”إسرائيل” تلفظ أنفاسها الأخيرة.!
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالاً للكاتب الصهيوني الشهير (آري شبيت) يقول فيه : يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال..
بدأ "شبيت" مقاله بالقول : يبدو أننا إجتزنا نقطة اللا عودة ، ويمكن أنه لم يعد بإمكان "اسرائيل" إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة .
إذا كانت "الإسرائيلية" واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن "إسرائيلي" ، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس .
من هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة "دولة إسرائيل" وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنشاهد الدولة اليهودية الديمقراطية وهي تغرق. يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد.
ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللا عودة بعد. ويمكن أنه ما زال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد.
وتابع الكاتب، أضع اصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد ، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني، أن ترامب وكوشنير وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال.
وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان. القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ "إسرائيل" من نفسها، هم "الإسرائيليون" أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض.
وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت.
ويؤكد الكاتب في صحيفة هآرتس : أن "الإسرائيليين" منذ أن جاؤوا إلى فلسطين ، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ. ومن خلال استغلال ما سمي المحرقة على يد هتلر «الهولوكوست» وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي "أرض الميعاد"، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وحشاً نووياً.
واستنجد الكاتب بعلماء الآثار الغربيين واليهود، ومن أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب، الذي أكدوا "أن الهيكل أيضاً كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود ، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية ، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك ... وكان آخرهم عام 1968 م، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة «كاتلين كابينوس»، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير "الإسرائيلية"، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى ... حيث قررت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون "مبنى إسطبلات سليمان" ، ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً ، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين ، وهذا رغم أن «كاثلين كينيون» جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين ، لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ "الشرق الأدنى".
وشدد على القول أن لعنة الكذب هي التي تلاحق "الإسرائيليين"، ويوماً بعد يوم، تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي ، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا. يدرك "الإسرائيليون" أن لا مستقبل لهم في فلسطين ، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا .
ها هو كاتب آخر يعترف، ليس بوجود الشعب الفلسطيني، بل وبتفوقه على "الإسرائيليين"، هو (جدعون ليفي) الصهيوني اليساري، إذ يقول : يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا على شبابهم الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، وقلنا ستمر بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ 87 .. أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون .
وبعد سنوات، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000 ، أكلت الأخضر واليابس، قلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار ، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة.. وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية ، حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي "الإسرائيلي" (عاموس)؟ ويدخلون الرعب إلى كل بيت في "إسرائيل"، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية "الاسرائيلية" .
خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال .
عنوان المقال : "اسرائيل" تلفظ انفاسها الاخيرة الكاتب : آري شبيت المصدر : صحيفة هآرتس العبرية.
* نشر المقال عام 2021
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: یبدو أن
إقرأ أيضاً:
إطلاق تحالف عالمي بإسطنبول لتوحيد جهود مقاومة الاحتلال في فلسطين
أُعلن في العاصمة التركية إسطنبول أمس السبت إطلاق التحالف العالمي لمناهضة احتلال فلسطين (ساند) الذي يعد مبادرة تهدف إلى توحيد الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن قضايا الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير.
وجاء الإطلاق في ختام فعاليات مؤتمر دعا إليه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وبمشاركة واسعة من ناشطين ومنظمات تمثل 32 دولة.
ويسعى هذا التحالف إلى إنشاء هيكل موحّد لمقاومة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وقمعه العابر للحدود، يكون قادرا على التحرك بحزم لدعم الشعب الفلسطيني، وذلك باستخدام كل الوسائل المتاحة لتفكيك الاحتلال غير القانوني، وفقا للبيان الختامي الصادر عن المؤتمر.
المؤتمر يدعو إلى التنسيق الإعلامي وتوحيد الجهود الإعلامية لنشر الرواية الفلسطينية (الجزيرة) الأهدافوأكد البيان كذلك أن هذا التحالف جاء استجابة للغياب الواضح لتحرك المؤسسات الدولية أمام الانتهاكات المستمرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والتي تشمل الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاستيطان وجرائم الحرب.
وفي ظل هذه التحديات المستمرة التي تواجه الشعب الفلسطيني، تبرز أهمية الجهود وتعزيزها لتحقيق العدالة الدولية، وذلك من خلال:
أولا: المساءلة الدولية وتقديم مرتكبي الجرائم الإسرائيلية إلى المحاكم الدولية. ثانيا: تعزيز التضامن العالمي من خلال تنظيم الحملات والمظاهرات التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني. ثالثا: فضح جرائم الاحتلال ونشر وعي عالمي حول انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها الاحتلال. رابعا: التنسيق الإعلامي وتوحيد الجهود الإعلامية لنشر الرواية الفلسطينية. خامسا: إنشاء منصة موحدة تجمع الناشطين والمؤسسات من مختلف أنحاء العالم لتنسيق الجهود الإعلامية والقانونية والدبلوماسية والعمل الشعبي للتصدي للاحتلال وتحقيق الحرية والعدالة. سادسا: تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والإنسانية، والسعي إلى حماية أرواح الفلسطينيين والدفاع عن حقهم في تقرير المصير. مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة دعما لغزة (الجزيرة) تضامن عالميويمثل هذا التحالف استثمارا للجهود الشعبية التي تضامنت مع القضية الفلسطينية خلال الفترة الماضية في صورة أنشطة وفعاليات ومظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
إعلانوعن هذا التضامن، يقول رئيس الهيئة العامة في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج خوري سمعان إنه رغم كثرة الضحايا والشهداء والدمار الذي سبّبه الاحتلال الإسرائيلي، وصمت الدول الغربية والإسلامية أيضا، فإن "شعوب العالم وقفت معنا".
وأشار خوري -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أن ذلك تمثل في خروجهم إلى الشوارع للدفاع عن فلسطين، والتنديد بالمجازر الجارية هناك. ولهذا السبب، و"رغم وقف إطلاق النار، فإننا نواصل العمل على تشكيل تحالف عالمي نصرة لفلسطين".
وأضاف أن هذا التحالف سيظل مستمرا، إذ شاركت فيه ما يقارب 32 دولة، وضمّت المشاركات ممثلين مدنيين عن هذه الدول وعن طلاب الجامعات والبرلمانات والنقابات العمالية.
سمعان خوري: الرواية الإسرائيلية باتت مرفوضة لدى كثير من شعوب العالم (الجزيرة)وفي هذا السياق، قال سمعان "لقد رأينا كيف بدأت شعوب العالم تدرك حقيقة القضية الفلسطينية، وباتت الرواية الإسرائيلية مرفوضة لدى كثير من هذه الشعوب، وتقف حاليا إلى جانب الشعب الفلسطيني في ظل ما يعانيه من عذاب وجوع وقتل وتنكيل".
يذكر أن التحالف الدولي لمناهضة الاحتلال في فلسطين -بعد إطلاقه- يمثل طيفا واسعا من المشاركين الذين يمثلون نقابات عمالية واتحادات طلابية وبرلمانات وجمعيات مدنية من أنحاء العالم، والذين عبروا خلال مشاركاتهم في فعاليات إطلاق التحالف عن التزامهم بمواصلة دعم القضية الفلسطينية، معتبرين أن هذا التحالف يعدّ خطوة نوعية في مسار تحرير فلسطين.
ويتزامن إطلاق هذا التحالف مع دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، بعد عدوان إسرائيلي استمر نحو 470 يوما وأسفر عن أكثر من 46 ألف شهيد، وإصابة نحو 111 ألفا، بالإضافة إلى عدد غير معلوم من المفقودين تحت ركام منازلهم.