«الثانية ظهراً.. حكاية سيدة».. قصة ممرضة واجهت الدبابات وكرّمها السادات
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
«احضرى فوراً إلى مستشفى السويس فى الحال».. جملة أفزعت سيدة حسن الكمشوشى، ممرضة مستشفى السويس، ليلة 5 من أكتوبر عام 1973، بعدما عادت من إجازتها بشكل طبيعى، لتفاجأ بخطاب مدون عليه هذه الجملة، فى البداية اعتقدت أن هناك مكروهاً أصاب المستشفى أو أحد زملائها، ومطلوب أن تنوب عنه، قبل أن تكتشف أنه حان وقت الحرب، تفاصيل تضمنها الفيلم الوثائقى «الثانية ظهراً.
يعرض الفيلم قصة السيدة، منذ بداية دراستها التمريض فى منوف، وبعد الدراسة جاءها جواب التعيين فى السويس، والدها انتابه القلق عليها، بسبب تداعيات نكسة 1967، لكنها فى النهاية أقنعته، وذهبت يوم 10 يونيو 1971 قبل الحرب بعامين، تدرجت فى المستشفى حتى تولت قسم الاستقبال وجراحة العظام، وكان العمل آنذاك بنظام نصف شهرى 15 يوماً عمل ومثيلها إجازة.
قبل الحرب بيومين، نزلت الشابة «سيدة» إجازة إلى بلدتها فى الأرياف، قبل أن تتلقى بعد يومين خطاباً «احضرى فوراً إلى مستشفى السويس حالاً»، كان يوم 9 رمضان، فحجزت التذكرة فى اليوم التالى 6 أكتوبر، وأثناء سيرها على طريق القاهرة السويس، لاحظت وجود أعداد طيور كثيرة للغاية فى السماء، فتعجبت، وعلمت بعدها أنها هاجرت بسبب الحرب.
«سيدة» حكت خلال الفيلم ما رأته عندما وصلت إلى المستشفى، إذ كان الوضع مأساوياً، والدماء فى كل مكان، ولم تنس حينما صعدت للطابق الثانى بكيس دماء، لأحد الجنود المصابين، الذى طلب منها الخروج من المستشفى هرباً من إطلاق النار عليها، ولكنها أبت إلا أن تمرضه، فسارت حافية القدمين للدور الأعلى، والجندى المصاب يقول لها «اهربى الضرب هيشتغل عليكى»، وهى ترفض تماماً وصممت على علاجه رغم مرور شظايا الطلقات فوق رأسها.
حينما بدأ حصار السويس، تتذكر «سيدة» انعدام المياه والطعام والدماء، «كنا بنبل شفايفنا بس كنا عطشانين، بعدها كلموا مدير المستشفى قالوا له فيه عين ميه فى السويس فتحت تعالوا خدوا منها، وروحت أجيب، لقيت الميه فايرة ما بين بلاطتين، ميه بيضاء، بقيت أكبر.. الله أكبر الله أكبر».
«سيدة»: فخورة بمشاركتى فى الحرب وصممت على علاج جندى رغم مرور شظايا الطلقات فوق رأسىمشاهد عصيبة مرت على «سيدة» منذ بداية الحرب وفقاً لما جاء بالفيلم، ولعل أبرز ما حكته هو دخول 7 دبابات نحو مستشفى السويس يوم 24 أكتوبر الساعة 10 صباحاً، كان هناك جندى مريض بترت ذراعه اليسرى، أمر «سيدة» بأن تعطيه السلاح، وتؤكد أنها لا تعلم كيف أمسك بسلاحه تحت إبطه ودمر الدبابة وحده، ومن خلفه آخر مبتور القدمين، أمسك مسدساً وضرب نحو دبابة أخرى، وآخرون هاجموا الدبابات الباقية، حتى تمكنوا من تدمير الدبابات السبع.
لم تهدأ الأمور فى تلك الليلة على سيدة وزميلاتها بالمستشفى، إذ تم توجيه صاروخ إلى المستشفى، وبينما كانت تجرى الممرضة ومعها تحليل عينة دماء، أحدهم تعرف عليها، وقال لها إنه مريض وبعض سكان الرمل معه، ومن بينهم «حامد» زوجها بعد فترة من هذه الواقعة.
نجلها: تعلمت الوطنية من أمى وأبىيحكى نجل «سيدة» ما قاله والده «حامد دويدار» له قبل رحيله، بأن إصابته كانت قاتلة لولا وجود والدته فى هذا التوقيت «لولاها لكنت فى عداد الموتى»، إذ ساعدته للعودة إلى القاهرة والذهاب إلى المستشفى، ومن ثم علاجه وشفاؤه والعودة للبحث عن «سيدة» من أجل الارتباط بها.
توضح سيدة خلال الفيلم أن زوجها البطل الراحل حامد دويدار كان مصاباً بشظية خلف الأذن وكسر فى الفكين، ومشكلة بالعمود الفقرى، ونزيف مستمر، وهذه الإصابات كان المستشفى غير قادر على التعامل معها، فأرسلته إلى القاهرة لكى يتم علاجه.
«هذه الأوسمة التى سأضعها على صدوركم باسم الشعب كله، الشعب الذى لن ينسى أبداً ما قدمتم له»، كلمات الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عقب فك الحصار على السويس، حيث حضر إلى المستشفى للاطمئنان على الجنود المصابين وضحايا الحرب.
بعد هذه الفترة العصبية، توضح «سيدة» أنها طلبت العودة لمنزلها لأن والدتها كانت وحدها ووالدها توفى خلال فترة وجودها فى السويس، قبل أن يتبعها زوجها الراحل حتى يتزوج منها وأنجبا نجلهما، الذى يقول عن والده فى نهاية الفيلم، «فخور بيك يا حامد يا دويدار، لأنك زرعت فيّا حب الوطن»، أما هى فعبرت عن مدى فخرها بنفسها، «واحدة طالعة من الأرياف وتوصل للى شوفته ده، أنا فخورة إنى شاركت فى الحرب والله». وفى المشهد الأخير من الفيلم الوثائقى الملحمى، يظهر مشهد وهى تسير وسط المساحات الخضراء متكئة على ابنها، وفى الخلفية صوت أحد جيرانها وهو يلقى قصيدة قديمة كُتبت لها، بعدما شرفته وأدت دورها الوطنى: «ياللى شاركتى الجندى فى الميدان وكان قلبك بالإيمان مليان، عالجتى من الجروح بنى آدمين، راعيتى فى العنابر عيان، إنتى فخر بنفتخر بيكى فى بلدنا، وفى كل بلد جنب البلدان، إنتى جندى إنتى ظابط لا مش كفاية إنتى تستاهلى رئيس أركان».
الفيلم جاء من إخراج مها شهبة، ومن إعداد ميار أشرف ونروهان أيمن وعمر محمد شهبة، وجاء من إنتاج بلال الطراوى، وعرض على قناة دى إم سى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أكتوبر مستشفى السویس إلى المستشفى فى السویس
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي السابق لجوجل:على الجيش الأمريكي استبدال الدبابات بطائرات بدون طيار
طالب إريك شميت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل ورئيس مجلس إدارتها، بتغيير جذري في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية.
ووفق لموقع "The Times Of India"، اقترح شميت أن يستبدل الجيش الأمريكي أساطيل الدبابات التقليدية بطائرات بدون طيار تعمل بالذكاء الاصطناعي .
وقال شميدت، خلال حديثه في مبادرة الاستثمار المستقبلي في المملكة العربية السعودية مؤخرا، "قرأت في مكان ما أن الولايات المتحدة لديها آلاف وآلاف الدبابات مخزنة في مكان ما".
وجاءت دعوة شميدت إلى استخدام الطائرات بدون طيار بعد الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث يزعم أن الصراع أثبت فعالية الطائرات بدون طيار المتاحة بأسعار معقولة في تحييد المعدات العسكرية الباهظة الثمن.
وقال شميت، وفقًا لتقارير مجلة فوربس، خلال كلمته إن الحرب بين أوكرانيا وروسيا أظهرت كيف يمكن لطائرة بدون طيار بقيمة 5 آلاف دولار أن تدمر دبابة بقيمة 5 ملايين دولار.
وبحسب تقرير نشرته مجلة فوربس في وقت سابق من هذا العام، فإن شميدت هو مؤسس شركة وايت ستورك، وهي شركة ناشئة عسكرية تعمل على بناء "طائرة بدون طيار انتحارية"واستخدمتها أوكرانيا، كما أن الطائرات بدون طيار مصممة للتجول في ساحة المعركة قبل إرسالها لتدمير هدفها.
ويقال إن شركة شميدت الناشئة "اللقلق الأبيض" تعمل بنشاط على تطوير طائرات بدون طيار انتحارية ذاتية التشغيل مصممة لاستهداف مواقع العدو في أوكرانيا.
ويشير مصطلح "اللقلق الأبيض" إلى نوع من الطيور التي توجد عادة في أوكرانيا.
وتتمتع هذه الطائرات بدون طيار، المجهزة بالذكاء الاصطناعي، بالقدرة على العمل في بيئات صعبة وتحديد الأهداف حتى عندما تكون إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مشوشة.
وفي يوليو 2023، كتب شميت مقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال يصف فيه الطائرات بدون طيار بأنها "مستقبل الحرب".
وتم إدراج شميت في مؤشر بلومبرج للمليارديرات ضمن أغنى 100 شخص في العالم بثروة تقدر بنحو 35 مليار دولار.
وشغل شميت منصب الرئيس التنفيذي لشركة جوجل لمدة 10 سنوات تقريبًا، ومن عام 2001 إلى عام 2011، وهي فترة شهدت نموًا سريعًا لشركة البحث العملاقة جوجل، وأصبح لاحقًا رئيسًا تنفيذيًا لشركة جوجل، واستقال بعدها بسنوات.