أم تعرض ابنتها للبيع والاتجار بالبشر بالعراق يحتاج الى تشريعات صارمة
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
8 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الأحد، القبض على أم عرضت ابنتها وفتاة هاربة من ذويها “قاصرتين” للبيع مقابل ست ملايين دينار عراقي، فيما تتعدد أسباب ظاهرة الاتجار بالبشر وبيع الابناء في العراق، واول هذه الاسباب، هو الفقر.
وقالت الوزارة في بيان إن مفارز وكالة الاستخبارات المختصة بمكافحة الجريمة المنظمة في بغداد تلقت معلومات دقيقة عن قيام امراة بعرض ابنتها و فتاة هاربة من ذويها القاصرتين مقابل مبلغ مالي وقدره 6 ملايين دينار عراقي.
و المتهمة، اقدمت على عرضهما للبيع لاشخاص مجهولين غير مبالٍية بمصيرهم مقابل مبلغ قدره ست ملايين دينار عراقي، وقد دونت اقوالها واحيلت الى الجهات التحقيقية المختصة في الاتجار بالبشر استعداد لمثولها امام القضاء.
وقبل اسابيع، أعلنت وزارة الداخلية عن عن القبض على عصابة مكونة من 4 نساء ورجل، حاولت بيع طفل عمره 5 أيام في بغداد بمبلغ 25 مليون دينار عراقي (حوالي 20 ألف دولار).
وفي 21 مايو 2023، أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية عن القبض على عصابة ، حاولت بيع طفل عمره 10 سنوات في بغداد بمبلغ 10 ملايين دينار عراقي (حوالي 8 آلاف دولار).
وتدفع الظروف الاقتصادية الصعبة تدفع بعض الأسر إلى بيع أبنائها من أجل الحصول على المال.
ويرجع مراقبون الظاهرة الى ضعف القوانين والتشريعات التي تجرم هذه الظاهرة، مما يجعلها سهلة الحدوث.
ويقول الخبير الاجتماعي حسن الكلابي ان انتشار الجهل والأمية يجعل الناس أكثر عرضة للاستغلال من قبل عصابات الاتجار بالبشر.
و شهد العراق في السنوات الماضية العديد من الحوادث المتعلقة بالاتجار بالبشر وبيع الابناء، منها في العام 2022، حيث أعلنت وزارة الداخلية عن القبض على عصابة مكونة من 5 أشخاص، حاولت بيع طفل عمره 3 سنوات في بغداد بمبلغ 5 ملايين دينار عراقي (حوالي 4 آلاف دولار).
وفي 2021، أعتقل أفراد عصابة حاولت بيع طفل عمره 7 سنوات في بغداد بمبلغ 7 ملايين دينار عراقي (حوالي 6 آلاف دولار).
و تسعى الحكومة العراقية إلى مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر وبيع الابناء من خلال اتخاذ مجموعة من الاجراءات، منها تشريع قانون جديد يجرم هذه الظاهرة ويشدد العقوبات على مرتكبيها وزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر هذه الظاهرة فضلا عن تعزيز التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الاتجار بالبشر وزارة الداخلیة هذه الظاهرة القبض على
إقرأ أيضاً:
البْصَرة عراقيَّة.. لا عَلويَّة ولا عثمانيَّة
آخر تحديث: 16 أبريل 2025 - 11:38 صبقلم: رشيد الخيّون نعيش زَمناً نهمس في دواخلنا: أنحن أبناء القرن الحادي والعشرين، وأدركنا منتجات العقل البشري في اِختراعاته واكتشافاته الهائلة؟ بينما تجدنا ضائعين في الأعجبَ والأغربَ مِن الأوهام! زمن يحلق بنا بأجنحة التَّخلف، حتَّى صرنا كما قال ابن حِلِّزَة اليشكريّ (قبل الإسلام)، في نشوه وصحوه، وهو ما ليس في المعلقة: «إذَا انتشيتُ فَإِنَّنِي/ رَبُّ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ/ وَإِذَا صَحَوْتُ فَإِنَّنِي/ رَبُّ الشُّوَيْهَةِ وَالْبَعِيرِ»، ومنها البيت الذَّائع: «وأحبها وتحبني/ ويحب ناقتَها بعيري»(المغربيّ، نشوة الطَّرب).
دعا الاِنتشاء بنزاعات الماضي صاحب عِمامة سوداء، يقف محمساً الأتباع بهتاف «البصرة علويَّة»، وهي مجرد إغفاءة، ما أن يستيقظ منها، الخطيب والجمهور، سيجدون أنفسهم بين ركام مِن المآسي. تجده بالوهم ملكَ الخورنق والسّدير، قصري النّعمان بن المنذر بالحِيرة، وإذا البَصرة التي يخاطبها بمجدٍ علويّ، يطلب صبيانها الماء العذب، وكانت أم الماء، ويستورد أهلها التّمر، وكانت أمَّ النّخيل، لكنَّ «كلّ خَاطِبٍ عَلى لِسَانِهِ تَمْرَةٌ» ما يراه لنيل حاجته (الميدانيّ، مجمع الأمثال).
سَلخ هتاف «البَصْرة علويّة» البَصْرة عن العِراق، عشية مباراة كرة، على أرض البَصرَة، ويصادف تاريخها طعن عليّ بن أبي طالب، ثم وفاته (21 رمضان 40هج)، وموعد المباراة ليس بيد حكومة البَصْرة ولا العراق كافة، إنما توقيت خاص مِن «الاتحاد الدُّولي لكرة القدم» (الفيفا)، وحسب تقدير صاحب الهتاف أنَّ البَصْرة، إذا سمحت بالمباراة، في عشية المناسبة، ستكون «عثمانيَّة»، نسبةً إلى عثمان بن عفان (قُتل: 35هج)، وتعود إلى أجواء معركة «الجمل» (36هج) حيث البْصَرة! فحسب أصحاب المنابر، على العِراق ألا يحسب للعالم حساباً، تُحدد أفراحه وأتراحه بالولادات والوفيات، ونزاعات قبل أربعة عشر قرناً.
لم يكفِ صاحب العِمامة الجدل، الذي ملأ الكُتب في هذه القضية وغيرها مِن السّابقات، تراه أعادنا إلى الجدل بين معتزلة البصرة ومعتزلة بغداد، وعليه صُنف معتزلة البَصْرة عُثمانيَّة سُنيَّة، ومعتزلة بغداد علويّة زيديَّة، ويومها كتب الجاحظ (ت: 255هج) رسالة عُرفت بـ«العثمانيَّة»، رابطاً الأفضلية بين الأربعة الرَّاشدين، حسب القِدم في الخلافة، فردها عليه المعتزليّ البغداديّ أبو جعفر الإسّكافيّ (ت: 240ه) في «نقض رسالة العثمانيّة»، ولأنَّ الجاحظ كان أستاذاً في زَمنه تجاهل الإسكافيّ.
حصل أنّ «دخل أبو عثمان (الجاحظ) صف الوَّراقين (سوق الكُتب) ببغداد، فقال: مَن هذا السّواديّ (الريفيّ) الذي بلغنا أنه يعرض لنقض كُتبنا! والإسكافيّ جالسٌ، فاختفى حتَّى لم يره» (فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة). غير أنّ الجاحظَ إذ جعل التَّفضيل حسب تسلسل الخلافة، مقابل الإسكافي وأصحابه، الذي قالوا بالفاضل والمفضول، كان يكن لعليّ كلّ التقدير، وكَتب في خصومه رسالة «النَّابتة» (رسائل الجاحظ)، والتي سميت أيضاً بـ«رسالة بني اُميَّة»، ومع ذلك، صنّفه الفقيه الشّيعيّ أحمد بن موسى بن طاووس (ت: 673هج) في: «المقال الفاطميَّة في نقض رسالة العثمانيَّة» مِن النَواصب، والنَواصب، الذين يسيئون لآل البيت، هم عند فقهاء السّنّة، مثل الغلاة بهم عند فقهاء الشِّيعة، خارج الإسلام.
كيف يُعتبر الجاحظ ناصبيَّاً وهو القائل: «وقال عليّ رحمه الله: قيمة كلِّ امرئ ما يحسن. فلو لم نقف مِن هذا الكتاب إلا على هذه الكلمة، لوجدناها شافية كافية، ومجزئة مغنية، بل لوجدناها فاضلة عن الكفاية، وغير مقصرة عن الغاية» (البيان والتبيين).
أقول: ماذا تجني البصرة مِن علويتها أو عثمانيتها، والقوم اختلفوا وتصالحوا، وماذا يجني العِراق مِن خطاب مأزوم، غير جهلٍ تراكميّ، وربّما لا يهم صاحب الهتاف أمر العِراق، وهو مِمَن سمنت نحورهم بخيره، فمِن حقّه إذا تمثل بما تمثل عبيد الله بن الحر (قُتل: 68هج): «لا كوفة أمّي ولا بَصْرة أبي/ ولا أنا يثنيني عن الرِّحلة الكسل» (الطّبريّ، تاريخ الرُّسل والملوك)، فقلبه لا يعتصر على بلد يهدمه الطّائفيون، مِن أمثاله، «حجراً حجراً»، فليس له مصلحة ببَصرة عراقيّة عامرة، لا عثمانيّة ولا علويَّة.