الإنسانية.. المبدأ الذي لا تتجاوزه الحكومة
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
ينظر في عموم العالم إلى الحكومات على أنها كيانات كبرى أقرب إلى الآلات يشعر معها الفرد، المواطن، بالإرهاق أو التجاهل.. لكن هذه النظرة لا تنطبق في الحقيقة على كل الحكومات في العالم؛ فهناك حكومات حطّمت هذه الصورة النمطية وأظهرت في كل المواقف الجوانب الإنسانية والاهتمام بالناس مهما كانت قوة صوتهم.. فهم في البدء والختام مواطنون تحميهم القوانين، ولكن تنظر إليهم الحكومة أيضا بالنظرة الإنسانية التي تشعرهم بالحماية الدائمة.
لم يكن ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء خلال أشهر الصيف مجرّد مصدر قلق مالي، لكن الأمر في جوهره يمس الحياة اليومية للمواطنين، ما يزيد من الضغوطات المالية عند الكثير من الأسر.
إن الاستجابة السريعة التي جاءت من الحكومة لعمل «مراجعة شاملة لتكاليف قطاع الكهرباء بما لا يؤثر في جودة تقديم الخدمة، وإيجاد البدائل والحلول المستدامة لمعالجة هذا الأمر خلال أشهر الصيف في الأعوام القادمة» يدل دلالة قاطعة على اهتمام الحكومة الكبير بتوفير أفضل سبل العيش للمواطن والعمل الجاد على تذليل التحديات التي تواجهه.. كما أن الأمر يأتي في سياق توفير الحماية الاجتماعية للمواطن وتقديم الدعم له متى ما كان ذلك ممكنا ومتاحا.
ولم يقتصر توجيه مجلس الوزراء على معالجة التحديات قصيرة المدى فقط، بل كان التوجيه بإيجاد «بدائل وحلول مستدامة». ويضمن هذا النهج التطلعي عدم معالجة قضايا اليوم فحسب، بل معالجة المخاوف المستقبلية المحتملة استباقيًا.. وإلى حين الانتهاء من وضع تلك الحلول المستدامة فقد تقرر رفع نسبة التخفيض المقررة سابقًا على فواتير الكهرباء -للفئة السكنية- من 15% لتكون 30% من إجمالي قيمة الفاتورة لجميع المشتركين أصحاب الحسابات الأساسية وحسابات الدعم الوطني لشهري يوليو وأغسطس 2023م.
ولكن بعيدًا عن هذا القرار، فإن ما يبرز حقا هو الرسالة الأساسية: الحكومة تستمع. إنها لا تعمل في عزلة ولكنها تحافظ على حلقة ردود الفعل مع المجتمع، والسرد لا يدور حول التسلسل الهرمي للسلطة، فهو الأمر يتعلق بالنمو التكافلي والاحترام المتبادل. ويعرض هذا التفاعل نموذجا يتمحور حول الإنسان، ويعطي الأولوية لتوفير سبل العيش الكريم للمواطن.
إن التحديات جزء لا يتجزأ من التطور المجتمعي، ومع ذلك، فإن مقياس نظام الحكم القوي والرحيم لا يكمن فقط في قدرته على توقع هذه التحديات والتخفيف من حدتها، ولكن أيضا في قدرته على الاستجابة بسرعة وإنسانية عندما تنشأ بشكل غير متوقع.
ولا بد أن نشعر بالكثير من الثقة في حكومتنا التي تثبت دائما أنها تعمل من أجل توفير كل سبل العيش الكريم للمواطن.. وأنها تسمع صوته وتفهم المنطق الذي يستند إليه.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يوافق على قانون الإجراءات الجنائية من حيث المبدأ
وافق مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، من حيث المبدأ على مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد.
وأعلن رئيس النواب، أن الجلسات المقبلة، ستشهد مناقشة مواد مشروع القانون بمنتهى التأني للخروج بقانون يليق باسم مصر.
وقال رئيس مجلس النواب: في سابقةٍ قد تكونُ الأولى من نوعها في تاريخِ البرلمانِ المصري، تَحقَّقَ اليومَ أمامَنا مشهدٌ فريدٌ من نوعهِ، حيثُ جرى مناقشةُ مشروعِ قانونٍ - من حيثِ المبدأِ - على مدارِ هذا العددِ غيرِ المسبوقِ من الجلساتِ، إذ خاضَ مجلسُكم الموقرُ في مداولاتٍ مستفيضةٍ حولَ مشروعِ قانونِ الإجراءاتِ الجنائيةِ في اثنتي عشرةَ جلسةٍ، وهو ما يَكشفُ عن عظمِ أهميةِ هذا المشروعِ وأثرهِ على المجتمعِ، ويُجَلِّي في الوقتِ نفسهِ حرصَ المجلسِ البالغِ على أن يوليهِ من العنايةِ والدقةِ ما يتناسبُ مع انعكاسِ هذا المشروعِ على العدالةِ وحقوقِ الإنسانِ والمواطنِ.
وأشار إلى أن هذه الجلساتُ شهدت حضوراً غيرَ مسبوقٍ من السادةِ النوابِ، الذين قدَّموا آراءهم الرفيعةَ بكلِّ أمانةٍ، برؤيةٍ تتسعُ لتشملَ مختلفَ الاتجاهاتِ الفكريةِ والانتماءاتِ الحزبيةِ، مما جعلَ من هذه الجلساتِ مدرسةً في الحوارِ والتفاعلِ الديمقراطيِّ، ولم تقتصرِ المداولاتُ على أعضاءِ المجلسِ فحسبُ، بل شهدتْ هذه المناقشاتُ توافدَ أعضاءِ اللجنةِ الفرعيةِ من غيرِ أعضاءِ المجلسِ، الذين جلبوا بينَ طياتهم الآراءَ القيمةَ التي نقلوها من مختلفِ الجهاتِ والنقاباتِ المعنيةِ، فتحققُ بذلك تفاعلٌ مجتمعيٌّ يعكسُ التغييرَ العميقَ الذي يطرأُ على شرعيةِ الإجراءاتِ الجنائيةِ في مصرِ.
وقال رئيس النواب: أما اليومَ، فتُختتمُ مداولاتُ المجلسِ حولَ مشروعِ القانونِ من حيثِ المبدأِ، ونفتحُ أمامَ أنفسِنا البابَ للمضيِّ قدماً في دراسةِ موادهِ بعمقٍ، بما يتيحُ لنا إدراكَ كلِّ زاويةٍ، وتحليلَ كلِّ جزءٍ من هذه المنظومةِ القانونيةِ، على أن يتمَّ ذلكَ بتدبرٍ وعنايةٍ في الجلساتِ المقبلةِ.
وأضاف، أودُّ أن أُلفتَ انتباهَ حضراتِكم إلى أنَّ مناقشةَ الموادِ ستكونُ بشكلٍ متتابعٍ، وفقَ تقسيمٍ مُعدٍّ مسبقاً، وسيتمُّ إبلاغُكم بما سيتمُّ مناقشتهُ من موادٍ في كلِّ جلسةٍ على حدةٍ من خلالِ جداولِ الأعمالِ التي ستُنشرُ عبرَ التطبيقِ الإلكترونيِّ الخاصِّ بالسادةِ الأعضاءِ.
واختتم كلمته بقوله «لذلك، أهيبُ بكم جميعاً، قبلَ أن تتقدموا بأيِّ مقترحاتٍ للتعديلِ، أن تتأنوا في قراءةِ نصوصِ موادِ المشروعِ بدقةٍ، وأن تتفحصوا أهدافه وفلسفته بعينٍ فاحصةٍ، حتى تكونَ مقترحاتُكم متسقةً مع أحكامِ الدستورِ ومعاييرِ العدالةِ، ومتوافقةً مع حقوقِ الإنسانِ والمواطنِ في الجمهوريةِ الجديدةِ التي نطمحُ جميعاً لبنائها».
اقرأ أيضاًرئيس مجلس النواب يلتقي السفيرة الأمريكية بالقاهرة
مجلس النواب يستأنف مناقشة قانون الضمان الاجتماعي