسرائيلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

كواليس حملة الإعلام العبري ضد مصر بعد رفض تهجير الفلسطينيين.. اللعب على المكشوف

قال الدكتور محمد عبود، أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس، إن رد رد الفعل الإسرائيلي على خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، ورفضه التهجير، لم يتأخر، ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية تغطية خبرية عن المؤتمر الصحفي، وبدون أي مٌناسبة نشرت صورة الرئيس المصري مع الرئيس الإيراني السابق الذي لقى مصرعه إثر سقوط طائرته الرئاسية، ومازالت أصابع الاتهام تٌشير للموساد.

رسالة مشفرة تستحوذ على انتباه القراء

وأوضح عبود، أن مضمون التغطية الإخبارية وصياغة الخبر ليس لها أدنى علاقة بالصورة التي جمعت الرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني الراحل، لكن هناك مغزى من الصورة في عملية الإخراج الصحفي، حيث تقف الصورة جنبا إلى جنب مع الحروف في نقل الرسالة الإعلامية، وأنها قد تكون «رسالة تهديد» أو رسالة مشفرة تستحوذ على انتباه القراء، مشيرا إلى أنه بالتدقيق في الخبر المنشور والصورة المصاحبة له يكشف أن الصحيفة تعبر عن حالة الغضب والهياج التي انتابت إسرائيل بعد تصريحات الرئيس ضد التهجير.

موقف مصر المعارض لسياسات إسرائيل في المنطقة

وأشار الدكتور محمد عبود إلى أن صحيفة جيروزاليم بوست، هي صوت إسرائيل الرسمي باللغة الإنجليزية، وتعبر عن أجهزة الحكم والأمن والاستخبارات ومعروف أن مادتها الصحفية تحمل رسائل إسرائيلية بعلم الوصول، ويحاول مٌحرر الخبر الإيحاء بأن نشر صورة الرئيسين المصري والإيراني مع الخبر هي إشارة لموقف مصر المعارض لسياسات إسرائيل في المنطقة.

رسالة التهديد الإجرامية قادمة من تل أبيب

ولفت إلى أن رسالة التهديد الإجرامية قادمة من تل أبيب، وتُشير إلى احتمالات عدة، منها: تعرض مصر ورئيسها لحملات سياسية وإعلامية، تربص بمصر ورئيسها في المرحلة المقبلة، رسالة تهديد مباشرة لمصر ورئيسها طالما استمر في موقفه المناوئ للأطماع الإسرائيلية.

وأكد أستاذ اللغة العبرية والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أننا أمام رسالة تهديد سافرة، خاصة مع تراكمات الموقف المصري ضد إسرائيل في الفترة الماضية، والخفي في الموقف المصري أكثر من المعلن، لافتا إلى أن هذه ليست الرسالة الإعلامية الإجرامية الوحيدة التي ترسلها إسرائيل بالتزامن مع زيارة مبعوث ترامب «ستيف ويتكوف» لتل أبيب التي ناقش فيها مع نتنياهو وسموتيرتش ورون ديرمر مقترح ترامب للتهجير لأكثر من ساعتين ونصف «بحسب تقرير تليفزيوني في القناة 13 العبرية»، وقد حصلت حالة هياج في الأوساط السياسية بإسرائيل، وخاصة أوساط اليمين المتطرف، نتيجة استعراضات الإفراج عن الأسرى في غزة، وتروج صفحات نشطاء اليمين الإسرائيلي أن الحل الوحيد للتخلص من لعنة غزة هو الضغط لتنفيذ خطة ترامب، وهذه لحظة مصيرية خطيرة بالنسبة لمصر والقضية الفلسطينية، وإسرائيل صارت تلعب على المكشوف، وتلقي بالتهديدات وبأوراق اللعب على الطاولة بمنتهى الوقاحة.

مقالات مشابهة

  • كواليس حملة الإعلام العبري ضد مصر بعد رفض تهجير الفلسطينيين.. اللعب على المكشوف
  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضاء المجلس العسكري في معركة طوفان الأقصى
  • الإعلان عن مقتل مجموعة قادة فلسطينيين خلال معركة «طوفان الأقصى»
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • موقع صهيوني: عملية “طوفان الأقصى” ضربت “إسرائيل” بصدمات بدنية ونفسية
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • حماس: طوفان الأقصى كسر أسطورة الاحتلال
  • حماس: معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس: معركة “طوفان الأقصى” أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي