آلاف القتلى والمصابين.. ما سبب ارتفاع عدد ضحايا زلزال هرات بأفغانستان؟
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
هرات – شهدت مديرية زندة جان في ولاية "هرات" غربي أفغانستان زلزالا قويا مساء أمس السبت، أدى إلى مقتل 2454 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، كما أصيب 2500 آخرون، في ما وصف أنه الزلزال الأقوى في الولاية منذ القرن الماضي.
ووصفت السلطات المحلية في ولاية هرات الخسائر البشرية والأضرار الناجمة التي خلفها الزلزال بالصادمة، وأكدت أن الأرقام تتغير كل لحظة.
قال حاكم ولاية هرات نور أحمد إسلام جار، للجزيرة نت، إن أهالي 3 مديريات في الولاية شعروا بهزات أرضية شديدة، وطمرت 10 قرى في مديرية زندة جان وحدها، حيث كان مركز الزلزال هناك.
وأعلن المركز الجيولوجي الأميركي، أن قوة الزلزال بلغت 6.3 درجة على مقياس ريختر، ووقع على عمق 10.6 كيلومترت، وأعقبته هزات ارتدادية متتالية بقوة 5.5 و4.7 و6.2 درجات.
ووصف عبد الكريم باركزاي -الذي خسر 8 أشخاص من عائلته- للجزيرة نت، كيف قضى الناس ليلتهم في العراء بسبب الهزات الارتدادية المتتالية، وكيف انتشر الخوف بين الناجين من الزلزال، مشيرا أن الجميع شارك في انتشال الجثث ونقل الجرحى إلى المستشفيات.
وحسب وزارة مكافحة الكوارث الطبيعية، شعر سكان ولايتي فراه وبادغيس غربي أفغانستان بالزلزال أيضا، وتضرر عدد من المنازل السكنية، وأصبحت مهددة بالانهيار وغير قابلة للسكن.
وقال المتحدث باسم وزارة مكافحة الكوارث الطبيعية جانان سائق، للجزيرة نت، إن الزلزال دمر أكثر من 2000 منزل بالكامل، وهناك صعوبة في توفير الخيام والدواء والملابس الشتوية للناجين حاليا.
وتبعد مديرية زندة جان نحو 40 كيلومترا عن عاصمة الولاية، وتعد من المدن الرئيسة، وتتوفر فيها المستشفيات والخدمات الصحية، لكن السبب الرئيس لارتفاع عدد القتلى، حسب خبراء الكوارث الطبيعية في أفغانستان، هو البناء الطيني.
ودُمرت جميع المنازل على رؤوس ساكنيها في الوهلة الأولى من الزلزال، وكان معظم أهالي المديرية الذين يعملون في مجال الزراعة في منازلهم عند وقوع الزلزال.
ويقول الخبير الجيولوجي رحمة الله خليل للجزيرة نت، إن درجة قوة الزلزال لم تكن لتؤدي إلى مقتل هذا العدد من أهالي مديرية زندة جان، معدا أن السبب الرئيس هو البناء الطيني، وتأخر نقل المصابين إلى المستشفيات، إضافة إلى عدم استجابة المؤسسات الأجنبية والحكومية في اللحظة الأولى.
من جهة أخرى، يقول خبراء الزلزال، إن أفغانستان معرضة للزلازل، وتحيطها الصفائح الأرضية من 3 جهات، الغرب والجنوب والشرق، ويعدّ خط هرات في أفغانستان وتشمان في باكستان من أشهر الصدوع الزلزالية في المنطقة.
يقول مصدر في وزارة مكافحة الكوارث الطبيعية في أفغانستان للجزيرة نت، "وقع 246 زلزالا في أفغانستان في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب من العام الجاري، لكن زلزال هرات هو الأعلى من بينهم".
ويأتي زلزال هرات بعد سنة من زلزال مدمر بقوة 5.9 درجة على مقياس ريختر، ضرب 3 ولايات جنوب شرقية في أفغانستان، مما أدى إلى خسائر بشرية وخسائر اقتصادية فادحة، وأعلنت الحكومة الأفغانية حينها أن نحو 1000 شخص لقوا حتفهم في ذلك الزلزال.
وناشد حاكم ولاية هرات نور أحمد إسلام جار، الشعب الأفغاني والمؤسسات الدولية للمبادرة إلى مساعدة أهالي المديرية، وأفاد أن الناس خسروا كل شيء، وأن قراهم دمّرت بأكملها، وهم محتاجون إلى المواد الأولية من الدواء والغذاء، حسب قوله.
وسارع الشعب الأفغاني وشخصيات نافذة إلى الإعلان عن جمع التبرعات والمساعدات على مستوى أفغانستان، لتقديمها إلى ضحايا الزلزال، في حين أن المؤسسات الدولية والأجنبية لم تبادر بإعلان المساعدات حتى الآن.
وأعلن اللاعب الأفغاني للعبة الكركيت راشد خان، بالتبرع بـ50 ألف دولار أميركي لضحايا الزلزال، وعزم على بدء حملة لجمع التبرعات لهذه المنطقة المنكوبة، وفق حديث للجزيرة نت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الکوارث الطبیعیة فی أفغانستان للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
ارتفاع ضحايا أعمال العنف السوري إلى 1383 مدنيا
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع حصيلة ضحايا أعمال العنف في غرب سوريا إلى 1383 مدنياً.
وفي وقت سابق من الاثنين، كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن التطورات في مناطق الساحل السوري انتهت بنحو 40 مجزرة، وتجاوز عدد القتلى 1000 مدني.
وأشار مدير المرصد السوري إلى أن الأشرطة المصوّرة أظهرت عمليات إعدامات ميدانية نفذها مقاتلون، وحكومة دمشق تتحمّل المسئولية وهذا أفضل بكثير من محاولات الهروب منها.
ولفت عبد الرحمن، إلى أن هناك عمليات تجري لإزالة الأدلة عبر غسل الشوارع والمباني ونقل الجثامين في محاولة لطمس الحقيقة، والحل الوحيد هو محاكمة مرتكبي هذه الجرائم، بينما لجنة التحقيق مرّت مرور الكرام في بعض المناطق بالساحل.
فيما قال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، أمس الأول الاثنين، إن عمليات القتل الجماعي لأفراد من الطائفة العلوية تشكل تهديدا لمهمته في توحيد البلاد ووعد بمعاقبة المسؤولين عنها بما في ذلك حلفاؤه إذا لزم الأمر.
وأوضح الرئيس السوري في مقابلة مع وكالة رويترز، بعد مقتل المئات في أربعة أيام من الاشتباكات بين المسلمين العلويين والسلطات السنية الإسلامية الجديدة في سوريا ألقى الشرع باللوم على الجماعات المؤيدة للأسد المدعومة من الأجانب في إشعال فتيل إراقة الدماء لكنه أقر بأن عمليات قتل انتقامية أعقبت ذلك.