حرب أكتوبر المجيدة ليست مجرد معركة تحرير أرض من محتل غاشم، وإنما ملحمة وطنية متكاملة، قام بها رجالنا البواسل، واجتمعت فيها جميع المبادئ السامية والروح الوطنية وأسس النجاح والتميز، ما استدعى توثيقها بأفلام تروى لحظات النصر.

أعمال وثائقية عديدة أبرزت بطولات نصر أكتوبر المجيدة، أنتجتها جهات عدة، على رأسها الشئون المعنوية للقوات المسلحة، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لنقل صفحة مضيئة من تاريخ مصر، ورصد مجموعة من الشهادات والوقائع، عبر أفلام تركت بصمة لدى المشاهدين، من بينها «التحدى والمعجزة.

. عن قرب.. وثائق النصر» وغيرها من الأفلام.

الصوت والصورة والحبكة والوقائع الحقيقية قادرة على ترسيخ الأحداث فى ذهن المتلقى

دور مهم تلعبه الأفلام الوثائقية التى تتناول حرب أكتوبر، حيث إنها تعد من القوالب الفنية عالية القيمة فى التوثيق للأحداث التاريخية والاجتماعية المهمة فى تاريخ الأمم والشعوب، لما تتضمنه من عناصر تتمثل فى الصوت والصورة والحبكة الفنية والأماكن الحقيقية للأحداث والإكسسوارات، قادرة على ترسيخ الحدث والقصة فى أذهان المشاهدين، بحسب ما ذكرته الدكتورة فاطمة الزهراء صالح أحمد، أستاذ الإعلام بكلية الآداب - جامعة سوهاج، فى حديثها لـ«الوطن».

وتابعت أستاذ الإعلام أن حرب أكتوبر هى معركة العزة والكرامة، وحرب فارقة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية، لذلك نحتاج لإنتاج مزيد من الأفلام الوثائقية ذات الإعداد الجيد، والمعلومات الدقيقة والقصص الواقعية، فضلاً عن التصوير المتقن، والاختيار الدقيق لأماكن التصوير.

تتفق معها الدكتورة سارة فوزى، مدرس مساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام - جامعة القاهرة، موضحة أن الأفلام الوثائقية لها دور كبير فى توثيق النصر، وإبراز ملحمة أكتوبر للأجيال المتعاقبة، إذ تساعد على معرفة عدونا المتمثل فى الكيان الصهيونى، وبطولات الجيش المصرى وتضحياته، وأهمية التحلى بالإصرار والعزيمة لتخطى الصعاب المختلفة، والانتصار على أى عدو.

وأضافت «فوزى» أن جامعة القاهرة، وكلية الإعلام تحديداً، تحرص على تشجيع الطلاب على عمل أفلام وثائقية كمشاريع تخرُّج، والتواصل مع الأشخاص الذين شاركوا فى حرب أكتوبر والتصوير معهم ومع عائلاتهم، بالإضافة إلى عقد ندوات طيلة شهر أكتوبر من أجل الاحتفال بالنصر، وتكريم أسر شهداء الحرب.

وعلى جانب آخر، قالت الدكتورة كريمة كمال، أستاذ الإعلام وتكنولوجيا الاتصال المساعد بجامعة جنوب الوادى، إن الأفلام الوثائقية جزء رئيسى من المحتوى الذى يجب تقديمه بكليات الإعلام؛ لدورها فى معالجة القضايا التاريخية، بالاستناد إلى الأدلة والتوثيق الجيد.

وتتمثل أهمية الفيلم الوثائقى فى رصد وتوثيق وتحليل الأحداث، وعرضها أمام الجمهور، متضمنة وقائع وشهادات تاريخية كفيلة بتوصيل الرسائل المختلفة بقدر من الشمول والجاذبية، لا سيما ما يخص موضوعات تاريخية مهمة كحرب أكتوبر المجيدة.

وأشارت «كمال» إلى استخدام الأفلام الوثائقية أثناء الدراسة بالكلية كجزء عملى يتضمن التصوير الاحترافى واستخدام المؤثرات المختلفة والإخراج للأحداث المهمة.

وأشادت بإنتاج مجموعة من الأفلام المتميزة التى لاقت قبولاً واسعاً لدى الجمهور مثل فيلم (وثائق النصر)، وهو من أكثر الأفلام تفصيلاً وشمولاً للحرب، حيث يغطى جميع المراحل والجبهات والعمليات العسكرية، ويسلط الضوء على الإنجازات والتحديات التى واجهت الجيش المصرى، وفيلم (جدو بطل)، الذى أُنتج بواسطة إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، حول بطولات حرب أكتوبر.

«المتحدة للخدمات الإعلامية» تنظم مسابقة للأفلام الوثائقية لاكتشاف مواهب الطلاب وربطهم بسوق العمل

اهتمام كبير توجهه كليات الإعلام للأفلام الوثائقية، التى يقدمها الطلاب، بحسب «كمال»، من خلال مشروعات التخرُّج بمختلف الجامعات المصرية، بالتزامن مع إعلان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (UMS) تنظيم مسابقة للأفلام الوثائقية الخاصة بمشروعات التخرُّج لطلاب الإعلام، ما يعد فرصة لاكتشاف المواهب، وخطوة مهمة لدمج الطلاب فى سوق العمل، خلال فترة مبكرة من حياتهم المهنية، فضلاً عن ترسيخ روح الانتماء للوطن داخلهم.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أكتوبر الأفلام الوثائقیة حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

"المؤسسات الوطنية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية" ندوة بمركز إعلام مطروح


نظم مركز إعلام مطروح، اليوم الإربعاء، ندوة بعنوان "المؤسسات الوطنية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية" بقاعة مكتبة مصر العامة بمطروح، والتي تأتي فى إطار الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، برئاسة الدكتور أحمد يحيى، تحت شعار "تحقق قبل ما تصدق" شارك فيها عدد كبير من موظفي الأجهزة التنفيذية والقيادات الطبيعية والجمعيات الأهلية وطلاب المرحلة الثانوية بالمحافظة. 
افتتحت الندوة خلود رفعت مدير مركز إعلام مطروح، بإلقاء الضوء على أهداف الحملة الجديدة التى ينفذها قطاع الإعلام الداخلي والتي تستهدف رفع الوعى بأهمية مواجهة الشائعات وتعزيز قيم الولاء والإنتماء والمواطنة، وإلقاء الضوء على إنجازات الدولة المصرية بالاضافة إلى تصحيح المعلومات المغلوطة وخاصة لدى الشباب والنشء والتحقق من كل معلومة ترد لهم خاصة من مواقع التواصل الاجتماعى.
حاضر في الندوة سليمان فضل العميري برلماني سابق، حيث أفاد أن مصر تواجه العديد من المخاطر على الصعيدين الدولي والإقليمي، ويزداد تـأثير هذه المخاطر بسبب الدور المتزايد للشائعات والأخبار المغلوطة التي قد تؤثر على استقرار البلاد.

وأكد على أن مصر تأثرت بالعديد من المخاطر الدولية والإقليمية أبرزها التحديات الاقتصادية العالمية مثل التضخم العالمي وارتفاع أسعار السلع الأساسية وأزمة الطاقة، وقال أن هذه القضايا تؤثر بشكل كبير على الوضع الإقتصادي المصري وعلى قدرة الحكومة في تلبية احتياجات المواطنين، وكذلك التهديدات الأمنية الإقليمية من دول مجاورة مثل ليبيا والسودان، فضلا عن تهديدات الجماعات الإرهابية التي قد تستغل حالة الاضطراب الإقليمي، والتحديات السياسية، وتغيير المناخ.

وأضاف العميري أن من المخاطر الإقليمية التي تواجهها الدولة المصرية الأزمات في دول الجوار والصرعات في سوريا وليبيا والسودان والتي قد تنعكس بالسلب على مصر خاصة فيما يتعلق يالتدفق المحتمل للاجئين أو التوترات الحدودية، كما أن الأمن المائي والنزاع حول مياة النيل مع إثيوبيا بسبب سد النهضة يظل تهديدا كبيرا على الأمن المائي لمصر.

وأوضح أن الشائعات ثؤثر على الاستقرار الاجتماعي من خلال نشر الذعر والقلق بين المواطنين، كما أنها تأثيرات اقتصادية مثل نشر الأخبار المغلوطة عن أزمة اقتصادية أو احتكار السلع مما يؤدي إلى اضطراب الأسواق وزيادة الأسعار، والتأثير على العلاقات الدولية، واستخدام الشائعات من قبل أطراف معادية.
كما تحدث الكاتب الصحفي علي الشوكي، مدير مكتب المصري اليوم بمطروح،  حول مفهوم الشائعات وكيفية مواجهتها، وأشار إلى أن الشائعات يصدرها من ليس من داخل المؤسسات  التي تساعد على التنمية، وأضاف أن هناك مواسم ومناسبات معروفة لترويج الشائعات ومنها المناسبات الدينية والأحداث الاقتصادية والقرارات السياسية الكبري، وأكد أن السبب الأساسي في انشار الشائعات هو عدم الوعي. وفند الشوكي طرق التعامل مع الشائعات والأخبار المغلوطة والتي تنتشر على مواقع التواصل والمواقع التي تنقل أخبار بعدم مهنية من خلال مجموعة من الخطوات أهمها التأكد من مصدر الخبر أو المعلومة، وأضاف أن تكرار الخبر في صفحات رسمية مؤشر للتثبت منه. مبينا أن كثرة أعداد المتابعين للصفحات الشخصية على مواقع التواصل ليست مقياسا على مصداقية وموثيقية الخبر.
كما تحدث عن خطورة الشائعات على المجتمع وأهمها هدم القيم والتأثير السلبي على العلاقات وإثارة الفتن وتقديم نماذج غير مرغوب فيها وخاصة للشباب.

وأوصت الندوة بضرورة تعزيز الوعي العام وتحسين الشفافية من خلال الأفراد مؤسسات الدولة الوطنية، والعمل على الحد من انتشار الشائعات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة الذاتية لدى الأفراد للحد من انتشار الشائعات، كما طالب المشاركون بضرورة إطلاق مركز إعلامي لمواجهة الشائعات. بالإضافة إلى ضرورة تطوير الصفحات الرسمية للمؤسسات الحكومية وإمدادها بكافة البيانات والمعلومات والتي تساهم توضيح الصورة للمواطن ولا تجعله يلجأ لمصادر أخرى غير موثوق فيها. 
أدار اللقاء الإعلامي محمود القناشي أخصائي الإعلام بالمركز.

مقالات مشابهة

  • بداية جديدة لمنظومة الإعلام الوطنية
  • فوز العبور والنصر وبورفؤاد وتعادل الإنتاج الحربي بالقسم الثاني
  • مهزلة وسخافة.. الإعلام الإسباني يهاجم برشلونة بعد فشل تسجيل أولمو
  • فشل برشلونة في تسجيل أولمو يثير غضب الإعلام الإسباني
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يتبنى عملية سرية سابقة بسوريا
  • "المؤسسات الوطنية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية" ندوة بمركز إعلام مطروح
  • جهاز مدينة 6 أكتوبر يُنظم ورشة عمل بعنوان "تصميم شوارع آمنة وصحية" لدعم أهداف التنمية المستدامة
  • دور الإعلام في مواجهة الشائعات ..ندوة لإعلام طنطا
  • إعلان الفائزين بجائزة "التميز الإعلامي" في ختام "ملتقى إعلام الظاهرة"
  • جهاز 6 أكتوبر يُنظم ورشة عمل عن تصميم شوارع آمنة وصحية لدعم أهداف التنمية المستدامة