أبوظبي – الوطن:

كشف مركز «جسور انترناشونال» للإعلام والتنمية، عن تفاقم المشكلات التي يواجهها المجتمع الدولي على صعيد تنفيذ الاتفاقيات المعنية بحماية اللاجئين بالعالم، مطالبا بضرورة العمل على تعزيز الحماية الدولية المتعلقة باللجوء والعناية بأوضاع اللاجئين والمهاجرين في بلد اللجوء.

جاء ذلك في بيان رفعه المركز بالتعاون مع المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، إلى مجلس حقوق الإنسان المنعقد حاليا في دورته الـ 54 تحت البند الرابع، حيث أشارت المنظمتان إلى أنه ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة متمثلة في هيئاتها ومؤسساتها الرسمية المختصة، فإن السياسات التي تتبعها الدول لا توفر لهم الحماية الكافية، كما تعجز التوجهات الحكومية المعنية بالتعاطي مع قضايا اللجوء والهجرة عن الوفاء بالحد الأدنى من الالتزامات الدولية، وهو ما جعل منها تحدياً رئيسياً تتزايد تأثيراته السلبية على التزام الدول ووفائها بالتزاماتها تجاه اللاجئين والمهاجرين.

وأشارت «جسور انترناشيونال» والمنتدى العربي الأوروبي في بيانهما، إلى ارتفاع عدد اللاجئين من الأطفال بجميع دول العالم، حيث تشير الإحصاءات الدولية إلى ارتفاع عدد اللاجئين من الأطفال بجميع أنحاء العالم بنحو 36.5 مليون طفل حتى نهاية عام 2021، والذين يعيشون ظروفاً صعبة ويعانون أشد أنواع الحرمان، ويتعرضون لأبشع صور الانتهاكات والجرائم اللاإنسانية، منتقدين بشكل خاص تجاهل المجتمع الدولي لتلك القضية، وتراجعها على صعيد اهتمامات المجلس الدولي لحقوق الانسان وانشغالاته الدولية.

وأكدت المنظمتان على أهمية سعي المجلس لتفعيل دوره في القضاء على كافة صور وأشكال المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال، وتوفير الحماية والحصانة اللازمة لهم خلال فترات اللجوء التي يعيشونها، وإنهاء ما يواجهونه من طفولة بائسة ومستقبلاً مليئاً بالتعاسة وهم يمثلون نصف أعداد اللاجئين المسجلين بالعالم.

وقال رئيس مركز جسور انترناشيونال للإعلام والتنمية، محمد الحمادي، إن المركز استهدف ببيانه تسليط الضوء على تزايد المخاطر التي يعيشها اللاجئين والمهاجرين في العديد من دول العالم، مشيرا إلى أن الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون والمهاجرون وأسرهم تتعاظم، لاسيما بعد تزايد أعداد اللاجئين بالعالم بشكل كبير بسبب ما يعانيه العالم من حروب ونزاعات مسلحة، وأزمات تسببت بارتفاع نسبة اللاجئين لاسيما من الأطفال، وتضاعف معاناتهم الإنسانية بسبب ظروف اللجوء والحرمان من الرعاية والعناية الأسرية التي يحتاجونها، وضرورة التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم بها المنظمات غير الحكومية، والهادفة لتعزيز الجهود وإبراز تلك القضايا والانتهاكات بمختلف المحافل الدولية، والعمل على وضعها على رأس الأولويات الدولية المتعلقة بتعزيز احترام حقوق الإنسان بالعالم.

وأشار «الحمادي»، إلى أن البيان أكد على ضرورة توجيه عناية المجلس لهذه القضية، وضمان حق الأطفال اللاجئين في العيش بأمن وكرامة كبقية أطفال العالم، والتمتع بحقوقهم الإنسانية الكاملة بشكل عادل ومتساوٍ ودون تمييز، والعمل على كفالة العيش بسلام بعيداً عن أية ممارسات تنتقص حقوقهم وحرياتهم التي كفلتها لهم التشريعات الدولية، والعمل على حمايتهم من جميع الانتهاكات والجرائم غير الإنسانية التي يتعرضون إليها من قبل عصابات الجريمة الدولية والاتجار بالبشر، والمبادرة بتعزيز الآليات الدولية، وإنهاء الأوضاع البائسة التي يعيشها الأطفال اللاجئون في العديد من الدول الأوروبية والمملكة المتحدة.

وشدد على ضرورة اتخاذ القرارات والإجراءات التي تضمن توفير الحماية الكاملة للأطفال اللاجئين، وتمنع في الوقت نفسه تعرضهم لجرائم الاستغلال والسخرة التي ترتكب بحقهم في ظل تقاعس دول اللجوء عن توفير الحماية اللازمة لهم، وعجز إجراءات الحماية والرعاية اللازمة للأطفال اللاجئين التي تنتهجها دول اللجوء في أوروبا، والتي لا تتناسب أبداً مع عجزهم وضعفهم عن توفير الحماية لأنفسهم وفقدانهم رعاية الأسرة في ظل ظروف اللجوء التي يعيشونها.

ودعا البيان إلى أهمية التعامل مع المعلومات والتقارير التي تتحدث عن واقع بائس يعيشه الأطفال اللاجئون بالمملكة المتحدة، وفقدان المئات من الأطفال اللاجئين بالمملكة المتحدة من دور الرعاية الخاصة بالأطفال اللاجئين، وتوثيق حالات التسرب والاختفاء والفقد التي يتعرض لها اللاجئون من الأطفال من أماكن الرعاية المخصصة لهم، سواء بالمملكة المتحدة أو بالعديد من الدول الأوروبية.

وكشف البيان عن أن أكثر من 10 آلاف طفل على الأقل من اللاجئين فقدوا من المراكز الأمنية والاجتماعية المخصصة لرعايتهم، وتعرضوا للاختطاف والسرقة من قبل عصابات الجريمة الدولية، كما فُقد أكثر من 400 طفل غير مصحوبين بذويهم من المراكز التي تديرها وزارة الداخلية بالمملكة المتحدة، حيث تم استغلالهم في الاتجار بالبشر والجريمة الدولية.

وشدد البيان على نبذ ممارسات الحكومة السويدية التمييزية والقسرية التي تقوم بها أجهزة الشؤون الاجتماعية، لاسيما ما تتعرض له العوائل العربية والمسلمة من قيام الإدارة بانتزاع الأطفال المهاجرين من ذويهم بشكل قسري وغير قانوني، وإيداعهم بمراكز الرعاية والإيواء بقرارات إدارية غير محصنة من التعسف والإجحاف قضائياً.

وأوصت المنظمتان في بيانهما بضرورة قيام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بتخصيص جلسة لمناقشة أوضاع الأطفال اللاجئين بالدول الأوروبية والمملكة المتحدة، واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لتوفير الحماية اللازمة للأطفال اللاجئين بدول اللجوء، وتكليف المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالوقوف على حالة الأطفال اللاجئين بالدول الأوروبية، لا سيما في ضوء المعلومات الموثقة الخاصة باختفاء الأطفال اللاجئين من مراكز الرعاية المخصصة لهم، ووضع الآليات الكفيلة بتحصين قرارات انتزاع الأطفال اللاجئين التي تتخذها إدارات الشؤون الاجتماعية بالدول الأوروبية من قبل القضاء، وضمان التزام الدول بحماية حق الأسرة في احتضان وتربية أبنائها، بما في ذلك احترام وحماية الحقوق الاجتماعية والثقافية للأطفال اللاجئين.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎

الثورة نت

أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس الإسرائيلية” عاموس هرئيل إلى أن صور الحشود الفلسطينية التي تعبر سيرًا على الأقدام من ممر “نِتساريم” في طريقها إلى ما تبقى من بيوتها في شمال غزة، تعكس بأرجحية عالية أيضًا نهاية الحرب بين “إسرائيل” وحماس، مؤكدًا أن الصور التي تم التقاطها، يوم أمس الاثنين، تحطم أيضًا الأوهام حول النصر المطلق التي نشرها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ومؤيدوه على مدى أشهر طويلة، وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.

ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “إسرائيلي” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى “إسرائيليين” في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.

تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على “إسرائيل” استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.

وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية الإسرائيلي” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.

وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – “إسرائيلية” وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء “إسرائيلي”.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • التلغراف: الاتحاد الأوروبي “متواطئ” في بيع المهاجرين من تونس كعبيد للعصابات الليبية
  • فوبيا مرضية.. ترامب يحول “جوانتانامو” مركزاً لاعتقال المهاجرين 
  • “الإعلامي الحكومي” يطالب بتسريع تطبيق البروتوكول الإنساني في غزة
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • جامعة الإمارات تطلق «جسور التمكين»
  • جامعة الإمارات تطلق مبادرة “جسور التمكين”
  • “إغراق” المهاجرين لفرنسا.. تصريحات لرئيس الوزراء تثير الانقسام
  • «الطفولة والأمومة»: مصر دعمت حق الأطفال اللاجئين وطالبي اللجوء للوصول إلى جميع الخدمات
  • جامعة الإمارات تطلق مبادرة «جسور التمكين»