«أيام النصر».. تسريبات واعترافات واتهامات تفضح الهزيمة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
باستغاثات إسرائيلية واعترافات قادة الجيش الإسرائيلى بالهزيمة، بدأت مشاهد أحد أهم الأفلام الوثائقية، التى تناولت أحداث حرب أكتوبر «أيام النصر».
يسرد الفيلم فى أحداثه الرواية الإسرائيلية قبل تحريفها من واقع اعترافات جنرالات إسرائيل والصحافة الإسرائيلية المطبوعة وكتبها المنشورة وأوراقها الرسمية فى ذلك الوقت، قبل أن تتدخل إسرائيل كعادتها لطمس الحقائق وإعادة تسمية الأشياء بمسميات أخرى، لخدمة أمنها القومى، بعيداً عن الموضوعية والأمانة التاريخية.
جندى إسرائيلى يستغيث: «هنا 3 يطلقون علىّ النار من ثلاثة اتجاهات»، وتبرير لأحد القادة الإسرائيليين: «الأسرى أرادوا الانتحار عندما فقدوا الأمل»، بينما يقول شارون، أبرز القادة الإسرائيليين الذين تولوا رئاسة وزراء إسرائيل فيما بعد: «شىء لا يصدق.. نحن لا نستطيع إيقافهم».
الخداع الاستراتيجى المتقن، كان أبرز محطات حرب أكتوبر المجيدة، كما يؤكد الخبراء الاستراتيجيون، السادات وضع نفسه بموضع السخرية عمداً، رغم كونه رئيس الدولة، بحسب ما أوضح الدكتور إبراهيم البحراوى، أستاذ الدراسات العبرية، وهو ما دفع جولدا مائير للاعتذار الرسمى للسادات، لاعتقادها أنه شخصية هزلية كما خدعها، «تقول مائير: كان يعد شعبه بالحرب ثم يتراجع، ويقول عام الحسم وينسى الموعد، يبدو أنه كان يقدم الصورة متعمداً، وأنا أقدم له اعتذاراً رسمياً».
وأكد اللواء الدكتور محمود خلف، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن رسالة وصلت الأربعاء قبل الحرب بيومين، تفيد بانتهاء المناورة بدر الخميس مع شكر القيادات لوحدات الجيش وتحديد مواعيد الإجازات التى تضمنت إجازات لوحدات الجيش المهمة كالصاعقة والمهندسين يوم السبت 6 أكتوبر.
البرنامج العام العبرى كان له دور فى الخداع، وفقاً لشهادة شاهيناز راغب، مدير عام البرنامج العبرى الأسبق بالإذاعة المصرية، عبر فيلم «أيام النصر»، إذ تمت زيادة ساعات البث من 4 ساعات لـ16 ساعة على الهواء مباشرة، وتم تزويد البرنامج العبرى بأحدث الأغانى العالمية والعربية لجذب المستمع الإسرائيلى.
نجاح الخداع جاء برواية جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل وقت حرب أكتوبر، عندما علمت بشن الجيش المصرى الهجوم وعبور الجنود قناة السويس، فقامت بالدعوة لعقد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلى، ولم تجد سوى 3 وزراء، كون البقية كانوا يتمتعون بإجازاتهم بالمصايف.
ضربة قوية للإعلام الإسرائيلى بعد تكذيبه لنبأ أسر عساف ياجورى سنة 1973، الذى تمت إذاعته عبر البرنامج العبرى بالإذاعة المصرية، بعد أن ردت الإذاعة المصرية على التكذيب بإذاعة تسجيل للأسير يكشف فيه عن اسمه واسم زوجته ورتبته داخل الجيش الإسرائيلى ومحل إقامته بتل أبيب، وهو ما زعزع ثقة الإسرائيليين بإعلامهم.
الذهول كان السمة الأساسية للجنود والضباط الإسرائيليين بعد أسرهم، وفقاً للشهادات المختلفة بالفيلم، بجانب ما تم إقناعهم به من أن جيشهم لا يقهر، وأن الجيوش العربية لا تتمتع بالذكاء، انبهروا بالقاهرة التى تم وصفها من قِبل حكومتهم بأنها مدينة بدائية تجوبها الجمال والحمير، ويقول الباحث بالشئون الإسرائيلية، أحمد بلال، فى حديثه بالفيلم الوثائقى، إن بعض الجنود نسوا أسماءهم داخل المصحات النفسية، وفقاً لرواية زئيف شيف، المعلق العسكرى الإسرائيلى، كونها كانت المرة الأولى التى يواجه فيها الجندى الإسرائيلى الحرب الحقيقية والموت والأسر ونفاد الذخيرة.
رئيس الموساد ورئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تراشقا بالألفاظ والاتهامات على شاشة التلفاز، بعد أن فقد أهم قادة أركان الجيش وقاره، ورغم كل ما تم طرحه من حقائق، اختتم الفيلم بالجهود التى تقوم بها إسرائيل لتضليل الأجيال الجديدة بأنها لم تهزم، وأنها صاحبة الانتصار، مشيرة إلى الضغط الذى تمت ممارسته على الحكومة المصرية للتقليل من استخدام اسم أكتوبر والعبور وغيرها من الأسماء التى تشير للنصر. ومن جانبه، أكد أحمد بلال، عضو مجلس النواب والباحث بالشئون الإسرائيلية، أن أهمية فيلم «أيام النصر» تكمن فى تصديه للدعاية الصهيونية، التى بدأت منذ اللحظات الأولى التى أعقبت نصر أكتوبر المجيد، بمحاولات العدو الصهيونية الادعاء بأن الهزيمة بحرب 1973 لم تكن هزيمة عسكرية، لكى لا تمس أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وأرجعوا الهزيمة لمشكلة استخباراتية فى عدم وصول المعلومات، وسوء التعامل مع المعلومات التى وردت بالفعل، ليبرزوا الهزيمة العسكرية الاستخباراتية على أنها مجرد خطأ من عدة قادة فى تعاملهم مع بعض المعلومات الواردة إليهم.
وأضاف «بلال»، فى حديثه لـ«الوطن»، أن إسرائيل تستهدف من خلال بثها للأكاذيب المتعلقة بالحقائق بحرب 1973 استبعاد كل ما يمكنه أن يؤثر بصورة أو بأخرى على الأساطير الإسرائيلية التى يتم ترويجها، وظلت ترسخها بنفوس المواطنين بكل أنحاء العالم، بأنها أقوى جهاز استخباراتى بالعالم و«جيش لا يقهر» وغيرها من الأساطير.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى ووجود الكيان الصهيونى بصورة كثيفة، سواء بوجود رسمى أو غير رسمى، وبشكل معلن أو غير معلن، بدأ هذا الوجود فى تكريس أساطير فى أذهان الشباب المصرى والعربى أن المنتصر الحقيقى بحرب 1973 هى إسرائيل على غير الحقيقة، وفقاً لـ«بلال»، مشيراً إلى أن المؤسف هو تمرير هذه الأكاذيب لأذهان الشباب العربى لتغرس بذور الشك لدى أعداد ليست بالقليلة من هؤلاء الشباب، وهو ما يبرز أهمية «أيام النصر» الذى يسرد أحداثاً وثائقية من أرشيف إسرائيل ذاتها.
الأفلام الوثائقية بهذا القدر العالى من الحرفية تقوم بدور مهم وبارز بمعركة الوعى، كى لا يترك الشباب العربى فريسة لأفكار معادية، خاصة أنها ليست اختلافات بوجهات النظر خاصة بقضايا سياسية واقتصادية، والتى يكون الأمر فيها متروكاً لحرية الاعتقاد، إنما يستهدف العدو الإسرائيلى غسيل المخ أو غسيل الدماغ، وهو مصطلح يقصد به استهداف جهة أو دولة تحويل الفرد عن اتجاهاته وقيمه وأنماطه السلوكية وقناعاته، وتبنيه لقيم أخرى جديدة تفرض عليه، بحسب ما أكد الباحث بالشئون الإسرائيلية.
المعرفة الكاملة والمعلومات الحقيقية الكافية التى تتم إتاحتها للشباب العربى للتعرف على المنتصر الحقيقى، والتضحيات التى قدمها الجيش المصرى والجيش السورى بهذه المعركة، تمكنه من التصدى للمعلومات الكاذبة التى يروج لها الكيان الصهيونى، عبر بعض صفحات القادة الإسرائيليين على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وهو ما تحقق من خلال فيلم أيام النصر، كونه تم صنعه من الأرشيف الإسرائيلى، متضمناً شهادات الاستسلام من قادة الجيش الإسرائيلى وقادة جهاز المخابرات الإسرائيلية، وفقاً لـ«بلال».
وتابع الباحث بالشئون الإسرائيلية: «حلاوة وعبقرية فيلم أيام النصر ترجع لكونه على لسان الإسرائيليين أنفسهم، كل الموجودين خبراء اشتبكوا معهم واستقبلوا الأسرى، ومتخصصون فى الشأن الإسرائيلى يروون من أرشيفهم ومقاطع فيديو بألسنتهم وشهادات موثقة، جعلت من الفيلم مادة هامة جداً تمكن الشباب من الرد بها على كل الصفحات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية العلنية وغير العلنية».
التفوق الحقيقى الذى حققه الجيش المصرى على أرض المعركة بحرب 1973 مكنه من استرجاع الأرض المغتصبة من الكيان الصهيونى، وفقاً لـ«بلال»، لافتاً إلى أن الأرض المصرية لم تسترد سلماً وحرباً، الأرض المصرية تم استردادها حرباً فقط، فالسلم كان أمراً واقعاً فرضه السلاح المصرى وهو ما تحقق باسترداد طابا وغيرها.
قوة الجيش المصرى وعظمته وبطولته وانتصاره كانت الأسباب التى جعلت إسرائيل تقبل بالتحكيم والتفاوض، وهو ما تأكد بعدم عودة أراض عربية أخرى كهضبة الجولان السورية والأراضى الفلسطينية المحتلة بحسب ما أكد الباحث بالشئون الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الأفلام الوثائقية تعد جزءاً مهماً لنشر الوعى والثقافة الوطنية، إلى جانب عوامل أخرى، منها أن تقوم أهم دولة متفردة ثقافياً وحضارياً بالعالم بإطلاق قنوات إعلامية موجهة لأطفالها وأجيالها الجديدة، والتى يتم استهدافها من قبل بعض القنوات التابعة لبعض الدول العربية والأجنبية تتضمن ثقافات أخرى مغايرة للثقافة الوطنية. وأشاد «بلال»، فى تصريحاته الخاصة لـ«الوطن»، بالدور الذى تقوم به القناة الوثائقية، لتبدأ مصر أخيراً بكتابة الحكاية والرواية برؤيتها وبوجهة نظرها، بعد أن كانت القنوات المعادية تنتج العديد من الوثائقيات على أجزاء، متضمنة بعض المغالطات والتضليل، وصلت إلى تشويه وتزوير التاريخ، معرباً عن سعادته بأن اليوم يشهد كتابة الدولة المصرية التاريخ والسياسة حسب رؤيتها، وهو أمر مهم جداً، وفى توقيت فى غاية الأهمية، كانت تقوم فيه قوى معادية بكتابة تاريخنا المصرى، وهو أمر غير مقبول، فتاريخ مصر لا بد أن يكتبه المصريون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أكتوبر الجیش المصرى أیام النصر وهو ما
إقرأ أيضاً:
غضب على المنصات واتهامات بالإهمال بعد تحطم مروحية إسعاف تركية
ووقع الحادث -الذي يعتبر نادر الحدوث- في ظل ظروف جوية صعبة، وقد أكدت وزارة الصحة التركية تحطم الطائرة بعد اصطدامها بالطابق العلوي في مبنى مستشفى موغلا للتدريب والبحث.
وأسفر الحادث عن مصرع طيارين اثنين وطبيب وفني إسعاف وطوارئ طبية، وقد تدوالت مواقع التواصل صورا تظهر المروحية وهي تسقط بعد ثوانٍ قليلة من إقلاعها في أجواء ملبدة بالغيوم.
ورغم اصطدام الطائرة الشديد بالمبنى وتضرر واجهته الزجاجية وأجزاء داخله فإن السلطات الطبية التركية أكدت عدم تسجيل أي إصابات داخل المستشفى أو خارجه في موقع سقوط المروحية.
واعتبر نشطاء الحادث نتيجة للإهمال بالنظر إلى حالة انعدام الرؤية التي فرضها الضباب، والتي يرون أنها لم تكن مناسبة لإقلاع الطائرة.
غياب التدابيرومن ضمن التغريدات التي رصدتها حلقة "شبكات" بتاريخ 2024/12/23 تغريدة لناشط يدعى ماهر قال فيها إنه لم يكن من المفترض الإقلاع مطلقا في هذه الأجواء الضبابية "لأن فقدان الرؤية والدوار يشكلان بيئة مثالية لوقوع حوادث".
كما كتب رضا أولاخ أن الخسائر التي تكبدتها تركيا نتيجة سقوط المروحية "غير مقبولة"، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن عدم كفاية التدابير اللازمة.
أما ماجي فكتبت "عندما كنت أعمل في مركز الطوارئ الصحية لم تكن مروحية الإسعاف تقلع أبدا مهما كانت الحالة إذا كانت هناك بعض الغيوم".
إعلانفي المقابل، قالت إينور كايا إن مغامرة أعضاء فريق الطائرة بحياتهم في ظل هذه الظروف الجوية الصعبة ربما تكون بسبب حاجة ماسة لهم.
وقد أعلن حاكم الولاية إدريس أقبيق فتح تحقيق في الحادث، في حين غرد الرئيس رجب طيب أردوغان قائلا "نبأ وفاة 4 من إخواننا في تحطم مروحية إسعاف في موغلا أحرق قلوبنا".
وأضاف أدروغان "أتقدم بخالص تعازينا لأسرهم وزملائهم ولجميع العاملين في القطاع الصحي".
23/12/2024