باستغاثات إسرائيلية واعترافات قادة الجيش الإسرائيلى بالهزيمة، بدأت مشاهد أحد أهم الأفلام الوثائقية، التى تناولت أحداث حرب أكتوبر «أيام النصر».

يسرد الفيلم فى أحداثه الرواية الإسرائيلية قبل تحريفها من واقع اعترافات جنرالات إسرائيل والصحافة الإسرائيلية المطبوعة وكتبها المنشورة وأوراقها الرسمية فى ذلك الوقت، قبل أن تتدخل إسرائيل كعادتها لطمس الحقائق وإعادة تسمية الأشياء بمسميات أخرى، لخدمة أمنها القومى، بعيداً عن الموضوعية والأمانة التاريخية.

جندى إسرائيلى يستغيث: «هنا 3 يطلقون علىّ النار من ثلاثة اتجاهات»، وتبرير لأحد القادة الإسرائيليين: «الأسرى أرادوا الانتحار عندما فقدوا الأمل»، بينما يقول شارون، أبرز القادة الإسرائيليين الذين تولوا رئاسة وزراء إسرائيل فيما بعد: «شىء لا يصدق.. نحن لا نستطيع إيقافهم».

الخداع الاستراتيجى المتقن، كان أبرز محطات حرب أكتوبر المجيدة، كما يؤكد الخبراء الاستراتيجيون، السادات وضع نفسه بموضع السخرية عمداً، رغم كونه رئيس الدولة، بحسب ما أوضح الدكتور إبراهيم البحراوى، أستاذ الدراسات العبرية، وهو ما دفع جولدا مائير للاعتذار الرسمى للسادات، لاعتقادها أنه شخصية هزلية كما خدعها، «تقول مائير: كان يعد شعبه بالحرب ثم يتراجع، ويقول عام الحسم وينسى الموعد، يبدو أنه كان يقدم الصورة متعمداً، وأنا أقدم له اعتذاراً رسمياً».

وأكد اللواء الدكتور محمود خلف، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن رسالة وصلت الأربعاء قبل الحرب بيومين، تفيد بانتهاء المناورة بدر الخميس مع شكر القيادات لوحدات الجيش وتحديد مواعيد الإجازات التى تضمنت إجازات لوحدات الجيش المهمة كالصاعقة والمهندسين يوم السبت 6 أكتوبر.

البرنامج العام العبرى كان له دور فى الخداع، وفقاً لشهادة شاهيناز راغب، مدير عام البرنامج العبرى الأسبق بالإذاعة المصرية، عبر فيلم «أيام النصر»، إذ تمت زيادة ساعات البث من 4 ساعات لـ16 ساعة على الهواء مباشرة، وتم تزويد البرنامج العبرى بأحدث الأغانى العالمية والعربية لجذب المستمع الإسرائيلى.

نجاح الخداع جاء برواية جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل وقت حرب أكتوبر، عندما علمت بشن الجيش المصرى الهجوم وعبور الجنود قناة السويس، فقامت بالدعوة لعقد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلى، ولم تجد سوى 3 وزراء، كون البقية كانوا يتمتعون بإجازاتهم بالمصايف.

ضربة قوية للإعلام الإسرائيلى بعد تكذيبه لنبأ أسر عساف ياجورى سنة 1973، الذى تمت إذاعته عبر البرنامج العبرى بالإذاعة المصرية، بعد أن ردت الإذاعة المصرية على التكذيب بإذاعة تسجيل للأسير يكشف فيه عن اسمه واسم زوجته ورتبته داخل الجيش الإسرائيلى ومحل إقامته بتل أبيب، وهو ما زعزع ثقة الإسرائيليين بإعلامهم.

الذهول كان السمة الأساسية للجنود والضباط الإسرائيليين بعد أسرهم، وفقاً للشهادات المختلفة بالفيلم، بجانب ما تم إقناعهم به من أن جيشهم لا يقهر، وأن الجيوش العربية لا تتمتع بالذكاء، انبهروا بالقاهرة التى تم وصفها من قِبل حكومتهم بأنها مدينة بدائية تجوبها الجمال والحمير، ويقول الباحث بالشئون الإسرائيلية، أحمد بلال، فى حديثه بالفيلم الوثائقى، إن بعض الجنود نسوا أسماءهم داخل المصحات النفسية، وفقاً لرواية زئيف شيف، المعلق العسكرى الإسرائيلى، كونها كانت المرة الأولى التى يواجه فيها الجندى الإسرائيلى الحرب الحقيقية والموت والأسر ونفاد الذخيرة.

رئيس الموساد ورئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تراشقا بالألفاظ والاتهامات على شاشة التلفاز، بعد أن فقد أهم قادة أركان الجيش وقاره، ورغم كل ما تم طرحه من حقائق، اختتم الفيلم بالجهود التى تقوم بها إسرائيل لتضليل الأجيال الجديدة بأنها لم تهزم، وأنها صاحبة الانتصار، مشيرة إلى الضغط الذى تمت ممارسته على الحكومة المصرية للتقليل من استخدام اسم أكتوبر والعبور وغيرها من الأسماء التى تشير للنصر. ومن جانبه، أكد أحمد بلال، عضو مجلس النواب والباحث بالشئون الإسرائيلية، أن أهمية فيلم «أيام النصر» تكمن فى تصديه للدعاية الصهيونية، التى بدأت منذ اللحظات الأولى التى أعقبت نصر أكتوبر المجيد، بمحاولات العدو الصهيونية الادعاء بأن الهزيمة بحرب 1973 لم تكن هزيمة عسكرية، لكى لا تمس أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وأرجعوا الهزيمة لمشكلة استخباراتية فى عدم وصول المعلومات، وسوء التعامل مع المعلومات التى وردت بالفعل، ليبرزوا الهزيمة العسكرية الاستخباراتية على أنها مجرد خطأ من عدة قادة فى تعاملهم مع بعض المعلومات الواردة إليهم.

وأضاف «بلال»، فى حديثه لـ«الوطن»، أن إسرائيل تستهدف من خلال بثها للأكاذيب المتعلقة بالحقائق بحرب 1973 استبعاد كل ما يمكنه أن يؤثر بصورة أو بأخرى على الأساطير الإسرائيلية التى يتم ترويجها، وظلت ترسخها بنفوس المواطنين بكل أنحاء العالم، بأنها أقوى جهاز استخباراتى بالعالم و«جيش لا يقهر» وغيرها من الأساطير.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى ووجود الكيان الصهيونى بصورة كثيفة، سواء بوجود رسمى أو غير رسمى، وبشكل معلن أو غير معلن، بدأ هذا الوجود فى تكريس أساطير فى أذهان الشباب المصرى والعربى أن المنتصر الحقيقى بحرب 1973 هى إسرائيل على غير الحقيقة، وفقاً لـ«بلال»، مشيراً إلى أن المؤسف هو تمرير هذه الأكاذيب لأذهان الشباب العربى لتغرس بذور الشك لدى أعداد ليست بالقليلة من هؤلاء الشباب، وهو ما يبرز أهمية «أيام النصر» الذى يسرد أحداثاً وثائقية من أرشيف إسرائيل ذاتها.

الأفلام الوثائقية بهذا القدر العالى من الحرفية تقوم بدور مهم وبارز بمعركة الوعى، كى لا يترك الشباب العربى فريسة لأفكار معادية، خاصة أنها ليست اختلافات بوجهات النظر خاصة بقضايا سياسية واقتصادية، والتى يكون الأمر فيها متروكاً لحرية الاعتقاد، إنما يستهدف العدو الإسرائيلى غسيل المخ أو غسيل الدماغ، وهو مصطلح يقصد به استهداف جهة أو دولة تحويل الفرد عن اتجاهاته وقيمه وأنماطه السلوكية وقناعاته، وتبنيه لقيم أخرى جديدة تفرض عليه، بحسب ما أكد الباحث بالشئون الإسرائيلية.

المعرفة الكاملة والمعلومات الحقيقية الكافية التى تتم إتاحتها للشباب العربى للتعرف على المنتصر الحقيقى، والتضحيات التى قدمها الجيش المصرى والجيش السورى بهذه المعركة، تمكنه من التصدى للمعلومات الكاذبة التى يروج لها الكيان الصهيونى، عبر بعض صفحات القادة الإسرائيليين على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وهو ما تحقق من خلال فيلم أيام النصر، كونه تم صنعه من الأرشيف الإسرائيلى، متضمناً شهادات الاستسلام من قادة الجيش الإسرائيلى وقادة جهاز المخابرات الإسرائيلية، وفقاً لـ«بلال».

وتابع الباحث بالشئون الإسرائيلية: «حلاوة وعبقرية فيلم أيام النصر ترجع لكونه على لسان الإسرائيليين أنفسهم، كل الموجودين خبراء اشتبكوا معهم واستقبلوا الأسرى، ومتخصصون فى الشأن الإسرائيلى يروون من أرشيفهم ومقاطع فيديو بألسنتهم وشهادات موثقة، جعلت من الفيلم مادة هامة جداً تمكن الشباب من الرد بها على كل الصفحات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية العلنية وغير العلنية».

التفوق الحقيقى الذى حققه الجيش المصرى على أرض المعركة بحرب 1973 مكنه من استرجاع الأرض المغتصبة من الكيان الصهيونى، وفقاً لـ«بلال»، لافتاً إلى أن الأرض المصرية لم تسترد سلماً وحرباً، الأرض المصرية تم استردادها حرباً فقط، فالسلم كان أمراً واقعاً فرضه السلاح المصرى وهو ما تحقق باسترداد طابا وغيرها.

قوة الجيش المصرى وعظمته وبطولته وانتصاره كانت الأسباب التى جعلت إسرائيل تقبل بالتحكيم والتفاوض، وهو ما تأكد بعدم عودة أراض عربية أخرى كهضبة الجولان السورية والأراضى الفلسطينية المحتلة بحسب ما أكد الباحث بالشئون الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الأفلام الوثائقية تعد جزءاً مهماً لنشر الوعى والثقافة الوطنية، إلى جانب عوامل أخرى، منها أن تقوم أهم دولة متفردة ثقافياً وحضارياً بالعالم بإطلاق قنوات إعلامية موجهة لأطفالها وأجيالها الجديدة، والتى يتم استهدافها من قبل بعض القنوات التابعة لبعض الدول العربية والأجنبية تتضمن ثقافات أخرى مغايرة للثقافة الوطنية. وأشاد «بلال»، فى تصريحاته الخاصة لـ«الوطن»، بالدور الذى تقوم به القناة الوثائقية، لتبدأ مصر أخيراً بكتابة الحكاية والرواية برؤيتها وبوجهة نظرها، بعد أن كانت القنوات المعادية تنتج العديد من الوثائقيات على أجزاء، متضمنة بعض المغالطات والتضليل، وصلت إلى تشويه وتزوير التاريخ، معرباً عن سعادته بأن اليوم يشهد كتابة الدولة المصرية التاريخ والسياسة حسب رؤيتها، وهو أمر مهم جداً، وفى توقيت فى غاية الأهمية، كانت تقوم فيه قوى معادية بكتابة تاريخنا المصرى، وهو أمر غير مقبول، فتاريخ مصر لا بد أن يكتبه المصريون.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أكتوبر الجیش المصرى أیام النصر وهو ما

إقرأ أيضاً:

قوة مصر.. من «النصر» إلى «الغزل والنسيج» والبقية تأتى

تشهد الدولة المصرية طفرة كبيرة على المستوى الصناعى، حققت خلالها إنجازًا كبيرًا ونتائج مبشرة، ما يبعث الطمأنينة فى قلوب المصريين على مستقبل بلادهم، جاء ذلك برعاية واهتمام وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير ودعم الصناعة الوطنية، وإتاحة الفرص أمام الكيانات الاقتصادية للتوسع فى إقامة المزيد من الاستثمارات، كما تسعى الحكومة جاهدة لإزالة كافة العوائق التى تحول دون تحقيق هذا الأمر، من خلال تمكين القطاع الخاص للتوسع فى استثماراته، لتحقيق الاكتفاء الذاتى وخلق فرص عمل حقيقية للشباب، كل هذا إلى جانب إعادة بعض الشركات الكبيرة للحياة بعد فترة طويلة من الموات، والخروج عن الخدمة مثلما هو الحال مع شركة النصر للسيارات، وغيرها.

بعد سنوات طويلة من التوقف عن العمل خرج مارد الصناعة المصرى من «القمقم» وعاد المجد لشركة النصر لصناعة السيارات -إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام- بالإضافة لإعادة تطوير مصنع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، وهو ما اعتبره البعض نقطة فارقة فى تاريخ الصناعة المصرية.

تُعد شركة النصر للسيارات واحدة من القلاع الصناعية التى أسهمت بشكل كبير فى تعزيز الإنتاج المحلى للسيارات خلال عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، وقبل سنوات قررت الحكومة عدم السير فى طريق تصفية الشركة على غرار ما حدث مع العديد من شركات القطاع العام الكبرى كشركة الحديد والصلب وأسمنت بنى سويف وغيرها من عشرات الشركات والمصانع الكبرى التى شُيدت فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر.

ونجحت الحكومة الحالية فى إعادة الحياة للشركة بعد توقف ١٥ عامًا عبر الشراكة مع القطاع الخاص، باتفاقات تشمل شراكة مع كيانات صينية وسنغافورية وإماراتية لإنتاج الأتوبيسات والتكاتك، بجانب السيارات الملاكى التى من المنتظر أن يأتى إنتاجها ضمن المرحلة الأخيرة من تطوير الشركة.

تستهدف شركة النصر للسيارات فى المرحلة الأولى إنتاج حوالى ١٥٠٠ أتوبيس سنويًا، وفقًا لما تم الإعلان عنه فى احتفالية افتتاح الشركة الأخيرة والتى حضرها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ووزير  الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير، ويُعد هذا الهدف جزءًا من خطة إعادة التأهيل والتطوير التى تهدف للعودة بقوة للسوق المحلية وتعزيز صناعة النقل الجماعى فى مصر.

الدكتورة دعاء زيدان، مدير الاستثمار بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، قالت لـ«الفجر» إن إعادة تشغيل شركة النصر يعد تأكيدًا على أن الدولة عازمة على دعم التصنيع المحلى وتعزيز الاعتماد على المنتجات المحلية بدلًا من الاستيراد، موضحة أن عودة الشركة بعد ١٥ عامًا من التوقف، يأتى فى وقت حساس للغاية، حيث يعانى الاقتصاد المصرى من مشكلات التضخم وارتفاع أسعار الدولار، ما يجعل من الضرورى زيادة الإنتاج المحلى فى قطاعات استراتيجية مثل صناعة السيارات.

وأضافت أن هذه العودة، تحت إشراف القوات المسلحة، تمثل خطوة هامة لدعم الاقتصاد الوطنى وتعزيز الصناعة الوطنية، التى فقدت جزءًا كبيرًا من قوتها فى السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن شركة النصر كانت من الشركات القليلة التى تنتج اللوريات والجرارات الزراعية، والآن تستعد لدخول مرحلة جديدة من الإنتاج المتطور بما يتماشى مع رؤية مصر الصناعية.

من جانبه، أكد الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد، أن عودة تشغيل شركة النصر للسيارات يعد بمثابة رسالة قوية تدلل على جدية الدولة فى دعم الصناعات الوطنية، مضيفًا أن الوصول إلى تحقيق ذلك لم يكن سهلًا، حيث واجهت الحكومة العديد من التحديات فى إعادة تأهيل المصنع، بما فى ذلك تطوير البنية التحتية للمصنع وتحسين خطوط الإنتاج لتواكب أحدث التقنيات فى صناعة السيارات.

وأوضح «جاب الله»، أن هذه الخطوة لن تقتصر على استئناف الإنتاج فقط، بل ستعزز من قدرة الاقتصاد المصرى على تلبية احتياجات السوق المحلية من السيارات والأتوبيسات، بما يساهم فى تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير العملات الأجنبية.

كما أشاد محمد متولى، عضو شعبة السيارات بالغرفة التجارية، بعودة شركة النصر للسيارات والتى ستساهم فى عمل توازن داخل سوق السيارات لتصبح أسعار السيارات فى متناول المواطنين، خاصة  بعد الارتفاع المبالغ فيه لأسعار السيارات المستوردة عقب ارتفاع قيمة  الدولار، ولفت إلى أن الطاقة الإنتاجية للشركة فى الوقت الراهن  تصل لإنتاج  ١٠ سيارات فى الساعة الواحدة، أى بمعدل سيارة كل ٦ دقائق، مشيرًا إلى أن تكلفة خطوط الإنتاج الجديدة بلغت ٢٥ مليون دولار، ومن المتوقع بدء جمع خطوط الإنتاج فى نهاية العام الحالى.

مصنع الغزل والنسيج

كما نجحت الحكومة فى الانتهاء من تطوير أكبر مصنع للغزل والنسيج بالعالم فى المحلة الكبرى، حيث يوفر المصنع إيرادات تقدر بمليارات الدولارات من الغزل سنويًا، بجانب تلبية احتياجات السوق المحلية، حيث تكلف تطوير مصانع الغزل نحو٥٠ مليار جنيه، وتم الانتهاء من تركيب الماكينات بنسبة ١٠٠٪.

تعود بداية شركة الغزل والنسيج لعام ١٩٢٧ عندما تم تأسيسها كشركة مساهمة كإحدى شركات بنك مصر برأسمال ٣٠٠ ألف جنيه، وتمت زيادة المبلغ تدريجيًا عام ١٩٥٨ عقب ثورة يوليو لـ٤ ملايين جنيه مع الزيادة تدريجيًا، إلى أن تراجعت تلك الصناعة بمصر عام ١٩٩٤ عندما ارتفعت أسعار القطن، وأدى قرار تحرير تجارة القطن لتقليص المساحة المزروعة، مما أثر بشكل مباشر على صناعة الغزل والنسيج بشكل عام.

الدكتور خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، قال لـ«الفجر»،: «رأينا إنتاج مصنع غزل المحلة فى أسواق العالم، وكان الجميع يتهافت لشراء منتجات غزل المحلة، ولكن خلال الفترة الماضية حدث كم كبير من الخسائر الهائلة التى ضربت القطاع العام، وكان على رأسها شركة الغزل والنسيج بالمحلة».

وأضاف «الشافعى»: «بعد تطوير أكبر مصنع للغزل فى المحلة سينعكس ذلك إيجابيًا على نمو الاقتصاد المحلى وتوطين الصناعات المرتبطة بالغزل والنسيج، ومن المتوقع أن يتم تلبية احتياجات المزيد من المصنعين والمستهلكين بالسوق المحلية، ويصبح لدينا القدرات الكافية لزيادة الصادرات المصرية سواء من البذور أو القماش أو الإنتاج».

ويعتبر تدشين «مصنع غزل١» تنفيذًا لخطة إعادة هيكلة وتطوير الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج، بتكلفة تقترب من ٢٣ مليار جنيه، علامة فارقة فى تاريخ الصناعة المصرية، حيث يعد المصنع الأكبر فى العالم لإنتاج الغزول بطاقة تقدر بنحو ٣٠ طن غزل يوميًا، ويساهم فى توفير غزول بمليار دولار سنويًا يتم استيرادها من الخارج.

من جانبه أوضح الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، أن قطاع الغزل والنسيج يعد قطاعًا حيويًا للاقتصاد القومى، مضيفًا أن مصنع الغزل والنسيج يعمل بطاقة إنتاجية تتخطى ٣٠ طنًا يوميًا، ومن المتوقع أن يساهم بنحو ٧٪ من إجمالي الناتج القومى.

وأشار «عبده» إلى أنه: «خلال فترة من الفترات كانت صناعة الغزل والنسيخ قائمًا عليها الاقتصاد المصرى لذلك أطلق عليه الذهب الأبيض، لأنه يعمل على مساندة قطاعات أخرى، سواء كانت شركات صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، كما يهدف القطاع النسيجى لزيادة صادراته لتصل نحو ٢ مليار دولار سنويًا، لسد الفجوة بين الوارد والصادر فى منتجات الغزل والنسيج، ويعمل على توفير جزء كبير من المواد الخام التى يتم استيرادها من الخارج، وتقديم منتج محلى بنسبة ١٠٠٪».

وتابع: «إن المصنع يعد ضمن خطة الحكومة فى زيادة مساهمة قطاع الصناعة فى الناتج القومى من ١٤٪ لـ٢٠٪ سنويًا، وزيادة فرص العمل فى قطاع الصناعة لـ ٧ ملايين فرصة عمل»، مشيدًا بخطة الحكومة فى إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات وتشغيل مصنع الدلتا للصلب بهدف إحلال المصنع القديم لحديد التسليح بطاقة إجمالية ٥٠٠ ألف طن بيليت سنويًا، وبدء تطوير المصنع القديم لفلنكات السكك الحديد شرق المعصرة، بالإضافة لإعادة تطوير مصنع النصر للمواسير والنصر للمطروقات والنحاس، بما يساهم فى النهوض بالصناعة المصرية ودفع عجلة الاقتصاد المصرى.

مقالات مشابهة

  • «الأهلى المصرى» يتعاون مع المصرية البريطانية للتنمية العامة و«أجرى كاش»
  • للمرة الأولى.. الإحصاء يعلن مسح سوق العمل التتبعي لعام 2023
  • تصديري الغذاء: فرص واعدة أمام مركزات الطماطم المصرية بالأسواق العالمية
  • تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
  • إسراء بدر تكتب: صينية شائعات بالهذيان على طريقة قنوات الإخوان
  • قوة مصر.. من «النصر» إلى «الغزل والنسيج» والبقية تأتى
  • أحمد موسى: فيه دول كانت هتتاكل فى المنطقة لولا وجود الجيش المصرى
  • دوري أبطال إفريقيا.. الجيش الملكي يفشل في تحقيق اللقب القاري الثاني له في تاربخت بعد الهزيمة أمام مازيمبي
  • القادسية يذيق النصر طعم الهزيمة الأولى هذا الموسم
  • الحيرة القاتلة