حيروت ـ صحف
في مقال له تحت عنوان “مهما حدث في هذه الجولة من الحرب بين إسرائيل وغزة فقد خسرنا بالفعل” قال الكاتب في صحيفة هآرتس حاييم ليفينسون إن كل ما تفعله إسرائيل من الآن فصاعدا لن يكون له أي معنى حتى لو عثرت على محمد الضيف -في إشارة إلى قائد كتائب عز الدين القسام الفلسطينية التابعة لحماس- في مخبئه وقدمته للمحاكمة فلن يكون لذلك أي معنى، إذ إن الخسارة اكتملت مع الصفعة الأولى، وكل ما يأتي بعد ذلك “كلام فارغ”، حسب قوله.

وتهكم الكاتب من إطلاق الجيش الإسرائيلي اسم “عملية السيوف الحديدية” على ما يقوم به حاليا من تصد للهجمات الفلسطينية، قائلا إن هذه العملية هي في واقع أمرها “عملية سقوط السراويل”، مبينا أن كل الجيش الإسرائيلي وجهاز أمن الشاباك وما لديهما من طائرات مسيرة وأجهزة تنصت متطورة وذكاء بشري وقدرة على استنزاع المعلومات من المصادر البشرية، ناهيك عما يستخدمانه من ذكاء اصطناعي، وما يطلق عليه “عباقرة وحدة النخبة (سيغينت 8200)، كل هذه الوسائل لم تكن لديها أدنى فكرة عما كان يخطط له في الخفاء.

وهو ما جعله يجزم بأن نجاح حماس في هذه العملية كان حدثا إستراتيجيا بالنسبة لدولة إسرائيل، إذ أدى إلى انهيار الشعور بالأمان بين الإسرائيليين وكشف عورة الجيش الإسرائيلي ووهنه.

وقال إن كل هذا يعزز الشعور المتنامي بين الإسرائيليين بغياب الدولة، لافتا إلى أن الأمر لم يعد “لو حدث لي شيء ما فإن شخصا ما سيهب لنجدتي”، فها هم الناس يتعرضون للأذى ولم يجدوا من يسعفهم.

وأرجع الكاتب هذه الوضعية اليائسة إلى 14 عاما من حكم نتنياهو، حكم الإدمان على الكذب، حسب قوله، وهو ما نتج عنه “شيئا فشيئا نمو طفرات تهدد وجودنا هنا”.

واعتبر ليفينسون أن إسرائيل تمر اليوم بنقطة تحول من خلال أحد سيناريوهين، ففي ظل السيناريو المتفائل “سوف نطرد هذه المجموعة الفاشلة من القادة لصالح أشخاص موهوبين ومؤهلين يمكنهم إعادة البلاد إلى العمل، أما في ظل السيناريو المتشائم فستستغل الفصائل الفاشية في الحكومة الأزمة الجديدة لتحديد الأعداء والخونة المسؤولين عن الكارثة”.

ومن المنظور نفسه، قال الكاتب في الصحيفة نفسها آلون بنكاس إن هجوم حماس أمس السبت كان بمثابة كارثة إسرائيلية تتجاوز كل المقاييس، حيث فشلت الدولة بقيادة نتنياهو وفشل جيشها بشكل مذهل في حماية مواطنيها.

التداعيات

ولا بد -حسب الكاتب- من أن تكون هناك تداعيات عسكرية ودبلوماسية وإقليمية وسياسية لهذه العملية، لكن تقييمها في هذه المرحلة سيكون سابقا لأوانه إلى حد كبير ويحمل قدرا كبيرا من التخمين، لكن ما هو واضح تماما هو أن النموذج الإسرائيلي في التعامل مع غزة أمنيا وسياسيا، وفي التعامل مع القضية الفلسطينية عموما انهار تماما، وفقا لبنكاس.

وفضلا عن الفشل الاستخباري المدوي عدّد الكاتب -وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق- إخفاقات أخرى لإسرائيل على المستويات التكتيكية والعملياتية والإستراتيجية.

وحذر بنكاس من أن ما يروج له نتنياهو منذ القدم بأنه سيجتث حماس لن يكون سهلا.

وفي هذا الصدد، أورد ما تسرب من وثيقة أعدتها المخابرات العسكرية الإسرائيلية في أعقاب عملية “الجرف الصامد” عام 2014، وأكدت فيها لنتنياهو أن القضاء على حماس يتطلب 5 سنوات من الحرب والكثير من التضحيات، بما في ذلك تهديد السلام مع مصر.

وختم بقوله “سواء تصرفت حماس ضد الاحتلال الإسرائيلي أو الضم الزاحف، وسواء كان ذلك انتهازية أصبحت ممكنة بسبب الأزمة السياسية في إسرائيل، وسواء كان الدافع لها معارضة صفقة التطبيع السعودية المطروحة فإن يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول كان بمثابة تغيير لقواعد اللعبة، وهو يوم سيظل عارا في جبين إسرائيل”.

 

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان الإسرائيلي يعترف بفشله في مواجهة "طوفان الأقصى" ويعلن استقالته

في اعتراف متأخر وبعد أكثر من عام من الحرب في قطاع غزة، اعترف رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي بتحمله المسؤولية الكاملة عن الفشل في التصدي للأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، وذلك وفقًا لتقرير عرضته قناة "القاهرة الإخبارية" في برنامج بعنوان "رئيس الأركان الإسرائيلي يعترف بفشله في مواجهة طوفان الأقصى".

استقالة هاليفي بعد فشل عسكري

لم يكتفِ هاليفي بالاعتراف بإخفاقه في إدارة الحرب، بل أعلن أيضًا عن استقالته من منصبه، على أن تصبح سارية المفعول في مارس المقبل. 

في بيان الاستقالة، أشار إلى أن الحرب لم تحقق جميع أهدافها العسكرية والسياسية، مما يعكس الوضع المتأزم في صفوف القيادة الإسرائيلية.

استقالة أخرى تفتح الباب لمزيد من التغييرات

جاء إعلان استقالة هاليفي بعد ثلاثة أيام فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، بالإضافة إلى بدء صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. 

كما أشار التقرير إلى أن استقالة هاليفي فتحت الباب أمام مزيد من الاستقالات في القيادة الإسرائيلية، حيث أعلن قائد المنطقة الجنوبية ترك منصبه أيضًا، مشيرًا إلى مسؤوليته عن الفشل في حماية سكان النقب الغربي أثناء هجمات 7 أكتوبر.

فشل حكومة نتنياهو وتداعياته

تزامنًا مع سلسلة الاستقالات في الجيش الإسرائيلي، دعت المعارضة بقيادة يائير لبيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته التي وصفها بـ "الكارثية" إلى الاستقالة، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية للبحث في أخطاء حكومة نتنياهو خلال عملية "طوفان الأقصى". 

تعكس هذه الاستقالات المستمرة أن حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة تزيد عن عام لم تكن إلا ستارًا على فشل حكومة نتنياهو وقيادات الجيش في إدارة عملية طوفان الأقصى.

مقالات مشابهة

  • الخارجية العراقية تدين عدوان الكيان الصهيوني المستمر على مدينة جنين
  • عاجل| هآرتس: إسرائيل تطرح مخططات لبناء سلسلة من البؤر الاستيطانية في القدس الشرقية
  • إسرائيل: الجيش يعترف بخطأ في بيان مقتـ.ـل قائد كتيبة بيت حانون
  • السيد الخامنئي: لولا الاسناد الأمريكي لانهار الكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى
  • الكيان الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • إيران: صُدمنا وتفاجأنا بعملية حماس في أكتوبر ضد إسرائيل
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يعترف بفشله في مواجهة "طوفان الأقصى" ويعلن استقالته
  • الكنيست الإسرائيلي يمرر قانونا يُجرّم إنكار هجوم 7 أكتوبر
  • منها اقتحام قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: أتحمل كامل المسؤولية عن فشل الجيش في الدفاع عن مواطنينا في 7 أكتوبر