بصوت هادئ ودقيق يبعث برسالة رعب، قال إنه "في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا، وتنكر الاحتلال ونكرانه للقوانين والقرارات الدولية، وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي، قررنا وضع حد لكل هذا"..

بتلك المقدمة، تحدثت صحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times)، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واصفقا إياه بـ"العقل المدبر" لعملية "طوفان الأقصى" العسكرية المتواصلة ضد إسرائيل منذ فجر السبت.

وتابعت أن "الضيف هو اسمه الحركي، ويشير إلى حرص المقاتلين الفلسطينيين على قضاء كل ليلة في منزل متعاطف مختلف؛ لتجنب الاستخبارات الإسرائيلية".

وأردفت: و"بعد أن طاردته إسرائيل لعقود، وكاد أن يُقتل في غارة جوية قبل 20 عاما يقال إنها أقعدته  على كرسي متحرك بعد أن فقد ذراعه وساقه، فإن قدرة الضيف على التفوق على الجيش الإسرائيلي أكسبته احترام الفلسطينيين".

وقال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، إن "الضيف بمثابة شخصية مقدسة ويحظى باحترام كبير، سواء داخل حماس أو بين الفلسطينيين".

وفي مقابلات، وصف محللون إسرائيليون وفلسطينيون الضيف، وبينهم أشخاص كانوا يعرفونه قبل أن يختفي في ظلال النضال، بأنه "هادئ وشديد الغضب وغير مهتم بالمنافسات الضروس بين الفصائل الفلسطينية".

وبدلا من ذلك، قالوا إنه كان عازما على تغيير طبيعة الصراع الإسرائيلي العربي، واستخدام المقاومة المسلحة كوسيلة لتحقيق ذلك؛ إذ يؤمن بأنه "يجب أن تقاتل الإسرائيليين داخل إسرائيل، وتدمر خيالهم بأنهم يمكن أن يكونوا آمنين في الأراضي المحتلة"، بحسب مقاتل فلسطيني تحول إلى سياسي والتقى بـ"الضيف" قبل سنوات.

كما قالوا إن قدرات "الضيف" على التطور ظهرت باستمرار، بموازاة "الإنجازات التكنولوجية للجيش الإسرائيلي، خلال الحرب الشرسة التي استمرت 11 يوما بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل في 2021".

اقرأ أيضاً

حاملة طائرات هجومية ومقاتلات.. أمريكا تبدأ دعم إسرائيل

محمد المصري

و"مثل آخرين في حماس، ينظر الضيف إلى اتفاقيات أوسلو، التي حملت في أواخر التسعينيات (من القرن الماضي) لفترة وجيزة وعدا بالتوصل إلى تسوية سلمية عبر التفاوض، باعتبارها خيانة للمقاومة وهدفها بإقامة دولة فلسطينية محل إسرائيل (القائمة على أراضٍ محتلة منذ 1948)"، وفقا للصحيفة.

وقال إيال روزين، وهو عقيد في قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي: إنه بهجوم السبت "حاول الضيف (...) تدمير إسرائيل. هذه إحدى الخطوات الأولى.. هذه مجرد البداية".

و"الضيف" صانع قنابل ومهندس برنامج مدته عشر سنوات لحفر شبكة من الأنفاق تحت غزة، واسمه محمد دياب إبراهيم المصري، وُلِد عام 1965 لأسرة لاجئة استقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، بحسب مسؤول إسرائيلي مطلع على ملفه الأمني في جهاز الأمن العام "الشين بيت".

ولا يُعرف عن "الضيف" سوى القليل حتى أن اسمه غامض، ويقول أشخاص عرفوه في الثمانينات إنه حتى ذلك الحين كان يحمل اسم "الضيف"، بينما قال آخرون إنهم عرفوه باسم ولادته"، وفقا للصحيفة.

وتابعت أنه "توجد صورة واحدة فقط له في المجال العام، وهو على المسرح المسرح من خلال فرقة تمثيلية انضم إليها أثناء وجوده في الجامعة الإسلامية في غزة، وهي معقل جماعة الإخوان المسلمين، الفرع المصري من الإسلام السياسي".

اقرأ أيضاً

بعد هجمات حماس.. محلل إسرائيلي: تل أبيب دخلت وضعا لم تعد تتحكم فيه بمصيرها

تلميذ المهندس

وبحلول الوقت الذي ولدت فيه "حماس" في أواخر الثمانينيات، التي اندلعت فيها نيران الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، كان "الضيف" في العشرينات من عمره، كما تابعت الصحيفة.

وأردفت: "في ذلك الوقت تقريبا، تقاسم غازي حمد، العضو في المكتب السياسي لـ"حماس"، زنزانة السجن مع الضيف بعد أن سجنهما الإسرائيليون، وقال إنه منذ بداية حياته في حماس، كان (الضيف) يركز على المسار العسكري.. كان لطيفا للغاية ووطنيا طوال الوقت ويرسم رسوما كاريكاتورية صغيرة لإضحاكنا".

ويقال إن الضيف تعلم على يد يحيى عياش، صانع القنابل الملقب بـ"المهندس"، والذي اغتالته إسرائيل في 1996 بهاتف محمول مفخخ بمتفجرات، وقد تدرج "الضيف" في صفوف كتائب القسام، وقال المسؤول الإسرائيلي إنه شارك في تصنيع أول الصواريخ البدائية.

وداخل "حماس"، بحسب المسؤول الإسرائيلي، كان "الضيف" معارضا لموافقة "حماس" على وقف القتال الذي اندلع بشكل متقطع، لاسيما خلال أربع حروب في 2009 و2011 و2014 و2021، مقابل سماح إسرائيل بدخول أموال إضافية إلى القطاع المحاصر أو المزيد من تصاريح العمل لسكان غزة.

غير أن هجوم السبت، "طوفان الأقصى"، "أنهى هذه الممارسة إلى الأبد، فالآن لن تكون هناك هدنة، بل انتقام فقط"، وفقا للمسؤول الإسرائيلي. و"يبدو أن هذا هو بالضبط ما أراده الضيف دائما"، كما ختمت الصحيفة.

وحتى مساء الأحد، أسفرت المواجهات عن مقتل 700 إسرائيل وإصابة أكثر من 2200 آخرين، بحسب القناة العيرية "12" (خاصة)، فيما استشهد 413 فلسطينيا، بينهم 78 طفلا و41 سيدة، وأصيب 2300، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: هجوم حماس يحمل أصداء مخيفة لحرب 1973.. والارتباك يسود إسرائيل

المصدر | فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة المقاومة إسرائيل فلسطين محمد الضيف طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

نشطاء يتداولون فيديو لقائد في الجيش الإسرائيلي قتلته المقاومة في غزة يتوعد فيه بالقضاء على حماس

#سواليف

أعاد عدد من النشطاء نشر مقابلة لقائد سرية في كتيبة الهندسة 601 الإسرائيلية #جلاء_إبراهيم الذي قُتل على يد #المقاومة في قطاع #غزة، يتحدث فيه عن التأكد من “إندثار” #حماس من غزة.

ووفقا لوسائل إعلام عبرية: “قتل جلاء إبراهيم جراء #صاروخ مضاد للدبابات في #رفح جنوب قطاع #غزة”.

وكانت القناة 11 العبرية قد أجرت معه مقابلة صحافية في وقت سابق مع إبراهيم قبل مقتله قال فيها: “مرة أخرى أقول إنه من المهم جدا في النهاية أن نتأكد من إخضاع هذه المنظمة (حماس) نتأكد من إندثارها قبل خروجنا من غزة”.

مقالات ذات صلة بيان مفتوح للتوقيع.. صادر عن لقاء المؤازرة للكاتب احمد حسن الزعبي والمنعقد في ديوان العبد الرزاق – اسماء 2024/07/07

وأضاف القتيل: “بعد أربعة أشهر من تواجدي هنا (في غزة)، نحن الكتيبة الأولى التي دخلت، ربما حتى الآن شاهدت مخربا واحد فقط أمام عيني يملؤهم الخوف ويختبئون وينتظرون لحظات ضعفنا ونحن نحاول منعهم دائما، لكنهم لا يجرؤون على مواجهتنا لأنهم يعرفون مدى قوتنا ومدى قوة الجيش الإسرائيلي”.

وبعد مقتل إبراهيم، ارتفع عدد العسكريين القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر إلى 680 عسكريا، وقبل أسابع أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد الجنود القتلى والجرحى إلى 4 آلاف و649 منذ السابع من أكتوبر الماضي.

من جانبها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الأحد أن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المستمر للقطاع منذ أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 38153 قتيلا، و87828 إصابة.

في تفاصيل جديدة ومثيرة عن الضابط الدرزي جلاء إبراهيم، يتبين أنه ينتمي لعائلة جميع أفرادها من الضباط والجنود في الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود. جده كان جنديًا في حرس الحدود الإسرائيلي وقُتل في طولكرم عام 1967 على يد المقاومة الفلسطينية.
عـ.ـائلة متجذرة في الحقارة والقذارة ،… https://t.co/BeHNGVkXTh pic.twitter.com/li55ug2GoZ

— Tamer | تامر (@tamerqdh) July 7, 2024

مقالات مشابهة

  • نشطاء يتداولون فيديو لقائد في الجيش الإسرائيلي قتلته المقاومة في غزة يتوعد فيه بالقضاء على حماس
  • هل تكذب إسرائيل في حجم خسائرها؟
  • حماس تنتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • حماس: ننتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق حوالي 20 صاروخا من لبنان على شمال إسرائيل
  • جنرال إسرائيلي يهاجم نتنياهو ويدعو للخروج من رفح
  • قادة الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن صفقة التبادل هي “الطريق الصحيح” حتى لو ظلت حماس في السلطة
  • الأونروا: جميع سكان غزة تقريبًا باتوا نازحين وسط هجوم إسرائيلي جديد
  • “كلاب وتعذيب”.. تفاصيل مروّعة لمعتقلين داخل سجون إسرائيل
  • جرائم في سجون الاحتلال.. معتقلون فلسطينيون يتهمون إسرائيل بتعذيبهم